المحرر موضوع: هل شارك الاعلام باذكاء فاجعة الحمدانية ؟  (زيارة 408 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل شارك الاعلام باذكاء فاجعة الحمدانية ؟
سامر الياس سعيد
عرضت احد فضائيات شعبنا قبل نحو يومين  تسجيلا بينت فيه احتضار احدى ضحايا فاجعة قاعة الاعراس  ببلدة بغديدا دون احترام للحظات الاخيرة التي كانت فيه تلك الشهيدة تودع الارض لتلحق بقوافل الماضين نحو الملكوت  في اقسى فاجعة شهدها العالم حينما تحول فرح وسعادة المدعوين لالم وماساة قضت على نحو اكثر من 100 مدعو فيما احرقت النيران  اجسادا اخرى لتبقى تنوء بما القت به حمم القاعة المنكوبة  ولتحمل ندوبا من حفلة العرس التي ستبقى تفاصيلها راسخة في الاذهان  ويبقى السؤال  حول مدى امكانية الاعلام  في كونه اذكى شرارة تلك الاحداث التي شهدها  العرس  ليجعلنا في خط فاصل  بين اعلاميين يملاؤن فضاء السوشيال ميديا بفيديوهات  تبين اللحظات الاولى لاحتراق القاعة فيما القسم الاخر  يسعى للتدقيق واستخراج روح المسكتشف الكامنة بداخله لينتج فيديوهات اخرى  يبرز من خلالها ان الحادث كان عرضيا او في المقابل يمكن  ان يسهم في ان يبحث عن ابرة وسط كومة قش ليؤكد ان الحادث مفتعل وليؤجج نيران القلوب التي تشتعل بفقدان الاحبة  اما الفيديوهات الاخرى التي تسعى لانتاجها قنوات فضائية  تستهدف من خلالها الحصول على كم مناسب من المشاهدات فهذه ترقص على جراح المنكوبين من اهالي الضحايا حينما يسال المذيع اسئلة  لهم تبحث عن شعور او مجرد كلمة وحينما تشتغل الماكنة الاعلامية لانتاج عشرات الفيديوهات التي  يمكن ان تضع الزيت على النار او تؤجج قلوب اخرى  فيما تبحث كاميرات اخرى عن متحدثين  فهذا  الاعلامي ذو القلب المحزون بفقدان امه يمكن ان يتحدث بما ينبئه قلبه  المحترق لابعقله فحينها يتلقف تلك الكلمات من يتصيد بالماء العكر  ليبدا رحلة ادانة اخرى  فيما صوت الحق العالي يقول لاتدينوا لكي لاتدانوا  وكم من حذاء لمصور او اعلامي قد داست على  اطراف محروقة او اجزاء من اجساد لفها الحريق فحولها لرماد دون احترام للضحايا  بل احتراما للسبق الصحفي او مزيدا من فيديوهات الالم التي يملا بها فضاء  الكون لتنتج نفسيات مهزوزة مكتئبة  تحاول الخروج من عنق الازمة دون جدوى  اما فضائية اخرى فتحاول توظيف تقنيتها باكتساب اصوات مجهولة مبهمة لتخفي ورائها اخر صور الحفلة المؤلمة ولتكتب على شاشتها بان ما يسمع من اصوات ما هو  الا اصوات الانفاس الاخيرة لشهداء قضول في القاعة في اولى ساعات الحريق  وهكذا يحصد الاعلام المبني على تلك المشاهد  معدلات قياسية  في نسب المشاهدة  ليسهم ايضا بحصد معدلات من  الاكتئاب  والالم والحيرة  التي يزرعها  نائب  لاهم له الاالصراخ مدافعا عن كتلته  الغارقة بسيل الاتهامات  فضلا عن صراخ رجل دين لايفقه الا ان يقول مرارا عيب  وعيب  وكانه امام حشد كبير من الناس  يذعنون له  ويطاطاون رؤسهم امامهم  لانه هو فقط من يفقه بالادب واللياقة والاخرون لاهم لهم بهذه الامور البروتوكولية .. فعلا نحن بحاجة لاعلام مهني  يستهدف احترام تلك القاعة  دون اقتحامها بحجة تصوير اشياء لاقيمة لها اصبحت رمادا واثرا بعد عين  فالقاعة بعد هذا الحادث يجب ان تكون بمتناول الباحثين عن الحقيقة فحسب من ذوي الاختصاص  لا ان تكون محطة الباحثين عن الشهرة وركوب الموجة  او جزء من برنامج الزيارة للبلدة بغية التخفيف عن هول المصابين وذوي الضحايا .نعم الماساة عميقة لكنها لاتجعلنا  نضع رؤوسنا فحسب كالنعامة في الارض  لكننا نبحث عن وميض النور في الحقائق  التي لو قلبناها لادركنا ان القاعة كانت مجرد قنبلة موقوتة  على وشك ان تحرق القلوب في اي وقت بسبب انقيادنا للتقليد ومحاكاة  الاخرين دون ان نملك نمطا للفرح كفيل بادراكنا لهويتنا فلا عرس يمكن ان يكون عرسا بدون تلك الشرارات  التي ينظرها العريس او صاحب الحفل فيدرك انها مثل نقوده التي تطايرن هنا وهناك  لانتاج حفلة لاترضيه هو فحسب  بل ترضي المدعوين  ممن سيتكلمون عن عرسه لايام ولاسابيع  وقد تطول لسنين .