المحرر موضوع: هـــــل يكفي ان يكون الانسان صالحا ليدخل السماء؟؟؟  (زيارة 1202 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                              هـــــل يكفي ان يكون الانسان
                                                 صالحا ليدخل السماء؟؟؟ 
  يعكوب ابونا
                                         "  أطلبوا اولا ملكوت الله وبره ".. متي 6 : 33

    عندما نسائل اي شخص"ماذا تفعل لكي تدخل ملكوت السماء؟" ستجد اجابة الغالبة العظمى من الناس متقاربة ومتشابهه تقول "كن ". انسانا صالح وتعمل الصلاح تدخل السماء " هذا المفهوم ليس مفهموما شخصيا بل هو مفهوما اجتماعيا نادت به غالبية
 الفلسفات القديمه منها والحديثة ، ومنها أخذت الديانات القائمة على محورالنظم الاخلاقية في بناء العلاقات الاجتماعية ..
 تركزت معطيات مفهوم الدخول الى السماء بالاعتماد الكلي على السلوكية الذاتية كونك إنساناً صالحاً وفق المعيارالاخلاقي السائد، المنطوي تحت دائرة الاخلاق العامة للمجتمع ، مثلا  اعتقاد الاسلام وايمانهم  بان الرب الديان يوم الحساب يزن ويدين المسلم وفق اعماله التي قام بها من حسنات وسيئات ، وتوزن هذه الاعمال بميزان واي الكفتين تميل يميل معها . بمعنى ان مالت كفت السيئات سيكون في الجحيم " جهنم " وان مالت كفة الحسنات ستكون في السماء في الجنه ،بهذا المفهوم الانسان نفسه يحدد مصيره ، لذلك نجدهم يتسارعون الى تقديم من سيئاتهم حسنات ؟ ؟؟
 
   وماذا عنا نحن المسيحيين ؟؟ ، اولا المسيحي هو الشخص الذي وضع ايمانه في يسوع المسيح كمخلص شخصي لحياته (يوحنا 16:3 وأعمال الرسل 31:16 وأفسس 8:2-9) .. لان هذا المخلص دفع دمه على الصليب ثمنا لخطايانا وذنوبنا فحررنا مما نحن به ندان ؟ ..
  قال السيد المسيح لنقوديموس احد معلمي ورؤساء اليهود الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت السماء المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح "يوحنا 3 : 1- 7 ".
 "أن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يدخلا ملكوت الله. لا يرث الفساد عدم الفساد ".. فالحياة الروحية مطلوبه لترث الملكوت السماوي ..باعمال الجسد لايمكن ان نرث ، بل بالايمان ،؟؟ 
 ولدينا مثال في الكتاب المقدس ، يبين لنا ما يمكن ان نفعله لدخول السماء ، ؟؟
  نقرأ في انجيل مرقس 10 : 13 – 16" ويقابله انجيل متي 19 : 13 -15 وانجيل لوقا 18 : 15-17 "  ..
 البشير مرقس 10 : 13 -15  ..
وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَدًا لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ "..
 كانت عادة اليهود كما وردت في كتاب " المشنا " بان الوالدين كانوا يطلبون لاولادهم بركة من معلمي الشريعة البارزين بان يصلوا على رؤوسهم ، لذلك وبخ واغتاظ يسوع من تصرف التلاميذ عندما منعوهم من الاقتراب منه ،فقال دعوهم ليتقدموا الي ولاتمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله ،بمعنى اخر اراد يسوع ان يقول لتلاميذه لستم انتم ان تقرروا عني من يحق له الاقتراب مني او لا ؟؟ لان المسيح جاء ليقبل جميع  حتى الذين كانوا من المنبوذين والمرضي والمهملين والامميين والنساء والاطفال ،لان المجمتع اليهودي هؤلاء لم يكن يقبلهم ، فما عمله المسيح وقاله هو ان يعيد لهؤلاء مكانتهم الانسانية من جهة وخلاصهم من جهة اخرى بالتقرب منه ،
كان الاعتقاد انذاك اهمال الطفل لانه لا يستطيع ان يقرر مصيره ، ولكن عندما يصبح بالغا يكون له نصيب في الملكوت ، ولكن المسيح صحح هذا الاعتقاد الخاطئ وجعل الطفل هو الاساس يقاس عليه خلاص الكبار ، وقالها يسوع صراحة لمثل هؤلاء ملكوت الله ، بمعنى  هناك غيرالاطفال لهم ملكوت ان كانوا مثل الاطفال بتواضع ووداعة والاعتماد على الاخرين من الكبار والتسليم ، لان رعايا الملكوت هي لمن لهم روح الاطفال ، والمقصود هم البالغون المتكبرون والمتكلون على انفسهم وذواتهم هؤلاء ليس لهم مكان في ملكوت اله ، اما الذين  يقبلون العمل الكفاري الذي قام به يسوع المسيح فيكون لهم الخلاص .. وسينالون الملكوت ، ومهما كانت اعمارهم ، بذلك وضع يسوع مفهوم جديد ومعيار للقيم والمبادئ الخلاصية ، ..
   لماذا اعطى يسوع للطفل هذه الاهمية ؟؟ بعد ان عرفنا بانه كان مهملا ؟ لا بل ليصبح قياسا في القبول الخلاصي  ؟؟ لسبب ان يسوع يعرف بان الطفل ضعيف يتقبل بسرعة ويعتمد على الاخرين ببراءة  فيكون اكثر انجرافا الى محبة الاخرين ، من هنا كان مقياس اعتباري الطفل في خلاص الاخرين ، لانه نحن في الحقيقة مثل الطفل ضعفاء عاجزون عن ان نخلص انفسنا ما لم ناتي الى المخلص متكلين تماما على رحمته ونعمته ،  واثقين من محبته عندها ندخل الملكوت بالايمان  العامل فينا .. لهذا احتضن يسوع الاطفال وباركهم ، ؟؟
 ولكون الملكوت هبة مجانيا بمعنى عطية " هدية "  فيكون الطفل اولى بهذه الهدية واكثر قبولا وتفوقا في مجال نيلها والحصول عليها من الاخرين البالغين  ..
 ويكمل البشير مرقس في 10 : 17 – 22
 وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ إِلَى الطَّرِيقِ، رَكَضَ وَاحِدٌ وَجَثَا لَهُ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟»
  في انجيل متي " 19 : 20 يعلن بان هذا الانسان كان شابا غنيا ، وفي انجيل لوقا 18 : 18 كان رئيسا وغنيا ، كان الغنى يعتبر علامة على رضا الله ، في الوقت الذي ان يسوع وتلاميذه على نقيض ذلك فقراء، نلاحظ هذا الشاب جاء راكضا للمسيح بكل اندفاع ومحبة ساعيا الى ان يعينه يسوع على ما يمكن ان يعمله صالحا لكي يرث الملكوت ، ولم يكن يفهم بان ليس عمله مطلوب بل بما يجب ان يكون هوعليه ؟؟
  لانه وفق اعتقاده الخاص بان ما يمكن ان يعمله كما عمل بكسب ثروته ان يكسب الملكوت ؟ كونه غنيا بجهوده وعمله فيمكنه ان يرث الملكوت بعمله ايضا ، لانه كان غارقا في التقليد الحرفي للناموس اليهودي ، فكان من الطبيعي ان يفكر هكذا ، بان باعمال يمكن ان يحصل على الملكوت ؟؟ وفق هذا المفهوم كان صادقا بسعيه للحياة الابدية ، الا انه كان جاهلا بفهم الطبيعية الحقيقية للخلاص؟؟ فالحياة الابدية هي في المسيح وحده والذين ينالونها ينتقلون من الموت الى الحياة ؟ لذلك فشل في إدراك المعنى الحقيقي للناموس، الذي كان بمثابة مرشد للناس حتى يأتي المسيح (غلاطية 3: 24)
 "..  فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
 علينا ان لا نفهم هذا القول بان المسيح رفض وصفه ان يكون صالح ، ولكن كان اراد ان يوصل الشاب الى حقيقة مبتغاه ، لان اعترافه بان يسوع صالح ، وايمان الشاب بان الله وحده صالح ، فهذا اقرار ضمني بشئ مهم جدا كان عليه ان يفكر بما قاله لكي يتقبل ما يمكن ان يرشده يسوع اليه ؟. ليرث الحياة الابدية ، لانه في محضرالرب . ولكنه كان يفكر وفق فرضية خاطئة بان الإنسان يستطيع أن يفعل ما هو صالح لكي يمكنه الدخول إلى السماء. فسايره يسوع بالقول ليوضيح له خطأه، فقال له إذا أرد الحياة الأبدية عليك أن تحفظ الوصايا.  قد يفهم إن المسيح بهذا القول ينادي بالبر القائم على الأعمال. لا بل كان هذا التوجه من يسوع تحدياً للمسلمات الايمانية لتي يؤمن بها الشاب بفهمه السطحي للناموس ،
فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي ".
"..نلاحظ إجابة الشاب. وفق مفهوم معلموا اليهود ان الناموس يمكن حفظة بالكامل ، ولكن الشاب لم يفكر بعمق فيما يعنيه حفظ الوصايا ؟؟ في الوقت الذي أنه كسر الوصية الخاصة بشهادة الزور بقوله أنه حفظ جميع هذه الوصايا منذ حداثته. برؤيته لقدراته الخاصة. وهو يعلم أنه ليس صالحاً بالقدر الكافي، دليل سأله المسيح: " مَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْد ..؟؟ فقَالَ لَهُ: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ ".

وهنا يواجه المسيح البر الذاتي لدى هذا الشاب. ويقول له أنه إذا أراد أن يكون كاملاً، عليه أن يبيع كل أملاكه ويأتي ليتبعه. لان اولى الوصايا تتطلب عبادة الله ،  فكان عليه ان يختار عبادة الله ام عبادة المال ؟؟ المسيح عرف ما يعوزالشاب بدقة هوتمسكه بأملاكه وامواله . التي صارت وثناً في حياته. مع أنه زعم أنه حفظ كل الوصايا، وهو لم يحفظ الوصية الأولى: أن لا يكون له آلهة أخرى أمام الرب! فأدار الشاب الغني ظهره للمسيح ومضى حزينا ًوإختار المال واحب الثروة من دون المسيح ؟.
  لان الثمن كان باهظا بالنسبه له رغم ان المسيح اراد ان يعوضه بالكنز السماوي الاعظم ، وتعال اتبعني حاملا الصليب، وطبعا هذه كانت دعوة للتلمذة ، لم جاء يطلب الحياة الابدية  ماذا اعمل ؟ وعندما اخبره يسوع بما يعمل، رفض طاعة يسوع ،  حتى يتبررلا بالاعمال بل بالايمان " غل 3 : 24 " بان يرجع الى  الله ويترك المال ، ولكن لايمكن عبادة الاهين الله ام المال  ؟؟ فاختار الشاب المال فخسر نفسه ، لانه ليس في الكتاب اية اشارة الى ان هذا الشاب قد رجع الى المسيح .... ؟؟ 
 لان امثال هؤلاء المتكلين على الامور الدنيوية باعتمادهم على جهودهم الذاتية ، هؤلاء يصعب عليهم الاعتماد على الله ..
 ".  فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ»
هنا كلمة اعسر تعنى من المستحيل ، لان الغنى يؤؤل الى الاكتفاء الذاتي بالامان الخادع لجهودهم وعدم حاجتهم الى اله ،
" فقال يسوع َأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ". كان هذا الكلام محيرا للتلاميذ الذين كانوا يعتقدون أن الغنى علامة على بركة الله. ولكن المسيح وضح لهم أن الغنى احيانا يكون عقبة في طريق الخلاص. وقد اخلفت الاراء في تفسير معنى " دخول الجمل في ثقب ابره " البعض ذهبوا الى القول ضخامة الجمل من المستحيل ان يدخل في ثقب ابره ، والراى الثاني بان كان في سور مدينة اورشليم باب كبير وواسع ولكن في جزء من هذا الباب يفتح باب صغير لمرور الناس ، فكانت دخول الجمل من هذا الباب صعب جدا ، لانه لايسع الا لمرورالناس ؟ وكان هثل هذا الباب معروف عند اليهود ،  والراى الثالث هو ان كلمة الجمل هي كلمة ارامية الاصل هي " كَمَلّ " : كاميلوس " بمعنى الحبل الغليظ وهذا الحبل كان معروف لدى صيادي السمك لانه كان يربط به سفن الصيد على الشاطئ لكي لاتاخذها الريح للبحر ، ..
  وعليه فان استخدام يسوع هذا الايضاح هو بان الخلاص بالجهد الخاص " البشري " أمر مستحيل ، لانه لا خلاص الا بالنعمة الالهية .؟؟ وهذا عكس مفهوم اليهود كما في التلمود بان الانسان يستطيع بصدقاته ان يقتني الخلاص ؟ لذلك كانت الصدقات والذبائح والتقدمات  تكثر كلما كنت الاموال تزداد عند الاغنياء التي بها يقتني الفداء ؟؟ ..فالاغنياء لا يستطيعوا شراء الخلاص ، ولا الابدية ولا مكان لهم في السماوات . 
فسأله التلاميذ: "إِذاً مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟" فأجابهم المسيح بأن ذكرهم بأن الخلاص هو من الله: "هَذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ عِنْدَ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ "..
لا يكفي أن تكون إنساناً صالحاً لكي تدخل السماء؟ لأنه لا يوجد إنسان "صالح"؛  بل الله وحده هو الصالح . يقول الكتاب المقدس أن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله (رومية 3: 23). ويقول الكتاب أن أجرة الخطية هي موت (رومية 6: 23). لله يعلم  اننا غير"صالحين"؛ لذلك اوجد حلا لخلاصنا ، فيقول ، ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (رومية 5: 8)...فنحن اصلا خطاة  يقول المزمور بالخطية ولدتني امي ..

