المحرر موضوع: كوباكابانا .. فلسطينية!  (زيارة 436 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
كوباكابانا .. فلسطينية!
« في: 11:00 24/10/2023 »
كوباكابانا .. فلسطينية!
رعد الحافظ

مقدمة :
هل هناك أدنى أمل في حلّ المشكلة الفلسطينية؟
مبدئياً الجواب : نعم!
لأنّه ببساطة ,العقل البشري الذي وصلَ الى القمر ,وفي طريقهِ الى المريخ.
والذي وفرَ لنا الكومبيوتر والإنترنت .ووسائل النقل المتنوعة ووسائل التواصل المتاحة للجميع ,بحيث غذا كلّ إنسان بمثابة محطة إخبارية متنقلة .
هذا العقل الجمعي البشري ,الذي نهض من ركام الحروب الأقليمية والعالمية الكبرى ,قادر على الدوام على الإبداع والإبتكار والإختراع والإكتشاف والبناء والتطوير الى أفق غير محدود تقريباً!
القضية (المُعضلة) الفلسطينية ,ليست إستثناءً عن باقي مشاكل الكوكب!
لنتجاوز أولاً الأسباب والمسببات التأريخية والدينية للمشكلة ,لأنّه بدون ذلك,
لن نبدأ بالخطوة (صفر) من الحل ,بل سنبقى نلّف وندور في نفس المستنقع!
اليوم ..على هذه الأرض يوجد شعبين ,غالبيتهم ولدوا وتربّوا هناك!
هل يمكن تنازل أحدهم أو إختفائهِ أو محوهِ عن بكرةِ أبيه ,لصالح الآخر؟
بالتأكيد لا .. الحلّ السلمي الإنساني هو السبيل الأفضل والوحيد للتعايش!
الدليل :ماحصل بين مصر وإسرائيل وإتفاقية السلام بينهم .القتال والحروب لم تسفر عن نتيجة للطرفين .صادف الزمن وجود (السادات) ,الذي قام بالخطوة العبقرية الأولى ,بعدها حصل السلام وعادت الأرض ,كامل الأرض المحتلة الى مصر!
***
صورة :

***
إذاً ما العمل ؟
الجيل الذي سبقني وجيلي وما تلاه ,عاشوا عن قرب أو بُعد ,الحروب المستعرة في منطقة الشرق الاوسط ,فكم جيل يتطلب الأمر للوصول الى حلّ؟
أغلب رؤساء العرب (وبعض المسلمين) الديكتاتوريين إستغلوا إسم فلسطين لقمع شعوبهم وللمتاجرة بالقضية .الفلسطينيون أنفسهم (لا أنا) ,يقولون ذلك!
من ناصر الذي ذهب لإحتلال اليمن كبداية تسبق حربه الفاشلة (يونيو 1967) على إسرائيل ,التي إنتهت بالنكسة الكبرى وضياع مساحة عربية هي أضعاف ما كانت تمثله إسرائيل يومها .الى حافظ أسد الذي أضاع الجولان .الى خميني الذي قال :إنّ طريق القدس يمّر من بغداد ,مادفعَ المجنون صدام حسين لإشعال حرب  الثمان أعوام .الى صدام نفسه الذي إحتل الكويت بليلةٍ ليلاء وأيدّه (ويا للعجب), يومها معظم الفلسطينيين .الى حزب الله (ذراع إيران في المنطقة) الذي دمّر لبنان وجاب عاليها سافلها بحجة المقاومة ..الى حماس ,النسخة الفلسطينية من داعش!
من جهة اخرى ,أنا شخصياً أعتبر نفسي أبعد ما يكون عن نظرية المؤامرة الصهيو ـ ماسونية الإمبريالية الغربية .وأسخر من مصلحات / سايكس ــ بيكو ,وعد بلفور ,بروتوكولات حكماء صهيون ,والعوائل العشرة التي تحكم العالم ومثل هذا الهراء!
لكن مع ذلك أتسائل :
هل حقاً لايمكن لساسة وزعماء وقادة وحكماء وعلماء العالم كلّه ,التوصل الى حلّ معقول لهذه المشكلة ,قابل للتنفيذ؟
هل شركات السلاح الكبرى مثلاً ومصالح بعض الساسة ..لا تريد الحلّ؟
أم أنّ المشكلة نفسها تداخلت وتفاقمت وتعقدّت وتعاظمت ,الى درجة لم يعد هناك أدنى أمل بحلّها؟
هل الطرف الفلسطيني ومن وراءه العربي والإسلامي ,مهتم بكلّ شبر محتل من أرضهم بنفس الدرجة ,على سبيل المثال ,جُزُر الإمارات والأهواز والإسكندرونة ومليلة وسبته ..وما شابه ؟ أم أنّ القضية هي اليهود أولاً وأخيراً؟
ولماذا أضاع الفلسطينيون فرص عديدة للسلام وقيام دولتهم بدءً من قرار التقسيم رقم 181 لسنة 1947 ,القاضي بقيام دولتين ,وإنتهاءً بآخر فرصة حقيقية للسلام وقيام دولة فلسطين ,في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق (بيل كلينتون) ,عندما تقدم بمبادرة معقولة جداً يوم 23 ديسمبر عام 2000 لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الى الأبد .كانت تلك فرصة ذهبية بمعنى الكلمة .لكن (ياسر عرفات) رئيس الفلسطينيين يومها رفضها بالمطلق وصرخَ في وجه كلينتون :
هل تريد أن تقتلني كما قُتِلَ السادات؟ (في إشارة لخشيتهِ من رفض الإسلاميين)!
بينما  بيل كلنتون كان يريد فعلاً حلّ هذه المعضلة ,ربّما ليدخل التأريخ من أوسع أبوابه ويحصل على جائزة نوبل للسلام.
لذلك أجابه :لقد خيبت أملي يا عرفات ..(هذا موجود في مذكرات كلينتون)!
الرابط أدناه لمن يشاء الإطلاع على مقال بهذا الشأن!
لاحقاً ..وتدريجياً تحوّلت الحكومة الإسرائيلية الى اليمين لأسباب عديدة أهمها مناكفات وهجمات حماس .وإختفى تقريباً اليسار الإسرائيلي الساعي للسلام!
***
الخلاصة :
الحلّ السلمي ممكن في ظنّي ,ولاحظوا فكرتي المجنونة التالية:
الخطوة 1 : ماذا لو قادت الشعب الفسطيني (في الضفة الغربية وقطاع غزّة) حكومة ديمقراطية فعلاً بالمعنى الحقيقي للكلمة؟
يعني يغور أبو مازن وعصابته وحماس والجهاد الإسلامي ,في ستين داهية!
على الأقل ساعتها يمكن سماع ومناقشة جميع الآراء ,الفلسطينية والعربية والإسرائيلية والعالمية حتى!
2/ الخطوة الثانية : قيام الدول العربية المجاورة والغنية معاً بمساعدة الفلسطينيين ببناء دولتهم (المؤقتة حالياً) على الطراز الحديث ,وصولاً الى قيام الدولة الدائمة القابلة للعيش بسلام مع جارتها إسرائيل حسب حدود 4 يونيو  1967 !
الدول العربية المقصودة هنا هي مصر والأردن ولبنان (للبناء والإعمار) ,
وقطر السعودية والإمارات (للتمويل والإستثمار والمراقبة)!
3/ خلال العقد الحالي يتّم إعمار قطاع غزّة على طريقة (كوباكابانا) البرازيلي! هذا يعتبر أشهر شاطيء في العالم لايتجاوز طوله 4 كيلومتر!
بينما طول ساحل غزّة على البحر المتوسط يزيد عن 40 كيلومتر (عشرة أضعاف كوباكابانا البرازيلي)!
بالطبع في هذه الحالة ستبدأ الاعمال والإستثمارات تصل الى المنطقة من جميع أنحاء العالم ,وهذا سيعيد للمستثمرين العرب ما أنفقوه ويزيد .والأهمّ من ذلك فرص العمل الخرافية لجميع الفلسطينيين وجيرانهم العرب .
وسوف تتحول غزّة الى أهم منطقة سياحية في الشرق الأوسط ودون منازع!
وللتفاصيل أقول ,يمكن الإستعانة حتى بالإسرائليين وخبراتهم ,لم لا ؟
فتأريخهم يخبرنا أنّهم إحتلوا صحراء سيناء المصرية ست سنوات فقط ,وعندما رحلوا منها كانت هناك مدن سياحية مثل شرم الشيخ وطابا وربّما الغردقة!
4/ بالطبع هناك عائق أو حائط أو سدّ منيع أمام هذهِ الفكرة (الحُلُم) ,
إذ ماذا سيقول الإسلام السياسي؟
لذلك أصل الى الخاتمة لأقول :
ما لم تقوم ديمقراطية وعلمانية حقيقية في فلسطين والمنطقة كلّها ,لن يكون الحل ممكناً !
***

الرابط :مبادرة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عام 2000 لإنهاء النزاع!
https://www.palquest.org/ar/historictext/13478/%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%AA%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A


رعد الحافظ
23  إكتوبر 2023