المحرر موضوع: نحيب ما بعد العرس؛ أحوال عروسي الحمدانية كما يرويانها  (زيارة 734 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نحيب ما بعد العرس؛ أحوال عروسي الحمدانية كما يرويانها
رووداو دیجیتال
التقرير أعد بالاشتراك مع بلند طاهر

كيف تشعر لو فسد عرسك؟ وماذا لو فسد عرسك وخسرت والدتك في العرس؟ ثم تفقد أكثر من 100 من أحبتك في ثوان قليلات خلال عرسك؟ عروسا الحمدانية (حنين وريفان) يمضيان أيامهما مع هذه الآلام حالياً.
 
زرت قضاء الحمدانية في محافظة نينوى، فوجدت الشوارب متشحة بثوب الحزن، وأينما وليت تجد البكاء والنحيب. تم خلال اليومين الأخيرين مواراة عشرات الجثامين الثرى بعد أخذها إلى الكنيسة وأداء المراسم الدينية، ومرافقتها من حشد الأحبة النائحين عليهم.
 
هؤلاء الذين قصدت جثامينهم المقبرة، كانوا ضيوفاً في حفل زفاف تحولت القاعة التي احتضنته فجأة وبسبب الألعاب النارية إلى جحيم للضيوف والعروسين، فالتهمت النار عشرات الأشخاص ليفارقوا الحياة، وأصيب أكثر من 150 شخصاً بحروق وجروح، خلا عدد من المفقودين حتى الآن.
 
قصص تهز الوجدان من الحمدانية
 
سيدة في قرقوش تبكي بحرقة على قبور أحبتها.. تصوير: بلند طاهر – رووداو
 
يرفض العروسان الظهور والتحدث أمام الكاميرا، فرغم أن حالتهما الصحية جيدة إلا أن حالتهما النفسية سيئة ويعانيان من اضطراب نفسي تام، حيث وإلى جانب فساد خطوتهما الأولى صوب حياة جديدة، فقدا الكثير من أقرب الأقارب، العروس فقدت والدتها والعريس فقد زوجة عمه، إلى جانب العديد من أحبتهما.
 
ومما يزيد في آلام هؤلاء العروسين، أن قسماً من ذوي الضحايا ينظر إليهما على أنهما السبب في تلك الفاجعة، عندما يتذكر حنين وريفان في ثيابهما السود هذا، يمسك أحدهما بيد الآخر بشدة وكانا يحاولان أن يخبراني بحركات رأسيهما: "الذنب ليس ذنبنا، لا أحد يريد أن ينزل خطب كهذا حتى على أعدائه"، أخبرني العريس أن أشخاصاً هاجموا بيته في الليلة الأولى وكشروا زجاج سيارته.
 
تشير تحقيقات الدفاع المدني إلى أن سبب الحريق هو عدم الالتزام بتعليمات الدفاع المدني عند بناء الصالة، ورداءة المواد المستخدمة في بنائها. لهذا السبب لا يزال مالك الصالة وقرابة 10 أشخاص في الحجز حتى الآن.
 
حنين رياض طالبة تبلغ من العمر 18 سنة، وريفان إيشوع خباز يبلغ من العمر 28 سنة.
 
ريفان لا يريد أن يفلت يد حنين في هذه الحال، كان جالساً معها متشحين بالسواد أمام باب الدار التي يقيمان فيها، وكان أحياناً يسأل حنين همساً، هل حقاً جرى لهؤلاء الناس ما جرى؟ وكأنه لا يريد حتى الآن أن يصدق وقوع تلك الفاجعة. كان من الجهة الأخرى، وبدلاً عن صوت حنين، يسمع أصوات أقاربه الذين كانوا يحاولون أن يبثوا فيه الأمل ويطمئنوه إلى أنه لا يد له فيما حصل. فعليهما أن يباشرا حياتهما.
 
"ببالغ الحزن والأسى تنعى عشيرة آل شيتو أحباءهم الراحلين المأسوف على شبابهم رافد حنا مجيد شيتو، وابنتيه مريم وميرنا"، أنموذج لواحدة من اللافتات التي تعج البلدة بأمثالها، وكل واحدة منها تحمل قصة حزينة مأساوية.
 
الوضع في الحمدانية تغير بعد الحادث، فقلما تجد محلاً وسوقاً فتح أبوابه، ومظاهر العزاء تغطي المدينة بالكامل، وعندما زرت المستشفى وجدت الكافتريا فيه مغلقاً، والعاملون فيه كانوا يقولون إنهم لا يجدون في أنفسهم الرغبة في فتحه وإعداد الطعام فيه.
 
القصص التي تهز الوجدان في الحمدانية كثيرة، في مراسم عزاء الضحايا، التقينا غزوان الذي فقد في الحادث أخوين وزوجة أخ وابن أخ له، وله ابن أخ آخر له من العمر سنتين مجهول المصير ولم يعثر عليه. كان غزوان يبكي في المجلس بشدة ولا يدري على أي من أعزائه يجب أن يذرف الدموع.
 
غزوان عامر، فقد في الحادث أخوين وزوجة أخ وابن أخ، ولم يعثر على ابن أخ آخر له من العمر سنتين. تصوير: بلند طاهر

"أحتاج يدي"
 
دانيال وسام (12 سنة) واحد من ضحايا الحادث يشغله القلق على مصير عائلته عن الشعور بالألم الذي يعانيه، هو الآن يتلقى العلاج في مستشفى الحمدانية وانقطع عن والدته ووالده وشقيقته الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفيات أربيل.
 
دانيال، قال لرووداو إنه في المستشفى في قرقوش، ووالدته وشقيقته والآخرون في مستشفيات أربيل، وإنه بحاجة لاستعادة يديه وشفائهما، ويطالب بمساءلة المقصرين الذين تسببوا في الحادث.
 
هاني عبوش، مصاب آخر في الحادث حالته الصحية مستقرة، فجراح جسده ستبرأ آجلاً أم عاجلاً، لكن همه الأكبر هو جراح قلبه وروحه إذ فقد خمسة من أحبته بينهم زوجته التي كان يردد اسمها وهو راقد على سرير المستشفى ويقول لها "حبيبتي".
 
لو أن الأيام سمحت ولم يقع الحادث، كان مقرراً أن يقيم ستيفن ومريم حفل زواجهما الأسبوع التالي في نفس الصالة، لكن الحادث وقع وفارقت مريم ستيفن إلى الأبد. ستيفن، كان يحمل صورة مريم في مجلس عزائها ويبكي بشدة، ويتحسر لأن مريم هاتفته تطلب منه المساعدة وإنقاذها لكنه فشل في ذلك.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية