المحرر موضوع: جواهر سريانية  (زيارة 422 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لويس إقليمس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 428
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جواهر سريانية
« في: 19:08 12/09/2023 »
جواهر سريانية
لويس إقليمس
 بغداد، في 12 أيلول 2023
ليس غريبًا أبدًا، أن يهدي الروح القدس رئاسة طائفة السريان الكاثوليك وأعضاء سينوسدها الموقر لاختيار بلدة قره قوش/ بغديدا مكانًا آمنًا لانعقاده للفترة من 10-15 من أيلول- الجاري 2023  ولأول مرّة في تاريخ هذه الطائفة. فالبلدة السريانية العريقة بتاريخها المدني الطويل، ومواقفها الوطنية الخالدة، وأصالة انتمائها الكنسي المتجذر، وإرثها السرياني-الآرامي الذي لا غبار عليه باحتفاظ أهلها وأجيالهم منذ القدم على الوديعة ونقلها من جيلٍ لجيل، هي أهلٌ لهذه المفخرة الكبيرة لأسباب عديدة وجوهرية. فمن ناحية، تُعدّ بغديدا- قره قوش أكبر تجمّع مسيحيّ وسريانيّ ليس في العراق فحسب، بل ربما في الشرق الأوسط. فهذا كان حالُها قبل أن تعبث بها أيادي الغدر والطائفية والعنصرية وتدوسها أقدامً الإرهاب النابعة من الكراهية والحقد الأسود على كلّ ما كان جميلاً في البلاد ومنطقة السهل النينوي بالذات. كما أن البلدة مشهورة بمواقفها الوطنية التي لا غبارَ عليها بحبها لأرض الوطن واستعدادها للتضحية بما تملك من مقوّمات بشرية واقتصادية وعلمية ووديعة دينية صادقة للكنيسة وربّها، بدليل قدرة أبنائها بناء أكبر كنيسة في البلاد والشرق بأيادي بشرية محلية من دون استخدام أية وسائل تقنية حديثة أو آليات ثقيلة لترصيف حجرها الضخم الجميل واحدةً تلو الأخرى وبالارتفاع الذي هي عليه اليوم. كما ليس غريبًا أن ينبع من صفوف أبنائها أفرادٌ متميزون نهلوا من ناصية العلوم المختلفة، فكانوا نواةً وثروة هائلة لرفد القرى المجاورة وعموم البلاد بأدوات التعليم والتثقيف والتبصير. كما برز من بين صفوف كنائسها قساوةً وأساقفة على مدى التاريخ بفرعيها الأرثوذكسي والكاثوليكي على مدى القرون المنصرمة، وليس المجال لذكرهم في هذه الخاطرة الخاطفة. لكني سأركّز على نقاط هامة أضعها أمام آباء السينودس الكنسي، من غير أن أصفه بالمقدّس، لأنّ المقدّس عندي له شأنٌ آخر ومجال غيره وحكايات مطوّلة فيها الغث والسمين ورأي مختلف عمّا يصفه البعض مدحًا وترويجًا ومجاملة وإطراءًا من غير موجب!
بدءً، مع تمنياتي لآباء السينودس بنجاح اجتماعاتهم في دورته الاعتيادية هذه الأيام بضيافة رئاسة إبرشية طائفة السريان الكاثوليك في الموصل، ومركزها الحالي بلدة قره قوش- بغديدا، فإنّي، كما غيري من الحريصين على مستقبل الطائفة والكنيسة والمنتمين إليها في العراق  والشرق العربي وبلدان الانتشار بعد نكبة الهجرة العارمة المتواصلة بلا نهاية، أضع اساقفة الطائفة أمام فحص ضمير صريح وحقيقي وواضح من دون مواربة ولا مجاملة ولا مراءاة. فالمصير والمستقبل في العراق والمنطقة أصبحا على المحك، ليس لنا نحن السريان بشقّينا فحسب، بل لعموم مسيحيي العراق والمنطقة.

