المحرر موضوع: حوار شجيٌ بين شهيد ٍ واخر يتمنى الشهادة  (زيارة 588 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل افسر بابكة حنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 497
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حوار شجيٌ بين شهيد ٍ واخر يتمنى الشهادة


بالأمسِ حين أغمضتُ عيني
في المنام زارني
بثوبٍ باليٍ
ووجهٍ شاحبٍ فاتر
متعبِ
متعجباً قال لي
أأنت الذي تشتهي الشهادة
من أجل وطنٍ حرٍ
وشعب أبي
قلتُ بلى
أنا الذي لا يرتضي غير العلا
مسكناً
عزمٌ يشدُ من أربي
سنينا تمنيتها
بادِ الضلوع تقحمتُ الوغى
على جمر الغضا
مشيتُ
ولم أتُبِ
قال مهلاً !!!!!!!!
أسألت الغادين
عن ضرام التاسفِ
عن ندوب الندم
ما أنفكت تصيبُ
الروح بالعطبِ
أنا اليوم أبكي حرقةً
لهدر الدمِ
شهادة نلتها
رتبة
من أعلى الرتبِ
غير أن وطني لم يزل مكبلاً
رغم التحررِ
يئنُ مِن عهر مَن
أدعوا طهر النسب
وحصاد زوال المستبد
لم يكن سوى
تجدد القتال بأسم الدينِ
والمذهب
ورغيد العيش الذي
أفنيت عمري
لاجلهِ
أراه اليوم
في غير
محله
قد كان وهماً
باهظ الثمن
فأتعظ من غدرالربيبِ
لا تكن مطية الركوبِ
مهما أشتدتَ
نازلة الخطوبِ
فأتعظ
الا ترى قصور سماسرة الحروب
وقد عجت بالطيوبِ
من الشمال الى الجنوبِ
وخواء عيشك ذلٌ
ويدٌ تستجدي
عطف الجيوبِ
فاتعظ
إن عرفت ما بي
من ندمِ الحتوف
لكفرت بالنضالِ
وكنت لي
(مَحضَ السميعِ المستجيب)



أفسر بابكه حنا


غير متصل شمعون كوسـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى شاعرنا العزيز افسر
والله قد اجدت التعبير عن حقيقة مرّة .
كان للوطن والتراب في غابر الازمان معنى وصفة مقدسة . كان هناك انتماء حقيقي وايمان ثابت وتعلق يشرّف ساكن البلد ان يدافع عنه وحتى يستشهد فداء له . اما الان ... لقد مات ما يقارب المليون من الشباب في قادسية صدام مثلا ، وأعتبرهم النظام شهداءه . هل كان الدفاع عن عراق ننتمي الى اصالته وعراقته وحضارته ومبادئه ، ام هدر الدم كان من اجل شخص واحد ، عن عناده وتورطه مع قوة اخرى اكثر غشامة منه ؟ هل تغيرت المفاهيم الان ؟ لا والله . بلدنا غدا نقمة علينا ولم نصدق كيف ننقذ نفسنا منه . لقد غدا مرتعا تتناوب عليه الحيوانات البشرية التي لا ترى في الوطن غير فترة زمنية عليهم انتهازها لممارسة ظلمهم وسرقة حقوق المواطن واشباع نهمهم .
لقد صدق الشهيد الاولى فيما ذهب اليه وللاسف الشديد نداؤه صحيح لانه نابع من وطنية لم يعد يراها .

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2251
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ الشاعر أفسر  شير المحترم
تحيه طيبه
لقد أبدعتم في وصف  صورةالمنحدر الذي وصلت اليه قيم النضال في عصرنا هذا , تلك القيم التي كان تسلق اعواد المشانق  والفداء بالروح ثمنا يقدمه المناضل من اجل قضيته.
وأنا أقرأ كلمات الحوار الشجي والمحزن بين الشهيد وزميله الحي,قفزت على بالي قصة اعتقال الثائر جيفارا وصدور حكم الاعدام بحقه,اغلب الظن انها  صحيحه .
يُقال بعد صدور حكم الاعدام بحق جيفارا, طلب قبل اعدامه  السماح له بالتحدث مع  الراعي الذي قيل بانه هو الذي وشى بجيفارا, وحين تم إحضار الراعي , سأله جيفارا عن سبب الوشايه برجل قضى حياته مناضلا من أجل حقوق الفقراء والفلاحين والرعاة . أجابه الراعي بانه في قتاله ضد قوات الجيش كانت أصوات قرقعةالرصاص ترعب قطيع اغنامه وتحرمهم من الخروج للرعي في البراري والمراعي.   
أخي أفسر , مااشبه مناضلو اليوم بجيفارات الامس !!,وهل من فارق يميّز شعوب اليوم  عن ذلك الراعي ؟   
تقبل تحياتي

غير متصل افسر بابكة حنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 497
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي شمعون تحية طيبة
وجزيل الشكر لهذه الاضافة  النابعة من احساس صادق
نعم اخي العزيز الوطينة لم تعد كما كانت مقدسة  بل امست مرتعا خصباً للمتاجرين بمصير الشعوب وقوتهم وانحطاط اليوم ليس الا رديف هذه المنظومة القذرة  فشتان ما بين عزة الامس ودمن اليوم
دمت بالف خير

غير متصل افسر بابكة حنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 497
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ شوكت توسا المحترم
يا ايها اليفن المجيد تحية وتقدير 
وانا اتصفح ما دونته اناملك البليغة يتبادر الى ذهني قصيدة (ماذا اغني) ومطلعها شوقأَ "جلال" كشوق العين للوسن كشوق ناءٍ غريبِ الدارِ للوطنِ
كتبها الجواهري الى جلال طالباني ردا على رسالة قد بعثها مام جلال اليه  وانا اقتبس هنا هاتين البيتين منها

أم أنت تقرُن من أمسٍ وعزته
وذُلّةِ اليوم ، أمر غيرَ مقترن
شتان أيّامَ تبكي روضةً أنَفاً
ويوم تُدعى لتبكي على دمن

عزة الامس قد ولت الى غير رجعة فلن تجد اليوم بين السياسين من يتسم بنكران الذات يسمو فوق الملذات  ويضحي بروح من اجل هدف نبيل  فشتان ما بين مناضل الامس جيفارا و مناضل اليوم الذي لا هم له سوى الكسب الغير المشروع وان كان على حساب الرعية التي تكن له الولاء  اما الرعية فحدث ولا حرج كلهم في خانة الراعي الذي وشى بجيفارا فالجهل  وانعدام الوعي النضالي  سمة العصر بامتياز

دمت بالف الف خير