  فالخلاص لا يعتمد على صلاحنا نحن بل على صلاح المسيح. لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وامنت بقلبك ان الله اقامة من الاموات خلصت (رومية 10: 9). فخلاصنا بالمسيح هوعطية مجانية اعطاها لغير مستحقيها ، لان اجرة الخطية هي موت واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا "(رومية 6: 23؛ ) وفي افسس 2 : 8و9 "  لانكم بالنعمة مخلصون، بالايمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله
 ".  ليس من اعمال كيلا يفتخر احدا ".. رسالة الانجيل واضحه لا يمكن أن نكون صالحين بما يكفي لدخول السماء.؟؟ بل  يجب أن ندرك ان المسيح وحده هوالصالح ، وبه وحده ننال الخلاص ، لانا جميعا خطاة ويعوزنا مجد الله  ، رومية 1 : 17 لان فيه معلن بر الله بايمان، لايمان، كما هو مكتوب:«اما البار فبالايمان يحيا ".. ».
، قال يسوع:" أنا هو نور العالم من يتبعنى لا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة" (يوحنا 12:8).
أعلن يسوع " أنا هو الباب. أن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يوحنا 9:10).
أعلن يسوع "أنا هو القيامة والحياة من آمن بى ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت الى الأبد" (يوحنا 25:11- 26)
. بقوله "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحباؤه" (يوحنا 13:15).
 الخلاصة نتوصل الى سؤال مهم
هل يتم الحصول علي الخلاص بالايمان فقط أم بالايمان والأعمال؟ 

   السؤال صعب ظاهريا الا ان الكتاب واضح بالاجابة على هذا التسائل .. عندما نقرأ ونقارن ما هو مكتوب في رومية 28:3 و 1:5 وغلاطية 24:3 وبما هو مكتوب في يعقوب 24:2، فيكون هناك نوع من عدم الفهم أن يعتقد أن بولس ويعقوب غير متفقان لا بل مختلفان ؟؟ اذ يقول بولس (الخلاص بالايمان ) ويعقوب (ان الخلاص بالايمان والأعمال). ولكن في الحقيقة، أن بولس ويعقوب متفقين تماما. يؤكد بولس أن التبرير بالايمان (أفسس 8:2 – 9) بينما يقول بعقوب أن التبرير بالايمان والأعمال. ..
  حل هذه الاشكالية عندما نقرا بعمق معرفي  نجد  يعقوب يفسر لنا اتجاهه ومقصده بما ذهب اليه ، بأن ليس ممكنا ان يكون للشخص ايمان وهو لا يظهر ايمانه ، فكيف يظهره اليس من خلال أعماله (يعقوب 17:2 – 18). ويركز يعقوب علي أن الايمان الحقيقي العامل بالمسيح يغير حياة المؤمن ويأتي بثمرا واضحا للعيان (يعقوب 20:2 -26). فهو لا يقول ان التبرير يأتي بالايمان والأعمال، بل أن نتيجة الايمان تتغير أعمال الانسان لتعكس ايمانه. فالاعمال هي ثمار ايمان ،  والعكس صحيح، اي انه ان كان الشخص مؤمنا ولا ينعكس ذلك علي أعماله ففي الغالب هذا يبين لنا عدم حقيقة ايمانه بالمسيح (يعقوب 14:2 و 17 و 20 و 26).

ويقول بولس نفس الشيء من خلال ما كتبه عن ثمر الايمان في غلاطية 22:5 – 23. وبعد أن يقول لنا بولس أننا مخلصون بالايمان وليس الأعمال (أفسس 8:2-9) يخبرنا أننا خلقنا لنقوم بأعمال حسنة (أفسس 10:2). فبولس يتوقع التغير في الحياة الناتج عن الايمان بنفس المقدار الذي يتوقعه يعقوب فيقول في كورنثوس الثانية 17:5 "اذا ان كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدا". فبولس ويعقوب لا يختلفا في تعليمهم عن الخلاص والتبرير. ولكنهم يوضحون جوانب مختلفة لنفس الموضوع. أي أن بولس يوضح أهمية الايمان للحصول علي الخلاص في حين أن يعقوب يوضح أن الأعمال الحسنة تأتي كنتيجة طبيعية وثمرة حيى للايمان بالمسيح.

  هل بهذا نضمن الأبدية وندخل ملكوت السماء ؟

:   نعم عندما يكون المسيح مخلص شخصي لك ، فهو قادرعلى حفظ المؤمنين من الوقوع فى الخطية. يهوذا 1 : 24 "
 ولقد أعلن يسوع المسيح " وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك الى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى. أبى الذى أعطانى أياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبى" (يوحنا 28:10-29).

 وأفسس 30:4 يقول لنا لاتحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء ".هذه ضمانه ابديه ، ..  .
ووعد الكتاب المقدس بالأبدية المضمونه فى (روميه 38:8-39)، " فأنى متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التى فى المسيح يسوع ربنا". أن ضمان أبديتنا مؤسس على محبة المسيح للذين فداهم واشتراهم  بدمه ، فتقربوا الى الخلاص كما وعدنا بها الآب، وختمت بواسطه الروح القدس .. امين  ...
 يعكوب ابونا .....
 23 / 9 /2023


غير متصل رائد سعدي ناصر

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ الفاضل يعقوب ابونا المحترم
عند قراءتي لمقالكم الكريم احسست وكأني اقرأ لأحد الكتاب الاسلاميين وهم يلفون ويدورون ويستشهدون بالقال والقيل من هذه الاية وذلك الحديث وهذا التفسير ( مع حفظ الفارق الكبير بين الديانتين المسيحية والاسلامية حيث ان الاسلام هو اسوء ما ابتكره العقل البدوي من الديانات على مدى التاريخ الانساني) !
سيدي الفاضل :
لقد تفرعتم كثيرا وبشكل يجعل القاريء يضيع في معرفة الى اين انت متجه !!
المؤسف ان المتدينين في كل الاديان يبتعدون جدا عن كون اي دين انما هو احد الطرق القديمة لاشباع امل او رغبة الانسان في وجود حياة اخرى بعد الموت ! فالمتدينون يربطون تحقيق امل الانسان بوجود الله حينما يؤمن ذلك الانسان بنبي او رسول او إله  ذلك الدين فقط ، فاليهود مثلا يرون بضرورة الايمان بموسى حسب وان بقية الذين تلوه انما هم مزيفون ، والمسيحيون يرون كما تفضلتم في تفاصيل مقالكم، والمسلمون يرون في نبيهم بانه مكمل الرسالات وانه خاتم الانبياء .
ان محاولة كل ديانة ربط موضوع الجنة الموعودة بعد الموت بالايمان الكلي بنبي او رسول او إله  ما كضرورة حاسمة تفوق اهمية اتصاف الانسان بالعدل والاحسان والصدق ، انما هو حالة مرضية تسيء ليس الى الدين نفسه ، بل انها تسيء الى الخالق ايضا ، لان مثل هذه الحالة المرضية تجسد او تقلد حالة القائد السياسي الدكتاتوري الذي يربط ايمان الناس به بمحبة اولئك الناس لبلدهم !!
ان هذه الحالة المرضية تفرغ جوهر اي دين من اهدافه التي يفترض انها تهدف الى عدم قيام الانسان بظلم اخاه الانسان وليس الى اشباع رغبة الله في تمجيده كقائد دكتاتوري وصاحب فضل عظيم !!
ان مثل هذه الحالة المرضية المتفشية بين كل المتيدنين ساهمت بقوة في قيام نسبة كبيرة من بشر الارض في رفض كل الاديان بل ان قسوة هذه الحالة المرضية قادت نسبة كبيرة من بشر الارض الى التخلي عن امل وجود خالق والى اعلانهم الالحاد !!
ان خطورة هذه الحالة المرضية ليست في محتواها هذا حسب وانما في خطورة رجال الدين الذين يستغلون هذه الحالة المرضية ولكي يتمكنون من توجيه عموم ناسهم الى ناحية محاربة الانسان لاخيه الانسان ، حيث يصبح رجال الدين حينها بموقع القائد الدكتاتوري وصاحب الفضل في ابقاء الناس على قيد الحياة ! ناهيك عن الصراعات التي تنشأ بين التفرعات والانقسامات والمذاهب داخل  كل دين على حدة !
وللعلم اقول لحضرتكم باننا لو افترضنا جدلا اختفاء النظم السياسية الديموقراطية الحالية في دول الغرب فان الدمار والتخلف سيرجع الى تلك الدول بمجرد استيلاء رجال الدين المسيحي على الحكم ودائرة القرار في تلك الدول تماما كما حصل في تلك الدول في القرون الوسطى وتماما كما حصل على مدى اربعة عشر قرنا في الدول الاسلامية ولغاية اليوم !
من حق اي انسان ولد في عائلة توارثت دين ما ان يعتقد او يظن ما يريد ، فهو حر ، لكن التثقيف بان الاعمال الصالحة لا تقود الى الجنة دون الايمان بنبي او رسول او إله ما اراه لم يعد يناسب عقل الانسان في زمننا هذا بعد ان تفهم الانسان ما هو العدل وما هي الحقوق ، وبعد ان عرف الانسان ما هو العدل وما هي الدكتاتورية !!
كنت اتمنى ان تخلص في مقالك الى القول بان المسيح او الله سوف يدخل كل انسان لم يؤذ اخيه الانسان الى الجنة ، بل حتى لو لم يكن ذلك الانسان يؤمن بأي نبي او رسول او لم يكن يؤمن بوجود الله اساسا !!
شكرا لسعة صدركم .. وتحيات

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20794
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز الأستاذ المحامي يعكوب ابونا
تحية ومحبة
===========================
دوماً تبهرنا بمواضيعك اللاهوتية الشيقة والنادرة هناك نوعان من الصلاح  صلاح النسبي، والصلاح المُطْلَق الذي هو من صفات الله وحده.والمقصود بالصلاح النسبي، أية نسبة لمدى عمل الروح القدس في الإنسان، ومدى استجابة الإنسان لعمل الروح وشركته مع الروح القدس. تمامًا مثلما نفسر قول الرب "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5: 48) بأن المقصود هو الكمال المطلق هو من صفات الله وحده..

وحينما نتكلم عن الصلاح، نذكر أنه على نوعين: صلاح سلبي، وصلاح إيجابي.

الصلاح السلبي هو البعد عن الخطايا، وتمثله غالبية الوصايا العشر، مثل: لا تكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا.. لا تنطق باسم الرب إلهك باطلًا.. لا تقتل. لا تزن. لا تسرق. لا تشته مال قريبك..

أما الصلاح الإيجابي، فتمثله التطويبات في العهد الجديد: طوبى للمساكين بالروح، للودعاء، لأنقياء القلب، لصانعي السلام، للرحماء. ويمثله في العهد القديم: "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك" (تث 6: 5). وتمثله أيضًا ثمار الروح التي نتحدث عنها.

والمطلوب من الإنسان أن يسلك في الأمرين معًا ليدخل ملكوت السماء
احترامي
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز رائد سعدي ناصر المحترم
سلام المسيح معك
اسعدني جدا مرورك الكريم على المقال ، وبصراحة قراءة تعليقك اكثر من مرة ، فاشكرك على ماتفضلت به وانني احترم وجهة نظرك بكل امانة لانه بصراحة ومما لايخفي لجنابك  بان اصلا المقال هو محور لما تفضلت به في مداخلتك   ، وخاصة ما ذكرته بالختام ..بالقول ((   لكن التثقيف بان الاعمال الصالحة لا تقود الى الجنة دون الايمان بنبي او رسول او إله ما اراه لم يعد يناسب عقل الانسان في زمننا هذا بعد ان تفهم الانسان ما هو العدل وما هي الحقوق ، وبعد ان عرف الانسان ما هو العدل وما هي الدكتاتورية !!
كنت اتمنى ان تخلص في مقالك الى القول بان المسيح او الله سوف يدخل كل انسان لم يؤذ اخيه الانسان الى الجنة ، بل حتى لو لم يكن ذلك الانسان يؤمن بأي نبي او رسول او لم يكن يؤمن بوجود الله اساسا !! ))..

 عزيزي رائد . لو تلاحظ بان مقدمة المقال كان توضيح لمفهوم الاخلاق فلسفيا ودينا ، وضربت مثلا بالديانات التي تدعي القيم الاخلاقية  وكيف هي ـ وتطرقة الى مفهوم القيم الاخلاقية عند المسيحيين وكيف نتعامل معها وفق معيار ايماني ، فان كانت عزيزي رائد الاخلاق والعلاقات الحسنه وتطبيق القوانين ( الناموس ) كافية لكي يرث الانسان ملكوت السماء ؟؟ فلم يكن هناك من سبب لمجي المسيح ،  والا لماذا اذا تجسد الله بصورة انسان  ( يسوع المسيح ) ، والكلمة صار جسدا وحل بيننا ؟؟ وقد بينت بالمقال البعد اللاهوتي لمفهوم الخلاص ، وفق عطية الله الكفارية بفداء يسوع المسيح نفسه على الصليب ودفع ثمن خطايانا دمه ، لاحظ ايهما اغلى القيم الاخلاقية ام الدم ؟؟  فنحن  المؤمنيين بدون تلك التضحية التي قدمها وغسل خطايانا بدمه الكريم فلا يمكن ان نجد الخلاص ، وفي المقال وضحت الكثير من تسائلاتك عزيزي ، يمكنك التاكيد من ذلك ، والمقال فيه الكثير من تسائلاتك عزيزي  .
 تقبل تحياتي ومحبتي  والرب يباركك
 اخوك يعكوب ابونا
  24 /9 /2023


غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

  شماسنا العزيز عوديشو المحترم
 سلام المسيح
شكرا لمرورك الكريم على المقال واسعدني جدا اضافتك  الايمانية المعبرة والجميلة  ...
والرب يباركك وعائلتك الكريمه .
محبتي واحترامي
 يعكوب

