المحرر موضوع: حماس وانتصاراتها المزعومة  (زيارة 178 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح ابراهيم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 71
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حماس وانتصاراتها المزعومة

صباح ابراهيم

تفاجأ العالم في صباح يوم السبت 7 أكتوبر بالهجوم المفاجئ الذي قامت به حركة حماس الإسلامية الإخوانية و من تحالف معها من الجهاد الإسلامي والجماعات الإسلامية المتطرفة على المستوطنات الإسرائيلية يوم السبت المقدس لدى اليهود وقبله يوم الجمعة 6 اكتوبر المصادف عيد الغفران اليهودي، الذي يعتبر من اقدس الأعياد الدينية عند اليهود .
استطاعت القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس المنظوية تحت حركة الإخوان المسلمين ومن تحالف معها من المتطرفين الإسلامويين الذين تدفعهم الكراهية والحقد الديني لليهود كدين ، قبل الحقد كأعداء لوطن محتل . استطاع هذا التكتل الإسلامي المتطرف و المتعصب ان يخطط بالتعاون مع حزب الله العميل لدولة فارس . والخائن لوطنه لبنان ان يطمأن جماعة حماس انه سيقدم الدعم والإسناد الصاروخي القوي لحماس اذا ما فتحت الجبهة ضد اسرائيل . وعند انطلاق الشرارة الأولى للمعركة . سيحرقون مدن اسرائيل بصواريخهم الإيرانية .
لقد استبشر اولئك الضالون والمخدوعون بعدد الصواريخ التي منحتها لهم ايران و هرّبها حزب الله لهم عن طريق البحر . انهم بها سيحررون ارضهم وسيقتلون اعدادا كثيرة من اليهود وسيأخذونهم في غفلة، ويوم سبت وعيد ديني وياسرون الكثير منهم نساء ورجالا يجلبوهم الى غزة كرهائن يستبدلونهم مع اسراهم في سجون اسرائيل . ولم يفكروا ابعد من انوفهم بالنتائج . وشعارهم ( كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ). وربما سيرسل الله لهم ملائكة مسومين للدفاع عنهم .
انطلق رجال حماس ومن تحالف معهم من الإسلامويين تحت جنح الظلام وفي اول خيوط الفجر يوم السبت . 7 اكتوبر 2023 منطلقين من البر والبحر والجو، بعد كسر الجدار الحدودي الفاصل بين غزة والمستوطنات الإسرائيلية . هاجموا العوائل النائمة في بيوتها ، وهاجموا الناس المحتفلين بعيد الغفران ، رشقوهم بزختن من الرصاص و اردوا عددا كبيرا منهم قتلى ، واسروا عددا كبيرا من العسكريين والمدنيين من النساء والرجال والأطفال بعد تقييد ايديهم ، نقلوهم الى مخابئهم في أنفاق متفرقة تحت الأرض غزة . في مكالمة هاتفية التقطت وتم بثها من مقاتل حمساوي يتصل بأبيه يبشره انه الآن في ارض العدو يقاتل اليهود، ويقول له بابا بابا افتخر بأبنك ، انا اليوم قتلت عشرة من اليهود، افتح كاميرة الهاتف لتشاهد جثثهم ملقاة على الأرض، قتلت عشرة يهود يا بابا .
لقد هلل وكبر الحمساويون والجهاديون وهم ينقلون اسراهم الى غزة. فرحين بالنصر المؤزر. واهم عنصر في نصرهم انهم اخذوا اكثر من مائتين من اليهود اسرى ليتبادلوا بهم مع اسراهم في سجون المحتل . وهذا هو هدف عمليتهم هذه.
لكن افراحهم لم تدم سوى يومين، حتى التقطت قيادة اسرائيل أنفاسها، و اجرت التعبئة العامة واستدعاء الاف الجنود والضباط الأحتياط . فقد تجمع اكثر من 260 الف مسلح من رجال الأحتياط لتلبية نداء القيادة والإلتحاق بوحداتهم ومعسكراتهم للتوزيع والترحيل الى جبهات القتال لأخذ الثأر والإنتقام من هجوم حماس واعوانها. نظمت القيادة الإسرائيلية نفسها مع احزاب المعارضة و اسست حكومة طوارئ ، وأعلنت الحرب على حماس والجهاد افسلامي ومن تحالف معها، وهددوا انهكم سيشعلونها حربا شاملة وابادة مدمرة لكل من يتدخل لصالح حماس في الحرب. واعلنوا اهدافهم وهي تدمير حركة حماس وقتل قيادتها ومسحها من الوجود مهما كلفهم ذلك من تضحيات . بدا الجيش الإسرائيلي في تنظيف المستوطنات المحيطة بغزة من بقايا المسلحين المتسللين الى المستوطنات، فقتلوا منهم الكثير، واسروا عددا آخر ايضا، بعد يومين فقط من احتفال حركة حماس بنصرها الكبير، استفاق الوحش الكاسر من غفلته بعهد ان فشلت اجهزة استخباراته الكثيرة في كشف نوايا وتحركات وتحشيد حماس للاسلحة والمعدات العسكرية وتجميع المقاتلين وهم في أهبة الإستعداد للقتال دون ان تشعر بهم رغم وجود عدد كبير من جواسيس اسرائيل من الفلسطينيين داخل غزة . وقد استخدمت حركة حماس وسائل الكترونية لإيقاف عمل الكاميرات و اجهزة الإستشعار والتحسس المنصوبة على الجدار الحديدي في السور المحيط بين غزة والمستوطنات . فدخل مسلحوا حماس المستوطنات دون ان يشعر بهم احد ولا اي من اجهزة الإستخبارات الكثيرة.
