الاستاذ الدكتور عبدالله رابي المحترم, اتمنى ان تكون حضرتك والعائلة اجمعين بألف خير
في الغرب وتحديدا في الولايات المتحدة كان للأعلام الدور الاساسي في الكشف عن جرائم ال(White collar) ولكن التحدي الاكبر (بحسب محامية تعمل في الكونغرس القت علينا محاضرات في موضوع الفساد المالي) كان وضع الجريمة ضمن هذا الاطار لأن هذا النوع من الجرائم كان يتطلب اجراء تحقيق ثلاثي الابعاد اي من قبل ثلاثة جهات وتوحيدها بعد ذلك. اما الحكم بها فكان بوضع القضايا في غرف يكون القضاة خلف ستائر حيث لا يعرف القاضي اية قضية سوف يحكم بها في ذلك اليوم. وثم اكتشفوا نظام (دوائر المفتش العام) وغيرها من الدوائر الرقابية مثل (Congress Budget Office) ولكن الافضل كان فرض (تدقيق الاداء Performance Audit) الذي اضاف قوة الى التدقيق المالي والتدقيق الشرعي (Forensic Audit)
عرف الامريكان منذ البداية بأن الظروف ملائمة لنمو جرائم ذوي الياقات البيضاء رغم معرفتهم بخلو البلد من هذا النوع من الجرائم في ظل الانظمة التسلطية كالنظام السابق, لذلك اسسوا لدوائر المفتش العام في العراق اذ اعتبروا او ربما ما نقل اليهم من ساسة العراق ان دائرة الرقابة الماليه في العراق كانت تنفذ رغبات النظام السابق وبدلا من محاولة تفهم نظام العمل في هذه الدائرة فضلوا تطبيق انظمتهم في مجال التدقيق حين شكلوا دوائر المفتش العام ومجالس المحافظات وكان التعاقد مع شركة (Ernest & Young) للقيام بعملية تدقيق عمل الحكومة مثالا
الطبقة السياسية الجديدة من بعد التغيير في عام 2003 كما وضحتها حضرتك وكما وضح الكثيرين عن خلفياتهم وثقافاتهم وتطلعاتهم كان عليهم ان ينخرطوا في التنظيمات العسكرية لتثبيت اقدامهم في الساحة والانخراط في جرائم ذوي الياقات البيضاء وتشكيل المكاتب الاقتصادية للحصول على التمويل المطلوب لاستمراريتهم, وغيره من الوسائل المشروعة او الغير مشروعة لتقوية وجودهم.
ما يؤسف له معاضدتهم من قبل رجال الدين وثم من شعب مغلوب غير واعي تم تخديره بنوازع الدين والطائفة والاعراف القبلية والانا المجتمعية.
لأ اعتقد أن لدى الاعلام في العراق اليوم القدرة على كشف هذا النوع من الجرائم ولا بأمكان الجهات الرقابية والتدقيقة كذلك. ما اؤمن به هو اصلاح النظام التربوي اولا وثانيا اصلاح النظام الاقتصادي بتطبيق نظام التمويل الذاتي على شكل دوائر صغيرة مستقلة للاقضية والنواحي والمدن.
مع المودة, نذار