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ يعكوب أبونا المحترم
بعد التحية
  أولاً أشكرك على هذا النشاط الروحي وعلى نشر مثل هذه الأفكار لخدمة الكثيرين ، كما تدفعنا آرائك إلى التأمل بما تكتب لنكتب ونضيف ، ففي الحوار نحصد المزيد ، والرب يبارك .
في عنوان المقال نقرأ ( هل يكفي أن يكون الإنسان صالحاً ليدخل السماء ؟ )
الجواب : وهل هناك إنساناً صالحاً في الكون يستحق أن يدخل السماء ؟ لنختصر الحوار بين الشاب ويسوع الذي ذكرته في مقالك عن هذا الموضوع .
قال يسوع للشاب الذي دعاه صالح ( لماذا تدعوني صالحاً ؟ ) طبعاً الشاب لا يعرف عن المسيح إلا القليل لكنه لم يخطأ عندما دعاه صالح . ويسوع قال له الصلاح هو لله وحده . لكنه لم يقصد بأنه ليس صالحاً ، وإنه ليس إلاهاً . كما إنه لم يمنع الشاب ليقول له لا تدعوني صالحاً لأنني لا أستحق هذا الوصف . إنما أراد يسوع أن يسأله عن السبب ، فقال لماذا تدعوني صالحاً ، ويقصد ، هل تعرف إني الله الصالح ؟ فيسوع لا ينكر بأنه صالح ، كما لا ينكر صفة الآلوهية ، ولم يمنع أحد من أن يدعوه رباً أو يسجد له .
 يسوع هو صالح ، بل كلي الصلاح ، وصلاحه مطلق فلا ينكر ذلك ، بل علنها للملأ بقوله ( أنا الراعي الصالح ) " يو 11:10 " كما نقرأ في جوابه بأن الإنسان عاجز في الوصول إلى كمال الصلاح .والكتاب يقول : لأن جميع الناس زاغوا وفسدوا معاً . ليس من يعمل صلاحاً ولا واحد ( رو2:3 ) لكن يسوع يدعو الجميع أن يكون صالحين وكاملين كأباهم الذي في السموات ( مت 48:5 ) .
وعن سؤالك :
"ماذا نفعل لكي ندخل ملكوت السماء؟"
أن نعمل بالوصايا ، ونؤمن بالمسيح الإله وبعمله الكفاري على الصليب ، ونبتعد عن عمل الخطيئة ،  إنه ( الطريق والحق والحياة )  ووصاياه ليست كشريعة العهد القديم التي ظهرت بعد الخطيئة ، فالخطيئة بحسب تعليم العهد الجديد هي تقصير في المحبة . فكما صرح القديس بولس بأنه ، في المسيح يسوع لم يعد وجود للشريعة ، فيجب أن لا نخطأ عندما نجعل أجسادنا هيكلاً للرب فنمتلآ من المحبة فالذي فيه المحبة لا يخطأ ، لأن المحبة ( هو الله ) لأن ( الله محبة ) فيصبح الإنسان صالحاً لا بقدرته ، بل بالروح الساكن فيه الذي صار فيه شريعة باطنية . إنه الروح القدس الذي يبكت الخطيئة ، قال أحد الآباء : في الدينونة سَنُدان لا على خطايانا ، بل على قدر المحبة التي نمتلكها . فالذي فيه المحبة يستحق الدخول إلى ملكوت الله . كما نقرأ في الأنجيل بأننا سندان بحسب أعمالنا ، بل أقول : على قدر المحبة التي خرجت منها تلك الأعمال ، فالعمل المجرد من المحبة مرفوض وإن كان في تقديم أجسادنا لتحرق من أجل الآخرين ولم تكن فينا المحبة فما يجدي ذلك نفعاً . وللمزيد من التوضيح ، طالع ( نشيد المحبة 1قور 13 ) .
مع المحبة والتقدير

غير متصل رائد سعدي ناصر

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ الفاضل يعكوب ابونا المحترم
شكرا جزيلا لاهتمام حضرتكم بتعليقي على مقال حضرتكم المحترم .
لكن ارجو ان تسمح لي ببيان ما يلي لطفا :
للمثل لنفرض جدلا ان هناك انسان لا يصدق ما كتب بعد وفاة المسيح بعقود طويلة بصيغة الاناجيل ، حيث ان قصة ولادته من امرأة دون وجود رجل وقصة انتقاله الى السماء وعودة الحياة اليه ما هي الا قصة من وحي خيال الكهنة او الرجال الذين ارادوا تأسيس دين جديد ، علما ان هناك قصصا رديفة في اديان قديمة سابقة !
كما ان هذا الانسان لا يصدق قصة فداء المسيح لنفسه ككفارة لغسل خطايا البشر لان ذلك الانسان لم يكن مولودا اصلا في زمن المسيح وهو غير مسوؤل عن اخطاء غيره !
كما ان هذا الانسان يرى ان من العدل والمنطق ان يتحمل كل انسان تبعات حسناته او اخطأه ، وانه يرى بانه من غير الصحيح ان يخطأ ٱدم مثلا ويتم تحميل ذلك الخطأ على كل ابناءه واحفاده !
هذا الانسان يرى في قصة تحميل جميع البشر مسوؤلية خطأ ٱدم هي قصة خيالية وغير عادلة وقد تكون مناسبة ليتم قصها على بشر قبل الفي عام وليس الان ! وهذا بافتراض انه فعلا ان ٱدم ارتكب جريمة كبيرة لا تغتفر كأن يقوم بتفجير قنبلة نووية على كل كائنات الارض حينها ودون سبب !
وكل هذا بافتراض انه فعلا كان هناك ٱدم واحد وحواء واحدة في الكون ! وبافتراض ان نظرية دارون العلمية والتي اثبتت اصول تطور الحياة وشكل الكائنات الحية منذ ملايين السنين ولغاية وقتنا الحاضر من اصل خلايا احادية مخلوقة من الخالق ، وان الانسان هو نتاج احدى سلسلة التطورات لتلك الخلايا !
اقول لحضرتكم لو افترضنا ان الانسان اعلاه يتصرف بكل حياته بصدق وحرص وامانة ومحبة وعمل ومساعدة وتسامح مع الاخرين فهل هذا الانسان سيمنعه الله من الجنة بدعوى عدم تصديقه لما هو مذكور في كتب الاديان ؟
فان كان الجواب نعم سيحرمه الله من الجنة فحين ذلك سأكون انا اول القائلين بان الله حاكم شرير لا يعرف العدل ولا الرحمة ! لاني ارى في مثل هذا الانسان هو اول من يستحق الجنة لانه هو النبي الحقيقي لانه كان يتصرف بعدل ولا يتعدى على حقوق الاخرين طوعيا ودون خوف من عذاب احد ، ومثل هذه الصفات هي صفات مثالية للانسان وهي افضل من صفات الانبياء لان الانبياء قد يتصرفون بعدل نتيجة عامل الخوف بينما هذا الانسان يتصرف بعدل طوعيا ودون خوف من رقيب ، وهذا ما يؤيد كلامي بان رجال اي دين كان حينما يستطيعون حكم مجتمع ما حاليا  فانهم يفسدون ذلك المجتمع بدكتاتوريتهم لانهم اصلا تربوا على العمل نتيجة خوفهم من جهنم ولذا فانهم يعملون على اخافة الرعية وفق ثقافة ومباديء الخوف ، وذلك الاسلوب ربما يليق استخدامه مع بعض الحيوانات وليس كل البشر !
ارى ان الذي يعتقد بان البشر لولا وجود الاديان لما كانوا يحسنون التعامل مع بعضهم هو مخطأ جدا بدليل ان جميع المجتمعات التي يحكمها المتدينون هي اكثر المجتمعات انتقاصا لحقوق الانسان فيها بينما هناك مجتمعات سنت قوانينها بناءا على معطيات عقل الانسان وهي الان افضل نسبيا من ناحية حقوق الانسان عن جميع المجتمعات التي تنتهج منهج الاديان !
قد يكون الايمان الشخصي لاي انسان بكل تفاصيل ما تفضلتم به حضرتكم في مقالكم الكريم حالة حقوقية مقبولة لانها ضمن حقوق حرية الانسان الخاصة بالاعتقاد ، لكني بصراحة ومن خلال تجربة عمر طويلة ، مع احترامي وتقديري لشخصكم الفاضل ، وجدت بان اغلب الاشخاص الذين لهم مثل هذا الاعتقاد او الايمان المتوارث تجدهم يسلكون طريق انتقاص حقوق الاخرين حينما يكونون في موقف تنافس او صراع في المصالح مع طرف اخر لاسيما في المجال المالي . فحين ذاك يظهر المعدن الحقيقي لتلك الشخصية التي بنت ثقافتها على اسس الخوف وليس على اسس ومباديء المساواة في حقوق البشر.
الحديث يطول ، لكني في كل الاحوال اشكر لحضرتكم مرة اخرى سعة صدركم ..
احترم جدا شخصكم الكريم ..
ارجو تقبل احلى تحياتي ..