ناقوس الخطر دقّ من زمان
كثيرًا ما سمعنا بدقّ ناقوس الخطر، وليس لي أن أعيد ما قيل بشأن الموضوع ولا أن أدعو لتكرار قرعه مرارًا وتكرارًا، سواءً على ايادي أبناء كنيستنا السريانية أو عموم كنائس البلاد والمنطقة. فاللبيب من الإمارة يفهم ويقدّر ويسعى لاتخاذ الخطوة الحاسمة، سواءً بلملمة ما تبقى من جراح الأفرشة وإلقائها في أتون نيران الاستسلام المخزي أو ترحيلها بين عباب البحار والمحيطات الهائجة هربًا من ملاقاة المصير المجهول. أو!!! وهنا الردّ الحاسم لجميع مَن يجد نفسه مقصودًا بهذه "الأو" أن يحثّ الخطى ويشرع بالجدّ والتقرير والهجوم بدل استخدام وسائل الدفاع التقليدية الخانعة التي أثبتت الأيام والتاريخ أن لا جدوى منها من أجل ترميم البيت السرياني - المسيحي المتهالك بسبب أمراض العصر وأشكال القهر وأنواع الخنوع وأرناك الولاءات للغريب القادم والدخيل المضيَّف (بفتح الياء) والمفضَّل على أهل البيت من خارج أسوار مناطقنا وكنائسنا وصفوفنا. وطالما نحن نمتلك ناصية الكلمة والعلم والثقافة والوفاء والوطنية والجدارة والخدمة الحسنة لأفضل ناس في المنطقة والوطن، فنحنُ أهلٌ لها كي نكون جزءً أساسيًا من قيادة الطائفة والمنطقة والبلاد بما نملكه من وعي وطني مصحوب بالخصال الواردة في أعلاه. فمَنْ يكونُ الغريب أو الدخيل كي يتولى أمرَنا ويقود أهلَنا ويوجّه شبابَنا وشيبنَا، فتيانَنا وبناتنا، أطفالَنا وفلذات أكبادنا كما يحلو له ولأسياده ناكرًا ومنكرًا قدرات شعبنا المسيحي في السهل وعموم البلاد؟ لم يعد هذا مقبولاً البتة.
تلكم جزءٌ من الحالة الصحيّة لصحوة كنيستنا السريانية في العراق وبلدان الانتشار. وعذرًا لعدم رغبتي بالتحدث حاليًا عن باقي ما أتمناه للكنائس الشقيقة. ففي هذه الشيءُ الكثير والكبير من الشؤون والشجون والمواقف الحزينة والمؤلمة لأسباب عديدة، أهمّها ارتفاع ضغط دمِ بعض زعاماتها واللهاث وراء نيل بركات الدخلاء، وسدّ ثغرات الضعف والهوان بقبول ما يجري إملاؤُه على البعض من مقررات ومشاريع هزيلة وترتيبات مادية مخزية، ونسيان أدعية الأصلاء ومقترحاتهم وتطلعاتهم بضرورة المشاركة في إدارة شؤون كنائسهم بما يتيح لهم الاطلاع على كلّ صغيرة وكبيرة لوضع الحلول ومواكبة المستجدات بكل شفافية وعناية وحرص لمستقبل أفضل لكنائسهم ومؤمنيها وحماية حقوقهم وعدم تركها سائبة بأيدي أفرادٍ أو خدامٍ غير جديرين بالثقة ويتحكمون بمصير هذه الكنيسة أو تلك من منطلق كونها مملكة أو إقطاعية أو ملكية عقارية لا يمكن مفارقتها أو تركها إلاّ بمفارقة الحياة أو حصول مانعٍ أو عارضٍ فاصلٍ في الحياة. مثل هذه الرؤية القاصرة لا تبني أو تشفي أو تطوّر هذه الرعية أو تلك بقدر ما تدمّر أساساتها وتجعلها أسيرة فريقٍ ضيّق الرؤية والعلاقة كي يُحصر مصيرُ ومسقبل الرعية بأفكارٍ جامدة غير قابلة التجدّد والتطور والإنتاج الروحي. وليزعل مَن يزعل من هذا الرأي الذي ليس حكرًا لي وحدي، بل يشاركني به الكثيرون من الحريصين على مستقبل رعاياهم وإبرشياتهم بل وعلى مستوى الطائفة برمتها. وهذا يتطلبُ مراجعة النفس وتحليل الواقع في ضوء المستجدات وإعلاء صوت الضمير الحيّ أمام أية هفوة أو نقطة ضعف أو موقع خلل تحصل على أيدي أيّ شخصٍ مدنيّ في موقع المسؤولية الكنسية أو رجل دينٍ مكلَّفٍ بواجب الحرص والسهر على رعاية الرعية التي هي أمانة في الأعناق. فالراعي الصالح يعرف خرافَه ويناديها بأسمائها، ومن حقّ المرؤوس أن يعرف ما يشتهي معرفته من معلومات وبيانات وتوضيحات في حدود المقبول والمعقول، إلاّ فيما يخصّ أسرارًا غير قابلة الترويج والنشر والانتشار. فهل هذا ما نسمعه ونشهده ونشعر به اليوم من جانب المتولّين على كنائسنا ورعايانا، في الداخل والخارج؟

ترهل وتهاون
أقول لآباء سينودس الكنيسة السريانية الذين تشرفت قره قوش- بغديدا بمقدَمِهم، وسُعدتْ إبرشية السريان الكاثوليك بحضورهم الأبوي، لستم هنا في هذه البلدة ضيوفًا عابرين لقضاء أيامٍ لتنعموا بها بضيافة أهلها الكرماء الذين اعتادوا فتح بيوتهم وخزائنهم وقلوبهم للغريب الوافد. فبالرغم من كونكم لستم غرباء، لأنكم سادة الطائفة وزعاماتُها وأملُها في تحقيق نقلة نوعية بحثّ الخطى نحو التجديد والرقيّ في كلّ شيء، في الأمور الروحية والزمنية والإدارية والتدبيرية، إنْ كانَ هذا ضمن الإبرشيات كلّ على حدى أو في عموم مواقع الكنيسة. فالإبرشيات في عمومها تعاني اليوم من بعض حالات الضعف والانفلات في صفوف بعض قساوستها الذين تم قبول انتمائهم الكنسي (الوظيفي لو صحّ التعبير للبعض منهم) بالرغم من عدم توفر القناعة الكاملة والقدرة الوافية لتولي صفة الراعي الصالح والتشبه بسيّد الكنيسة وربها ومؤسسها يسوع المسيح الذي اختار أشخاصًا بسطاء ليكونوا له تلاميذ من بعده لنشر بشرى الخلاص بعد امتلائهم من قوة الروح القدس. ومثل هذه الحالة لا تنطبقُ على العديد من الأشخاص الذي يخدمون في كنائس هذه الطائفة. ونحن لا نرى قدرة الروح القدس قد عملت عملَها في هذه الفئة القليلة غير الجديرة بقدراتها لدى البعض من رجالات الكنيسة في الفترة الأخيرة بسبب النزعة العائلية المتصاعدة في اختيار الأشخاص والمواقع، وشيوع السمسرة السيمونية (عذرًا للوصف فيما يتعلّق بقبول البعض في سلك الكهنوت والخدمة في بعض كنائسنا السريانية أو حتى في كنائس شقيقة أخرى). فالسيمونية، ليست بالضرورة وصفًا يستحقه مَن يتلقى أموالاً أو عطايا مباشرة من أصحاب العقول الضعيفة لكسب ودّ هذا الأسقف أو هذا الرئيس أو ذاك الكاهن، بل تخص مَن يتهاون بالسلطة الموكلة إليه عند التغاضي عن هونٍ أو ضعفٍ أو غيابٍ للقدرات والمؤهلات لدى مَن يتم اختيارهم أو الموافقة عليهم من دون استحقاق في ظاهرة قد تقود إلى الترهل في بعض المواقع! فوضع الشخص غير المناسب في موقع المسؤولية أو على رأس قطيعٍ مختلف الفكر ومتذبذب الرؤية وهزيل الأساس في إيمانه وروحانيته ومسيحيته، سيكون دافعًا آخر لنفرٍ من المؤمنين للتهرّب من شكل الإيمان وممارساته وما يترتب عليه من مسؤوليات مسيحية أخرى.
