المحرر موضوع: منازل مسيحيين وكنائس جرى تحويلها لمعتقلات في زمن داعش بحسب شهادة صحفي موصلي مخضرم  (زيارة 568 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
منازل مسيحيين وكنائس جرى تحويلها لمعتقلات في زمن داعش بحسب شهادة صحفي موصلي مخضرم
عنكاوا كوم-خاص
احتوت شهادة الصحفي المخضرم محسن الجبوري التي دونها على موقعه التواصلي   والتي عنيت بظروف اعتقاله من قبل عصابات تنظيم داعش  على ذكره بانه اقتيد لاحد منازل المسيحيين لاستجوابه قبل ان يقتاد تاليا لكنيسة حديثة  بحسب قوله جرى خلالها  استجوابه برفقة نجله عن عمله المرتبط بالصحافة  وتحت عنوان  محطة من قطار العمر  تناول الجبوري  جانبا من ظروف الاعتقال  بعد ان علم من نجله بورود اسمه ضمن قائمة المطلوبين لدى التنظيم بكونه عمل في الصحافة الموصلية وبالتحديد في جريدة عراقيون التي كان يصدرها محافظ نينوى الاسبق اثيل النجيفي  الى جانب عدد من الاحداث التي شعر فيها بدنو اجله قبل ان يفرج عنه تاليا واليكم ما دونه الصحفي محسن الجبوري .
 
 
محطة من رحلة قطار العمر
الاحتلال الدااااعشي البغيض لم يكن احتلالا عاديا ... هو احتلال الموت للحياة باسرها ... وهدم فظيع لكل مقومات الحياة نفسها بأسلوب متخلف وبدائي ووحشي أيضا....
كنت في داري في منطقة العكيدات حين دخل الدار احد ابنائي حاملاجهاز  لابتوب ومصفر الوجه ... فتح الجهاز ليريني ماذا في القرص ... وجدت صورتي وصور أخرى منها المرحوم حسن الساير والمرحوم خالد مركوز وغيرهم في القرص مع إشارة على أنهم من المفسدين ...كان اصدار خاص
عن نشاطات البعض من الصحفيين
حقيقة شعرت بالخوف في تلك اللحظة ...
وقررت مغادرة الدار إلى دار المرحوم والدي في منطقة النبي شيت الخالية طبعا.. نقل الاولاد اهم احتياجاتي ليلا إلى مكاني الجديد .... ثم التحقت هناك
بداية شعرت بنوع من الطمأنينة ..وسرعان ما استقرت نفسيتي .... بقيت هناك ما يقارب من عشرين يوما ....
٥/١٤ /٢٠١٥ بعد الساعة الثانية من منتصف الليل سمعت طرقا عنيفا على باب الدار أدركت حينها انهم هم لا محالة . خرجت من الغرفة إلى فناء الدار الشرقي لمحت قسم منهم على سطح الدار بعد أن عبروا من سطح الجيران قبل طرق بابي ...
انت محسن ..  قلت نعم ...
لماذا هربت بعد الإصدار... التزمت الصمت
اخذوني الي إحدى السيارات العائدة لهم وهناك ربطوا عيوني وقاموا بخفض راسي إلى الاسفل ... تحركت السيارة كان معي فيها خمسة منهم حاولت التركيز على خارطة سير العجلة فشلت لأنهم استخدموا السير بالاتجاه المعاكس اكثر من مرة ....
انزلوني في بيت ونزعوا غطاء عيوني تحسست المكان أدركت انه احد بيوت الأخوة المسيحين
المهم بقيت هناك ٤٨ ساعة كان معي احد الاخوة من شمر صديق الروائي فارس الغلب
حضر احد قادتهم كان يرتدي زيا عربي يرافقه ٣ من المسلحين... سألني ان كنت صحفيا قلت نعم ولماذا تعمل في جريدة عراقيون قلت له لأنها توافق على نشر ما تخاف منه بقية.الصحف...
في اليوم التالي وبعد منتصف الليل ادخلوا لغرفتي شخصا اخر كانت الكهرباء مقطوعة     
عندما سلم علينا عرفت انه ولدي  الصغير علي  الموظف في المحافظة انذاك تملكني الخوف القاتل ضممته الي صدري وانا ابكي ..كنا بواحد صرنا باثنين
صباحا نقلوني مع ابني ا لى السجن ...هناك افترقنا دخل هو قاعة رقم ٥ وانا في القاعة رقم ٦... بعددخولي شاهدث ١٥ معتقلا أحدهم الشهيد محمد العكيدي جاري السابق في منطقة فلسطين .. اجهز بالبكاء حينما راني رحمه الله ...كان الباب والشبابيك مصنوعة من الحديد لكي تعزلك عن العالم الخارجي ....بعد عدة ايام طلبوني للتحقيق الابتدائي ومن حسن حظي انهم لايمكلون اية قاعة بيانات عن توجهاتي السياسة اطلاقا ...