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
القدير يعقوب ابونا المحترم
بعد التحية
مقالة راقية رائعة اخرى بافكارها منطلقة من اللاهوت المسيحي
لب الموضوع هي المحبة ومن دون المحبة لايمكن الدخول الى الملكوت ولا بالجسد وهذا المفهوم اللاهوتي له عمق ومعنى كبيرين في كلاك السيد المسيح لنقوديموس
[ قال السيد المسيح لنقوديموس احد معلمي ورؤساء اليهود الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت السماء المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح "يوحنا 3 : 1- 7 ".
 "أن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يدخلا ملكوت الله. لا يرث الفساد عدم الفساد ".. فالحياة الروحية مطلوبه لترث الملكوت السماوي ..باعمال الجسد لايمكن ان نرث ، بل بالايمان ،]
لا اريد ان اضيف اكثر مما هو موضح من فلسفة ولاهوت نؤمن بها
تقبل مني تحية

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رائد سعدي ناصر
بعد التحية

نعم اننا البشر ورثنا عقوبه غيرنا من الخليقة ، موضوع توريث العقوبة وارد واقول لك ان دوائر الامن والمخابرات العراقية السابق ولربما يكون هذا المثل غير في محله او يكون سخيفا كانوا هؤلاء الاوغاد المنحطين يورثون العقوبات لغير المطلوبين فيحملوهم اقسى درجات العقوبات وهم ابرياء لم يرتكبوا جريمة ولكن جريمتهم الكبرى الوحيدة هم اقارب بشكل او اخر للمجني المطلوب واكون انا شخصيا احد الذين اورثوني العقوبات بسبب احد احد اقاربي من والدتي الشيوعيين
عودة ورثنا العقوبة بما لم نتمكن من الحصول على قرار اعفاء ولكن السيد المسيح هو الذي اعفانا منها،
نعم ان كل شخص مسؤؤل عن حياته وتصرفاته ولكن العقوبة التي هي بالاصل يطلق عليها بالخطيئة الاصلية بقت ولم تزول ولا بتقديم الذبائح لانه لم يكن روح المحبة والفداء وهذا هو الهدف من  الموضوع ان نحب بعضنا البعض
هذا مختصر للمفهوم واتمنى من الاخوين القديرين  يعقوب ابونا و وردا اسحق
تحيتي 

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز وردا اسحاق المحترم
سلام المسيح
اولا شكرا لمرورك الكريم على المقال  ، واسعدني جدا اضافتك وما تفضلت به , وكما تعلم اخي وردا بان الرب لا يترك نفسه بدون شاهد وهناك من يحركه  دائما لمجد اسمه ، خاصة في هذا الزمن الردى  الذي نعيشه وشعبنا المسيحي في بلداننا الشرق اوسطية  ، فاهم ما نحن احوج ما نكون اليه هو كلمة الرب ان نسمعها ونقرائها ونعلمها ونتعلمها  ليبارك اسم القدير ربنا دائما لاننا بها نعيش وبها  نحيا ،  وكما تفضلت حقا ، من يحب يعرف ان اله محبة ،  ومن لا يحب لا يعرف ان الله محبة  ، فقال الرب يسوع المسيح
 وصية جديدة اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا ،  والمجد كل المجد لرب المجد يسوع المسيح   .
تقبل محبتي واحترامي
 ااخوك يعكوب ابونا


غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

العزيز رائد سعدي ناصر المحترم
 اسعدني جدا مرورك ثانية على المقال / وفعلا اعجني طرحك وما تفضلت به لانه فعلا هذا الراى هو ما يشغل فكرالغالبية العظمى من الناس في الوقت الراهن وخاصة قد يكون الاوربيين اولهم ، تقول (( من يصدق انجيل كتب بعد عقود من وفاة المسيح ( قصدك يسوع المسيح ) لان المسيح لاهوت اله لايموت ، بل الذي مات على الصليب كان الناسوت ابن الانسان يسوع ) وتقول الانجيل كتب بعد عقود  قرون ))....
   اخ رائد اول انجيل كتب بحدود عام 45 – 50 م من قبل البشيرمرقس ، واخرانجيل كتبه الرسول يوحنا كان بحدود 90- 95 م ..
  وتقول (( قصة ولادته من امراة بدون رجل وانتقاله للسماء وعودة للحياة من وحي خيال الكهنة لتاسيس دين )) .. نعم عزيزي رائد المسيح ولد من امراة بالروح القدس بدون زرع بشر وان لم يكن كذلك فيكون تجسد المسيح ( االله ) باطلا لان النص الانجيل يؤكد بان الكلمة صار جسدا وحل بيننا ، يوحنا 1 : 14 " كان تجسد الاقنوم الثاني يسوع المسيح كان ضروريا ليفدينا بدمه نحن البشر جسد مقابل جسد ، من اجل خلاصنا ، وكونه اله متجسد فهو الله كامل معادلا لله بكل شئ فبمكانه ان يعيد العلاقة بين الله والبشر التي انقطعت كما قلت بسبب الخطية ،   فحقق المصالحة بين الله والانسان االخاطئ ، بعد ان دفع بدمه للاب ثمن خطايا البشر ، فهو برء اصبح مذنبا ونحن مذنبين اصبحنا به ابرارا ،  هوفقد غلب الموت ونحن به نغلب الموت بالحياة الابدية التي وهبها لنا بقيامته من القبر .. وهذا كان اعظم عمل كفاري عمله من اجل خلاصنا وتبريرنا من خطايانا امام اله ، ..
   ادم ارتكب خطية بوجه اله وكون اجرة الخطية  هي الموت فمات ادم بخطيته بانفصاله عن الله روحيا، وهكذا نحن ورثنا عقوبة خطية ادم ( الخطية الاصلية ) مثال عندما يموت اب اليس الاولاد يرثون تركته  من اموال وعقارات ان كان عنده   ؟؟ ، وان كان عليه ديون الا يرثونها  ام فقط يرثون الاموال الموجوده ؟؟ ... لذلك نحن ورثنا ما تركه لنا ادم ؟؟.
  والاسوء عزيزي رائد هوليس خطية ادم  ، بل لان ادم بخطيته اخذ طبيعة فاسدة فدخل الموت الى العالم  ، ونحن ورثنا تلك الطبيعة الفاسدة الخاطئة منه  وتلاحظ كم نحن خطاة باعمالنا واقولنا وافعالنا ؟. المسيح غسلنا بدمه من خطيتنا واعطانا طبيعة جديدة لان الاشياء القديم قد مضت وكل شئ بالمسيح اصبح جديدا  ، بموته وقيامته بررنا واحيانا ، بادم  دخلت الخطية وبادم الثاني يسوع المسيح اخذنا الحياة الابدية . سيدي الكريم .
 لان الله احب العالم فبذل ابنه الوحيد لكي يخلص كل من يؤمن به وتكون له الحياة الابدية ؟؟..
 واقول لجنابك ان كانت كما تقول قصة الخلاص وهم او خيال استغلت من قبل رجال الدين لتاسيس دين . اقول هل من المعقول ان يستشهدوا  ويموت تلاميذه جميعا "عدا الرسول يوحنا " واتباعه ورسله من اجل شخص وهمي وخيالي ؟؟ ماذا تقول لهم حقا انكم لم تعيشوا معه ولم تعرفوه ؟؟ بل عشتم بوهم ؟؟ لا يمكن ان تقول لهم هذا لان هؤلاء عاشوا معه فعلا ، كما يقول الرسول يوحنا وحل بينهم ولمسوه وشافوه وعاشوا معه  : 
   اذا عزيزي رائد لقد عرفوا لماذا يموتوا ويستشهدوا من اجل اسمه ، لان به فقط هو الخلاص ولا خلاص الا به ؟؟.. والاف ان لم يكن الملايين من المسيحيين خلال الفين سنه الماضية استشهدوا من اجل شخص خيالي لا اصل له ، ام من اجل شخص حقيقي قدم نفسه فداءا لهم ، وما عليهم هم الا ان عاشوا حقيقة فدائه ان يحققوا خلاصهم باتباعه بان من لم يحمل صليبه ويتبعه لايستحقه هكذا علمنا  ، فلا يمكن ان نكون من اتباعه ان احبنا احد اكثر منه  فهو في الاولية يجب ان يكون دائما ..
 اما قصة التطورلدارون .. عزيزي هناك نظريات جديدة توثق الكتاب المقدس وتدحض نظرية دارون ؟؟ اما الانفجار العظيم  / ان كان هناك فعلا مثل هذا الانفجار ، السؤال من جاء بتلك المواد التي فجرت ومن اوجد اصلها وخلقها للوجود ؟؟ الطبيعة خططة ووضعت هذا التوزان للكون ليستمر بهذا الشكل المبدع ،؟ ام جسدك الانساني بتعادل كل جزء من اجزائه مع بعضها لتشكل جسدك الجميل ؟ ام ان هوعمل الطبيعة عملت هذا التزان  وهذا الوجود الذي يفوق العقل الانساني المحدد ؟؟.
 الايمان كا يقول الرسول بولس في رسالة العبرانين 11 : 1 واما الايمان فهو الثقة بما يرجئ والايقان بامور لا ترئ ". لذلك من لايؤمن بان المسيح  هوالله المتجسد الذي صلب ومات وقام من القبر ، وفدانا بدمه من اجل خلاصنا لايمكن ان يرث الملكوت السماوي لانه هن الطريق والحق والحياة ، .
 واكتفي بهذا الحد خشية من الاطالة  ..
 والرب يباركك اخ رائد تقبل محبتي واحترامي لشخصك الكريم
يعكوب ابونا ... 25 /9 /2023


غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

                                            الاخ العزيز وليد بيداويد المحترم
                     سلام المسيح
                     شكري وتقديري لمرورك الكريم على المقال ، وكم تسعدني أضائتك  الجميلة لما تتفضل به من اضافة.
                      تعطي للمقال رونقها . ..
                      الرب يباركك .
                                              .تقبل محبتي واحترامي ..
                           يعكوب ابونا  25 /9 /2023

غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقتباس
المؤسف ان المتدينين في كل الاديان يبتعدون جدا عن كون اي دين انما هو احد الطرق القديمة لاشباع امل او رغبة الانسان في وجود حياة اخرى بعد الموت ! فالمتدينون يربطون تحقيق امل الانسان بوجود الله حينما يؤمن ذلك الانسان بنبي او رسول او إله  ذلك الدين فقط ، فاليهود مثلا يرون بضرورة الايمان بموسى حسب وان بقية الذين تلوه انما هم مزيفون ، والمسيحيون يرون كما تفضلتم في تفاصيل مقالكم، والمسلمون يرون في نبيهم بانه مكمل الرسالات وانه خاتم الانبياء .
ان محاولة كل ديانة ربط موضوع الجنة الموعودة بعد الموت بالايمان الكلي بنبي او رسول او إله  ما كضرورة حاسمة تفوق اهمية اتصاف الانسان بالعدل والاحسان والصدق ، انما هو حالة مرضية تسيء ليس الى الدين نفسه ، بل انها تسيء الى الخالق ايضا ، لان مثل هذه الحالة المرضية تجسد او تقلد حالة القائد السياسي الدكتاتوري الذي يربط ايمان الناس به بمحبة اولئك الناس لبلدهم !!
ان هذه الحالة المرضية تفرغ جوهر اي دين من اهدافه التي يفترض انها تهدف الى عدم قيام الانسان بظلم اخاه الانسان وليس الى اشباع رغبة الله في تمجيده كقائد دكتاتوري وصاحب فضل عظيم !!

الاخ رائد سعدي ناصر المحترم

ما ساكتبه ارجو أن لا تأخذه بأنه يدخل في جدل متدينين / ملحدين، وانما فقط لغرض المناقشة لا غير، علما بأن اعز اصدقائي حاليا هو شخص ملحد. فانا لست املك مشكلة في هكذا نقاشات.

ما تطرحه انت، انا ارغب في أن أضعه اولا ضمن فرضيات وبالتالي سنتحقق منها، والتحقيق الذي سأقوم به سيكون حتما بعيد عن أية اقتباسات دينية وذلك حتى يكون ما اكتبه مقبولا لكل الأطراف.

ما تطرحه انت يمكن وضعه في الفرضيات التالية:

الفرضية الاولى: من يؤمن بحياة ما بعد الموت مثل الجنة يكون شخص يمثل أكثر خطورة على الآخرين مقارنة بشخص لا يؤمن بحياة ما بعد الموت.

الفرضية الثانية: من يؤمن بحياة ما بعد الموت سيكون أكثر عرضة للاستغلال وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تبجيل ديكتاتور.


اختيار طريقة للتحقيق من الفرضيتين: افضل طريقة ستكون حتما النظر إلى التاريخ ولنجري مقارنة ، بين مجتمعات امنت بحياة ما بعد الموت ومجتمعات لم تؤمن بحياة ما بعد الموت.

