المحرر موضوع: التوطين مقابل إقليم سني.. أسئلة عراقية صعبة  (زيارة 510 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31641
    • مشاهدة الملف الشخصي
التوطين مقابل إقليم سني.. أسئلة عراقية صعبة
تسونامي الأقصى أنهى تصورات إسرائيل من فكرة إقامة "شرق أوسط جديد" ابتدعها شيمون بيريز خلال إطلاق مسار مفاوضات أوسلو عام 1993 وإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول مجاورة منها العراق.
سمير داود حنوش

أوقفوا المجزرة..
وكأنه مشهد من مشاهد لعبة بويجي وأنت ترى طائرات الباراشوت تتقافز فوق الأسلاك الشائكة والجدران المحصّنة العالية التي تحيط بقطاع غزّة وتهبط على أراضي المستعمرات التي أنفق عليها الاحتلال الكثير من الأموال وأزهق في سبيلها أرواحا بريئة من الفلسطينيين.

مشاهد المقاومين في اشتباكهم مع جنود الاحتلال المدججين بالسلاح أرجعتنا الذاكرة إلى انتفاضة الحجارة 1987 في غزّة وانتقلت إلى جميع مدن وقرى ومخيمات فلسطين، بسبب دهس سائق شاحنة إسرائيلي لمجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز إريز الذي يفصل غزّة عن بقية الأراضي الفلسطينية.

لم يكن اختيار يوم الزحف في السابع من أكتوبر سوى رمز لتخليد الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، كان يوما استثنائيا بشمسه التي تشرق على الفلسطينيين، فقد اختل ميزان القوى وتغيرت معادلة اللعبة بعد أن انتصر ذلك السلاح البسيط على منظومة القبة الحديدية والصواريخ الموجهة والمسيرات المتطورة وطائرات “أف – 35”، هل يعترفون بانهزام الدولة التي تملك القنبلة النووية؟

لا بد لهم من ذلك فالدروس والعبر التي تعلمها الإسرائيليون سيكون ثمنها مدفوعا مقدما لعشرات السنين القادمة بنتيجة أن الشعب الفلسطيني لا يمكن إبادته جماعيا وأن أكذوبة التفوق العسكري خدعة بصرية للشعوب العربية ليس أكثر.

عملية طوفان الأقصى أنهت الحلم الإسرائيلي والتبجح بنظرية “السلام مقابل السلام” ليحل محلها حقيقة “الأرض مقابل السلام”.

◙ اختيار يوم الزحف في السابع من أكتوبر لم يكن سوى رمز لتخليد الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، كان يوما استثنائيا بشمسه التي تشرق على الفلسطينيين، فقد اختل ميزان القوى وتغيرت معادلة اللعبة

تسونامي الأقصى أنهى تصورات إسرائيل من فكرة إقامة “شرق أوسط جديد” ابتدعها المُنظّر الصهيوني شيمون بيريز خلال إطلاق مسار مفاوضات أوسلو عام 1993 وإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول مجاورة منها العراق حين اعترف محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي الأسبق وبعض الزعامات بوجود مخطط لتوطين أكثر من نصف مليون فلسطيني في بادية العراق الغربية، تتبعه إقامة الإقليم السني حيث “الإقليم مقابل التوطين” باعتبار أن العراق هو النقطة الأضعف بين الدول المرشحة لذلك التوطين وإلا لماذا يتمسك الأميركان بقواعد عسكرية ضخمة في تخوم العراق الغربية.

عملية طوفان الأقصى وضعتنا أمام ردود أفعال دولية وإقليمية، ترسم السيناريو القاتم للانتهاكات التي تعرض لها الإسرائيليون وكأن الفلسطينيين كانوا هم الغُزاة الذين يقتلون ويسرقون الأرض، ولنتذكر مقولة إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق “أتمنى أن أصحو ذات يوم وأجد غزّة وقد ابتلعها البحر”.

غزّة يُراد تهجير سكانها والتي تدفع الولايات المتحدة باتجاهها الأسطول السادس في مياه المتوسط الزرقاء بما يتضمن من قوة قتالية ونارية هائلة تحتوي على حاملتي طائرات على متنها 175 طائرة وسفينة إنزال وأربع غواصات و15 مدمرة وخمس سفن وخمس طرادات، إضافة إلى تحشيد نصف مليون جندي احتياطي بما يوحي بأن الشرق الأوسط أمام تهديد كبير بتغير ديموغرافية المنطقة، ولا يُستبعد أن تكون خطة مدروسة لتحييد الجانبين الروسي والإيراني في المنطقة كان آخرها ضرب المطارات في العمق السوري لقطع الإمدادات.

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوضع بـ“حالة حرب” يوحي بأن قواعد الاشتباك قد تتوسع لتشمل دولا ومصالح إقليمية، لأن مفهوم الحرب قد يتجاوز المعنى التقليدي للاشتباك بين دولة ومجموعة من المتسللين، هي الحرب الأولى من نوعها التي تواجهها إسرائيل منذ نكبة 1948، فطوفان اقتحام السياج الحدودي بين القطاع والمستوطنات والدخول إلى 14 موقعا في الداخل لم يبالغ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حين وصفه بـ”شديد القسوة”.

تلك القسوة التي لن يكون مقصدها أعداد القتلى والجرحى والأسرى، بل الاختلال في قواعد الاشتباك والقدرة على المناورة في الكر والفر، وهو قد يكون عامل قوة وضغط للدول التي تجلس مع إسرائيل وتفرض شروطها، وتعظيم دور المفاوض العربي، وسيعيد إلى الواجهة إعادة التفاوض وتموضع القضية الفلسطينية في أجندة الاهتمامات الدولية والإقليمية بعد ذلك الفتور الذي رافق القضية، وربما حان الوقت لإيجاد حل عادل ومنصف لقضية فلسطين وشعبها المحاصر.