المحرر موضوع: المزايدات تشق صفوف إخوان الأردن  (زيارة 155 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31627
    • مشاهدة الملف الشخصي
المزايدات تشق صفوف إخوان الأردن
الاستقالة من مجلس النواب تثير خلافا داخل كتلة الإصلاح.
صابرة دوح

العرموطي يتحرك لضبط خطاب النواب المتحمسين
تسعى القيادات المخضرمة في جماعة الإخوان المسلمين لفرملة اندفاع بعض النواب المنتمين إلى كتلتها، والذين رفعوا سقف المطالب عاليا، ويعود تحرك تلك القيادات إلى الخشية من استفزاز السلطة الأردنية.

عمان - تشهد جماعة الإخوان المسلمين في الأردن خلافات في صفوفها بين شق يدفع باتجاه التصعيد مع الحكومة، معتبرا أنها لم تقم بما يكفي من أجل إجبار إسرائيل على وقف حربها على غزة، وشق يرى بضرورة التعاطي بحذر وبراغماتية، وعدم كسر الجرة مع السلطة الأردنية، خشية عواقب ذلك المستقبلية.

ويقول متابعون إن الخلافات بين قيادات الجماعة مرتبطة أساسا بآليات التعاطي مع الوضع الراهن، فهناك من يرى بأنه لا بد من ممارسة المزيد من الضغوط واتخاذ خطوات عملية كالاستقالة من مجلس النواب، فيما يعتبر آخرون أن خطوة الاستقالة لا تصب في صالح الجماعة، وقد تكون استفزازية للقيادة الأردنية.

ويوضح المتابعون أن أصحاب الموقف الأخير مع تخفيف “الحماسة” تجاه غزة، حيث أنهم لا يريدون تأزيم العلاقة مع الحكومة والقيادة الأردنية، لاسيما وأنهم مقبلون على انتخابات تشريعية استثنائية يأملون من خلالها في تحقيق الأغلبية بفضل قانون الانتخابات الجديد الذي خصص للأحزاب أربعين في المئة من مقاعد مجلس النواب المقبل، دون احتساب المستقلين الموالين لهم.

◙ إطلالة صالح العرموطي هدفها ضبط خطاب القيادات المتحمسة، وتوجيه رسالة إلى الحكومة تفيد بأنهم على نفس النهج

ويعد حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أكثر الأحزاب تنظيما في الأردن، رغم الهزات والانشقاقات التي عصفت به خلال السنوات الماضية، وتقول التكهنات إن له الأرجحية في تحقيق نتائج مهمة في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها العام المقبل، في ظل حالة الضعف التي تعصف بباقي الطيف الحزبي في المملكة.

وأكد صالح العرموطي رئيس كتلة الإصلاح النيابية التابعة لحزب جبهة العمل الإسلامي، الأحد، أن استقالة الكتلة من مجلس النواب لم تطرح، وتحتاج إلى مشورة وتداولات مع المرجعيات.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد للكتلة في مجلس النواب ردا على تصريحات للنائب نايل فريحات خلال مسيرة احتجاجية داعمة لغزة أقيمت الجمعة، قال فيها إن الكتلة ستستقيل من مجلس النواب في حال عدم تجاوب الحكومة مع مطالبها المتمثلة بوقف العمل باتفاقيتي الغاز ووادي عربة.

وأكد عضو كتلة الإصلاح النائب أحمد القطاونة لاحقا أن استقالة أعضاء الكتلة من مجلس النواب مطروحة على الطاولة وهي قيد النقاش إذا لم تستخدم الحكومة أوراق الضغط الموجودة لديها ومن بينها إلغاء اتفاقيات وادي عربة والقواعد الأميركية والغاز والماء مقابل الكهرباء.

وأضاف القطاونة في تصريحات صحفية أن “قرار سحب السفير الأردني جيد ولكنه غير كاف ونريد إجراءات أخرى لوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة”، لافتا إلى أن إلغاء الاتفاقيات حماية للأردن نظرا لعدم التزام إسرائيل بها.

وقال القطاونة إن القصف المتعمد للمدنيين في غزة يأتي في إطار سياسة التهجير التي يرتكبها الاحتلال وتفريغ الأرض، وهي خطوات ممنهجة، وسيأتي الدور لاحقا على الأردن، ويجب على الحكومة الاتعاظ مما يجري في غزة من قطع للماء والكهرباء ووقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.

وانتقد القطاونة عدم اتخاذ مجلس النواب أي خطوات جدية لوقف المجازر في غزة ومساندة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المطلوب من المجلس ليس النقاش بل خطوات عملية ومنها طرح مناقشة اتفاقية السلام على الجلسة الأولى للتصويت على إلغائها.

وشدد النائب عن كتلة الإصلاح أن “الأردن يملك أوراق ضغط ويجب أن يستخدمها ويجب ألا نكتفي بسحب السفير الأردني من هناك ولدينا سابقة عندما قامت إسرائيل بمحاولة اغتيال خالد مشعل، حينما هدد الملك حسين بإلغاء الاتفاقية إذا لم يتم إنقاذ حياته”.

◙ تصريحات القطاونة وقبله فريحات لا تخلو من شعبوية ومن رفع للسقف عاليا وفتح مواجهة مع الحكومة قد تكون لها عواقبها السياسية لاحقا

ويقول مراقبون إن تصريحات القطاونة وقبله فريحات لا تخلو من شعبوية ومن رفع للسقف عاليا وفتح مواجهة مع الحكومة قد تكون لها عواقبها السياسية لاحقا، الأمر الذي تنبه إليه قياديون مخضرمون في الجماعة، ليتحركوا لاستيعاب الحماسة التي قد تكلفهم الكثير في علاقة مع القيادة الأردنية.

ويعتقد المراقبون أن إطلالة العرموطي جاءت بطلب من قيادة الإخوان، وهدفها ضبط خطاب النواب المتحمسين، وتوجيه رسالة إلى القيادة الأردنية بأنهم على نفس النهج وليسوا في وارد التصعيد، في مواقف لا تخلو من براغماتية، لاسيما في إشارته إلى ضرورة "تعزيز الوحدة". وقال العرموطي في المؤتمر الصحفي إن "الشارع الأردني رحب بقرار استدعاء السفير الأردني لدى الاحتلال، وهذا موقف إيجابي كانت له آثار عديدة".

ودعا الحكومة إلى اتخاذ “قرارات تضمن عدم تغول الاحتلال على السيادة الأردنية، ووقف العمل بالاتفاقيات المبرمة، وادي عربة والكهرباء والنوايا”، وأخذ درس بالمجان من قبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي وجه الحكومة لإعادة النظر بملف "الباقورة والغمر" وعدم تمديد تأجيرها للاحتلال.

وأضاف "الاحتلال يبحث عن كسر المقاومة لتنفيذ مخططاته للسيطرة على الوطن العربي، وهذا يفرض على أصحاب القرار فتح القنوات مع حركة حماس، خاصة وأن انتصار غزة يعزز موقفنا الأردني الرافض لتوجهات إنهاء القضية الفلسطينية".

وتابع النائب المخضرم “الخطر يحدق بالأردن من الغرب والشرق، ويجب العمل على تعزيز الوحدة الوطنية وعدم السماح بالمساس بها". ورفع العرموطي شعارا جديدا "لا معارضة ولا موالاة الآن.. الوحدة الوطنية هي الأساس".