الصحفي \ ماجد ايليا
لحظات فصلت الحياة عن الموت البطيئ، برهة من الزمن قلبت موازين حياة الابرياء من فرحة الى عزاء وحزن وعويل النساء والاطفال، فرحة اختطفها اصحاب الضمائر الميتة والجشع الذي احتل قلوبهم غير ابهين لكل تلك الارواح التي زهقت في مناسبة كانت حديث بلدة بغديدا الحمدانية في سهل نينوى المنكوبة اليوم شمال العراق، البلد الذي اثقلته الحروب والنكبات والمأسي لتكمله اغتصاب فرحة الاطفال بقدر مغلف بجهل الا مبالاة.
ووسط كل تلك الاحداث التي جرت راينا تضميد الجراح من قبل بعض المؤسسات الخدمية والصحية سواء في الاقليم او في نينوى، وفزعة اهاليها للملمة جراح المنكوبين بالاضافة الى القبض على متعهد وصاحب قاعة التعاسة في اربيل بعد هروبه وتم تسليمه لجهة القضاء في الحكومة الاتحادية بتهم الاهمال وعدم توفر ابسط طرق الوقاية والحماية والسلامة داخل قاعته.
وان اهمال بعض الجهات المعنية بتخصيص التراخيص القانونية هي ايضا اثرت سلبا على سلامة وامن وحماية الاهالي الذين يشاركون بمناسباتهم في مثل تلك القاعات الغير مهتمة اصلا بطرق الوقاية والحماية، والمشكلة الاكبر عدم تمكن فرق الدفاع المدني من استوعاب مثل هذه الكوارث خاصة بامكانياتهم البسيطة والتي لا تلبي احتياجات مثل هذه الكوارث والتي نندب حظنا بعد وقوعها.
ان العتب واتخاذ الاجراءات بعد الحوادث لا ينفع بشيئ فاتخاذ كل اجراءات السلامة قبل وقوع الحوادث هو الاهم وليس بعد الكارثة لانه لن ولم ينفع باي شيئ.
والاهمال الذي جرى كان من الممكن تفاديه اذا توفرت اهم الامور ادناه:
- تغليف جدران وسقف القاعات للاعراس بمواد عازلة للنار والالتماس الكهرباء.
- توفر عدة منافذ للطوارئ في القاعة.
- فصل مكائن التبريد المركزي خارج القاعة.
- عدم استوعاب وادخال اكثر من ٢٠٠ الى ٣٠٠ شخص داخل القاعات المغلقة.
- توفر قناني (الطفايات) الحريق بكثرة.
- منع التدخين واي مواد والعاب نارية.
ومع كل هذه الوقايات والامور اللوجستية بضمان امن وسلامة العوائل لكان الوضع اختلف كليا، وفي اخر المطاف لا يسعنا سوى طلب الرحمة للمنكوبين وعاوائلهم على فقدان محبيهم وان يلهمهم الرب بالصبر والسلوان والشفاء العاجل للمصابين.. ونسال الله ان تكون خاتمة المصائب والاحزان.
