المحرر موضوع: تجارب أيوب البار وإنتصاره  (زيارة 439 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
تجارب أيوب البار وإنتصاره
بقلم / وردا إسحاق قلّو

  قال أيوب ( حي هو الله الذي نزع حقي ، والقدير الذي أمر نفسي ، إنهُ ما دامت نسمتي فيّ ، ونفخة الله في أنفي ، لن تتكلم شفتاي إثماً ، ولا يلفظ لساني بغش ) " أي 27: 1-5 "

   سفر أيوب من الأسفار الطويلة ، يتكون من 42 إصحاحاً ، وقد يكون من أقدم أسفار الكتاب المقدس أي قبل أسفار الشريعة ، لهذا لم يذكر في سفره شيئاً عن أسفار الناموس ولا عن كل ما في شريعة موسى . سنتناول في هذا المقال فقط التجارب التي مر بها موسى ، وكيف إنتصر على المجرب ، ونال رضا الخالق .
   الله يعطي للشيطان سلطة وحرية محدودة لكي يجرب مختاريه ، فلا سلطة إلا من عند الله ( طالع رو1:13 ) . أعمال الشيطان شريرة ، والعالم يعيش تحت وطأة الشرير ( 1 يو 19:5 ) . الله أسس العالم لكي يعيش بسلام ووئام ومحبة ، فالله الذي أسس السلطة على العالم ، طمع الشيطان بها ، والله حدد له السلطة لتجاربه التي يريد أن يسقط في شباكها بني البشر وإن أمكن حتى المختارين . فالشيطان الذي أغوى حواء وأسقطها مع بعلها ، أستمر في تجاربه لإسقاط آباء كثيرين أقوياء في الإيمان ، ومنهم أيوب البار الذي رفض كل خطط المجرب فصمد بكل قوة لكي لا يتجاوز وصايا الله ويتمرد على خالقهِ . المحن والتجارب والخسائر التي تحملها أيوب من أجل أن يتحدى كل فخاخ عدو الإيمان ، منها الفخ الذي نصبه لهُ عن طريق زوجتهِ وكما سبق وإن فعلهُ مع آدم ، لكن أيوب كان له بالمرصاد فصمدَ وقاومَ واستحمل بكل صبر وإيمان كأنه جبل لا تهزهُ الرياح مهما بلغت قوتها .
   في نظر القديس أوريجينس ، أن التجارب التي مر بها أيوب كانت صورة مسبقة نوعاً ما لتجارب يسوع في البرية ، وإنتصاره على مخططات الشيطان .
  كان على أيوب أن يتحمل كل التجارب وينتصر على المجرب في تجربتين فقط : الأولى في ممتلكاته . والثانية في جسده ، في حين خصص الله لأبنه يسوع بأن يجرب بثلاث تجارب .
   أما عن سبب التجارب التي تعرض لها أيوب الذي كان طاهراً نقياً ، بل أطهر الناس في عصره ، لهذا قال الله عنه ( لا نظير له في الأرض ) لهذا تحجج الشيطان وتحدى الله في محضره قائلاً : ( جلد بجلد ، والإنسان يبذله كل ما يملك فداء نفسهِ . ولكن أبسط يدكَ وأمسس عظمه ولحمهِ ، فترى إلا يجدف عليكَ في وجهك . فقال الرب ها أنا اسلمه إليك ، لكن أحفظ نفسه ِ ) " 2: 4-6 " . لكن المصارع الجبارأيوب هزمَ الشيطان دون أن يخطىء بشفتيهِ أمام الله (10:2 ) بعد إنتصاره في التجربتين ، لم يواجه معركة ثالثة بالأهمية نفسها ، إذ كان يجب أن تدّخر تجربة المعارك الثلاثة للمخلص يسوع الإنسان لكي ينتصرعلى العدو .
   تجارب أيوب تختلف عن تجارب يسوع ، فأيوب حورب بممتلكاته وأولادهِ وبجسدهِ . في حين لم يتعرض يسوع إلى أي من تلك الخسائر والأوجاع ، والسبب يعود إلى تعدد طرق تجارب الشيطان .
    خرج أيوب من كل تلك التجارب منتصراً بسبب إيمانهِ وقد أثبت من خلالها ، بل تنبأ بإنتصار مخلصهِ يسوع على ذلك المجرب اللعين لاحقاً .
    الله سمح للشيطان بأن يجرب أيوب لأنه يعلم بأن الأخير مستعد للتجارب وتحمل المحن وسينتصر ويحصل على المكافأة التي يستحقها بعد المعركة .
   فَشَلت فعلاً تجارب الشيطان الخاصة بالغِنى ، والأولاد ، وبقروح الجسد والروح . علم أيوب بأنه جاء إلى العالم عارياً ، وسيغادره كذلك . إذاً ليس لديه ما يخسرهُ .
   في موضوع السيادة سلب الشيطان أيوب من السيادة على ممتلكاته عكس المسيح الذي قدم له الشيطان كل ممالك العالم . مات كل أولاد أيوب ليصبح أباً للكثيرين ومثالاً صالحاً للمؤمنين عبر الأجيال . وهكذا المسيح صار رأس كل القطيع وراعيه عندما دفعه الشيطان ليموت على الصليب ، فالموت كان أقوى سلاح يمتلكه الشيطان . مات يسوع ، لكنه غلب الموت عندما قام منتصراً . الجميع تركوا أيوب لكنه لم يخطأ ، كذلك يسوع لم يخطأ على الصليب رغم هزيمة تلاميذه ليبقى وحيداً ، بل طلب الغفران بكل محبة لصالبيه ِ . وأيوب لم ينكر إلاههِ رغم إستدعاء الشيطان لأصدقاء أيوب ليتدرجوا صديقهم بنصائهم السيئة لصالحهِ . ورغم كل الحوارات بينهم وبين أيوب ، رغم لعنه للنهار الذي ولد فيهِ ( 3:3 ) فقد قال بعد ذلك ( ليلعنهُ السحرة الحاذقون في أيقاذ التنين ) " 8:3 " وكلامه هذا نبؤة ، بمعنى أن الشيطان وحش هذا العالم الملىء بالعواصف ، وقد تم سحقه بواسطة ربنا يسوع المسيح . وهكذا فإنَ أيوب البار كان يتكلم في أثناء تجاربه على أسرار محجوبة ، لأن هذا العملاق المنتصر كان يرى بعين الروح إنتصار ربه يسوع المسيح ، له المجد الدائم .
 
التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 "


غير متصل نافــع البرواري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 386
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: تجارب أيوب البار وإنتصاره
« رد #1 في: 12:31 11/09/2023 »
نعم اخي أبو اوجين  تجارب الشيطان لايوب هي تمثل تجاربنا نحن في كل زمان ومكان حيث الشيطان يجرب حتى القديسين لابل ازيدك قولا لاحد القديسين ان الشيطان لايهتم بالساقطين في فخاخه بل هو يركز على المؤمنين والقديسين
شكرا لهذا المقال عن تجارب الشيطان والذي لم يستثنى يسوع المسيح منها لكنه انتصر على الشيطان بحوار  ليدحض اقوال الشيطان الذي يتكلم بانصاف الحقائق مستشهدا بالكتاب المقدس ورد عليه المسيح من الكتاب المقدس أيضا
وانا في احد مقالاتي بعنوان "الموت باب الحياة" استشهدت بايوب عندما يقول
وهو يصوّر الفداء الذي سيكون بيسوع المسيح فيقول: “أعرف أنّ شفيعي حيٌّ، ويقومُ آجلا على التراب، فتلبسُ هذه الأعضاء جلدي، وبجسدي أُعاين الله ” (أيوب 19/ 25-26). فما أعظم الأيمان الذي كان لأيوب حتى عرف ان الله لن يتركه، وسيقيمه من الموت الى الحياة الأبدية.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
رد: تجارب أيوب البار وإنتصاره
« رد #2 في: 20:40 11/09/2023 »
الأخ نافع البرواري المحترم
بعد التحية
   أجل وكما تفضلت تجارب الشيطان موجهة نحو الضعيف في الإيمان ونحو العمالقة أيضاً لأن المجرب لا يريد الخلاص لأحد ، بل كما ذكرت في تعليقك تحدى المسيح ايضاً . فحروبه لا تقتصر المؤمنين الصغار بل يركِز على كبار المؤمنين المتسلقين في النعمة والقداسة . وحروبه كثيرة ومتنوعة ، له خبرة كبيرة في القتال ، يتفنن في صنع الشباك لإسقاط الخصم ، لا يمل ولا يكل أو يهدأ يوماً . كذلك يمتاز بقوة لأنه ملاك ساقط ، كما له الخبرة في فنون القتال ، يستخدم أسلحة كثيرة بذكاء وحيَّل دقيقة ، ومن صفاته لحوح ولا يخجل عند الفشل كما فشل في التجارب الثلاثة مع يسوع بعدها يقول الكتاب ( فتركهُ إلى حين ) . أي سيعود إليه ، وعاد عندما كان ضعيف القوة ومهان على الصليب لكنه فشل معه أيضاً .                             
  أسقط حواء وبعلها وإبراهيم عندما جعله يكذب ، وداود وإبنه سليمان الذي كان أحكم أهل الأرض في زمانه . وبطرس الرسول المندفع الهائج للدفاع عن سيده ، جعله المجرب يكذب ويحلف وينكر . وهكذا سقط في فخاخه جبابرة الإيمان عبر العصور ، كما دخل في فكر كبار اللاهوتيين فأتوا بهرطقات ومذاهي غريبة معادية للعقائد المسيحية الصحيحة. أما أيوب فصمد وإنتصر . وللمنتصر أكليل الفوز ، كما قال أحد القديسين :                               
لا يكلل إلا الذي ينتصر     ولا ينتصر إلا الذي حارب
شكراً لمداخلتك والرب يحفظك