المحرر موضوع: كيف ترى تركيا نفسها وسط زحمة مشاريع الممرات  (زيارة 201 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31553
    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف ترى تركيا نفسها وسط زحمة مشاريع الممرات
عوامل لوجستية واقتصادية وتجارية تجعل أنقرة قريبة من المشاريع العابرة للحدود.
العرب

سياسات تركيا عائق أمام الاستثمارات رغم المزايا
يجادل محللون بأن الغرب -وعلى رأسه الولايات المتحدة- ما زال ينظر إلى تركيا بكثير من الريبة؛ لمواقفها الكثيرة غير المتوافقة مع السياسة الغربية، وربما لذلك لم تكن طرفاً في مشروع الممر الاقتصادي الجديد.
إسطنبول - أبدت تركيا انزعاجها من مرور المشروع الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا واستبعادها منه، لكن مراقبين يتساءلون: هل للانزعاج التركي أسباب موضوعية أم أنه مجرد موقف سياسي؟

ويرى محللون أن إدراج تركيا في الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا ستكون له فوائد أكثر من المخاطر.

ويقول الخبير التركي في العلاقات الدولية، علي أوغوز ديريوز، إن هناك أسبابا رئيسية ثلاثة ستقرب تركيا من الممر في وقت لاحق.

من الصعب إنشاء ممر لا يستفيد من المزايا التي ستوفرها تركيا للتجارة العالمية وسلاسل التوريد الدولية

السبب الأول هو العوامل اللوجستية، والثاني هو العوامل الاقتصادية واستغلال تركيا كعضو فاعل في مجموعة العشرين، والثالث هو سهولة التجارة، “وكلها يمكن أن تجعل البلاد جزءا طبيعيا من المشروع”.

وفي 9 سبتمبر الجاري أعلن قادة عالميون الاتفاق على إنشاء مشروع ممر للربط بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.

وفي 10 سبتمبر وقعت السعودية مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممرٍ اقتصادي جديد يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، مع كل من الولايات المتحدة والهند والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.

ويختلف الممر عن مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، التي تمثل مشروع بناء طرق ومرافئ وسكك حديد ومناطق صناعية في 65 بلدا تُمثل 60 في المئة من سكان العالم، وتوفر حوالي ثلث إجمالي الناتج العالمي.

وأضاف ديريوز أن “إنشاء ممر لا يستفيد من المزايا التي ستوفرها تركيا للتجارة العالمية وسلاسل التوريد الدولية، لن يكون سهلاً، لا اقتصاديا ولا تجاريا”.

وتابع “تركيا توفر العديد من المزايا للتجارة العالمية وسلاسل التوريد الدولية من خلال موانئها وشركات الطيران والسكك الحديد وخبرتها في النقل اللوجستي والقدرة على إنتاج عدد كبير من المنتجات”.

ويقول الخبير إن “استبعاد تركيا من المسار الأولي (المسار المخطط للممر الذي تم الإعلان عنه خلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة في الهند) أمر مثير للاهتمام”.

من المسؤل المباشر عن التحالفات
ومع ذلك يرى الخبير في العلاقات الدولية أن “تركيا تقع بالفعل على الطريق الطبيعي لمختلف الممرات والمشاريع والطرق، نظراً لموقعها الإستراتيجي العابر للقارات”.

ويؤكد “تركيا ستشارك بشكل طبيعي في هذه الطرق، علماً أن فوائد عدم إدراجها في مثل هذه المشاريع، سواء من الناحية الاقتصادية أو من الناحية السياسية، ضئيلة للغاية”.

وأقر بأن الدبلوماسية ستلعب دورا كبيرا في احتمال انضمام تركيا إلى الممر الاقتصادي؛ “فمن الضروري أن تكون تركيا بناءة وإيجابية وغير انتقادية، وأن تؤكد على المزايا المحتملة لإدراجها في مشروع الممر”.

ورأى أنه “بدلاً من الإشارة إلى الهيكل الخاطئ للمشروع، يجب على تركيا التركيز بشكل بناء على مزايا وجودها على مسار هذا الممر”.

وفي معرض وصفه للأسباب التي ترشح تركيا للمشاركة في المشروع قال ديريوز “تركيا تقع على طريق العديد من الممرات التجارية عبر المنطقة، مع سلاسل التوريد الخاصة بها في التجارة العالمية والإنتاج والخدمات والموقع الجغرافي الإستراتيجي والصناعة والقوى العاملة، وقدرات لوجستية وبنية تحتية مهمة”.

اشتباك الممرات

اتفاقية "إيست ميد" تقصي تركيا
قال الأستاذ الجامعي “بالطبع، قد تكون للممرات وطرق التجارة مزايا وعيوب.. يعد بحر قزوين عائقا طبيعيا أمام الممر الأوسط الذي أعطته تركيا الأولوية”، في إشارة إلى مبادرة الممر الأوسط الشرقي – الغربي عبر بحر قزوين التي تبدأ في تركيا وتعبر منطقة القوقاز وجورجيا وأذربيجان وبحر قزوين، مروراً بآسيا الوسطى ووصولاً إلى الصين”.

ويعتبر الممر الأوسط أحد أهم مكونات جهود إحياء طريق الحرير القديم، لكن “التطوير الإضافي للممر الأوسط يتطلب تطوير الشحن وخطوط الأنابيب على بحر قزوين، بدلاً من روسيا وإيران، وكلتاهما تخضعان لعقوبات مختلفة”.

وأشار الخبير التركي أيضا إلى أن الطريق البري لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية “تكاد تكون تحت احتكار دولة واحدة” ويمر عبر روسيا وإيران اللتين تخضعان لعقوبات الغرب.

ومشروع الممر الاقتصادي قد يستغرق تطويره وقتا طويلا، وليس من الواضح كيف سيتطور القسم بين السعودية وإسرائيل، وقد يكون الاستقرار السياسي عاملا مهما هنا أيضا.

وخلص الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “جميع هذه البدائل لها تكاليف ومخاطر، ولكن بالنظر إلى مساهمات تركيا الحاسمة في التجارة الدولية وسلاسل التوريد في الماضي.. فإن الخيار المنطقي هو إدراج تركيا”.

مشروع "إيست ميد"

أشار ديريوز إلى أن مشروع خط أنابيب شرق البحر المتوسط “إيست ميد” لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، الذي سعى أيضا إلى استبعاد تركيا، كان فاشلاً حتى الآن، خاصة بعد أن سحبت الولايات المتحدة دعمها.

ورأى أن تركيا ستشارك في هذه المشاريع، قائلاً “لقد حاولت عدة دول تحقيق مشروع ‘إيست ميد’ من دون تركيا، لكنه لم يؤت ثماره.. لم يتم تحقيق المشروع بعد، لأن المشاريع التي ستمر عبر تركيا أكثر فائدة”.

وأضاف “قد يكون من الممكن مشاركة تركيا، من خلال التوصل إلى اتفاق مع كل من إسرائيل واليونان”، متابعا أنه رغم التحديات السياسية فإن علاقات أنقرة الاقتصادية مع إسرائيل واليونان “كانت دائمًا جيدة”.

وحول احتمالية مشاركة تركيا الممر الاقتصادي، قال ديريوز إن دخول تركيا ممكن من خلال اجتماعات مع دول الممر والولايات المتحدة، “لأن الولايات المتحدة هي أحد الداعمين المهمين لهذا المشروع”.

وأردف “ستكون تحركات دول بريكس حاسمة أيضا في هذا المجال التنافسي”.

وتسيطر دول بريكس (روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا) على 27 في المئة من مساحة اليابسة في العالم، بمساحة إجمالية  تبلغ40 مليون كيلومتر مربع.

وأكد ديريوز “لقد كان الهدف الإستراتيجي لتركيا على مدى سنوات عديدة، منذ التسعينات، أن يكون لها موقع رئيسي ومركزي في التجارة بين الشرق والغرب وسلسلة التوريد العالمية”.

ورجح الخبير احتمالية أن ينتهي الأمر بالممر الاقتصادي إلى المرور عبر تركيا “وتصبح أكثر ازدهارا من الناحية الاقتصادية والجيوسياسية، خاصة مع زيادة حجم التجارة من خلال تعزيز العلاقات مع الهند ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ”.