المحرر موضوع: الثور المجنّح اكتشفه العراقيون.. رأسه ببغداد وجسده مدفون في نينوى  (زيارة 622 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الثور المجنّح اكتشفه العراقيون.. رأسه ببغداد وجسده مدفون في نينوى

25.10.2023
رووداو ديجيتال

في بداية التسعينيات من القرن الماضي كشفت بعثة تنقيب آثارية عراقية عن عثورها، وبعد عمليات تنقيب دقيقة على ثور مجنح (لاماسو) في مدينة خورسباد الآثارية في نينوى، وكان بهيئة ممتازة..بعد عامين اعلن عن سرقة رأس الثور المجنح المكتشف حديثا، وقتذاك، وقد استغربت الاوساط الاثارية من هذه العملية لثقل وحجم راس الثور المجنح.
 
اليوم يتناقل العراقيون اخبار وصور عن أكتشاف بعثة آثارية فرنسية تمثال ضخم لثور مجنح ضمن منطقة العاصمة خورسباد ولكنه بلا رأس، باعتبار ان هذا الاكتشاف حديث، وان التمثال(لاماسو) المكتشف بدا بوضعية جيدة ومحافظا على خطوطه والوانه. لكن  مفتش آثار وتراث نينوى، خير الدين أحمد حبيب، أوضح بان هذا الثور المجنح هو ذاته الذي تم اكتشافه في التسعينيات وان بعثة الاثار الفرنسية لم تدعي اكتشافها له.
 
خير الدين احمد ناصر قال لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023، ان:"الثور المجنح الذي قيل ان بعثة الاثار الفرنسية اكتشفته حديثا، كانت قد اكتشفته بعثة آثار عراقية تعمل في المؤسسة العامة للآثار ما بين عامي 1992- 1993، في مدينة خورسباد الآثارية، عاصمة الملك الآشوري سرجون الثاني(721- 705 )قبل الميلاد". مؤكدا بان:"هذا الاكتشاف ليس جديدا ومعروفا لدينا وان من تداول انباء اكتشافه اليوم من قبل البعثة الفرنسية لا يعرف في التاريخ والآثار والاحداث وكان يبحث عن انتشار رخيص في مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعثة الفرنسية ذاتها لم تدعي انها اكتشفت هذا الثور المجنح".
 
واضاف مفتش آثار وتراث نينوى قائلا: "عندما اكتشفت بعثة التنقيب العراقية هذا الثور المجنح كنت طالبا في قسم الآثار بجامعة الموصل وقد زرنا الموقع وشاهدنا الثور المجنح في العاصمة خورسباد، وأعرف موقعه جيدا، وفي عام 1995 سرق رأسه بعد تقطيعه الى ستة قطع وادت هذه الحادثة الى ضجيج اعلامي واسع، ثم تم العثور على الرأس  ونقله الى المتحف الوطني العراقي لاغراض الصيانة، وما يزال هناك". مضيفا:"وقتذاك، وبسبب الحصار الذي تعرض له العراق وشحة الموارد المالية وانشغال البلد بامور سياسية اخرى، تقرر دفن تمثال الثور المجنح في موقعه للحفاظ عليه من العوامل الجوية وخاصة الامطار، ذلك ان هذا التمثال منحوت من المرمر الفرش الموصلي وهذا النوع من الحجر يتأثر بالمطر خاصة وان أمطار العراق حامضية، لهذا تم دفنه لاعادة فتحه عندما تتوفر الظروف المناسبة".

وأوضح خير الدين أحمد ناصر قائلا: "حاليا وبمناسبة زيارة بعثة الآثار الفرنسية التي تعمل في موقع آثار خورسباد قررنا فتح موقع التمثال وازالة التراب عنه للكشف عن حالته والاطمئنان عليه خاصة وان هذه المنطقة مرت بحروب ومعارك وكانت تحت سيطرت تنظيم داعش الارهابي الذي خرب ودمر الكثير من المواقع الآثارية، وبالفعل قدنا بعثة الاثار الفرنسية للموقع وحددت لهم موضع التمثال بالضبط فانا اتذكره بلا خرائط او مخططات وقلت لهم هنا ستعثرون على التمثال، وتم ازالة التراب عنه والاطمئنان عليه وصيانته ثم تغطيته وليس دفنه، بوسائل تحفظه من اي تأثيرات مناخية".
 
