شهيدنا ... فخرنا
يلدا خوشابا يلداYaldadhi1953@gmail.com
7/ آب /2023
نستذكر هذا الشهر وبالتحديد في السابع منه، الذكرى التسعون لشهيدنا الذي سالت دماءه على مذبح حرية الوطن في سميل الشهيدة عام 1933.
ذكرى أليمة بحق، كانت وصمة عار على جبين كل من قام أو اشترك بها، بحق شعب كل أمانيه كانت أن يعيش مع باقي أخوانه في الوطن بأمن وسلام وتكافئ، لا غير.
في هذا اليوم الأسود بحق الوطن والوطنية ذبح الآلاف لا لجريمة قاموا بها ولا لذنب اقترفوه، فقط لأنهم دافعوا عن وجودهم الإنساني.
واليوم نقف خاشعين أمام هذه الذكرى التي كانت وستبقى رمزا وشاهدا على عظمة شعبنا وعظمة تضحياته خلال مسيرته القومية منذ سقوط آخر عواصمه بابل، ومن جانب آخر ستبقى أيضا علامة وإشارة مخزية للذين مارسوها تجاهنا، والتاريخ لم ولن يرحم هؤلاء.
تكرار مثل هذه الجرائم بحق شعبنا عبر تاريخه الحديث، يؤكد بما لا يقبل الشك، بأن العقلية نفسها ما زالت مستمرة عند البعض، ولو بسبل أخرى، وما داعش والقتل على الهوية والهجرة والتهجير وإغتصاب الأراضي والممتلكات بهذه الحجة أو تلك، إلا ممارسات تشابه ما اقترف في سميل 1933، والغاية منها ليست إلا محاولاتهم اليائسة لإفناء شعبنا ولإنهاء وجوده على أرضه.
فالى متى تغفل عيون الحكومات المركزية عن كل ذلك؟؟
الى متى ننتظر أن ننصف ونعامل كباقي أخوتنا وشركاؤنا في الوطن؟؟؟
حقنا وحقوقنا الشرعية والدستورية ما زالت مرهونة بالتوازنات السياسية بالرغم منا ..
لماذا والى اليوم نكون على الهامش من كل شيء؟؟
الى متى نعامل وكأننا ضيوف على وطننا ؟؟ مع إننا الشعب الأصلي لهذه البلاد
الى متى تبقى أملاكنا وأراضينا عرضة للإستيلاء عليها من دون رادع؟؟؟
الى متى لن تلبى مطاليبنا السياسية حول الإنتخابات والكوتا وتمثيل شعبنا في رئاسة الهيئات والمؤسسات التشريعية والتنفيذية والعسكرية وغيرها؟؟
اشتركنا وعملنا مع الجميع بعد عام 2003، وأبدينا موقفنا المبدأي أن نكون شركاء وليس تابعين.
هذا الموقف الوطني الذي تبنيناه لم يأت من ضعف أو تهور، إنما نابع من إيماننا المطلق بأن الوطن للجميع وواجب على الجميع خدمته أيضا.
اليوم تتخذ القرارات المصيرية بعيدة عن ممثلي شعبنا، وعلينا تنفيذها فقط!!! هل هذا معقول؟؟؟
شعبنا خبر جيدا ما يدور وما يحصل حوله، لذا فالرد كان وسيكون تمسكه بإرثه الحضاري وعمقه التاريخي ودوره الثقافي عبر مراحل متعددة من تاريخ وطننا، وتمسكه الأزلي والحتمي بأرضه وأملاكه وكل ما يمت بصلة لإستمرار وجوده وتطويره لكل ما هو أفضل، وتمسكه بامل تعافي وطننا مرة أخرى وتعود العجلة للدوران ليحقق كل ما يتمناه العراقي من أي مكون قومي كان.
مؤسساتنا السياسية اليوم بدأت بخطواتها العملية الأولية للتنسيق بينها (تحالف أثرا)، لتؤسس لتفاهمات مستقبلية أكبرعلى الطريق الطويل الذي يجب علينا الغور فيه بالرغم من كل الصعاب والعراقيل.
نقف خشوعا وإجلالا لذكراك أيها الشهيد
ستبقى الفخر والقدوة لنا ابد الدهر