المحرر موضوع: قلّيتا ينهض من ركام الموصل ليوزّع نوتاته وكلماته على نينوى والعراق  (زيارة 1623 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
قلّيتا ينهض من ركام الموصل ليوزّع نوتاته وكلماته على نينوى والعراق

إعلام مؤسسة السلام المستدام – العراق

تحت شعار "الثقافة تُشفي جروحنا" أقامت مؤسسة السلام المستدام في نينوى حفل إختتام مشروعي "قصبة مرضوضة" و "فنون من أجل السلام" وإفتتاح مركز قلّيتا الثقافي والإجتماعي للشباب في الجانب الأيمن من مدينة الموصل – سوق الشعّارين قرب مسجد النبي جرجيس عصر يوم السبت الموافق 19 آب 2023 بحضور جماهيري من مختلف مكونات محافظة نينوى.

تضمّن برنامج الإحتفال الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء القلم والحرّية وبعدها كلمة مؤسسة السلام المستدام قدّمها مدير مكتب الموصل للمؤسسة الدكتور مهند حازم ومن ثمّ كلمة استعراض للمشاريع والأنشطة والفعاليات التي تشتغل عليها مؤسسة السلام المستدام في نينوى وأربيل وديالي من قبل هاجر العبدالله ومحمد جقماقجي ومن ثمّ قصائد شعرية للشاعر نينب لاماسو، زيد صالح، جميل الجميل، وبعدها فقرات فنّية قدمها مجموعة من أطفال المدارس وبعدها عزف لمتدربي مشروعي قصبة مرضوضة وفنون من أجل السلام وبعد ذلك مشهد مسرحي عن عودة المسيحيين إلى الموصل قدّمه مجموعة من متدربي المشروع وبعد ذلك مجموعة أغاني تراثية وكلمات وفعّاليات فنّية وثقافية وأختتم الحفل بإفتتاح بازار التنوّع والثقافة.

نفّذت مؤسسة السلام مشروع "قصبة مرضوضة" بتمويل من مؤسسة موزاييك ميدل إيست حيث تضمّن هذا المشروع تدريب 48 شاباً وشابة على عدّة مفاهيم منها "الكتابة الإبداعية، الرسم، الموسيقى والميتا مسرح" وكذلك إقامة مهرجان تشاركي نظّمه المتدربون في الحمدانية والمؤتمر الختامي للمشروع، أمّا فنون من أجل السلام فكان بتمويل من شركاء الإغاثة والتنمية حيث تضمّن هذا المشروع تدريبات موسيقية في قضائي الحمدانية والموصل وكذلك عشرين جلسة مجتمعية لأكثر من اربعمائة مستفيد حول تزويج القاصرات والعنف القائم على النوع الإجتماعي وفضلاً عن ورشتين عن أوّل موضوع في العراق وهو العلاج بالفن، ساهما هذين المشروعين بتمكين قدرات الشباب وتعزيز دورهم في المجتمعات التي تأثّرت بالنزاعات.

تقول هاجر عبدالله وهي إحدى متطوّعات وموظّفات مؤسسة السلام المستدام " لقد فرحنا جداً بإختيار أسم لمركزنا يخصّ الثقافة الاشورية وخاصة أنّ نينوى هي عاصمة الامبراطورية الاشورية، والأب يوسف قلّيتا هو من رموز الاشوريين حيث ساهم بتأسيس مدرسة أهلية في الموصل وهي قرب هذا البيت الذي أعدنا تأهيله ليكون مركزاً ثقافياً وإجتماعياً يروّج للسلام والثقافة والحضارة".

وتضيف عبدالله " لقد مرّت نينوى بحرب طاحنة أدّت إلى تدميرها لكنّنا اشتغلنا كمؤسسة على تعافي هذه المدينة والمساهمة بتعزيز دور الشباب في خدمتها وخدمة التنوع والأقليات في محافظة نينوى والعراق بصورة عامة".

وتختم عبدالله حديثها " نحن بحاجة إلى هذا التنوع المهم الذي يجعلنا نعيش سوية ونساهم بإعادة اللحمة الوطنية والتماسك الاجتماعي بين كافة مكونات الشعب العراقي، حيث سيساهم هذا المركز بالترويج لهذه الأفكار الايجابية وصناعة التغيير وتحقيق السلام والتماسك وتمكين الشباب من كافة النواحي".

ويؤكد المدير التنفيذي لمؤسسة السلام المستدام الباحث والاكاديمي نينب لاماسو " بأنّ المركز هذا سيساهم بصناعة التغيير من عند الشباب وتوفير مساحة آمنة لكافة الشباب في محافظة نينوى والترويج لبيئة خالية من العنف والتطرف من خلال مواجهتنا لهذه المفاهيم السلبية عن طريق الفن والموسيقى والأدب والثقافة".
ويوضّح لاماسو " بعد أن أصبحت رموز حضارتنا تُستثمر من قبل جهات سياسية لغرض مصالحها، أردنا أن نوضّح بأنّ الثقافة والرموز الانسانية والفنّية والثقافية يجب أن تكون نقطة مشاركة للكل وليس حصرها بجهة معينة، وهذا واجبنا أن نساهم بالترويج لرموز حضارتنا وإحيائها من جديد".
ويرجح لاماسو " بأنّ هذا المركز سيكون نقطة إنطلاق لصناعة التغيير من خلال الأنشطة المتنوعة التي سيقدمه والتي ستساهم بإعادة الثقة وتعزيز العلاقات بين المكونات مرّة أخرى من أجل الإحتفاء بالهويتين الوطنية والإنسانية والمحافظة على الهويات الفرعية للمكونات والأقليات والقوميات والديانات الاخرى الموجودة في العراق ونينوى".


لماذا مركز قلّيتا ؟

 إخترنا أن نعيد تسمية الرموز التي تمثّل الثقافات العراقية الرافدينية ونساهم بالترويج لها بعد أن أصبح الترويج لرموز بلاد ما بين النهرين مناط بالأحزاب والتجارة والمصالح.
ولد الأب يوسف قليثا عام 1872 ،والده هو إيليا قليثا، وأصبح شماسا عام 1894 بوضع مطران رستاق شمسدين "مار خنانيشوع" .
اشتهر الأب يوسف قليثا بولعة الكبير للغتة الآشورية،  واتقن اللغة السريانية الكلاسيكية والاشورية المعاصرة منذ سن مبكرة على أيدي آباء الكنيسة.
وفي عام 1917 فوض البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون، الشماس يوسف قليثا لطبع الكتب وتصحيحها،  حيث حاز الشماس قليثا على مطبعة اشورية في مدينة اورمي، وانبرى بتصحيح الكتب وطباعتها،  وفي عام 1918 نزح الشماس قليثا مع عشرات الآلاف من شعبة الآشوري من جبال آشور واورمي إلى سهول آشور حيث تأسست لاحقا دولة العراق. 
وقد تحدث الأب قليثا عن قسوة هذا الأمر في كتاب اللؤلؤة للصوباوي مشيرا إلى انة ترك في اورمي أكثر من ألف مجلد أربعمائة منها قديمة جدا وكان هناك 14 مخطوطة مكتوبة على جلد غزال وتتراوح قدمية تلك الأسفار بين 200 إلى الف سنة ، وقد تلفت جميعها في أثناء الإبادة الجماعية الآشورية. 
وقد سافر الشماس قليثا إلى الهند وحصل هناك على مساعدة كبيرة من أبناء كنيسة المشرق في الهند لإنشاء مطبعة جديدة في الموصل وعاد إلى الموصل عام 1921 حيث نجح في تحقيق حلمة بفتح المطبعة الآشورية في الموصل.  وباشر بطبع الكتب.  ومن الكتب التي قام بطبعها كتاب اللؤلؤة من تأليف عبديشوع الصوباوي والذي نشرة في عام 1908 وقام بنشر الكتاب المقدس بترجمتة البسيطة  (بشيطا) عام 1910 ، ونشر كتاب  (المجمع المختصر لقوانين السنادوست ) للصوباوي سنة 1917 وكتاب الفردوس للصوباوي سنة 1918 . أما في الموصل فقام بإعادة طبع كتاب اللؤلؤة سنة 1924 ونشر عدة مقالات للصوباوي وأسماء جثالقة كنيسة المشرق،  وأعاد أيضا طبع كتاب الفردوس للصوباوي عام 1928 .
وفي عام 1927 زار الموصل مار طيمثاوس مطران ملبار الهند لأمور كنسية فرسم الشماس قليثا كاهنا في الموصل حيث تزامن ذلك مع عيد الصليب،  وفوضت إدارة الطائفة المشرقية في الموصل واطرافها،  فبذل الأب يوسف قليثا كل جهد لذلك وأنشأ مدرسة أهلية اشورية والتي أدارها لعدة سنوات وتخرج من المدرسة الكثير من المتعلمين. وقد درس فيها عدة مدرسين اشوريين،
جدير بالذكر أنّ مؤسسة السلام المستدام هي منظمة غير حكومية عراقية أُسست في عام 2019. حيث يسعى مؤسسوها جاهدين لبناء السلام والحفاظ عليه من خلال الأساليب التشاركية العمودية والأفقية والنهج الشعبية ؛ لإعادة الثقة المفقودة بين المجتمعات العرقية والدينية والمجموعات الاجتماعية المتنوعة في العراق وتقويتها ؛ تمكين وبناء قدرات المجتمعات المتأثرة للغاية ، مع التركيز المركزي على الفئات المهمشة من النسيج الاجتماعي في العراق - مثل النساء والفتيات والشباب والأقليات: حتى يتمكنوا من تقليل التوترات الاجتماعية وتخفيف وتحويل النزاعات من خلال الحوار واللاعنف وسائل.
 
تساهم مؤسسة السلام المستدام بتطوير وتنفيذ البرمجة في التماسك الاجتماعي وبناء السلام والمجالات الشاملة الأخرى ، مثل تغيبر المناخ والعدالة البيئية وصحافة السلام والعدالة التصالحية من خلال النهج والتدخلات المتكاملة ، دون فقدان التركيز على أهدافها وغايتها الأساسية.