المحرر موضوع: لمناسبة اربعينية المطران جاك اسحق ذكرياتي مع التلميذ كامل و بيت الطقوس الاولى  (زيارة 659 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رياض شابا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لمناسبة اربعينية المطران جاك اسحق
ذكرياتي مع التلميذ كامل و بيت الطقوس الاولى
رياض شابا
ما يزال المكان ماثلا امامي ، بيت يجاور عيادة الدكتورة سيرانوش الريحاني ، في زقاق متفرع من شارع نينوى العريق ، نتسلقه عبر درجات عريضة ، لطالما استمتعنا بالقفز فوقها ، قبل ان يفتح لنا الباب ، و نهبط الى حوش و اسع بغرف عدة ، تتوسطه حديقة صغيرة مسيجة ، ذات زهور كثيرة يتسيدها جمبد موصلي عبق يغريك بالتامل و المداعبه ، لكن لا : " الاقتراب ممكن ، اللمس عند الضرورة،، الشم مسموح ، القطف ممنوع بتاتا الا باشراف سيد البيت" ! فتلك هي تعليمات يوسف مار ايليا " خالي يوسب " الاسم الذي كان ابي يناديه به و نحن من بعده .
كهل ورع ، لطيف المعشر، يعتمر سيدارة لا ينزعها الا عند عودته بعد الظهر من الوظيفة " مالية متصرفية الموصل "، و ظلت تلازمه حتى بعد تقاعده و انتقاله الى السكن في بغداد ، غارق في كتب الدين و التاريخ و التراث و الخط " الكلداني و العربي " ، و هو يستخدم "سلايات "مهذبة و دواة و ادوات رافقته حتى اخر يوم من حياته . و كنا كبارا و صغارا نراقبه و نصغي اليه باحترام و حب شديدين ، حيث "يفرض" هيبته و ينشر وجوده الطمانينة في المكان .
شقيقتي باسمة تشارك انجيل و صبرية و عفيفة " الكبرى " احيانا ، و شقيقي باسم ينشغل مع سالم ، و انا و حازم نتكلم في الدراسة و الكتب و السينما ، و التهيئة لعيد الصليب " اذا ما صادف وجودنا في ايلول " حيث نشعل الاضواء و الشموع و نطلق الالعاب النارية ، و يحصل هذا كلما صادف وجودنا في بيت اتخذناه من بين بيوت عدة ، محطة و نحن في طريقنا الى القوش او العودة منها ، عندما كان و الدي يعمل في مستوصفات ارياف كويسنجق بناحية طقطق " اربيل" او قرية بارا الايزيدية في قضاء سنجار الموصلي .
و وسط صخبنا و ضجيجنا حينا ، و هدوئنا في احيان اكثر ، تشخص عيوننا صوب الباب دائما في انتظار شقيقهم السادس " كامل " تلميذ " السمينير " في نزلته الدورية من معهد مار يوحنا الحبيب القريب من المكان ، كي يحدثنا عن تعليمه و هو يعيش الطقوس الاولى ، و ليوزع علينا هداياه من صلبان و صور و ميداليات تمثل يسوع المسيح و امه مريم و القديسين ، و مفاجات اخرى ، مثل ان يطلب شرشفا ابيض و قراصات و منضدة مرتفعة ، تهرع والدته هيلانه مع والدتي جوري و " ببي " الفتاة الطيبة القيمة على البيت ، لتلبية طلباته ، ثم سرعان ما ان تطفا الاضواء ليعرض لنا سلايدات مدهشة عن القدس و بيت لحم و البحر الميت و لورد و فاطيما و الفاتيكان و غيرها .
هو يكبرني بتسع سنوات ، لكننا اصبحنا صديقين مقربين بمرور السنوات، و عندما كبرت و تقدمت في مراحل الدراسة و المطالعة ، بتنا نتحدث عن التاريخ و الجغرافيا و اللاهوت و الناسوت ، يشاركنا حازم و و الدي و والده اسحق كتو العصامي المحبوب " خياط الشال و شبوك و الازياء الرجالية الالقوشية و الكردية والايزيدية و التيارية _ الجبلية المعروفة في قرى و ارياف لواء الموصل الذي كان يضم اقضية عدة منها قضاء دهوك والعمادية و عقرة و عين سفني " الشيخان " مع بلدات و قصبات اخرى معروفة .
في هذا المحيط و تلك الاجواء،حيث ترتفع بكثرة ملحوظة ابراج كنائس و منارات جوامع . و تختلط الاجراس والتراتيل مع رفع الاذان و الصلوات و الادعية ، نشا كامل ، و بدأ طقوسه الاولى في الطريق الذي نذر له نفسه و بقية حياته .
في فترات و جودنا في الموصل ،حيث سكنا بيتا مجاورا لهم احدى السنين و خلال زياراته الينا وحيدا او مع زملائه و اهله عندما صرنا في القوش ، كان قد قطع مراحل جديدة في خدمته الكنسية ، و لما صرنا جميعا في بغداد التي اجتذبت الكثير من العائلات ، سكنوا لفترة في بيت عمتي شكرية حيث توطدت صداقتي مع ثائر ابنها و شقيقه حازم ، بينما صار شقيقي عماد المصور المعروف بحكم مهنته الاقرب اليه و اوفرنا حظا في لقائه ، هو الذي صور سيامته المطرانية و رافقه الى اربيل عندما تولى شؤون ابرشيتها . بينما استمرت الصلة بين العائلتين رغم ان الصحافة اخذتني بعيدا عن اشياء و واجبات كثيرة ، لكن والدته كانت تقص علي كلما التقينا و بفرح كيف انها تقرا "مقالاتي" المقصود تحقيقاتي " ل " خالي يوسب " و زوجته المحبوبة رفقة ، فيستمعان اليها بزهو و اهتمام . و كنت في كثير من الاحيان و بحكم عملي لسنوات طويلة في مجلة" الاذاعة والتلفزيون" استقصي اخبار الكاهن ثم الاسقف جاك من ابن عمهم نوئيل كتو الذي كان مسؤولا في حسابات المؤسسة العامة للاذاعة و التلفزيون ، اذ يجمعنا مبنى مشترك هو العمارة التي شغلتها وكالة الانباء العراقية لسنوات عدة في الصالحية .
و قبل ذلك كان المطران جاك قد درس في روما حيث حصل على الدكتوراه في العلوم الشرقية _ قسم الليتورجيا عام 1970، و في العراق و الموصل و بغداد غالبا ، تولى مناصب كنسية و كهنوتية و تدريسية عدة بامكان الراغب في معرفتها الاطلاع عليها بمراجعة سيرة حياته ، كما عرف باهتمامه بالامور الطقسية و الحانها ، و له العديد من الاصدارات من بينها الكتب و الدوريات و المجلات ، فقد ساهم في انطلاق مجلة " الفكر المسيحي " و صاحب امتياز مجلة " بين النهرين " و رئيس تحريرها و كذلك مجلة " نجم المشرق ".
" اهلا زميلي العزيز " سمعتها منه عندما التقيته ذات ظهيرة في استعلامات احدى دور النشر في بغداد لا تحضرني اللحظة للاسف ، و هو يتابع شؤونه الصحفية ، تعانقنا و تبادلنا حديثا قصيرا ، عرضت عليه المساعدة و حاولت استبقاءه على الغداء لكنه اعتذر ، كان كاهنا و معاونا بطريريكيا للشؤون الثقافية يومذاك ، ثم لم اره عبر سنوات الا بضع مرات ، لكن علاقات عائلتينا ظلت قائمة عبر اهله جميعا و حسب مجريات الحياة ، كانوا يزورون والدي في فترة مرضه الاخيرة وخصوصا ابن شيقته الكبرى عفيفة الدكتور الشاب المتمكن سعد يونس جنو و ابن شقيق الطبيب المعروف في بغداد و البصرة نافع جنو .
الان اشعر حقا بفداحة خسارتنا لذلك النجم الذي انطفا ، لكن نوره و اصداء تلك الطقوس تبقى مشعة بيننا و في كنائسنا ، له الراحة الابدية و لروحه السكينة والسلام و ايضا لارواح الراحلين الذين ورد ذكرهم في سطوري هذه ، و الصحة و طول العمر للاحياء منهم .
وداعا "كامل " ، سيبقى اسمك و روحك و اثارك حية تتناقلها الاجيال .
الصور الارشيفية من فيس بوك الاستاذ جوزيف بهني . و قد اقتبست ايضا اضاءات عن الجد الراحل .
يوسف القس ايليا هومو
شماس و خطاط ، ولد في القوش يوم 8 _ 6 _1893 . تعلم الخط السرياني على والده . تفنن في الخط الاسطرنگيلي و ادخل عليه النقوش النباتية ، ساعد والده في ترميم المخطوطات القديمة .
ترك لنا اربع مخطوطات (ذُكِر منها) الرهبانية 778 لسنة 1912و كان تلميذا ، و 736 لسنة 1913 .
له كتابات جدارية جميلة في كنيسة دير الربان هرمزد و هيكل مريم العذراء في القوش و في غرفة والده و على ضريح والده .
وضع مذكرات باللغة العربية و منها نسخة خطيةبحوزة حفيده المطران جاك اسحق كتو . رحل من هذا العالم يوم 3_11_1975 .


غير متصل aziz17

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 288
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز رياض شابا المحترم
  تحية أخوية
  أشكر الله من أجلك ومن أجل هذه الأسطر الجميلة من خلال ماعرفته  حضرتك عن مثلث الرحمات مار جاك أسحق رحمه الله بوافر رحمته وأنعم على
  روحه الطاهرة فرح الملكوت مع الأبرار والقديسين ، حقيقةً مهما كتبنا عليه قليلة فأنه كان وسيبقى كبيراً بخدمته وبقلبه المتواضع ومحبته لخدمة ومحبة
 الجميع على مثال راعي الرعاة يسوع الخلص ، بشاشة الوجه المشع بالحكمة والحنكة والعلم وأسلوبه المقنع وشجاعته الكبيرة لم أنساها أبداً ، تعرفت
عليه كاهناً وأسقفاً وقد أنعم الله علينا في مدينة ليون الفرنسية أن زارنا في عام ١٩٩٦ وفي أعوام أخرى وأحتفل بالقداس الإلهي في كنيسة سيدة الميلاد وبعد القداس منح سر المعودية والميرون المقدس للأكثر من ستة أطفال ومن ضمنهم أبني نيكولاس اليوم عمره ٢٧ سنة ، وأنذاك طلب الاشتراك بمجلة نجم المشرق الغراء وقد أشتركنا حوالي ٦٠ مشترك  ولحد اليوم ولكن للأسف العدد قل بسبب وسائل الانترنيت والتواصل الأجتماعي حيث كان رئيس تحريرها لحين إنتقاله الى جوار ربه هذا قليل بحقه وإنشالله سأحاول نشر مقال كامل عنه مع صور من الأرشيف المتواضع الذي أمتلكه ،
  أشكرك مرة أخرى بمحبة أخوية أقولها لك أخي العزيز رياض شابا فرحك الله وأسمح لي أن أقدم التعازي الى الأخت أنجيل أم بلسم ليمنحكُن ـالله الصبر والسلوان مع العزيز حازم وذويه سائلين الله الذي تغمده بوافر رحمته بفرح الملكوت قديس جاك مع القديسين الذين عرفهم بحياته طالباً وكاهناً وأسقفاً ✝️ الراحة الأبدية أعطه يارب ونورك الدائم فاليشرق  عليه ولتسترح أنفس الموتى المؤمنين برحمة الله والسلام آمين ✝️

                                                                                  الشماس سعيد اليعقوب والعائلة __ فرنسا

متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20810
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
“جاهدت جهادا حسنا وأتممت شوطي وحافظت على الإيمان، وقد أعد لي إكليل البر الذي يجزيني به الرب الديان العادل في ذلك اليوم” (تيم٢/ ٤: ٧-٨)



الشماس عوديشو الشماس يوخنا
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