هنا إذا نظرنا إلى التاريخ فنجد اكبر وأوسع وأقسى إمبراطورية في العالم كانت الإمبراطورية اليابانية. حيث كانت تحوي ثقافة الساموراي التي كانت لا تعرف سوى تمجيد الموت من أجل الامبراطور، وهذه كانت عبارة عن أقصى انواع التبجيل والتمجيد للامبراطور الديكتاتوري،واحدى افضل هوايات الياباني والتي كانوا يفتخرون بها كانت من يملك اكبر عدد من الجماجم في بيته. واذا نظرنا إلى الأسباب فإننا نرى بأن الديانة الرئيسية والرسمية لليابان كانت ديانة الشنتو ( التي هي علما تعتبر اقرب ديانة للالحاد وهنا أنظر في الجوجل بالإنكليزية وستجد منتديات الملحدين يعترفون بذلك) وهذه الديانة لم تعرف مطلقا اي شئ اسمه حياة ما بعد الموت ولم تتحدث مطلقا عن ذلك. وهذا ما جعل الحياة عند المجتمع الياباني بأن تصبح عديمة المعنى.  إذ ما الفرق بين الموت اليوم او غدا او بعد بضعة سنوات.  ولأن الحياة لم تملك معنى فثقافة الساموراي اليابانية لم تعرف فقط الانتحار بالسيف، وانما تطورت بعدها كما هو معروف بالطيارين الانتحاريين والبواخر الانتحارية الخ.


هذه الثقافة نقلها بعدها الملحدين ضمن منظمة الجيش الأحمر الياباني الماركسية اللينيية إلى الشرق الأوسط وتحديدا إلى الفلسطينين، حيث أول عملية انتحارية في الشرق الأوسط قام بها انتحاريين ملحدين في اسرائيل وبمساندة الاحزاب الماركسية في الشرق الأوسط عندما قامت منظمة الجيش الأحمر الياباني باختطاف طائرة في مطار اللد الإسرائيلي في 31 مايو 1972. وانا هنا طبعا امنحك مهلة سنوات بأن تجد لي محاولة انتحارية تسبق انتحار الملحدين.

المشكلة الكبرى والرئيسية عند الاسلام هي أنه لا يقبل بشخص مسلم يترك الاسلام، وفي ذلك يستعمل الاسلام طريقة مراقبة كل مسلم من قبل كل مسلم، بمعنى كل مسلم هو يتم مراقبته من قبل كل مسلم، فهنا عندما يخرج شخص إلى الشارع فلا يعرف بمن يستطيع أن يثق وبمن لا يثق، وهذا بحد ذاته ارهاب داخلي يعاني منه المسلمين قبل غيرهم. المشكلة الأخرى هي طبعا موقف الاسلام من الذي هو ليس مسلم، وهنا هناك عدة آيات متناقضة حول كيفية التعامل معهم الخ.

إلا أن قضية أن يقتل مسلم نفسه فهي واضحة في القران وهي محرمة وهذه عبارة عن حقيقة. هناك نقطة يسمونها ب "الاستشهاد في سبيل الله" وهذه هناك مسلمين يعطونها حق لأنفسهم حتى أن لم يعتدي احد عليهم وانما يكونوا هم المعتدين، حيث اعتدائهم يسمونه عندها بالفتوحات، ولكن هذه أيضا واضحة فهي تعني بأنهم لو أرادوا ما يسمونها بالفتوحات والتي هي عندي اعتداء وتم فيها قتل مسلم من قبل غير مسلم، فهذه سيسمونها بالاستشهاد في سبيل الله. ولكن بالفعل ليس هنا ولم يكن هناك حالات تسمح لمسلم بأن يقتل نفسه، بأن يضع حزام ناسف حوله ويفجر نفسه. هكذا محاولات انتحارية اول من قام بها في الشرق الأوسط كانوا الملحدين ، والملحدين هم الذين نشروا هذه الثقافة بين المسلمين.

انا هنا في هذا المنتدى لا اضع صورتي ولا بيانات عني، ولكني احلف لك بأن الكلام الذي قلته أعلاه كنت قد قلته في مايكروفون في أحدى ساحات إحدى المدن الغربية، حيث كان مجموعة ملحدين قد وضعوا خيمة في نصف ساحة مزدحمة جدا وكانوا يتحدثون عن مثل المواضيع أعلاه وكانوا في كل مرة يصيحون بأنهم على الاستعداد بأن يتحداهم احد من المستمعين، فصعدت وتحدثت وقلت ما كتبته أعلاه وطلبت منهم الرد ، فرفضوا الرد بالرغم من مطالبة الجمهور منهم بالرد لكونهم هم الذين أرادوا التحدي.  انا شخصيا لم يكن غرضي التحدي وانما غرضي كان ذكر الحقيقة كما هي دون الالتجاء إلى لوي عنق الحقيقة...

برأي أن ربط تصرفات واخلاق بهكذا مواضيع هو عبارة عن ربط عقيم لن يؤدي إلى نتيجة، وهذا لأن موضوع الاخلاق هو يمتلك صعوبة بالغة جدا. إذ من سيحدد ما هي الاخلاق؟ انا أو انت او شخص آخر غيرنا؟ واذا حددتها انا أو انت او شخص اخر؟ فلماذا على شخص آخر أن يعتبرها ملزمة له؟ على اي اساس؟ من سيضمن ذلك ؟ هذا علما بأن عملية جعل الاخلاق مشتركة وملزمة كانت عند الأديان اسهل، فعند العلماء مثلا ، فإن احدث مجتمع هو من هذه الناحية (جعلها ملزمة مشتركة) هو المجتمع اليهودي عندما امتلكوا التوراة التي أمن بها الأكثرية واحتوت بانا الرب إلهك واقول لك لا تقتل لا تسرق الخ.

مشكلة المسلم الرئيسية ستبقى أنه يطلب من كل الاخرين بممارسة الكذب وادعاء الاسلام حتى لو كان هناك شخص قد فقد إيمانه. واذا تجراء أحد بأن يتحدث عن أنه لم يعد يؤمن فهو قد يتعرض فورا للقتل، وهذه هي النقطة الوحيدة التي تخلق كل مظاهر الإرهاب الأخرى وهذا لكونها النقطة الجوهرية. انا شخصيا كمثال امتلك صديق ملحد وهكذا نقاشات فلسفية دينية والحادية نناقشها ونحن مثلا نشرب البيرة، إذ لا احد يجدها بمشكلة. ففي النهاية فإذا كان هناك شخص جيد أو سئ ، فهذا يعتمد على الشخص نفسه.

تحياتي




غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                 الاخ العزيز لوسينان المحترم
    سلام المسيح
   اسعدني مرورك الكريم على المقال ، وكعادتك دائما مبدع بطرح افكار جديرة بالاهتمام والدراسة والمقارنه ،..
   الرب يباركك وينعم عليك بالصحة والسلامة
 تحياتي ومحبني
 يعكوب ابونا
26 /9 /2023

غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي يعكوب شلاما

المنطق والعقل يقول, لغير المسيحي يكفي, أما للمسيحي المؤمن بالأسم فلا يكفي.

تحياتي

                               ظافر شَنو
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

                                  الاخ ظافر شنو المحترم
                       تحية  ومحبة
           أسعدني مرورك على المقال بعد غياب عسى ان يكون خيرا .بعون الله ..         
           الله منح العقل لكل الكائنات الحية  ، ومنح المنطق للانسان ، لذلك يقول سقراط ان الانسان حيوان ناطق ..؟؟   
          الانسان الذي يستطيع ان يستثمر عقلة بمحبة الله  ونعمته سيكون منطقه لخلاص الاخرين ,,
              الرب يباركك ..
ا            أخوك يعكوب ا بونا     
         30 /9 /2023