بين الامس واليوم هل نتقدم نحو الامام أم نتراجع الى الخلف ؟
لطيف نعمان سياوش
ليس مقال ابدا انما رسالة عتاب شديد ومرير مع الحكومة ورجالاتها على ما آل اليه حال الفرد العراقي لما حل به من تغيير رهيب جدا نحو الاسوأ . فبدلا من ان ينتعش ويتطور ويتقدم يشوبه العكس تماما .
صار يتراجع الى الخلف الى حد تم وصف بلادنا في التقييمات الدولية بأنها واحدة من اسوأ الدول في العالم في حقوق الانسان المشهود لها بالفساد المستشري بفضل سياسات الحكومة الغير الرشيدة .
رب مجتهد او قارىء يعزي الاسباب الى امريكا او اسرائيل او حتى ايران وتركيا .. لكني أرى ان الخلل كل الخلل هو في رجالات الحكم ممن تبوئوا مناصب عليا لقيادة العراق ، وأي قيادة ؟.قيادة تشوبها الشكوك في وطنيتها واخلاصها وولائها للوطن والشعب . بلا شك قيادة نحو الخراب والدمار .. بحيث صار ابناء وبنات الشعب العراقي زرافات يتهافتون التهافت وينتظرون الفرص بفارغ من الصبر للهرولة والانتماء في احضان البلاد الغريبة مهما حملت من المفارقات علّها تنصفهم في مجال حقوق الانسان وتضمن لهم الف باء مقومات العيش الكريم ..
السؤال المهم :- الى متى ؟..
سأذكر فيما يلي بعض المقارنات بين ماكانت عليه البلاد وشعبها ، وما آل اليه حالها ، ولعلها مفارقات رهيبة وعجيبة لا نملك الا ان نقول :- (شر البلية مايضحك)..
قبل كنا ندفع فاتورة الكهرباء الحكومية فقط بثمن بخس .
اليوم علينا ان ندفع فاتورة الكهرباء الحكومية + مولدة المحلة + مولدة البيت (لمن يملك مولده في بيته)عندما تعطل مولدة المحلة وتكلف مبلغ خيالي..
قبل كنا ندفع فاتورة الماء الحكومية فقط .
اليوم ندفع فاتورة الماء لشركه اهليه تعبانه + تكاليف تنكر الماء كلما يشح الماء.
قبل كنا ننزح المياه الثقيلة بواسطة تنكر البلدية مجانا .
اليوم نقوم بنزح المياه الثقيله بواسطة سيارات اهليه وبمبلغ كبير ، وانقرضت تناكر البلدية .
قبل كنا نعلّم عيالنا في المدارس الحكومية فقط .
اليوم نعلّمهم في المدارس الاهلية + تكاليف التعليم الخصوصي في البيت .
قبل كنا نتعالج ونأخذ الدواء المجاني في المشافي الحكومية فقط .
اليوم نتعالج في المشافي الاهلية ونشتري الدواء بمبالغ عالية .
قبل كان ابي اما عاملا ،او معلما ، أو فلاحا ويعيل عائلة كبيرة تتألف من 10 افراد ، ونملك دارا وسيارة ، وكنا سعداء..
اليوم كافة افراد العائله تعمل وتعجز تسديد فواتير الكهرباء والماء والانترنت، ونشعر بالتعاسة..
قبل كنا نستطيع ان نخرج بمظاهرات سلمية لو اصبنا بحيف او غبن .
اليوم لانستطيع ان نتظاهر حتى لو حرمونا من رواتبنا لست سنوات، لا بل حتى لو حرمونا من الكهرباء والماء !!
قبل كان نفط التدفأة يأتينا الى المحله بثمن بخس جدا.
اليوم نشتري النفط من السوق السوداء بمبالغ خيالية وبلادنا تنام على بحر من النفط ..
قبل كنا نعبىء سياراتنا ببنزين سوبر بثمن بخس جدا.
اليوم نعبىء سياراتنا ببنزين سيء جدا وبأسعار غالية .
بالامس كانت نسبة الرسوم والضرائب والغرامات رمزيه وبسيطه .
اليوم صارت الضرائب متشعبة وباهضة الثمن وغير منصفة ابدا ، أما الغرامات المرورية وغيرها فحدثوا ولا حرج ..
وصفها صديقي الشاعر الدكتور سمير خوراني في يوم ما بما يلي:-(الضرائب والغرامات عندنا اوربيه ، وحقوق الانسان صوماليه).. لعله خير تعبير .
قبل الحكومة كانت تحب الشعب وتعمل من أجله .
اليوم الحكومة تحب نفسها وتعمل من اجل ديمومة بقائها إلى أبد الآبدين بإنتخابات غارقة بالغش والتزوير..
في جعبتي المزيد ثم المزيد ، فهي ممتلئة تماما وتفيض . لكني اكتفي واعتقد وضعت يدي على الجرح ، وانطلقت من نبض الشارع تماما ، ورحم الحقيقة الغارقة بالوجع والمفارقات ..