لم تدم فرحة قوات حماس سوى يومين وبدأت القذائف الصاروخية تنهال على مدن قطاع غزة بالمئات تدمر الكثير من الأبراج السكنية والمنازل والمساجد والجامعات الإسلامية الثلاث في وسط المدينة . حتى المستشفيات لم تسلم من القصف . تحولت افراح حماس وتكبيراتها الى عويل وبكاء ونحيب الأمهات وصراخ الأطفال المفزوعين ، بدأ الحفر للبحث عن الجثث المطمورة تحت انقاض وركام الأبنية المنهارة على اصحابها . امتلئت المستشفيات بالاف الجرحى والقتلى.  تعالت الصراخ بعد ان قطعت اسرائيل عن كل مدن قطاع غزة الماء والكهرباء والأغذية والوقود والدواء . استغاثت منظمة الأنروا للإغاثة الدولية ان الأغذية والأدوية والوقود بدأ ينفذ من مخازنها، وتطلب المساعدات الدولية والدعم السريع لأنقاذ شعب غزة الذي يناهز المليوني انسان .
كان الرد الإسرائيلي عنيفا وغير متكافئ ، ولسان حالهم يقول العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم. حماس هي من بدأت العدوان على السكان الآمنين ، ومن عادة اسرائيل ان لا تضرب إن لم يتم الإعتداء عليها وعلى شعبها . لكن إن اعتدي عليها فهي ترد بالصاع بعشرة أمثال.
استمرت الطائرات تدك ابنية غزة بكل مدنها واحيائها وتسوي كل ابنيتها بالأرض ، بينما رؤساء بعض دول العالم المؤيدة لإسرائيل يتقاطرون على تل ابيب لتقديم الدعم والإسناد وتهديد كل من يتدخل بتوسيع الحرب ابتداء من ايران وحزب الله وانتهاء بالميليشيات الإيرانية في سوريا ولبنان التي تأتمر بأوامر ولاية الفقيه الفارسي . لكن يبدو ان اسلوب الردع العسكري الذي انتهجته اسرائيل اثار الرعب في صفوف حلفاء حماس واعوانها، فبلعوا السنتهم الطويلة التي كانوا يهددون بها طيلة سنوات السلم، واختبئوا يرتعشون رعبا وقت الحرب ، يكتفون بالتديد ويتباكون على شعب غزة والمدنيين والنساء والأطفال دون ان تذكر اي وسيلة اعلامية عربية اي إدانة لحماس والجهاد وحزب الله وراس الأفعى المعممة في إيران .
لم نعد نرى في الصور التلفزيونية التي ينقلها المراسلون اي مسلح من رجال حماس والجهاد في طرقات وشوارع غزة، لقد اختبأوا في الانفاق والحفر تحت الأرض كالجرذان التي تحتمي من صائديها عند الخطر. تركوا شعب غزة فريسة لنيران القذائف و جثثا مدفونة تحت الأنقاض وركام الأبنية المتساقطة على رؤوس ساكنيها رغم تحذيرات اسرائيل المسبقة بنيتها قصف البناية الفلانية وعلى سكانها اخلائها خلال ساعة .
نحن نتسائل لماذا لم يفكر من خطط ونفذ هذا العدوان رد فعل اسرائيل وهي قوة ضخمة تتفوق بقدراتها العسكرية الجوية والبرية والبحرية عن اي دولة بالمنطقة ، فكيف بميليشات لا تمتلك الطائرات القاصفة والمقاتلة ؟ الا تدرك قياة حماس ان لكل فعل رد فعل . فهل ستغض النظر اسرائيل عن عدوان حماس بقتل شعبها و سحبهم من رقابهم اسرى موثوقي الأيدي الى انفاق غزة بلا رد عنيف ؟