المحرر موضوع: نظرية تفسير مفهوم العدد بين هوسرل وفريجه  (زيارة 818 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

نظرية تفسير  مفهوم العدد بين هوسرل وفريجه
بقلم يوحنا بيداويد


مقدمة
لقد قلنا في المقال السابق، بأن علماء النفس التجربيين حاولوا قياس التأثير الفيزيائي على شعور الإنسان (رد فعل الاعصاب)، على امل يصلوا إلى ايجاد علاقة بين العقل والطبيعة أو الواقع التي تقودهم إلى المعرفة الحقيقية والربط بينهما. هكذا ولدت فكرة تأسيس علم فيزيولوجيا حسب رأي العالم النمساوي ارنست ماخ (1838-1916). لقد طور هذا الاتجاه العالم النفساني فرانز برنتانو (1838-1917)، ومن بعده تلميذه ادموند هسرل (1859-1938). لكن المشروع فشل لعدم مقدرة علماء النفس التجريبين على ترجمة المشاعر والأحاسيس الباطنية للإنسان بدقة اللازمة، بسبب نسبيتها، واختلافها من شخص إلى آخر. ما يهمنا في هذا المقال هو التركيز على نظرية "تفسير العدد" التي وضعها العالم ادموند هوسرل معتمدا على علم النفس وعالم الرياضيات والمنطق كوتلب فريجه معتمدا على التحليل المنطقي للعبارات الصادقة، وكذلك الربط بين المنطق وعلم الرياضيات والمصطلحات اللغوية.

العالم فرانز برنتانو
 كان حلم العالم برنتانو مثل غيره من النفسانيين التجريبيين ان يجعل من علم النفس التجريبي ان يكون نقطة الانطلاق لتفسير كل العلوم وكل النظريات العلمية والفلسفية والنفسية. حاول جاهدا دحض افكار الفيلسوف الانكليزي ديفيد هيوم (1711-1776) التي تشك في صحة قانون العلية والهوية والجوهر ( 1، 2)، اتبع المنهج التجريبي للبحث عن المعرفية الحقيقية أو الصحيحة فهو يقول: "أن التجربة وحدها معلمي" (3). لكي يستطيع تطبيق قانون الاستقراء لجأ إلى حساب الاحتمالات (4). يعد برنتانو من اعظم علماء النفس التجريبي، حيث اقترح اتجاها جديدا "النفس الفعل" وبينما الآخرون اهتموا بعلم "النفس المحتوى".

 في القرن التاسع عشر كان هناك نظريتان حول ميكانزم عمل العقل، الأولى تشير ان العقل يوسع بالمادة (الأحاسيس) التي تنقلها الحواس إليه، والثانية ان العقل عامل فعال ونشط، اتجه رواد النظرية الأولى إلى تفسير محتوى العقل بحسب قانون العلية المادية، أي ظواهر الطبيعة وتفاعلاتها، لهذا اطلق عليهم "الارتباطيون"، أي ربطوا كل الأشياء ببعضها بحسب قانون العلية. اما الطرف الاخر فقد استسلم لأمر الواقع وانتهى إلى نتيجة مفادها، لا يمكن التحكم بالعقل ولا التنبؤ بنتائج تجاربه بتاتا. فكانت أهمية برنتانو في محاولته توحيد النظريتين، نشاط العقل والتجربة الدقيقة، كذلك في التمييز بين الأحاسيس والذهن، ومن ثم تأكيده على ان وحدة الوعي بين البشر أهم مبدأ في علم النفس إطلاقاً(5) . كما ان أهميته تأتي من تفسيراته وطروحاته في علم النفس التجريبي مثل القصدية، التي فتحت الطريق امام تلميذه ادمند هوسرل صاحب الفلسفة الظاهراتية، ونظرية تفسير العدد التي سناتي اليها في هذا المقال.

الطريق إلى المعرفة الحقيقية
عبر التاريخ كان المفكرون (بكافة مدارسهم وأديانهم) يعتقدون هناك ثلاثة طرق للوصول إلى المعرفة الحقيقة، الفكر العقلاني (المنطق) والتجربة (المادي والايمان- التجربة الصوفية. لكن عمانوئيل كانط (1724-1804) بحث عن افضل الطرق التي تقود الإنسان اليها. قام عمانوئيل كانط بإزالة الغموض والشكوك اتى بها الفيلسوف الانكليزي ديفيد هيوم(6)، واعترف بضرورة وجود قوانين في الطبيعة كمثل "قانون العلية" حتى وان لم تكن تلك القوانين مطلقة. كانط كان يرى ان الفلسفة العقلية فشلت في نقل الفكر إلى الواقع (ظاهرة في الطبيعة)، وبالعكس كذلك فشل التجربيون في تفسير الظواهر (أحداث الواقع) بطريقة فكرية. قضى كانط حياته في حل هذه المعضلة التي اعتقد انها سترفع من إمكانية الإنسان لإدراك المعرفة الحقيقية والصحية عن الواقع والوجود.

 من أجل تحقيق هذه المهمة وضع نظريته في المعرفة التي تعتمد على "الاحكام الأولية التركيبية"(7) ، كما اقترح كانط ضرورة وجود شرطين أساسيين هما الضرورة والتجربة الواقعية حيث قال: "أن المفاهيم بدون حدوث حسية جوفاء، كما ان الحدوث الحسية بدون مفاهيم عمياء"، أي أن أي ظاهرة في الطبيعة لابد من إعادتها تجريبياً لتحقيق صدقها. كان هدف كانط تبرئة الفلسفة من اللغط الذي حصل سابقا بسبب سوء فهم كلا المدرستين (العقلية-المثالية والواقعية - المادية) عبر التاريخ، حيث اعتقد بعض رواد كلاهما بان بعض ملكات العقل قادرة على معرفة الواقع في ذاته، أي ان المعرفة هي نتيجة لتأثير الأشياء في العقل (الذهن)، لكن الصحيح هو عكس ذلك، أي ان المعرفة هي نتيجة لتأثير العقل على الأشياء الخارجية، حيث العقل يقوم بترجمة الأحاسيس واعطائها رموز (Coding)، بهذا أصبح العقل هو صاحب القرار في تحديد الحقيقة كما قال ديكارت، هو صاحب المشرع في الطبيعة، وتركيب التجربة وليس العكس، وبدونه (العقل) يشك البعض حتى في وجودنا(8)!!.

اعترف كانط فيما بعد بعدم امكانية العقل الوصول إلى كل الحقيقة المطلقة، إلى ماهية كل الأشياء (جوهرها)، لان امكانيات الإنسان محدودة بالتجربة التي تعتمد على الحس المادي فقط، لهذا من الضروري حسب كانط، التمييز بين ما نحن نعرفه عن الأشياء بالحواس، وبين حقيقتها الذاتية (طبيعة الشيء في ذاته من دون وصف الإنسان!). استخدمت النتيجة الأولى لهذه الخلاصة الكانطية من قبل علماء النفس التجريبيين، وبنوا أمالهم عليها كي يصبح علم النفس التجريبي كأساس لبقية العلوم.

العلاقة بين المنطق والرياضيات
لحد بداية القرن الثامن عشر كان معروفا ان الفلسفة هي منبع المعرفة التي تقود الإنسان إلى المعرفة الحقيقية الشاملة، حيث كانت تشبه شجرة كبيرة وان بقية العلوم ما هي الا جذوع لها. وكان المعروف أيضاً ان المنطق هو احد فروع الفلسفة، لكن في نهاية القرن التاسع عشر أصبح علم الرياضيات والمنطق واللغة يعملون معا في حقل واحد في البحث عن تحديد المعرفة الصحيحة. اما الرياضيات والمنطق أصبحا تؤمان بعد ان استقلا من الفلسفة، وبعد مجيء عالم الرياضات الألماني غوتلب فريجه (1848-1925)، زاد التأكيد على ان الرياضيات والمنطق لهم ومهمة واحدة هي التدقيق والتعبير عن القضايا والجمل الصادقة بعد فحصها.

تحليل العدد عند ادموند هوسرل
كان للعالم برنتانو تأثير كبير في جعل تلميذه ادموند هوسرل ان يتوجه إلى دراسة علم الحساب، حيث ألف هوسرل كتاب " فلسفة الحساب"، وقام بتطوير فكرة "القصدية" ليؤسس فيما بعد الفلسفة الظاهراتية(9). اقتنع هوسرل حينما يستطيع تحديد "مفهوم العدد" يستطيع احداث ثغرة مهمة في جدار الفاصل عن الهدف الرئيسي "المعرفة الصحيحة"، التي يحتاجها علم النفس والمنطق وكل العلوم، لهذا قرر في الحالة الأولى ان يدرس مفاهيم (الوحدة والكثرة والعدد) من خلال منظور علم النفس، بعيداً عن الرمزية التجريدية، ثم درسها في الحالة الثانية بحسب المفاهيم الرمزية، وانتهى إلى أهم مبدأ كان هوسرل اعتمده في تفسير العدد هو "العلاقة الجمعية" بين الأشياء المتشابهة التي تصبح قابلة للعدد.

حسب برنتانو هناك نوعين من العلاقات بين الأشياء الاولية والثانوية. الاولية مرتبطة بظواهر الطبيعية، ان هذه الأشياء هي مدركة كجزء مكون من الفكرة التي نعنيها، ثم ادخل العلاقات الرياضية (المساواة والتماثل والدرجة....الخ)، أما العلاقة الثانية فادرجها تحت مفهوم (الظواهر الذهنية) وتستند إلى أفعال قصدية مثل التخليل أو التأمل والحكم والرغبة.....الخ. ومن خلال التفكير والتأمل وتطبيق هذا الافعال يتم اكتشاف هذه العلاقات.
هوسرل يفسر ظهور مفهوم العدد في ذهن الإنسان نتيجة لتركيزه على موضوعات أو على اشياء محددة، ثم تظهر العلاقة الجمعية بين الفئات المتشابهة والمختلفة عن طريق المقارنة والتميز من خلال فعل التأمل. فأفعال الذهنية (التأمل أو التفكير الداخلي) هي أفعال مركبة ومعقدة تنقل الذهن من المحسوسات إلى التجريد، وباستخدام العلاقة الجمعية بين الكثرة والوحدة وبإهمال الموضوعات وصفاتها ينتقل الذهن إلى مرحلة التجريد وتصبح الأشياء المتشابهة متكررة (كثرة)، شيء ما، مع شيء ما آخر، مع شيء ما آخر........ بهكذا تظهر العلاقة الجمعية في الذهن ومن ثم يعطي لها العل رمزاً عددياً Coding. هكذا يفسر ادموند هوسرل العدد كنتيجة للشعور وتركيز الذهن على كثرة الفئات المتشابهة.

تحليل العدد عند فريجه
يعد كوتلب فريجه أب الرياضيات التحليلية أو الحديثة، ومؤسس المنطق الحديث، لأول في التاريخ استطاع ان يغير نظرة الفلاسفة والعلماء عن المنطق منذ زمن أرسطو بالأخص في تحديد هوية الشيء، وعلاقة الجنس- النوع. من خلال دراسة وتحليل المفاهيم تمكن من ايجاد طريقة لتعيير العبارات والمصطلحات والحصول على مصداقية المفاهيم أو العبارات. يقول كوتلوب فريجه في كتابه (أسس علم الحساب):" ان ما أهدف إليه في عملي هذا هو تأكيد ان قوانين الحساب إنما هي أحكام تحليلية، ومن ثم قبلية" ، الاستنتاج من هذه القول هو ان علم الحساب ما هو إلا حالات لتطور المنطق، وان كل قضية حسابية نابعة من قانون منطقي أو مشتق منه.
 تعريف فريجه للعدد، انه فئة ضمن مجموعة من الفئات التي بينها وبين فئة أخرى، ذات قيمة معلومة أو معينة، توجد علاقة مساواة واحد بواحد، أي التطابق بينهما، أو ان الفرق بينهما معدوم.

كيف انتهى الجدال الساخن بين هوسرل وفريجه حول تفسير العدد؟
لقد هاجم فريجة الطريقة النفسانية التي اتى بها هوسرل لتفسير العدد، لقد نقض فريجه فكرة هوسرل بان العدد يمثل علاقة الجمع لفئات المتكررة المتشابهة، بل سخر منها اية تسخير! حيث رأى ان فعل التأمل الداخلي- المركب (الذهن) الذي اتخذه هوسرل اساسا لنظريته في تفسير العدد ليس صحيحا، كيف يحقق فعل الذهن التركيبي العلاقة الجمعية بين الواحد والصفر، شيء ما، مع لا شيء ما، لا يجمعان اثنين شيء ما !!، لهذا هوسرل على خطأ، وتفسيره غير مقنع. بالنسبة لفريجه العدد معتمد على علاقة الصلة بالمفاهيم، ولا يمكن عد الأشياء أو الموضوعات الا من خلالها، بكلمة أخرى المفهوم هو الذي يحدد طريقة وصف الأشياء (هوية الشيء)، أي عدها. فطريقة فريجه معتمدة على التحليل المنطقي، بينما طريقة هوسرل كانت معتمدة على التفسير النفسي (الترابط الجمعي عند فعل الذهن التركيبي). استسلم هوسرل لموقف فريجه في النهاية على المضض، البعض اعتبره مدين للاخير لتخليصه من فكرة التفسير النفساني للعدد، بهذا قضى فريجه على امل هوسرل واستاذه برنتانو في ايجاد علاقة أو تفسير نفساني للعدد.

الخلاصة
كما اشرنا ان فريحه يعتبر من اعظم علماء الرياضيات بلا منازع في القرن التاسع عشر، حيث أسس علم المنطق الرمزي، وربط بين المنطق والرياضيات والمفاهيم اللغوية وفسرها بطريقة تحليلة جديدة، بل اعاد صياغة المنطق بطريقة تحليل المفاهيم لإثبات أو نفي صدقها. هذا الارث العلمي لفريجه اعطى زخماً كبيرا لآرائه أمام آراء ادموند هوسرل المتأثرة بآراء استاذه العالم النفساني برنتانو الهشة التي شابها الشكوك، بسبب فشل علم النفس التجريبي في انجاز مشروعه في القرن التاسع عشر.
 
لكن حسب قناعتي ان كلا التفسيرين متداخلين، فالشعور والاحساس هو مصدر معرفتنا اجمالا حسب "كانط"، وان فكرة اعتبار الاعداد من المسلمات خارجية لا علاقة لها بالشعور كما قال فريجه، لا أجدها صحيحة. ان مفهوم المسلمات أو البديهيات هي مفاهيم قبلية قد تكون صحيحة ولكن في النهاية هي أيضاً خضعت للشعور الفطري قبل ان تصبح بديهيات قبلية مسلم بها، لهذا اعتقد ان كلا النظرتين متداخلتين لتفسير العدد احدهما ركزت على الشعور النفساني بالكثرة والوحدة والأخرى ركزت على المنطق وتعريف المفاهيم.
.....................
  1- قانون العلية أو العلة هو قانون قديم استخدمه أرسطو في براهينه ينص: "لكل علة معلول".
  2- الفينومينولوجيا-المنطق عند ادمون هسرل، يوسف سليم سلامة، دار الفارابي، دار التنوير للطبعة والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، 2007، ص73.
  3-  نفس المصدر، 99.
  4- قانون الاستقراء هو قانون الاحتمالات في الاحصاء. ينص على "ان الطبيعة تسير سيرا مضطردا، ان ما يحدث مرة في ظروف بعينها سيحدث مرة أخرى اذا ما توفرت الظروف والشروط نفسها. أي الاعتماد على سلوك الطبيعة من خلال اقامة تجرية وحساب الاحتمال الاكثر وقوعا في الطبيعة ومن ثم يحاول صاحب التجربة تطبيقها على مجال أو مدارات اوسع لتفسير الظواهر في الطبيعة.
  5- الوعي هو مواقف الانا من المواضيع، هي حالات شعور الانا باختلاف الظواهر، أي اقامة العلاقة بشيء ما عن قصد " القصدية".
  6- حسب هيوم ان العقل يفسر الظواهر بشدة الانطباع أو ضعفها، وان وظيفة التي يقوم بها الذهن هي فقط القبول والتلقي حسب قوانين التداعي قانون وضعه عالم النفس الروسي إيفان بافلوف.
  7- الاحكام الاولية أو القبلية هي أحكام يعمل العقل بموجبها لتصنيف الاحاسيس القادمة من الخارج من خلال الحواس.
  8-الفينومينولوجيا-المنطق عند ادمون هسرل، يوسف سليم سلامة، دار الفارابي، دار التنوير للطبعة والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، 2007، ص75.
  9- القصدية: هي حدس الوقائع أو النتائج، مصطلح استخدم قبل برنتانو ليصف كل الافعال العقلية أو الذهنية التي يتجه الوعي بها نحو شيء ما بطريقة أو أخرى، وهي احدى الطرق للوصول إلى المعرفة.نفس المصدر ص 99-100.
  10-     https://www.marefa.org/%D8%AC%D9%88%D8%AA%D9%84%D9%88%D8%A8_%D9%81%D8%B1%D8%AC%D9%87.
 
 




غير متصل Edward Odisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 132
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حبيبي الاخ يوحنا بيداويد الجزيل الاحترام
قرأت ما انزلته حول موضوع  ( نظريةتفسير مفهوم العدد بين هرسل وفريحة)
متابعو ومحتاجوا هذه المواضيع مع انها قيمة جدا واكاديمية ، تساَبَ الفلاسفة في الغوص فيها وتبادلوا الاراء في طرح ما كان افضل على مستويات تبدو الآن اقرب الى من اخطأ في طرح مقدمات اكثر شعبية ليشارك بها اكبر عدد ممكن من الاخرين .
كان انسان يومهم بامس الحاجة إلى شم رائحة ما يقولون .
اقول هذا ، وعليَّ ان آٌوثق ما اقول حسب ما آلت اليه البشرية ليحتاج انساننا التعيس نفسيا ،إلى بدايات يقدر ان يمضغا ، بعد جوعه وعطشه الى ما يبقيه بتواضعه والمه  يكفر بتلك الفلسفات .
ظهرت هذه الفلسفات متكبرة بعيدة عن شعوبها نوعا ما ، فاطلقت العنان  لاديان ارعبت ضحاياها بارهاب حرق عقولها وابعدها عن اي امل في ان تكون  هذه الفلسفات (مع احترامي) تنموا وتتطور ايجابا فكريا وخلاصا من تخبط الانا الفقطية الكائنة في تفكيرة ايضا
، التي كانت رحما سلبيا ، ليظهر في البشرية مزابل نتنة في عقولهم العفنة .
اشكرك حبيبي يوحنا لطرح الكثير من المواضيع ، التي تنبع من حرية طرح الكثير عن الماضي العلمي ، تحياتي مع إعجابي بثقافتك .
 

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العزيز ادور اوديشو المحرتم
تحية
في البداية اشكركم على مروركم وتعقيبكم.
في الحقيقة لم افهم كثيرا من مما اتى في تعابيرك، ولكن يتهيا لي انت تلوم الفلاسفة لانهم شاركوا في ضياع البشرية في متاهات افكارهم وارائهم ونظرياتهم حاليا.
 ان كان هذا قصدك ذلك، فانت على حق ، بلا شك هناك بعض فلسفات حديثة هي هدامة لانها ذاتية ( فردية) اكثر مما هي موضوعية او شمولية ( جماعية)، بكلمة اخرى بعض الفلسفات الحديثة تدعو الفرد التخلي او الانفلات من القييم والاخلاق وتعاليم والعادات والعوائد  الجماعية او الكروبات او الاقوام او الكتل البشرية وتدعوهم الى التركيز على الذات (نفسه) وسعادتها، من الامثلة على مثل هذه الفلسفات هي العدمية- النهلسية والحداثة وما بعد الحداثة والمادية والوجودية /الجناح المادي منها.
لكن لا بد ان اذكر ملاحظة مهمة هنا هي ان الفلسفة هي ام العلوم كلها، حتى الاديان تعلمت منها والعلوم الطبيعة والمنطق كانت لحد قبل قرنين فروع منها، فدورها كبير وبناء ولا زالت تلعب دورا كبيرا في كل المجالات لان الفكر اليوم يتم التعبير عنه او تطبيقه بطرق حديثة يمكن ان يكون عن طريق التكنولوجيا، ولولا محاولات الفلاسفة القدماء الذين لا نعرف عنهم اي شيء سوى افكار اساطيرهم لما كان لنا هذه الحضارة اليوم، لان المعرفة او الفكر هو خبرة تراكيمة انتقلت مثل الحرارة الى كافة الاتجاهات عبر التاريخ لهذا معرفة التاريخ واحداثه مهم جدا جدا.
مرة اخرى اشكركم على المرور
يوحنا بيداويد