المحرر موضوع: محبتي لمن عاش زمانين في بلدتي عنكاوا  (زيارة 430 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح پلندر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 126
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
محبتي لمن عاش زمانين في بلدتي عنكاوا 
     
نعيش في زمن غير زماننا فأخذ الزمان الحالي كل شىء جميل من الزمن الذي سبقه أخذ طيبة الناس كما أخذ أحبائنا ومن علّمونا ألف باءالحياة والعيش الكريم وكيفية التعامل مع الايام ، محبتي لتلك الايام التي مضت بحلاوتها التي كانت تشبه حلاوة العسل ، كنا قانعين بابسطالحياة وأبسط العيش بسبب الثقة والمحبه النابعة من القلوب المليئة بالاحترام ... فلو قارنا زماننا بالزمن الجديد نجد فيه البساطة وحب الجيرةوالصداقة البريئة ، زمانٌ مريح وبراحة نفسيه تامة بالرغم من ضيق يدُ الحال، كان السلام والطمأنينة يملأُن القلوب البسيطة السمحاء ولمنسمع يوماً بأن البيت الفلاني قد دخلته اللصوص لسرقته كما لم نسمع بالخيانه الزوجية ولم يكن مسموحاً بالتجاوز على حقوق البعضبسبب الطاعة لله وللوالدين ولرجالات الكنيسة والمعلمين اطاعة تقدير ومحبة ولهذا كنا نعيش العيش الرغيد بقناعة ما وهبنا الله من الرزقالحلال و بضحكات كانت تخرج من الاعماق وهكذا عندما كنا ننهض من النوم صباحا كانت وجوهنا مبتسمة ونبتسم للبعض... أما اليومعندما ننهض وكاننا كنا في عقوبه لا ضحكة ولا إبتسامة ولا صباح الخير ،في زمان كنا ننام مرتاحي البال لانفكر لا في سيارة ولا قصر ولاكيف نجمع المال من دون تعب أما اليوم فنجد صعوبة في النوم بسبب الأفكار التي تروادنا منها مكان السفر والى اي دولة ألتجئ وكمساربح ليوم غد وصولاً للوالد الذي عليه تقع دفع تكاليف مصاريف السفر ومصاريف الخطوبة  والزواج ونفكر متى يحين الوقت المناسبللذهاب الى النادي وطلب نرگيلا مطعمة بطعم التفاح إلى جانب كأس من الخمر ، في حين كان التعامل في زماننا ببساطة الجلوس فيالمقهى والبدء بلعب الدومينو والكبار في الداما والطاولي علماً بأن ثلاث عوائل  كبيره كانوا يعيشون في دارٍ صغيرة له باب واحد للدخولوالخروج ، أما اليوم فللعائلة الصغيرة والميسورة الحال دار كبير له أبواب أقله إثنان ونجده غير قنوع أما في الزمان الذي ترعرعنا فيه كنانخرج من الدار ونصيح بأعلى صوتنا على إبن الجار الطيب لكى يخرج ونذهب معاً الى العمل بأجرة يومية بسيطة لا تكاد تسد الرمق ولكنهاكانت مقنعة ،أما اليوم وفي أكثرية العوائل سيارة خاصة لكل فرد فيها ومنها ذات الزجاج المظلل بالسواد وصولاً إلى الجار لا يعرف عن جارهإلاَّ القليل ولا يحس بغيابه إن سافر اسبوع أو أكثر على خلاف ما كنا عليه في التعامل مع البعض ونسأل عن الجار إن غاب عن العين نصفيوم ووصلنا إلى زمان تلاشت فيه تلك المعاملات الجميلة وحلَّ  محلها الكره والحسد ،في زمان كانت احلامنا جميلة ومريحة واما اليوم نحلمباحلام مزعجه في زماننا كانت قلوبنا بكل يسر مفتوحة للبعض وكنا ندخل البيوت دون الطرقِ على أبوابها ندخلها ونجلس على الارضالمفروش بالحصير ونشرب الشاي ونتذكر ونسترجع حكايات الاجداد واعمالهم المُرضية ،وها قد وصلنا إلى زمانٍ إن لم نأخذ موعد للزيارة فلنيقبل منّا ونتمتع بتصفحنا الجوال أكثر من تعاملنا