المحرر موضوع: ندوة حوارية تحت عنوان / سحب المرسوم الخاص بغبطة البطريرك مار لويس ساكو سابقةٌ خطيرة  (زيارة 1751 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir saffar

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 768
    • مشاهدة الملف الشخصي
عَقدَ ملتقى سورايا الثقافي في ملبورن يوم الاثنين 21/8/2023 ندوة حوارية تحت عنوان
سحب المرسوم الخاص بغبطة البطريرك مار لويس ساكو سابقةٌ خطيرة
وأدار الندوة الحوارية السيد الياس منصور ، قدّمَ فيها الكلمة أدناه بأسم ملتقى سورايا الثقافي
الحضور الكريم .. كما تعلمون تعقد هذه الندوة الحوارية تحت عنوان :
سحب المرسوم الخاص بغبطة البطريرك مار لويس ساكو سابقةٌ خطيرة
 – نعم انها سابقة خطيرة لان الاضطهاد جاء هذه المرة من قبل الدولة بل من شخصِ رئيس الجمهورية حامي الدستور ضد رئيسِ اكبر طائفة مسيحية في العراق، الشخصية الوطنية النزيهة غبطة ابينا البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو ، للنيل منه بل تم توجيه الإهانة لجميع مسيحيي العراق من خلال استصغار وإهانة احد اكبر رموزهم الدينية عبر خطةٍ خبيثةٍ مبيته... ورغم كل الوقفات التضامنية والاحتجاجية، وبيانات الشجبِ والحراك الشعبي وتوضيحات خبراء القانون ، ومناشداتِ المؤسساتِ والشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والقانونية المرموقة لهذا الفعل المشين كل ذلك والحكومةُ العراقية لم تحرك ساكناً...! وها نحن اليومَ نتسأل عن سر هذا التعنت والإصرارِ غير المبرر ؟! أليس من حقنا أن نفسر ذلك بخطة عدوانية ممنهجة لتهجيرِ ما تبقى من مسيحيي العراق... ثم ناشد كافة رؤساء كنائس أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والاكليروس وكافة مسيحيي العراق الوقوف صفاً واحداً ضد هذا الظلم... بعدها تمنى إيجاد الأجوبة الشافية من خلال متحدثي الندوة، إضافة للمداخلات والإضافة والمقترحات والتساؤلات من قبل الجمهور الكريم.

المحور الأول للدكتور عامر ملوكا / بعنوان جدلية العلاقة بين الدين والسياسة
 تطرق الدكتور عامر ملوكا الى تعريف السياسة بانها فن وموهبة إدارة المجتمعات الإنسانية واتخاذ المسؤولية في اتخاذ القرارات وتسيير أمور الجماعات او الدول والتوفيق بين كل التوجهات لخدمة الصالح العام.
اما مفهوم الدين فهو وضع الهي يدعو المؤمنين بهذا الدين الى القبول بما موجود في الكتب المقدسة التي يؤمنون بها أي ان الله او أي قوى عظمى هي مبدأ الدين والانبياء هم الواسطة بين الله والانسان العاقل.
معظم السياسيين إن لم نقل جميعهم يطبقون المفهوم الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) ولا ضير من أن يتبع السياسي كل الوسائل وإن كانت غير أخلاقية لتحقيق أهدافه وأهداف الدولة أو الحزب الذي يقوده ، فيزعم أن الاخلاق تضر بالسياسة وتعرقل نجاحها ، وان الدول التي تبني سياستها على الاخلاق تنهار بسرعة.
اما ارسطو وافلاطون يعتبرون ان السياسة والأخلاق لابد من ان يتلاقى وأن وظيفة الدولة الأساسية هي نشر الفضيلة وتعليم المواطن الاخلاق .
 وافلاطون اكد إن أساس الحكم أربع فضائل هي الحكمة، وهي الجانب الفلسفي والشجاعة وهي الجانب الطبيعي والعفة، وهي الجانب النفسي والعدالة وهي الجانب السياسي، ومن لا تتوفر فيه هذه الفضائل فليبتعد عن حكم الناس.
لرجل الدين في مجتمعاتنا الشرقية مكانة واحترام ومصداقية اكثر من رجال السياسة طالما كان رجل الدين بعيدا عن السياسة لان السياسة متحركة حسب المصالح والدين ثابت ، الدين مقدس والسياسة مدنس والسياسة تتطلب المراوغة وتبديل المواقف وحتى المبادئ التي يؤمنون بها ولكن رجل الدين لا يمكنه لعب مثل هذه الأدوار ومجال حركته هي النصح والدعوة للخير للجميع والوقوف مع الجميع لمصلحة الجميع.
 وعندما يتعاطى رجل الدين السياسة فيجب ان يتعاطاها بصفته مواطن فقط وليس كرجل دين. جدليّة الدين والسياسة في المسيحية بدأت منذ نشوء المسيحية ، "ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، هذه الجملة للسيّد المسيح تقول أن هناك فصلٌ بين ما هو ديني وبين ما هو سياسي.
إنَّ تدخل غبطة الكاردينال في الكثير من القضايا التي تخص الشأن المسيحي نستطيع إدراجها تدخلا في الشأن الوطني او السياسي العام. إنَّ هذه الآراء لا يمكن أن نعتبرها تدخلا بالسياسة بقدر كونها تدخلا بالشأن السياسي العام او بالشأن الوطني من خلال الحفاظ على العيش المشترك والحفاظ على التواصل بين أبناء الشعب الواحد وبالتالي تطبيق القانون والدستور. إضافة الى محاولة إعطاء قيمة روحية للقانون الدنيوي او بمعنى اخر للحياة السياسية، وكلما استطاع رجل الدين التوفيق بين القانون الإلهي المقدس المسؤول عن توجيه الفكر الإنساني نحو الحق وبين القانون الطبيعي الذي نتوصل اليه بالعقل كلما كانت مساهماته ودوره في الحياة السياسية العامة لشعبنا فاعلة ومؤثرة ومرغوب بها.
 بالعودة الى عنوان الندوة (سحب المرسوم الخاص بغبطة الكاردينال ساكو سابقة خطيرة) نطالب بإعادة المرسوم للأسباب التالية:
 إنَّ سحب المرسوم الجمهوري لغبطة البطريرك كان مقصود ولم يتم سحب بقية المراسيم الصادرة لبقية رؤساء الكنائس الأخرى
تدخل الرئاسة في شؤون إدارة الكنيسة تدخل سلبي وليس إيجابي ويجب ان يكون تدخله محصور في الدعم والمساندة.
بعد السقوط عام 2003 تحول منصب الرئيس الى منصب فخري وتحول نظام الحكم من رئاسي الى برلماني ودواوين الأوقاف ترتبط برئاسة الوزراء وليس الجمهورية.
توقيت صدور السحب ودواعي صدوره سوف لن تخدم أي جهة الاّ مَنْ هو مستفيد من هذا السحب.

المحور الثاني للأديب يوحنا بيداويد / حول تدويل قضية المسيحيين في العراق
 تحدث الأديب يوحنا بيداويد بشكل مقتضب عن دور المسيحيين المتميز في بناء الدولة العراقية ثم خاطب الجميع بقوله رغم الدور المشرف لهم كانت الويلات تلاحقهم من قبل الدولة منذ مأساة سميل عام 1933، ومجزرة صوريا 1969،  ثم تكلم عن سبب ازدياد وتيرة الهجرة منذ عام 2004، بسبب تعرضهم للخطف والترهيب والقتل وخاصة بعد مقتل عشرة شباب مسيحيين معاً في كمين نصب لهم اثناء عودتهم من العمل في بغداد، ثم عرج على المذبحة الرهيبة في كنيسة سيدة النجاة اثناء القداس، وبعدها توقف عند الجونسايد بحق المسيحيين والايزيديين على يد الدواعش عام 2014 بسبب تقاعس الحكومة العراقية عن حمايتهم وصولاً لإهانة واضطهاد غبطة مار لويس ساكو مِنْ قِبلْ رئيس الجمهورية حامي الدستور،  ثم ناقش المتحدث عن إمكانية تدويل قضية اضطهادات وجنسايد التي حصلت وتحصل بحق المسيحيين حاليا بسبب عدم وجود حماية من قبل الدول العراقية لهم ، حيث هاجرة اكثر من 80% منهم ، فحسب الاحصائيات والنمو السكاني يجب ان يربو عددهم الان عن 3.4 مليون نسمة لان عددهم كان (في تعداد 1987 ــ 1.45) لكن اليوم لم يبقى منهم سوى ربع مليون مسيحي في الوطن الام العراق .
ثم ذكر أهم الاضطهادات التي حصلت بحق المسيحيين في القرن العشرين وبالأخص في العقدين الأخيرين بعد عام 2003 مع التواريخ والأرقام والجداول والصور.
وفي نهاية الحديث تساءل السيد بيداويد..ألمْ يحن الوقت لتدويل قضية اضطهاد المسيحيين في بلدهم الأصلي العراق بعد كل ما حدث ويحدث لهم من ويلات بسبب عدم تمكن الدولة من حمايتهم !؟ لذا اقترح تشكيل هيئة من الخبراء القانونيين والحقوقيين عن إمكانية تحقيق ذلك.

المحور الثالث للكاتب والسياسي جورج هسدو / حول أزمة الكنيسة الكلدانية مع الحاكم..
 وجهة نظر في قضية رأي عام ضرورة رفع سقف النزاع من حالة الاستهداف الشخصي للبطريرك لويس ساكو إلى استهداف للمكون المسيحي برمته، باعتبارها أزمة وطنية اصطف فيها نظام الحكم بكل مساوئه ضد مؤسسة دينية بكل تاريخها.. إضافة إلى أهمية جعل الأزمة قضية رأي عام وتحشيد معارضة شعبية يشترك فيها جميع العراقيين "وبالأخص جميع المسيحيين" بمختلف مذاهبهم الكنسية وتوجهاتهم السياسية للوقوف بوجه استبداد السلطة المتمثلة بانحيازية رأس الدولة لفصيل سياسي موالي للأغلبية (الشيعة) ضد زعامة كنسية تحظى بتأييد أقلوي مميز (المسيحيين)، من خلال توحيد الموقف المسيحي العام لفضح الاضطهاد السلطوي الذي بات يواجهه المسيحيين بعد أن عانوا لعقود من اضطهاد الجماعات المنفلتة والعصابات الإجرامية والإسلام الراديكالي.. واللجوء إلى المحاكم المستقلة لمقاضاة رئيس الجمهورية ورفض أن يكون الحاكم هو الحكم، لعكس مشهداً مغاير لما تروج له ماكنة الدولة الإعلامية من أن المسيحيين مصانة حقوقهم، وإظهار حالة من الاستياء والمعارضة الشعبية والتي يمكن توظيفها في توحيد الرأي العام المسيحي وحتى الوطني العراقي ضد استهتار الحاكم واستبداده.
وأخيراً قدم المحاضر جملة من الآراء والمقترحات التي من شأنها منهجه تحركات البطريرك لويس ساكو على الصعيد السياسي والابتعاد عن التراشق الإعلامي لسد الطريق أمام المزايدات الحزبية والاسقاط السياسي.
ثم شارك الحضور بأثراء الندوة من خلال المداخلات ، والإضافات ، والمقترحات، والتساؤلات كل من الاب الفاضل جليل منصور، والشماس صباح يوحانا والسادة/  سرهد خوشابا، ناصر عجمايا، نزار الديراني، سركون هوزايا، باسم سليمان، غسان فتوحي، خالد ، وكان مسك الختام ماجد رفو رئيس الملتقى
 


الله نوري وخلاصي.. ممن اخاف؟؟
الله حصن حياتي..ممن ارتعب؟