المحرر موضوع: فوضى التدين في الأسلام  (زيارة 142 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 477
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فوضى التدين في الأسلام
« في: 20:09 25/10/2023 »
                                                     فوضى التدين في الأسلام

أستهلال :                                                                                                                                    بالعموم .. لا بد لنا أولا أن نعرف " الفوضى " : الفوضى ، هي أي فقدان للنظام والترابط بين أجزاء مجموعة أو جملة أجسام سواء كانت جملة فيزيائية أو مجتمع إنساني أو اضطرابات قبيلية أو سياسية مثل فقدان الأمن في منطقة معينة .

الموضوع :                                                                                                                                    * الفوضى الدينية تفرز دوما مما هو ليس من المتوقع ، فهي ضياع ما يربط المجتمع الواحد من أواصر .. وفي نطاق المعتقد الديني / الأسلامي بالتحديد ، هي عملية أحياء وخلق " أفكار وممارسات وأفعال .. " ماضوية و قبائلية وبدوية وجاهلية ، لا تمت للحاضر بصلة ، ومحاولة أيقاعها على الزمن الحالي ، ومن أيقاعاتها / مثلا ، تكريس ألغاء الأخر .

* الفوضى في التدين ، تضع غشاوة على عقلية المجتمع ، يصنع هذه الغشاوة ، رجال وشيوخ الدين والدعاة .. بخطبهم ومحاضراتهم ومنشوراتهم وندواتهم ، فيصبح المجتمع منجرا الى ممارسة العقائد بشكل متزمت وبأسلوب تطرفي ، تجعله يرى من توجيه رجال الدين ، أمرا قدسيا ، فيقع في فوضى عقلية ، بين ما يجب أن يكون ، وبين ما يلزمه رجال الدين .             

* أتباع / جمهورالفوضى ، يتكون لهم مخيال للدين ، يفوق عقيدة الدين ذاته ، فهم بفوضى في فهم العقائد ، هذه الفوضى تجعلهم يميلون الى أي جهة يميل لها رجال الدين ، فالدعاة ، حطموا ركائز التعايش المجتمعي ، مثلا بدعوة الأتباع للجهاد وفق الآية التالية / على سبيل المثال وليس الحصر ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين / 147 سورة آل عمران ﴾ ، والجهاد حطم ما تبقى من الألفة في المجتمع .

* الفوضى العقائدية ، قد تتحول الى فوضى عقلية ، فيصبح الأتباع ليسوا فقط منقادين عقائديا الى توجيه رجال الدين / بمختلف تصنيفاتهم ، ولكنهم قد يغيبون عقليا أيضا ، وهذا الوضع يؤثر على المجتمع ككل مستقبليا .. فمصر / مثلا ، في الستينات والسبعينات مجتمعيا ، هي ليست مصر ، ما بعد 2000 ، ففوضى التدين عمت البلد ككل ، وقد أصبحت فوضى التدين في مصر واقع حال ، لا يمكن الفرار والأنفلات منه ! .                           

أضاءة :                                                                                                                                 من أفرازات فوضى التدين ، هو أندفاع الأتباع / خاصة الشباب منهم ، الى الألتحاق بالمنظمات الأرهابية الأسلامية .. القاعدة وداعش والنصرة وغيرها ، وهذا تحقق كنتيجة حتمية للتغييب العقلي للأتباع .. خلاصة الأمر : أري أنه من الضروري من دور واجب ، للمفكرين والحداثوين والمتنورين .. للعمل من الحد من هذا المد في الفوضى في التدين ، وذلك من أجل أرجاع المجتمع الى قواعده الأساسية ، في التعايش والألفة ، ويقف في مقدمتها قبول الأخر .