مع الأقرباء ونبني علاقات مع الغريب قبل القريب ومن غير أهل البلدة حفاضا علىخصوصياتنا ،كما لا نعرف من هو جارنا ولا نود التواصل معه بسبب اهتماننا بحاجاتنا الخاصة ، في الزمان الذي عشتُ فيه كانت مشاكلنابسيطه وباشارة من كبير القوم(البيت) كانت تنتهى واما اليوم مشكلة بسيطة تزعج الصغار قبل الكبار ولا يجدون لها الحل إلاَّ بصعوبة لأنالكل يجد نفسه بأنه على حق والنتيجة كسر الخواطر والزعل المستمر وقد يطول ويمتد إلى فترة زمنية ، في زماننا الكل يصلي ويطلب الشفاءللمريض ويزورونه في داره للإطمئنان على سلامة صحته واليوم يبتعدون عنه خوف إنتقال العدوى إليهم ويصفون مرضه باشكال عدة منهممن يقول مصاب بالسرطان والاخر يقول هذا عقاب اللله لأنه لم يحسن الصرف على نفسه فهو خسيس والاخر من قهر زوجته أو أولاده ... في الأيام التي عشتها في صغري لم يكن للسياسة اهمية تذكر ونادراً ما تجد أحدهم يفكر بها إلاَّ أن البعض أخذها كهواية على اساسالمصلحة العامة وقد دفع الثمن غالياً ،أما اليوم فالسياسة تجري مجرى الدم في العروق ودخلت البيوت دون استئذان وفرقت بين ابناء العائلةالواحد بسبب اختلاف الأراء وتسببت في كره الأخ لأخيه فما بالك بالبعيدين ، في ايام زمان كانت الدار عامرة بأهلها ووقت العصر يجتمعونالنسوة للجلوس على الدكات الموجودة أمام باب الدار للتسامر بعد أن ينهون أعمالهم المنزلية والإناث من الشابات يلعبون بكومة تراب  يضعون فيه إحداها قطعه من النقود ومن تجدها فهي الرابحة أما الشباب فكان مشغول مع البيادر وكانت لعبة الدعبل هي المفضلة لديهم  لذا كنت تجد البيوت رغم العوز إلاَّ أنها كانت مليئة بالخير والبركه من أناس طيبين والأغرب في كل هذا كنا نعرف اسماء الأطفال الذينيلعبون مع البعض مع أسماء أباءهم وأمهاتهم على خلاف هذا الزمان الذي لا يعرف الجارأولاد جاره وهكذا كان للمعلم والمربي مكانة خاصةفي نفوسنا نجلهم ونحترمهم وكنا نرجع من المدرسة ونحن فرحين ونقوم بعمل الواجبات المنزلية بسرور ولم يكن أو نفكر بمعلم خصوصي علىخلاف ما نراه اليوم من تجاوز البعض على معلميهم وقيام الأهل بعمل الواجبات المدرسية لأبناءهم المدللين أو طلب معلم خصوصي لتعليمهمفي المنزل ، كما كان في ماضي الزمان يقوم الأب /الأم أو الأخ الأكبر بصنع دمية أو لعبة بسيطة للصغار ويتقبلها الصغير بفرح وسروروقلما كنت تجد من له دراجة هوائية أما في هذا الزمان يجب شراء ما يريده الطفل الصغير من الدراجة الهوائية الى الكرة واللعب في وسطالشارع وأمره مستجاب واية لعبة لا تستجيب لمطلبه يتلفها ويريد التعويض بغيرها ... أدعو للجميع بزمان كله خير وبركة .   
بقلم صباح پلندر. ه

غير متصل خالد توما

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1710
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي العزيز كنا بخير في الماضي مع الأخلاق والأنسانية تخيم على البشرالآن تفرقنا تعقيدات الحياة مع الأموال والتكنلوجيا والصواريخ والحروب .
تتذكر في الزمن القديم الجميل كانت محادثات شيوخنا ومعلمينا ورجال الدين تبتسم بالمعرفة والصدق هي كات تنير قلوبنا ونعمل بها حرفياً لأنها كانت نابعة من قلوب صافية لا تعرف الخش والخيانة ..
أخي رب يوم بكيت منه، فلما صرت في غيره بكيت عليه
مودتي