عمليات ترميم راس التمثال في المتحف العراقي ببغداد

وقال مفتش آثار وتراث نينوى: "بعد ان تاكدنا من سلامته، عدت توا من موقع تمثال الثور المجنح، وننتظر بعد مباحثاتنا مع هيئة الاثار في وزارة الثقافة والسياحة والآثار ببغداد لتقرير مصيره، اما ان يتم نقله الى متحف نينوى الحضاري، او نبقيه في موقعه مع الحفاظ عليه". كاشفا عن ان:"تمثال الثور المجنح هذا هو الوحيد الذي تم وضعه عند الضلع الغربي لسور خورسباد عند البوابة رقم 6، فالمعروف ان الآشوريين كانوا يضعون تماثيل الثيران المجنحة عند بوابات القصور او المعابد او المدن لحمايتها، وكان هناك تمثالين من الثيران المجنحة في بوابات السور الخارجي لمدينة نيركال الآثارية في نينوى والجميع شاهدواها قبل ان يقوم تنظيم داعش الارهابي بتجريفها وتدميرها".
 
وكشف خير الدين أحمد ناصر مفتش آثار وتراث نينوى عن انهم:" في عهد الملك الآشوري سرجون الثاني وضعوا تمثالا واحدا للثور المجنح في هذا المكان وربما كانوا سينحتون تمثالا آخر عند بوابات خورسباد التي لم يكن بنائها قد أكتمل بعد، فمن المؤكد انه ليس هناك تمثال آخر في هذه المنطقة". مشيرا الى:"اننا سنقوم في مواسم التنقيب القادمة بالبحث والحفر عند هذا الموقع وهناك احتمال كبير للعثور على آثار أخرى".
 
مذابح سيبيتي في خورسباد

 
وتقع عاصمة الملك الآشوري سرجون الثاني،خورسباد، على بعد حوالي 15 كيلومتراً من الموصل وتغطي أكثر من 300 هكتاراً، وهي مركز مدينة دور شروكين القديمة التي أمر ببنائها سرجون الثاني (721-705 قبل الميلاد) في موقع لم يسبق استيطانه، واكتملت في أقل من عشر سنوات.
ولم تكن دور شروكين عاصمة إلا في الفترة ما بين عام 706 قبل الميلاد، بعد تدشينها رسمياً ووفاة الملك سرجون الثاني في عام 705 قبل الميلاد، فقد قرر ابنه وخليفته سنحاريب (705-681 قبل الميلاد) التخلي عنها ونقل العاصمة إلى نينوى. بقي بناء المدينة غير مكتمل على الرغم من وجود حاكم فيها.
أجريت التنقيبات في موقع خورسباد في عام 1843 من قبل القنصل الفرنسي في الموصل بول إيميل بوتا، بعد أن أجرى بعض الأبحاث في نينوى. وشكلت هذه الحفريات الرائدة بداية إعادة اكتشاف علمي للماضي الآشوري الذي لم يكن معروفاً إلا من خلال مصادر غير مباشرة. تابع التنقيب فيها خلفه (القنصل الفرنسي في الموصل) فيكتور بلاس بين عامي 1852 و1854. ثم قام المعهد الشرقي في شيكاغو بين عامي 1929 و1935 بدوره بتنقيب القلعة والقصر. تلتها التنقيبات العراقية في عام 1957 التي كشفت عن معبد سيبيتي في المدينة السفلى على مسافة قليلة من القلعة التي أتت منها العديد من الآثار المحفوظة في متحف الموصل.
 
القنصل الفرنسي منقبا في خورسباد

يحيط بخورسباد سور مستطيل الشكل تعلوه شرفة محصنة، سماها المنقبون الأوائل (القلعة) وتضم القصر الملكي لسرجون الثاني، وهو مبنى ذو مساحة كبيرة مؤلف من حوالي 200غرفة وساحة، وكذلك بعض المعابد ومساكن لكبار الشخصيات. يحتوي سور الموقع، بما في ذلك المدينة السفلى، على عدة بوابات بالإضافة إلى مشاغل لتصنيع الأسلحة تمتد على جانبي جدار السور.
 
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية