المحرر موضوع: كلمة أتحاد ألأدباء و الكتاب السريان  (زيارة 212 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اتحاد الادباء السريان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 230
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كلمة أتحاد ألأدباء و الكتاب السريان

ايها الحضور الكريم .. طاب صباحكم و سعد نهاركم 

بداية يسعدني في هذا اليوم أن اتقدم  بأجمل التهاني وأعطر التبريكات الى جميع العاملين في مجال الصحافة والاعلام  السُرياني من ابناء شعبنا بمناسبة الذكرى 174 لميلاد الصحافة السريانية، راجين لهم كل التوفيق و النجاح في عملهم النبيل.

في بدء صحافتنا السريانية  كانت  صحيفة زهريرا بهرا  التي صدرت في اورميا عام 1849 ، ثم تلتها زميلاتها  الرائدات  ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر  (قالا د شرارا .. صوت الحق 1897- 1915) ،  (اكرياثا  من اثور.. رسائل من اثور1887 - 1889)  ، (كوخوا..النجم) 1906- 1914) ، (خوشاوى ددمدنخا.. أفكار شرقية  1913- 1918) ، (كوخوا دمدنحا.. نجم الشرق1910- 1912) ، مجلة (مرشد آثوريون.. مهديانا دآثورايا 1909 - 1915)  ،  صحيفة (شيبورا .. البوق1912- 1915) ، (اورميا ارثذكسيتا.. أورميا الارثدوكسية 1904- 1915) ، (كليلا د وردى.. أكليل الورد 1902- 1907) ، وغيرها من الصحف والمجلات.

في البداية صدرت صحيفة ( زهريرا دبهرا ) من قبل بعض رجال كنيسة المشرق وطبعت في مطابع الارسالية الامريكية البدائية  في اورميا،  لاحقا ترأس تحريرها المرحوم (الدكتور بنيامين لاباري) وكان يعاونه المرحوم (ميرزا شموئيل) تميزت هذه الصحيفة بتنوعها الاخباري والثقافي والادبي والفني واستمرت في الصدور لغاية 1918 اي استمرت في الصدور لمدة 69 سنة.
 تكمن أهمية صحيفة زهريرا دبهرا .. أشعة النور  كونها اول صحيفة سريانية تصدر باللغة السريانية و تحمل المقومات  الفنية و التقنية العصرية تمنحها صفة الصحيفة ، كذلك جسدت خروج اللغة السريانية من أروقة  الكنائس والمدارس المسيحية و باحة الاديرة ، إلى ميدان العمل الاعلامي الفعلي بين الناس و تسلط الضوء على حياتهم و يومياتهم واخبارهم ،  فأخذت تنقل أخبار العالم وأخبار شعبنا إلى العالم المتحضر،  في الوقت الذي كان الأعلام فيه محدودا جداً ومحصورا بسبب سياسات دول المنطقة أولاً والتكنلوجيا ثانيا، كما أصبحت عاملا  مهما من عوامل تطوير اللغة السريانية من حيث دخول مفردات جديدة  اليها ،  إضافة إلى قيامها بترجمة نصوص من لغات أُخرى إلى السريانية وبهذا فتحت المجال أمام الكتاب السريان لأن يتعرفوا على ثقافة وآداب شعوب أُخرى. إذ تخرَّج منها العشرات من كتاب شعبنا وتعلموا مهنة الصحافة وبذلك شكلوا الرعيل الأول والنواة الأولى للصحافة السريانية،  والذين خطوا العتبات الأولى لهذه المهنة العظيمة. ، من الجدير بالذكر ان صحيفة زهريرا دبهرا وزميلاتها من الصحف الرائدة ساهمت في اذكاء الشعور القومي و روح الانتماء الى الأمة و هويتها الحضارية .
العزيرات و  الاعزاء ،

بهدف تأسيس صحافة و اعلام سرياني رصين وذات مصداقية من حيث محتواه  ( الخبري و المعلوماتي ) ،  لابد  ان يتحلى الصحفي و الاعلامي السرياني  اضافة الى المهنية  بالشجاعة و التصدي بكل  صراحة و شفافية  لواقع شعبنا   بيوماته و طموحاته و التحديات  الجسام التي تواجه وجوده  و بقاءه في الوطن ،
وما اريد التاكيد  عليه  بهذة المناسبة  هو ما يلي:
-  ضرورة  ان نباشر فورا بتفعيل ما تسمى  بالصحافة الاستقصائية ، لمعرفة اصل الواقعة   وتفاصيل الحدث  و توضيح اسبابه و ملابساته  و تداعياته ، خاصة يواجه شعبنا اليوم  بين فترة و اخرى الى  حوادث و جرائم  جسام ، آخرها كانت محرقة عرس بغديدا الفظيعة ، في معظم الاحوال  وللأسف الشديد  يتعامل  الاعلام و الصحافة الوطنية  مع مثل هذه الفظائع  المريعة  على شكل خبر عابر لا يتعدى بعض الاسطر.
- ضرورة تفعيل  صحافة  الرأي، على ان لا يقتصر دور الصحافة  فقط على الجانب الخبري و المعلوماتي  وايصاله الى الاخر ، بل على الكاتب او المحرر أو رئيس  التحرير أن  يثبت رايه الشخصي و رؤيته  و موقفه او موقف صحيفته بكل شجاعة وشفافية من كل حدث او غبن يطال حقوق شعبنا.
- ضرورة  السعي  نحو تاسيس صحافة  سريانية  أهلية  مستقلة ، والتي ستساهم  بلا شك  في تطوير أداء صحافتنا السريانية لتكون  الصوت الحقيقي  لشعبنا و  طموحاته  وتعزز ايضا الصحافة الوطنية المستقلة  والصوت الحر الوطني.
و في هذه المناسبة الهامة لابد ان نستذكر بكل فخر و اعتزاز  رواد  صحافتنا السريانية و تضحياتهم الجسام ،  ونعاهدهم ان نكمل  المسيرة نحو الحرية و الحياة الكريمة .
وفي الختام  لابد من القول  المجد والخلود لشهداء  الصحافة و الكلمة الحرة  في الوطن و العالم.       
         
         
                روند بولص كوركيس
                  رئيس اتحاد الأدباء و الكتاب السريان
             عنكاوا     1/ 11 /  2023