المحرر موضوع: نصيحة الشعب العراقي إلى الجار الكويتي  (زيارة 443 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31627
    • مشاهدة الملف الشخصي
نصيحة الشعب العراقي إلى الجار الكويتي
الأحقاد والضغائن وشراء الذمم لن تأتي بنتيجة، فقد جربتم منها الكثير وتذكروا مواقف شقيقكم في الدفاع عن الهوية العربية عندما كان يُطلب منه التضحية ولا تبخسوا أرض العراقيين فهي غالية.
سمير داود حنوش

أخطاء الماضي ذهبت مع الذين رحلوا
أقرب طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم، ذلك هو اليقين أو الحقيقة التي لا يحجبها غربال، أما غير ذلك فلن يكون إلا مضيعة للوقت.

تعلمون جيداً أيها الأشقاء والجيران أن اتفاقياتكم ومعاهداتكم التي وقّعت بعد عام 2003 كانت في غفلة من الزمن وشقيقكم العراق يعيش أضعف مراحل حياته، ويحكمه البعض ممن ارتضوا لأنفسهم الأكل من خيرات بلدهم والارتماء في أحضان بلد آخر، وتلك هي مصيبة العراق في عراقييه.

تُدركون أن اتفاقية خور عبدالله التي نقضتها المحكمة الاتحادية العراقية مؤخراً اعتراف صريح بأن العراقيين مهما طال بهم المرض لا بد أن يشفوا من أسقامهم للعودة إلى الدورة الطبيعية في حياة الشعوب، ولا بد لليل الطويل الذي يعيشه العراقيون أن ينجلي، ولا بد لكل خائن وعميل ومرتزق أن يرحل، فلا يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح.

لن تأتي الأحقاد والضغائن وشراء الذمم بنتيجة، فقد جربتم منها الكثير، وتذكروا مواقف شقيقكم في الدفاع عن العروبة والهوية العربية عندما كان يُطلب منه التضحية، لا تبخسوا أرض العراقيين فهي غالية بل مقدسة، كما هي أرضكم مقدسة عندكم، تعلمون كيف يسترخص العراقي حياته في سبيل الأرض، فحقناً للدماء أيها الأشقاء تعالوا للجلوس إلى مائدة الحوار.

◙ اتفاقية خور عبدالله التي نقضتها المحكمة الاتحادية العراقية مؤخراً اعتراف صريح بأن العراقيين مهما طال بهم المرض لا بد أن يشفوا من أسقامهم للعودة إلى الدورة الطبيعية في حياة الشعوب

من الحكمة والعقلانية أن تبدأوا فتح صفحة جديدة عنوانها التسامح، وكتابة معاهدات واتفاقيات جديدة يقودها خبراء ومختصون، وخرائط ترسم الواقع والحقائق للبلدين وليس لمصالح أحزاب وشخصيات ومنافع زائلة، نعم أولئك مهما طال بهم الزمن هم زائلون وراحلون، سيأتي غيرهم وستضطرون إلى التفاوض من جديد والرجوع إلى نقطة الصفر.

منذ تسعينات القرن الماضي وإلى غاية الآن مازال التوتر والقلق يعبثان بالشعبين دون حلول، مع العلم أن تلك الحلول بسيطة لا تحتاج إلى ذلك التعقيد والتشنج، حلول أساسها التفاوض على أُسس علمية ومنطقية وقوانين تثبت حقوق البلدين دون أن يكون هناك تجاوز من أيّ طرف على الآخر.

أموالكم التي تدّعون أنكم أنفقتموها لشراء ذمم سياسيين ومسؤولين عراقيين للتنازل عن مساحات من أرض العراق لن تُجدي نفعاً، وأنتم تعلمون حقيقة هذا الأمر.

إلى أين يسير بكم المطاف؟ زرتم من تعتقدون أنه صاحب القرار في إرضائكم، حاولتم ثني العراق عن قراره، لكنكم واهمون فالشعب العراقي لن يقبل أن يُستقطع جزءٌ من أراضيه حتى لو تنازل عنها حفنة من السُرّاق واللصوص.

أخطاء الماضي وتلابيب أحزانه ذهبت مع الذين رحلوا، وغادرت مع أيام الأنظمة السابقة، فما يضير فتح صفحة جديدة مع الجار والشقيق، بدل الاحتقان والعنف الذي لن يؤدي إلى نتيجة، العراق جار للكويت ولن تستطيعوا أن تتخلوا عن تلك الحقيقة أو تمحوها من خرائط العالم، وهو الشقيق الذي لا يمكن إنكاره، فماذا أنتم فاعلون؟

اجمعوا أمركم وقراركم في البدء بترسيم الحدود بين بلدين، وفق حُسن الجوار ومبادئ التعامل بالمثل الأخوي، وليس حسب قانون الاستقواء وكسر إرادات شعوب تعلمون جيداً أنّ مرضها مهما طال ستبرأ منه ولا بد أن تشفى من ضعفها.. أليس كذلك؟

نُذكّركم عسى أن تنفع الذكرى وكما يُقال “الدين النصيحة”.