المحرر موضوع: رحلة الى إسرائيل /علي سالم (3)  (زيارة 104 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
رحلة الى إسرائيل /علي سالم (3)

رعد الحافظ

مقدمة :
هذه هي الورقة الثالثة على التوالي ,لنشر مقتطفات مفيدة من كتاب رحلة الى إسرائيل للمسرحي المصري الشهير (علي سالم) .فهو من أبطال السلام والداعين له ,ودفع ثمن موقفه المبدئي هذا كثيراً حتى أواخر أيامه.
هذا الجزء يشرح أهمية السياحة للأقتصاد حالياً ومستقبلاً!

***
ص 50 ــ ص 52
يصف فيها علي سالم لقاءهِ بـ (ساسون سوميخ) ,يهودي عراقي ورئيس قسم الأدب واللغة العربية في جامعة تل أبيب ,تحدثنا عنه في ج 2!
حضر مع ساسون أحد تلامذته إسمه جابرييل روزنباوم (جابي) ,رسالته للدكتوراه كانت عن المسرح العربي ,يقوم بتدريس هذه المادة في الجامعة العبرية في القدس .ومن بين المواضيع التي يدرسها مسرحية علي سالم ,
(إنتَ اللي قتلت الوحش)!
طلب منّي جابي أن أزوره في الجامعة لأتكلم مع طلبة القسم .وعدته بذلك عندما أزور القدس (لاحظوا رغبة اليهود بإستضافة بعض العرب)!
خرجنا أنا وساسون سوميخ متجهين الى تل أبيب ,ذهبنا الى جامعتها.
لم يكن هناك أحد ,أساتذتها مضربون عن العمل منذ حوالي شهرين لأجل رفع رواتبهم.
الطريق من تل أبيب الى يافا 12 كم ,تقطعها على كورنيش البحر.
يافا مدينة يسكنها العرب واليهود ,هل أن بحاجة للقول أنّ يافا مدينة جميلة ومن أقدم الموانيء في التأريخ!
في مدخل المدينة يوجد بناء كبير يشبه (الحصن).يطل على الشاطيء من فوق تل مرتفع .تناثرت حوله بيوت حجرية كأنّها متاحف لفرط جمالها.
لكن داخل المدينة بيوت متواضعة أغلبها من طابق واحد أو طابقين.
في الجزء السياحي للمدينة تشعر بنسيم البحر المنعش وقد إختلط بعبق التاريخ .في ناتنانيا وتل ابيب تشعر أنك في أماكن شيدت بالامس فقط.
أما في يافا فأنت تشعر بجلال وعظمة القديم!
حتى الآن تحركت خلال ثلاث مواقع (ناتانيا ,تل ابيب ,يافا) ,لكني بدأتُ أكتشف أخطر أسرار السلام ..السياحة!
ص 53
السياحة تتطلب إبداعاً لا يقلّ عن إبداع الحرب!
لو كانت الحرب هي فن تدمير الحياة فإنّ السياحة هي فن الحفاظ عليها!
 إنّها عبقرية الأدارة والإنضباط والحفاظ على البيئة وتجميلها وصيانتها,
بكل ما أوتي الإنسان من جهد وقوة وتخيّل للجمال.
السياحة تتطلب إنضباطاً في آليات المجتمع نفسه ,ثمّ تعود بنفسها لتساهم في تدعيم هذا الإنضباط ,بعد أن يتحول العائد منها الى مصدر للقوة والخير لجميع أفراد المجتمع.
إذا كانت المعرفة هي مصدر الثروة الوحيد على ظهر كوكبنا الجميل اليوم ,لأنّه من خلالها يمكننا إستغلال مصادر الثروة الطبيعية في الارض والبحر والجو على نحوٍ يأتِ بالخير للبشر.فالسياحة هي المصدر الجديد!
إذا كانت النصيحة القديمة إعرف نفسك ,فلابد أن تكون النصيحة الجديدة,
إعرف خارطة السياحة في بلدك وقدّمها للآخرين .قدمها محاطة بالإبداع والجمال .وليكن سلوكك يماثل عظمة آثارك!
في يافا هناك مخبز صغير تحوّل الى ظاهرة ومزار سياحي!
صاحبه يسمى (أبو العافية) ,على الدوام ستجد طوابير من السياح واقفة أمامه على الرصيف ,يأكلون على الواقف قطعة بقلاوة أو كرواسان أو كحكة ..أو ما شابه .لقد حولوه بواسطة الدعاية في منشوراتهم السياحية,
من مجرد شخص يتقن مهنتهِ ,الى مصدر من مصادر الثروة الطبيعية.
لقد تمّ إستغلال إسمه سياحياً ,كأنّ مَن يأكل عنده سيزداد عافية.
كلّ شيء يمكن إستغلاله (سياحياً) ..لو تضافرت الجهود وأفلحت!
ملاحظة من كاتب السطور : رقم واحد (من كوكل) يوضح الكثير.
عدد السياح الى إسرائيل عام 2022 حوالي 2,7 مليون سائح .
دخل السياحة في نفس الفترة أكثر من 3 مليار دولار!
***
الخلاصة :
أحد أهمّ أحلامي العامة للبشرية عموماً ,هو إنتهاء مشكلة التهديد المناخي والإحتباس الحراري وحتى الحروب وباقي المخاطر التي تهدد الحياة على كوكبنا الأزرق الجميل!
بالطبع ,نظرياً وعلمياً هذا ممكن ,وقد بدأت الدول الصناعية المتقدمة بالفعل التخلّي عن أنواع الوقود الإحفوري ,وتستعيض عنه تدريجياً بالوقود الأخضر أو الصديق للبيئة .والعلماء يحثون الخطى يومياً .
وحرب بوتين على اوكرانيا حفزت و دفعت الغرب أكثر بهذا الإتجاه!
وحالياً نقرأ الكثير عن إستخدام حتى الذكاء الإصطناعي في هذا المجال.
الحُلم الثاني ,هو إيجاد حلّ معقول للصراع بين إسرائيل وفلسطين!
أحلم أن تقود الفلسطينيين حكومة علمانية ديمقراطية بكل معنى الكلمة.
ديمقراطية على غرار الغرب العلماني الناهض المتطور ,وأوضح حتى من ديمقراطية إسرائيل ,التي في ظنّي ما عاشت لعقد واحد من الزمان لولا ديمقراطيتها.
بالديمقراطية الحقيقية ستصبح جميع الأفكار قابلة للنقاش!
من بينها فكرة تعاون عربي ودولي وحتى إسرائيلي ,لتحويل شاطيء غزة الطويل على البحر (40 كم),الى أجمل وأطول شاطيء وبلاج سياحي في العالم ,على طريقة شاطي كوباكبانا البرازيلي الشهير,الذي يبلغ طوله 4 كم فقط!
سيكون هذا الشاطيء العملاق ,أكبر وجهة سياحية لدول المنطقة وللأوربيين أيضاً ,فهؤلاء يعشقون الشواطي الدافئة والأماكن التراثية والتأريخية ..وتلك الأشياء التي تحدّث عنها (علي سالم) في كتابة الرائع الذي نحن بصدده!
لو إهتم الناطقين بالعربية عموماً ,والفلسطينيين خصوصاً بتطوير السياحة في منطقتهم بإستثمارات خليجية مثلاً ,وبالإستعانة بخبراء عالميين في هذا المجال, فسوف تأخذ الحياة منحى وشكلاً آخر ,
هو محض خيال وحلم ..اليوم!

رعد الحافظ
4 نوفمبر 2023