على صعيدٍ آخر، لا بدّ من مراجعة حقيقية في الشؤون الإدارية العليا للطائفة فيما يتعلق بسطوة جهات على مقدرات الطائفة الإدارية في المقرّ البطريركي الذي يوزعُ بركاتِه وتسمياته وتعييناته من منطلق تسلطّ أشخاص معينين لهم كامل الصلاحيات في تسيير شؤون الطائفة بغياب ممثلين حقيقيين عن أكبر تجمّع سريانيّ فيها، ومن بلد العراق تحديدًا. فقد صار المصيرُ قبل سنواتٍ لاستبعاد ممثلين عن هذا الأخير في المقرّ البطريركي وبعض ملكيّاته ومواقعه المهمة في بلدان الانتشار والمقر البابوي. من الجدير ذكرُه، أنّ هذا الأخير كان في الفترة الماضية ولغاية الساعة في مرمى الانتقادات، ليس من جانب الصاحين والمثقفين والحريصين من أبناء إبرشيات العراق فحسب، بل أيضًا من طرف العديد من رجالات الكنيسة، أساقفةً وقساوسة وشمامسةً، من الذين وجهوا ومازالوا يوجهون انتقاداتهم للرئاسة في الكرسي الأنطاكي ببيروت بسبب عدم حياديتها وانحيازها لطرفٍ يملكُ بأيديه مقاليد هذه الرئاسة وتأثره بمواقف سياسية معينة. فقد خلت مواقع مهمة من وجود أو تواجد رعاة من العراق لهم القدرة على إدارة ومتابعة بعض شؤون  الصرح البطريركي، ماعدا أمانة السرّ التي تُحسب هي الأخرى ضمن صنف الولائية لهذه الرئاسة بسبب حيثياتها التاريخية المعروفة. أقول قولي هذا للتوضيح بكل شفافية وصدق، حتى في حالة إنكار بعض هؤلاء المنتقدين من رجال الكنيسة لمواقفهم خوفًا أو جبنًا أو مداهنةً. 
وإن نسيتُ، فلا أنسى طريقة اختيار الأساقفة التي وُضعت لتضمن نصابًا أفضل للطرف الآخر في كلّ شيء وأيّ شيء بعيدًاعن الاستحقاق الواجب بحسب الخدمة والجدارة والشهادة والكثافة في حصة المنتكين إلى الطائفة عمومًا. ولعلّ من الانتقادات الموجهة للرئاسة في بعضٍ من إجراءاتها، حقيقة أخرى شهدتها فترةُ العقد الأخير لظاهرة غير مألوفة تتمثل بكثرة توزيع الإنعامات على عددٍ كبير من الكهنة، منها على وجه الخصوص، الترقية للدرجة الخورأسقفية ولبس الصليب التي بدت غريبة بعض الشيء. هذا إلى جانب رسامة شمامسة إنجيليين بالجملة في بعض الإبرشيات، ما دعا للتنويه والملاحظة. لقد عشنا وشاهدنا وعايشنا فترات من عمرنا منذ الستينات حصرًا ولم نجد مثل هذه الظاهرة في عهود كنيستنا السريانية سواءً في الصرح البطريركي أو في مقرات الرئاسات الإيبارشية، إلاّ ما ندر ووفق الاستحقاق المتميّز الذي لا يمكن انسحابُه تحت أية ضوابط أو مناسبات على جميع رعاة الكنيسة. وإلاّ، ما الفرق أو السمة أو الصفة التي تميّزُ هذا الخادم أو ذاكَ الراعي حينما تساوي بين الجميع من دون تمييز ولا تقييم في الخدمة والأداء والسلوك! 
هناك نقطة مهمة أخرى، تتمثل في غياب الشفافية في الشؤون المالية وأملاك الكنائس لدى بعض إبرشيات الطائفة في العراق حصرًا، من دون منحي الحق بالتطرق لغيرها، تاركًا مجالَ النقد لغيري إنْ كان لهم فيها رأي أو رؤية أو معطيات. وحسب معلوماتي، تخلو عموم إبرشيات العراق (إلاّ ما ندر من بعض كنائسها) من لجانٍ كفوءة تتولى مشاركة الأسقف ورعاة الكنائس في إدارتها والاطلاع على ملفاتها. وتبقى هذه النقطة من أبرز ما يوجّه الانتقاد لمراكز الإبرشيات المهمة. ليس الهدف من هذا الطرح، تنغيص مزاج أحد أو توجيه الاتهام، بقدر ما يندرج ضمن ترجيحات مشاركة أبناء الرعية في إدارة شؤونهم الإدارية والمالية بالشفافية المطلوبة التي يتمناها كلّ مؤمن ومنتمي لكنيسته وطائفته. قد تكون هذه النقطة عامة ومشتركة بين كنائس العراق عمومًا، من دون تمييز أو تحديد، ولكنها في كنائسنا السريانية ينبغي أن تحظى باهتمام آباء السينودس، وبالأخص أساقفة العراق كي يعوا حجمَ مسؤولياتهم ويقنعوا المؤمنين المتسائلين ويجيبوا عن تطلعاتهم وشكوكهم. وهذه حالة صحية، بحسب اعتقادي.
أخيرًا، وليس آخرًا، على آباء السينودس أن يعدّوا العدّة للحدّ من الخلافات والاختلافات الحاصلة بين كنيستنا السريانية وشقيقاتها عمومًا. فالمواقف المهزوزة التي بدرت من رئاسة طائفتنا قبالة رئاسة الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، لا يمكن تبريرُها البتة. فمن الواضح أنها كانت نتاج أجندات سياسية فيها انحيازٌ واضح لطرف وتجافٍ لآخر، بل وتجاهلٌ للأخوّة التي تدّعي كلّ الرئاسات الكنسية الركون إليها لنشد المحبة والوحدة في وسائل الإعلام والدعاية، فيما الأفعال تتحدث بغير الكلام المعسول. أقول، دعوا كنائسَنا ومؤمنينا وخدام الله يعملون في ضوء توجيهات الروح القدس في نطاق خدمة الكلمة والرعايا ونشر البشارة المسيحية النقية، وابتعدوا عن الانحياز لجهات سياسية، مهما كانت قيمتها المادية وثقلُها السياسي وتأثيرها الشخصي ومغرياتُها. فهذه جميعًا، لا تصبُ في مصلحة الكنيسة ومؤمنيها. وخير نموذج ما حصل ويحصل في العراق بانجذاب رؤساء كنائس وإبرشيات وكهنة لجهات دون غيرها، ما جعلها في مرمى الانتقاد والاتهام والمغالطة بحجة صعود نجم هذا السياسي أو ذاك المسؤول عادّين التقرّب منه ومن الجهة التي ينتمي إليها والتي تدعمه في الخفية والعلن لمصلحة هذه الطائفة أو الكنيسة.
كلّ أمنياتنا لمن يستطيع التغلغل من المدنيين في العراك السياسي لمصلحة الشعب أن يجد طريقَه الصحيح محفوفًا بالنجاح من دون التأثير في الجانب الديني والكنسي. وهذا ينطبق ليس على الطرف المسيحي فحسب، بل ينسحبُ على باقي الأديان. أبعدوا الدين عن السياسة ما استطعتم، بسبب غياب الوعي ونقص الثقافة وقصور الرؤى في مجتمعاتنا لأسباب كثيرة. فالدّينُ والسياسة خطان متوازيان ولا يلتقيان، طالما أدوات السياسة وأهدافُها هي المادة والنفوذ والشهرة والسطوة، فيما الدّينُ سلاحُه المحبة والإيمان والتسامح والطاعة.