المحرر موضوع: بمناسبة اليوم الدولي للسلام 2023- الجزء الثاني  (زيارة 214 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد دنحا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 210
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
بمناسبة اليوم الدولي للسلام 2023- الجزء الثاني
ثانيا: الحرب الأوكرانية الروسية
يشكل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24/02/2022 أكبر تهديد للسلام والأمن في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة، وتعد صراعًا مدمرًا أودى بحياة مئات الآلاف من الجنود من الجانبين. فإن العدد المقدر للقتلى والجرحى في الحرب يصل إلى ما يقرب من 500000. فيما يلي بعض الاحصائيات:
- تقترب الخسائر العسكرية الروسية من **300,000**، منها ما يصل إلى **120,000** قتيل وما يصل إلى **180,000** إصابة.
- اقتربت الوفيات في أوكرانيا من **70,000**، مع **100,000** إلى **120,000** جريح. يقدر عدد المهاجرين في الحرب الأوكرانية الروسية بأكثر من 12 مليونًا. وهذا يشمل كلا من النازحين داخليا واللاجئين الذين فروا إلى بلدان أخرى.
كما دمرت الحرب أو ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية المدنية الحيوية، مثل مرافق الطاقة والمياه والصحة والتعليم والنقل، مما أثر على ملايين الأشخاص والبيئة.
- تصاعدت الحرب في عام 2023، حيث شنت روسيا هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على المدن والبنية التحتية الأوكرانية، وشنت أوكرانيا هجومًا مضادًا لاستعادة الأراضي المفقودة. واجتذبت الحرب أيضاً دولاً أخرى، مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وكوريا الشمالية، التي قدمت الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري لأي من الجانبين.ومن الأسلحة التي استخدمت في الحرب ما يلي:
- الأسلحة التقليدية، مثل الدبابات والمدفعية والصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار والأسلحة الصغيرة. وقد تم نقل هذه الأسلحة إلى كلا الجانبين من قبل دول مختلفة، مثل روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وكوريا الشمالية. وقد تسببت هذه الأسلحة في معظم الإصابات والأضرار في الحرب، خاصة عند استخدامها في المناطق المأهولة بالسكان.
- الأسلحة المتفجرة، مثل الألغام الأرضية، والعبوات الناسفة، والذخائر العنقودية. وقد استخدم الجانبان هذه الأسلحة لاستهداف قوات العدو أو ردعها، لكنها شكلت أيضًا تهديدًا خطيرًا للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني. وقد تلوثت هذه الأسلحة مساحات واسعة من الأراضي، مما جعلها غير صالحة للزراعة وأعاقت حركة الناس. كما تسببت في إصابات وإعاقات طويلة الأمد للعديد من الناجين.
- الأسلحة السيبرانية، مثل البرامج الضارة وبرامج الفدية وهجمات رفض الخدمة. وقد استخدم الجانبان هذه الأسلحة لتعطيل أو إتلاف البنية التحتية الرقمية وشبكات العدو، مثل شبكة الكهرباء والنظام المصرفي ووسائل الإعلام والحكومة. وقد أثرت هذه الأسلحة أيضًا على السكان المدنيين، حيث أدت إلى تقليل إمكانية الوصول إلى الخدمات والمعلومات الأساسية.
إن الحرب في أوكرانيا صراع معقد ومأساوي لم يتسبب في معاناة إنسانية هائلة ودمار هائل فحسب، بل كان له أيضا آثار كبيرة على تغير المناخ والاقتصاد الدولي. فيما يلي بعض التأثيرات الرئيسية:
أدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بمقدار 120 مليون طن متري في السنة الأولى من الصراع، وفقا لتقرير صادر عن خبراء حساب الكربون. وهذا يعادل الانبعاثات السنوية لبلجيكا، أو تلك التي تنتجها ما يقرب من 27 مليون سيارة تعمل بالغاز على الطريق لمدة عام. وجاءت الانبعاثات من مصادر مختلفة، مثل استخدام الوقود للمعدات العسكرية، والحرائق، وتدمير وإعادة بناء البنية التحتية، والتغيرات في مزيج الطاقة الأوروبي.