تمركز التحقيق عن عمل الصحافة وارتباط الصحفيين وعلاقتهم  بالسلطة وغير ذلك...
بعد الانتهاء من التحقيق اعادوني للقاعة في.الطريق توسلت بالداعشي القذر الذي يحرسني ان ينقلني إلى القاعة ٥ التي يتواجد فيها ابني وافق على مضض دخلت القاعة رقم ٥ وجدت مجموعةومن العاملين في شركة كورك للإتصالات عرفت احدهم يسكن قرب محطةالقطار...واخر في الغزلاني .
المهم .. كانت القاعات مراقبة بكاميرات التصوير بعد عدة ايام طلبوني وابني للحضور أمام القاضي قبل أن نغادر ودعنا الأخوة المعتقلين وكنت اقرا علامات الحزن والشفقة على وجوههم حينها أدركت اننا سنذهب إلى الخسفة لا محالة ..
دخلنا المحكمة ونزعوا عن أعيننا الغطاء عرفت اننا في كنيسة حديثة ...
نصف ساعة لا أكثر جرت محاكمتنا انا كصحفي وولدي كموظف في المحافظة ..وكنا معصوبي الاعين
كانت ارادة الله حاضرة وبقوة ....معنا
حين نطق القاضي بالافراج ...
انذاك شعرت بانني وابني خلقنا  من جديد
مرة أخرى اخذونا بسيارة مظلله وتركونا في منطقة الانتصار...
عدنا لبيتنا في العكيدات والخوف الأسود يمتلكنا خشية من القادم ... ..حينها عرفت انهم اقتحموا داري أثناء اعتقالي وصادرواكل شيء يخصني ...
سلاحي وارشيفي وهوياتي
بدأ الأخوة والصحاب في زيارتنا
صباح الاطرش.  عبد الكريم العباسي    .سليمان الشمري .فارس الغلب
ياسين الشعباني عبد الكريم الحديدي هشام الكيلاني وطلال الحلاق و قيس المولى وادريس حسين  وغيرهم  ورجالات المنطقة حتى النساء..
استجمعت قواي وقررت الذهاب إلى حي فلسطين لاطمئن عائلة محمد العكيدي المسجون معي والذي حملني أمانة سلامه لهم  ... فاجأتني والدته بأنه اعدم من قبل الوحوش...   
من هنا بدأت المعاناة الجديدة من الخشية انهم يتعرفوا على سجلي السياسي وعشت القلق الجهنمي ..  بقيت في الموصل انتظر قدري مستندا إلى الله عز وجل...ورحمته الواسعة .. 
طال الاحتلال وطالت المعاناة وبدأ  الخوف يكبر ويكبر ..وتتسع دوائر القلق 
وتحددت الحركة بالمطلق ...
خاصمني النوم كنت افكر انهم سيدخلون علينافي كل لحظة ..كنت احس بالموت كلما مرت سياراتهم في المنطقة ..أحاسيس مرعبة ومخيفة ..كان الملعب للقتلة وحدهم
خضعت للعلاج النفسي ولم استفد وعشت أقسى ايامي بين الخوف القاتل والقلق المر .. .
كان الموت يترصدنا في كل لحظة..ويمر من أمام بابنا كل حين ... يقرع أجراس الرهبة
والخوف المحروق...ويزرع  الألم القاسي
المهم اندحر الاحتلال الداااعشي وهزم إلى الأبد ...بقي ذكرى أليمة وموحشة ...
وتأتي ايام  التحرير العصيبة  وانا اسكن الجانب الأيمن حيث القتال الشرس والجوع الكافر والعطش المر  .... ويستقبل بيتي قذيفة هاون داعشية عمياء ...
اسوق كل هذا لاني أحزن عندما يأتي  واحد يتفلسف ويبيع بطولة  ويقول لك وقفنا بوجه داااعش وهو هارب إلى أربيل او دهوك ..او مختفي كالجرذان في بيته .. !
اسف على الإطالة.. ولكي  لاتشيخ الذاكرة
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية