المحرر موضوع: ما هكذا كان العراق!  (زيارة 391 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31620
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما هكذا كان العراق!
« في: 15:38 12/09/2023 »
ما هكذا كان العراق!
نسخة من الممارسات والطقوس الغريبة تجتاح العراق باسم التشيع والطائفة لا تنتمي إلى أي موروث إسلامي او عراقي.
MEO

التمرغ بالأوحال والحض على كراهية العرب والعروبة
أتابع باهتمام بالغ مضامين مقالات الكاتب العراقي المبدع فاروق يوسف في الميدل أيست أونلاين، عما يجري في العراق من ممارسات وطقوس غريبة عن أخلاق العراقيين وعن قيمهم وتراثهم الروحي والديني والإنساني الأصيل، وأجد من المفيد أن أضع بين يدي القارئ مجموعة ملاحظات بشأن مخاطر وتحديات ظهور هذه الممارسات، وكيف كان العراق قبل سنوات وعقود يعيش أبناؤه، وكل لا يعرف الآخر من أي دين ومذهب كان.

مضامين تلك المقالات مثلما أراها تغوص في أعماق الكارثة الكبرى التي حلت على العراق والطقوس الخارجة عن كل دين ومذهب، ربما لم يقلد بعض ممارساتها سوى عبدة البقر ومن الهنود المغرقين في التخلف المنحط من الطبقات الدنيا، حتى راح البعض من هؤلاء يفضل الهندي والباكستاني والبنغالي المتعصب للطائفة على المسلم العراقي للقيام بهذه الممارسات، لانه حتى كثير من الايرانيين ربما يرفضون ممارسات من هذا النوع بالرغم من أنهم يشجعون غيرهم على ممارستها كجزء من أهدافهم لتشويه الاسلام وضرب قيمه في الصميم.

وما يحدث في العراق خلال السنوات الاخيرة لم يمر به العراق منذ أيام هولاكو والتتر والمغول وهم الذين لم يجرأوا على ادخال ممارسات غريبة الى مجتمعاتنا بهذا الشكل المقرف والموغل في السادية في تعذيب النفس وايلامها وقتل كل نوازع النفس الانسانية والحط من قدرها الى ما يشكل إنحطاطا مغرقا في العبث بتاريخ العراق وتشويه أديانه ومذاهبه، حتى أن بوادر الالحاد والممارسات المنحرفة والشاذة التي يتسع مداها هذه الايام، ربما هي أقل ضررا من تلك الممارسات التي اقل ما يقال عنها أنها تنزل بالإنسان الى ما تحت سلوك الحيوان الذي حتى هو الاخر يأنف أن تصل به الاقدار الى تلك المنحدرات السلوكية الخارجة عن كل دين ومذهب منذ أن خلقت البشرية حتى الان.

كان التشيع الحقيقي وما يزال في سنوات سابقة يرتقي بالذائقة العراقية الى أعلى مستويات إبداعها اللغوي والفني والبلاغي والمعرفي لتنتج لنا أدبا ثرا وفنا رفيعا أسهمت في رفع شان الانسان والارتقاء قيمه ومثله العليا الى مستويات تشكل مصدر فخر للآخرين.

وحتى إن طغى على بعض معالمها الحزن والاسى لكنها تعبر عنها بمخزون لفظي وقيمي وبلاغي ما يشكل هما وطنيا أصيلا وقد إرتقت علومه ومضامينه بالجدل والابداع والتميز الى مستويات رفيعة.. مثلها أدباء وفنانون وفلاسفة فكر كان من أبرز رموزها في ايران د. علي شريعتي وفي العراق هناك رموز عراقية كثيرة لا حصر لها شقت طريق الابداع وانتجت أدبا وفنا وفلسفات وروايات وقصصا وملكات أدبية في فن الكلام والحديث المبهر والتراث الغني بالمآثر ما يفخر به تاريخ العراق الزاخر بالابداع في كل المجالات.

ولولا الهم الوطني الشيعي العراقي وميله الى التحرر من القيود المشروعة لما ترك كبار أدباءهم وفنانيهم من روايات وقصص وشعر عربي فصيح وشعبي وفن وغناء راق وحكايات جميلة هو ما يشكل عنصر الابداع العراقي وذوقه الراقي الجميل. وهو ما نفتقده اليوم من خلال طغيان ممارسات أدخلت مبدأ التشيع أمام امتحان خطير يصيب فكره وفلسفته وإبداعه في الصميم ويعرضها لتشوهات وخروقات بعد أن أبعدت عنها توجهاتها ومضامينها العراقية الوطنية الأصيلة لتغرق في ممارسات أقل ما يقال عنها أنها غريبة عن سلوك العراقيين وداست على قيمهم ونزلت بها الى الحضيض.

ولو كان هناك نظام سياسي عراقي يحترم كرامة الانسان ويحترم موروثه الحضاري والقيمي والأخلاقي ويحترم الآخر ويؤمن بدوره الوطني الأصيل ولا يغوص كثيرا في مهاوي الفساد حد القرف ولا رفض الاخر وانتهاك كرامته ومذهبه واعتبار جماعتهم هم الأكثرية تحت شعار "دكتاتورية الأغلبية" والآخرون أقليات ومكونات لا حق لها في العيش لما ظهرت كل تلك الممارسات الغريبة التي تقترب من الإلحاد والمثلية، ولا أشيعت ممارسات خارجة عن الذوق العام ومبادئ التسامح الديني والمذهبي.

كان العراقيون أكثر شعوب الارض تسامحا وروحا وطنية لم يكن فيها العراقي يعرف أصدقاءه وجاره ومن حوله من أي مذهب هم ومن أي دين كان. وكانت حياتهم على أحسن ما يرام برغم كل ظروف العيش القاسية التي عاشوها.

كان الشيعي العراقي يمثل أعلى صوت الوطنية الهادر، وهم مركز وانطلاقه كل الثورات الشعبية، ونحن من كنا نعول عليهم في أنهم هم أجيال المستقبل التي من كوامن إبداعهم ورفضهم للظلم والطاغوت والتجبر ان يكونوا المثال الأقوى تعبيرا عن معاني السمو والرفعة والهم الوطني.

لقد تحول اللصوص والسراق والمشعوذون والعصابات وحملة السلاح المنفلت بأنواعه الثقيل والخفيف الى طبقة تستفرد بحكم البلاد وراحت تتحكم بمقدرات الآخرين وهم من لهم الغلبة في حكم العراق والطغيان على مقدرات الآخرين والهيمنة عليهم من خلال عمليات تغيير طائفي ممنهج غريب من نوعه، يعرض مستقبل العراق لمخاطر التمزق والإحتراب والتناحر المذهبي والديني والقومي.

وبالرغم من كل هذا النموذج المغرق في التشويه والانحراف في السلوك المتعجرف الا أن حركة شباب تشرين وقوى وطنية اخرى تتعاطف معها في التوجهات كانت واحدة من تلك النماذج العراقية الطيبة الأصيلة المقدامة بصدور شبابها التي خرجت من محيط التشيع ومن محافظاته لتعلن رفضها لممارسات النظام السياسي الحالي وتدعو الى إيقاف ما وصل اليه العراق من تدهور وتناحر وإنحراف وفساد خطيرين بلغا حدودا مرعبة وتشويه لمعالم التاريخ العراقي الزاخر بالوطنية التي لا يزايدهم فيها أحد على وطنيتهم وعراقيتهم الحرة الأصيلة، وتدعو لأن يكون العراق لكل العراقيين يشارك الجميع في صنع تاريخه وقراره الوطني بعيدا عن الإملاءات وتدخلات دول الجوار في شؤونه.

حتى الدول المجاورة للعراق وضمن محيطنا الإقليمي راحت تخشى من خطر أن يداهمها النموذج العراقي المشوه المغرق في الفساد والسلوكيات الغربية المستهجنة، ولهذا فقد اتخذت مجموعة إجراءات واحتياطات تحمي شعوبها من أن يطالها فيضان الطوفان العراقي الجارف المدمر، قبل أن تقع الفأس في الرأس، كما يقال.

وما أن اشيعت فواحش الممارسات المستهجنة في السلوك الجمعي في النظام السياسي الحالي حتى أيقن العراقيون أنهم أمام مفترق وطني وديني وسياسي خطير ربما إن خرج كثيرا عن أطواره فقد يودي بهم الى حرب لا تبقي ولا تذر.

جنب الله العراق والعراقيين وكل مواطنيه الأصلاء شرور ما قد يحدث، وقد برزت الى العلن مخاوف مشروعة من حدوث ما لا يحمد عقباه.