- كما أدت الحرب في أوكرانيا إلى تقويض الجهود العالمية لمعالجة أزمة المناخ، من خلال إبطاء تحول الطاقة في أوكرانيا، وتهديد التعاون المتعدد الأطراف بشأن تغير المناخ، وزيادة خطر انبعاثات الكربون الجديدة على المدى الطويل. لقد واجهت أوكرانيا بالفعل تحديات في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، ولكن الحرب جعلت التغلب على هذه التحديات أكثر صعوبة. كما عطلت الحرب تنفيذ اتفاق باريس وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، فضلا عن الاستعدادات لمؤتمر المناخ COP28 في عام 2023.
- كما خلفت الحرب في أوكرانيا عواقب وخيمة على الاقتصاد الدولي، من خلال تعطيل الخدمات اللوجستية والعمليات التجارية وخطوط الأنابيب التجارية في جميع أنحاء العالم. وقد أثرت الحرب على الشحن البحري والبري والجوي، فضلاً عن البنية التحتية والشبكات الرقمية في العديد من البلدان، وخاصة في أوروبا وآسيا. كما أدت الحرب إلى تقلبات غير مسبوقة في أسعار الغذاء العالمية، مما أدى إلى زيادة الجوع والحرمان في أجزاء أخرى من العالم. كما أدت الحرب إلى قلب سياسات الطاقة العالمية رأساً على عقب، حيث تسارع البلدان لتلبية احتياجاتها من الطاقة في الأمد القريب والحد من اعتمادها على الصادرات الروسية.
 أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في الحرب هو احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية، إما كوسيلة للإكراه أو كملاذ أخير. ووجهت روسيا عدة تهديدات نووية خلال الحرب، ولقد حذرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي روسيا من أن استخدام الأسلحة النووية سوف يقابل برد شديد.
فلقد أفادت تقارير بأن روسيا نقلت بعض أسلحتها النووية التكتيكية إلى بيلاروسيا، الحليف الوثيق لها.
الأسلحة النووية التكتيكية هي رؤوس حربية نووية صغيرة يمكن إطلاقها بواسطة أنواع مختلفة من الصواريخ أو الطائرات أو المدفعية. وهي مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة أو لضربة محدودة، وليس لأغراض استراتيجية. إن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية سيظل يتجاوز عتبة نووية كبرى، ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد نووي مدمر.
ومن جهة أخرى فلقد قررت المملكة المتحدة والولايات المتحدة إرسال قذائف اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، وهي نوع من الذخائر الخارقة للدروع التي يمكن أن تدمر الدبابات الروسية. واليورانيوم المنضب هو نتيجة ثانوية لعملية تخصيب اليورانيوم للأسلحة النووية والوقود، وهو كثيف وصلب للغاية. ومع ذلك، فهو أيضًا مشع وسام إلى حد ما، ويمكن أن يسبب مشاكل بيئية وصحية عندما ينفجر. لقد تم استخدام ذخائر اليورانيوم المنضب لأول مرة في حرب الخليج عام 1991، ضد دبابات تي-72 العراقية، ومرة أخرى في غزو العراق عام 2003، وكذلك في البوسنة والهرسك، وصربيا، وكوسوفو وليبيا.
إن استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا سيكون له عواقب إنسانية وبيئية كارثية، ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم أجمع. ستتسبب الانفجارات النووية في خسائر فادحة، وأمراض إشعاعية، وحرائق، وتدمير البنية التحتية. وسوف ينتشر التداعيات النووية على مساحات واسعة، مما يؤدي إلى تلويث المياه والتربة والغذاء. يمكن أن ينجم الشتاء النووي عن ضخ الغبار والدخان إلى الغلاف الجوي، مما يحجب أشعة الشمس ويخفض درجات الحرارة العالمية. كما سيزداد خطر وقوع حوادث نووية أو أعمال إرهابية. فضلاً عن ذلك فإن استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا من شأنه أن يقوض النظام العالمي لمنع الانتشار النووي والمعايير المناهضة للاستخدام النووي والتي تم تأسيسها منذ عام 1945.
مع تحياتي
يتبع