المحرر موضوع: أضاءة في جهاد السبي  (زيارة 109 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف تيلجي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 473
  • كاتب ومحلل في مجال نقد الموروث الأسلامي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أضاءة في جهاد السبي
« في: 07:46 06/11/2023 »
                                                    أضاءة في جهاد السبي
أستهلال :
لنتعرف أولا على تعريفي السبي والجهاد ، فوفق قاموس المعاني ( السبي / فقهيا : جمع نساء وصغار العدو الكافر المحارب يؤخذون في الحرب . والسَبي كاسم ، الجمع : سُبِيّ سَبَايَا ، سَبيّ ، سَبي . السَّبْيُ : المأسور . اِمْرَأةٌ سَبِيٌّ : مَأسُورَةٌ ، السَّبْي : النِّساءُ ؛ لأنهنّ يأسرن القلوب ، أو لأنهنّ يُسْبَين .. ) . أما الجهاد ( فالجهاد : لغة - مصدر جاهد يجاهد جهادًا ، وحقيقته : بذل الجهد للوصول إلى المطلوب ، وفي الشرع يأتي على وجهين : عام وخاص ، فالعام - هو بذل الوسع في دفع كل ما يدعو إلى مخالفة هدى الله من الكفر والمعاصي ، فيشمل جهاد النفس والهوى والشيطان ، ويدخل فيه ، رد الشبهات المعارضة لخبر الله .. وجهاد الكفار والمنافقين بالحجج والبينات . وأما الجهاد بالمعنى الخاص - فهو بذل الجهد في قتال الكفار من المشركين وأهل الكتاب حتى يدخلوا في الاسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون / نقل بأختصار من موقع الشيخ عبد الرحمن البراك ) .

الموضوع :                                                                                                                              في الجهاد ، سأكتفي بذكر الآية التالية ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ / 218 سورة البقرة ) ، وشرح الآية وفق الطبري " والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله "، والذين تحوَّلوا من سلطان أهل الشرك هجرةً لهم ، وخوفَ فتنتهم على أديانهم ، وحاربوهم في دين الله ليدخلوهم فيه وفيما يرضي الله " أولئك يرجون رَحمة الله "، أي : يطمعون أن يرحمهم الله فيدخلهم جنته بفضل رحمته إياهم ،" والله غفور "أي ساتر ذنوبَ عباده بعفوه عنها ، متفضل عليهم بالرحمة " . أما فيما يخص السبي ، فسأورد الآية التالية ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا / 24 سورة النساء ) وتفسيرها وفق موقع / أسلام ويب " حدثنا بشر بن معاذ قال .. عن أبي سعيد الخدري :  أن نبي الله ، يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس ، فلقوا عدوا ، فأصابوا سبايا لهن أزواج من المشركين ، فكان المسلمون يتأثمون من غشيانهن ، فأنزل الله هذه الآية : والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، أي : هن حلال لكم إذا ما انقضت عددهن ".

القراءة :                             
* بهذا المقام ، ووفق قراءتي الحداثوية لمفهوم " الجهاد في سبيل السبي " ، سأهمل ما قاله المفسرون والفقهاء ، من أسباب النزول ، وباقي التأويلات ، حول الأيتين أعلاه / ألا للضرورة ، لأن المصادر والكتب تعج بها ، وسأسرد قراءتي لهذا المفهوم ، الذي جلب لنا ويلات الدهر ، ليس على أمة العرب والمسلمين فقط ، بل على الغرب أيضا .

 * لو كان جهادا في سبيل الله ، ومن أجل أعلاه كلمته ، ونشرا لدين الحق ! ، لم قرن الأمر بالسبي ، هل من المنطق أن يقول الله خلال نشر دين الأسلام ، أسبوا النساء ، وأستعبدوا الغلمان والأطفال ، وهل الله يأمر ب " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، أي : هن حلال لكم إذا ما انقضت عددهن " فأي أله هذا الذي يأمر ب " بذل الجهد في قتال الكفار من المشركين وأهل الكتاب حتى يدخلوا في الاسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " وهم عباده ، وهو ربهم الأعلى .

* الرسول قد سبى : حيث أنه سبى اليهودية / صفية بنت حيي - التي كانت ذا جمال باهر ( .. وقت فتح حصن خيبر ، قتل والدها وزوجها كنانة بن أبي الحقيق ، وكانت مع الأسرى فأصطفاها الرسول .. حتى إذا كان بالطريق جهّزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل / نقل بأختصار وتصرف من موقع الرحيق المختوم ) ، أما الأمر الجلل ، فأن الرسول لم ينتظر عدتها " هن حلال لكم إذا ما انقضت عددهن " ! ، فتزوجها وهن بطريق العودة دون أنتظار ، مخالفا لأحكام القرآن ، ومن المؤكد أن المفسرين والفقهاء لديهم ترقيعاتهم لهذا التجاوز ! ويتبين من هذه الواقعة أيضا أن الرسول يحلل له ما لا يجوز لغيره!.

* وودت بهذا المقام ، أن أورد حديثا لرسول الاسلام عن الجهاد ( عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ " لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ في أَوَّلِ دَفْعَةٍ ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر ،ِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ .. وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِى سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ " / رواه أحمد .. وابن ماجه ، وصححه الشيخ الألباني ) . ما يهمني في هذا الحديث ، هو أن محمدا يفهم مقاتليه ضمنا ، أنه في حالة قتلهم ، وعدم حصولهم على المغانم والسبي في الحياة الدنيا ، فأن الله  في الاخرة / الجنة ، سيزوجهم بحور العين . والتساؤل هل الله يترك كل مهامه الدنيوية والسماوية ، ويعد للقتلى لكل واحدا منهم 72 زوجة ، والملاحظ في مفردتي السبي وحور العين ، فأن المغزى ، هو وعد الله للمقاتلين بأغراءات جنسية / أما السبايا أو حور العين . وهذا الوضع غير عقلاني بالنسبة للذات الألهية .

* وقد أفتى شيوخ الأسلام ، بجهاد مبتكر ، رذيل ودنيئ ، ألا هو جهاد النكاح ، حللوا الأمر للمنظمات الأرهابية الأسلامية ، الذين أخذوا يطأون النساء ، وكأنهن مومسات ، ويتبادلوهن فيما بينهم ، أنها نقطة عار على الأنسانية والعقيدة على حد سواء ، والشيوخ يروجون لهذا الجهاد ، وذلك من أجل الترفيه عن مقاتلي المنظمات الأرهابية ، كالقاعدة وداعش ..

أضاءة :                                                                                                                                من كل ما ورد في قراءتي ، وأضافة لكل ما ذكر - من آيات وأحاديث وتفسيرات ، أرى أن : (1) الجهاد ، موضوع أرضي ، ولا يمكن أن يكون ألهي ، وذلك لأن الله هو ربا لجميع البشر ، وليس ربا للمسلمين فقط ! . ولايمكن لله أن يأمر بجهاد المسلمين على باقي عباده المؤمنين به . (2) أن للجهاد الاأسلامي غايات منها ، الأستيلاء على أراضي الأخرين ، ونهب أموالهم وسبي نسائهم وأستعباد غلمانهم وأطفالهم .. ونشر الدعوة تأتي من خلال ما سبق ، هذا وأن تحققت ، فأنها شكلية لأنها بالسيف . (3) أما قضية نشر الأسلام ، فالأمر لا يمكن أن يتم بالسيف أو بالوعيد بالجزية ، وكان من الممكن أن تنشر الدعوة عن طريق المبشرين ، فالسيف لا يصنع دينا ولا يمكن أن يجمع المؤمنين . (4) لا زال الجنس هو المحرك تاريخيا للجهاد ، وذلك لترغيب المقاتلين بالسبي وحورالعين . (5) أن آيات الجهاد والسبي ، آيات تاريخية ، عطلت لتغير الظروف الزمكانية ، وليعلم الشيوخ والأحزاب الأسلامية والمنظمات الأرهابية الأسلامية ، أن الأسلام : لا يمكن أن يكون صالحا لكل زمان ومكان .