المحرر موضوع: انترناشنال كرسجيان كونسيرن: مسيحيو سهل نينوى يستذكرون معاناتهم بعد 9 سنوات من هجوم داعش  (زيارة 453 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسيحيو سهل نينوى يستذكرون معاناتهم بعد 9 سنوات من هجوم داعش

عنكاوا دوت كوم:المدى: ترجمة: حامد أحمد

تناول تقرير لموقع (انترناشنال كرسجيان كونسيرن)، الاخباري أوضاع مسيحيي سهل نينوى بعد مرور تسع سنوات على اجتياح تنظيم داعش لمناطقهم وقراهم في العام 2014 ولجوئهم الى مناطق آمنة في إقليم كردستان، مشيرا الى بذل منظمات دولية ومؤسسات خيرية مساعداتها لتمكينهم من الرجوع الى مناطقهم.

ويذكر التقرير الذي ترجمته (المدى)، ان صيف عام 2014 شهد سيطرة تنظيم داعش على مدن وقرى ومناطق في محافظة نينوى بضمنها مدينة الموصل وسنجار وبعشيقة وبلدات أخرى وقرى عبر منطقة سهل نينوى ذات الغالبة المسيحية".

وتابع التقرير، ان "هناك نسيجا غنيا من مجاميع دينية وعرقية مختلفة في العراق بضمنهم ايزيديون وكاكائيون وشبك ومسيحيون استهدفهم تنظيم داعش في جرائم إبادة جماعية".

وأشار الى ان تجمعات سكنية مسيحية وقرى في سهل نينوى تم اخلاؤها باكملها من ساكنيها بعمليات تهجير قسري وتهديد من قبل تنظيم داعش حيث توجهوا صوب إقليم كردستان طلبا للأمان هربا من القتل او الاختطاف على يد مسلحي داعش.

وأوضح، ان مسيحيين عراقيين يستذكرون هذا الأسبوع ما حصل لهم من مآسي وتهجير وقعت في منطقة سهل نينوى خلال الأسابيع الأولى من شهر آب عام 2014.

ورغم ان مسيحيي العراق عانوا كثيرا من عمليات استهداف وتهجير عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 الا ان حملات الإبادة والتهجير التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش ما تزال عالقة في ذهنهم ولا يمكن نسيانها بسهولة.

إبراهيم ، 40 عاماً، ميكانيكي سيارات من أهالي قره قوش صُدم عندما سمع بان مسلحي التنظيم على مقربة من حدود قريتهم عندما كان يشك باحتمالية وصول التنظيم اليهم .

يقول إبراهيم "كنت متواجداً في ورشتي عندما سمعت الناس يصرخون في الشارع بان مسلحي داعش قد دخلوا البلدة. بعد فترة وجيزة وقعت قذيفة هاون قرب سيارتي ما أدى الى الحاق اضرار بها ثم هرعت الى البيت لأنه لدي طفلة رضيعة بعمر 17 يوماً، مع سقوط قذيفة الهاون تحطمت كل احلامي، اصابني التعب والإرهاق واليأس. كنت أفكر فقط في كيفية انقاذ عائلتي."

في الفترة ما بين 5 و7 آب كان هناك كثير من الناس يهربون مذعورين من سهل نينوى بحيث ان الطريق الخارجي أصبح مكتظا بالمارة والسيارات ما أدى الى بطء حركة السيارات في رحلتهم للهروب وأصبحت المسافة في هذا الزخم المروري التي تقطع في ساعة واحدة او ساعتين كحد اقصى بحثا عن الامان، أصبحت تستغرق 7 ساعات او أكثر.

قال أحد سكان قره قوش مستذكرا ما حصل في ذلك اليوم، "الطريق كان مرهقا وأصبح طويلا جداً. قضينا في الطريق ساعات طويلة للوصول الى أربيل. الطريق كان مزدحماً جدا ومعنوياتنا كانت ضعيفة."

حتى وهم في الطريق كان المسيحيون يخشون من المجهول الذي قد يتعرضون اليه بينما كان مسلحو التنظيم يتقدمون على المدينة. مروان، 45 سنة، يتذكر عندما غادر البلدة مع ابويه المسنين طلبا للأمان والبحث عن ملجأ يذهبون اليه تاركين كل شيء وراءهم.

يقول مروان "الشيء المحزن بخصوص النزوح والتهجير هو أننا تركنا أرضنا وبيتنا وكنائسنا وكل شيء نملكه. غادرنا المنطقة بملابسنا فقط. كان ذلك شيئا محزنا جدا."

خالد، 50 عاماً، أحد الأشخاص الذين مضى عليهم عامان في مخيم النزوح يقول "الليلة الأولى التي قضيناها في الخيمة كانت طويلة جدا لأنه شيء غير معتادين عليه، لم نذق النوم في تلك الليلة، بدأنا نتساءل هل نحن نعيش كابوسا ام انها حقيقة؟، كنت قلقا جدا بخصوص والدي، كنت اهدئهم وأخفف وطأة الوضع عليهم واطلب منهم عدم القلق وامنيهم بالعودة من جديد للمسكن، تجربة النزوح تجربة مرة وتؤثر على الحالة النفسية والذهنية".

ويشير التقرير الى ان مساعدات إنسانية ومحاولات إغاثة بدأت تصل من منظمات خيرية وكنائس من الداخل ومن كل انحاء العالم وكذلك من أقارب ومنظمات دولية لتغطية احتياجات ومطالب النازحين. ويتطلع المسيحيون بعد سنوات طويلة من النزوح بالرغبة الى الرجوع وإعادة بناء حياتهم وتربية أطفالهم مرة أخرى ضمن مجتمعهم ومناطق سكناهم الاصلية. ويذكر التقرير ان مسيحيي سهل نينوى بدؤوا بإعادة بناء حياتهم تدريجيا بمساعدة من منظمات دولية وجهود من كنائس ومؤسسات عراقية محلية وبمساعدة من أقارب المسيحيين الذين هاجروا الى بلدان كثيرة حول العالم.

كاميليا، 45 عاماً، رجعت الى بيتها في منطقة برطله في سهل نينوى، تقول "عندما تم تحرير منطقتنا من مسلحي داعش رجعت لأرى ان كل شيء قد تم نهبه من البيت، كانت فرصة البقاء فيه صعبة، ولكن بمساعدة من منظمات دولية وبعض الأقارب تمكنا من إعادة الحياة للبيت وترميمه."

وكانت لزيارة بابا الفاتيكان، فرانسيس، الى سهل نينوى في آذار 2021 واقامته لقداس هناك في الموصل وقره قوش، الأثر الكبير في إعطاء زخم لمساعدة المسيحيين وتعزيز معنوياتهم، واستقطبت الزيارة اهتمام منظمات دولية لتقديم مساعدات للعراق لإعادة اعمار مناطق تعرضت للدمار بسبب الحروب والإرهاب.

ورغم أنه ما تزال هناك تحديات امنية وسياسية واقتصادية تعيق عملية تحقيق استقرار شامل في منطقة سهل نينوى، فان مؤشرات عودة الحياة واستئنافها تبدو واضحة مع مشاهدة الأسواق والكنائس والبيوت مليئة بالناس كما هو الحال في بلدة قره قوش في سهل نينوى.

عن موقع (انترناشنال كرستشيان كونسيرن)
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية