المحرر موضوع: ܡܪܙ ܣܒܐ ܐܣܙܐ مار سابا ( ساوا ) الطبيب شفيع قرية عين نونى ( 1 )  (زيارة 478 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل marqos yousif

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 27
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
                            يوارش هيدو/شيكاگو

من المعروف أن كنيسة المشرق الآشورية تعرضت خلال تاريخها الطويل الى اضطهادات فضيعة  ومذابح مهولة
‏راح ضحيتها مئات الألوف من الشهداء.
 ولكن رغم كل تلك  الاضطهادات كان هناك دوماً  العديد من المؤمنين الأتقياء الذين لم يتوانوا عن التبشير بالانجيل بين الشعوب الوثنية  وهم مستعدون للتضحية بحياتهم متذكرين وسط المحن القاسية قول سيدهم ومعلمهم  وفاديهم : " في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن تشجعوا ، انني قد غلبت العالم" ( يوحنا 33:16 )
ومن بين اولئك  المؤمنين الاتقياء  الغيورين  اشتهر
 مار سابا.
ولد مار سابا  في احد قرى بلاشپار من اعمال حلوان ، من اسرة مجوسية.
‏كان والده يدعى (شاهرين ) من بيت ماهان  وكان من أشد المتعصبين للديانة المجوسية .
وكان اسم أمه ( دارانوش ) ، وكانت تميل إلى المسيحية .
‏كان الصبي يذهب إلى مدرسة للمجوس . وحدث أنْ جُعل ابوهُ  موهپاطاً لبيث دارايي في بلاد الكوسيين.
‏انتهز  الصبي هذه الفرصة وأنقطع عن مدرسة المجوس وشرع يذهب كل يوم إلى إحدى الكنائس . وبعد أن تشرب بالتعاليم المسيحية اعتمد ( تقبل المعمودية  ) وسمي  سابا . اما اسمه الحقيقي، قبل المعمودية ، كان كوشنزداد . بعد فترة مات أبوه. وفيما كان المجوس يتهيأون للاحتفال   بالعيد ، طلب منه عمه  أن يشارك في الاحتفال بذلك العيد نيابة عن أبيه الراحل.
إلا ان الصبي امتنع عن تنفيذ طلب عمه الذي سرعان ما اكتشف أن ابن أخيه " كوشنزداد "  قد اعتنق المسيحية .
‏استشاطَ عمه  غضباً  وشرع  يعذبه ثم  حبسه . لكنه لم يلبث ان خرج  من الحبس  .
‏وبعد موت عمه اعتنقت  أمه أيضاً  الديانة  المسيحية ودخلت ديراً  للراهبات .
‏وزع سابا كل أمواله على الفقراء  والمساكين ودخل المدرسة وانعكف فيها مدة سنتين  على دراسة العلوم المسيحية وممارسة الفضائل .
‏ثم انتقل من المدرسة إلى موضع يقال له ( شردا ).بجانب  نهر سيني الذي يصب في تورمارا ( ديالى ) .
‏وهناك زاره راهب اسمه كليليشوع ومكث عنده  وصار يحثه  على الخروج  للتبشير  بالانجيل .
ورغم قسوة الاضطهاد  الذي أثاره المجوس  على المسيحيين ، انطلق سابا  إلى مدينة حالا بارض رادان  يكرز بالإنجيل .وزاره هناك مار ميخا اسقف ( لاشوم ) مع اثنين من تلاميذه ، شمعون وبيشهريغ و رسمه كاهناً . ولزم الاخير مار سابا وتلمذا معاً المدينة عن بكرة ابيها وشيدا فيها كنيسة  ثم واصلا  عملهما التبشيري في البلاد المجاورة بكرزان  ويعمدان  المهتدين  بأعداد غفيرة.
‏ثم توغلا  في الجبال يصحبهما بعض من تلاميذهما لكنهم وقعوا  اسرى  بيد جماعة من الكرد ، إلا أن القديس شفى مرضاهم  فامنوا و اعتمدوا جميعاً .
واستودعهم كاهناً  شيد هناك  ديراً.
 ثم غادر  مار سابا المنطقة الجبلية وأخذ  يطوف المدن والقرى ويلقي فيها بذار  الإنجيل ويشيد كنائس واديرة.
‏وبنى لنفسه مظلة في  ( نهر زور  ) حيث مكث  مع رفيقه
بيشهريغ ثلاث سنوات وستة أشهر ووافته المنية  سنة
( 488 )م.
‏وفي زمن الملك شيرويه  الذي اعتلى  العرش الفارسي سنة ( 628 ) م  حدثت مجاعة في(  بيث  آرامايي )   تلاها مرض الطاعون فأقفرت المنطقة على إثرهما .
‏ حينئذ بادر قسيس  اسمه داود فأخذ جزءاً  من رفات مار سابا وذهب به إلى  ( بيت دقلا  ) في بيت گرماي وبنى هناك كنيسة وضع في أساسها ذلك الجزء من رفات  القديس .
أما كنيسة مار ساوا  القديمة في ( عين نونى  ) فلا يعرف تاريخ بنائها على وجه اليقين لانعدام   الوثائق التي تشير إلى ذلك.
‏اما قصة  بناء  كنيسة مارساوا في عين نونى ،  فهي كالأتي : 
من المعروف أن قرية  ( چمبا ) ܟܡܒܐ ،  قرية بيت ملك إسماعيل زعيم عشيرة طياري  العليا ܛܙܪܐ ܥܠܙܬܐ
كانت كنيستها تحمل اسم  ( مارساوا ) وعندما قرر أهالي عين نونى ان يبنوا لهم كنيسة تحمل الاسم نفسه ،  أوفدوا جماعة من اهالي عين نونى  إلى قرية چمبا
ليأخذوا   حفنة  من تراب كنيستها  ويأتوا به الى عين نونى ليوضع في أساس الكنيسة  المزمع بناؤها  والتي ستحمل اسم ( مار سابا ).
‏وقد انتقلت هذه  المعلومة  من جيل إلى جيل شفاهاً بالتواتر . وقد تكون المعلومة هذه صحيحة إلا اننا نجهل متى كان ذلك!!
‏و بإمكاننا أن نفترض  بأن بناء كنيسة مار سابا في عين نونى  يعود إلى زمن موغل في القدم .
احيي اهالي قريتي الحبيبة عين نونى وهم يحتفلون بتذكار  ( مار ساوا ) وبعيد اكتشاف الصليب المقدس  متمنياً لهم اجمل واسعد الاوقات  داعياً الرب ان يحفظهم جميعاً بعين عنايته . امين
                   
 
( 1 )  هذه السيرة المختصرة لمار سابا  مقتبسة من كتاب  ( تأريخ كلدو واثور ) للعلامة  الشهيد  اداي شير
رئيس اساقفة سعرد الكلداني  الاثوري / الجزء الثاني  المنشور في بيروت سنة 1913
انظر ( صفحة 145 _ 146 ) .



غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخيMarqos Yousif المحترم
الأستاذ يوارش هيدو المحترم
سبق وأن سمعت او قرأت عن مار ساوا شفيع ايني دنوني، ان هذا القديس هو شفيع الأطفال ايضاً، ولستُ متأكدا من هذه المعلومة، ويا ليت تأكدتُ منكما عن هذا الأمر.
هذه المعلومة دعتني في حينها ان أصف ايني دنوني بالبيت ادناه في قصيدة شملت اغلب قرانا الآشورية في شمال العراق.

خبوشي دأيني دنوني    مشدني هونا مشيدوني
او مار ساوا ناطري      شَوري بناثا عم بنوني

تحية خاصة لأستاذي الموقر يوارش هيدو طالباً من الرب ان يمنحه القوة والصحة والعمر المديد ليتحفنا بالمزيد عن تراثنا الديني والشعبي.
   حنا شمعون/ شيكاغو

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4988
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما وايقارا

اننا كشعب شرقي نبجل ونحترم بل نقدس كل  رجال الدين المسيحي الذين استشهدوا في سبيل نشر الديانة المسيحية .
وفي منطقة برواري بالا عدة كنائس تحمل اسماء  قديسين مثل كنيسة مار ساوا ومار كوركيس وغيرها حيث ان لتلك الكنائس مناسبات  يحتفل في ذكراها ابناء شعبنا ايما حلوا .
والملاحظ ان الكثير من اسماء تلك الكنائس تحمل اسماء لقديسي اجانب فيما نعرف جيدا بان كنيسة المشرق تعتبر كنيسة الشهداء لما اقترفه الاعداء من جرائم بشعة ضد اتباعها عبر القرون .
وهنا نتسال لماذا لا تكون هناك كنائس باسماء قديسي شعبنا ؟
ومن جانب اخر  نتسال نحن ايضا اليس الافضل فقط ان يكون المسيح وحده الذي  يجب ان يحتفل به في كل حين طالما ان هؤلاء القديسين ضحوا من اجل المسيح حيث كما يقول البعض هناك تجاهل غير مقصود بهذة الاحتفالات للمسيح نفسه ؟
ولتكن نعمة الرب معكم جميعا
تحياتي