وفد من تحالف الاقليات العراقية يلتقي رئيس الجمهورية
عنكاوا كوم-خاصالتقى وفد يمثل شبكة تحالف الاقليات العراقية مع رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد.
وخلال اللقاء قدم رئيس مجلس ادارة الشبكة السيد (ميخائيل بنيامين) كلمة باسم التحالف، شاكرا فخامة الرئيس على فرصة اللقاء، كي يتسنى للاقليات عن تعبر علنا ويشكل مباشر عن معاناتها، مؤكدا ان ما يشاع في الاعلام عن الوضع الجيد للاقليات غير صحيح، وانما واقعهم غير مطمئن وهم يواجهون تحديات وصعوبات كبيرة، حتى ان بعض الاقليات اصبحت مهددة في وجودها.. وقال، كي لا يتم اتهام تقييم الشبكة بالتهويل والمبالغة، يكفي ان ننظر (كأمثلة) الى بعض الوقائع والحقائق، بينها: ان 70% من الايزيديين المهجرين عن موطنهم، ما زالو في المخيمات منذ اكثر من 9 سنوات، والاتفاقية الوحيدة التي ربما كانت لتعالج وضعهم (اتفاق سنجار) هي متوقفة عن التنفيذ منذ 4 سنوات، والالاف من المفقودين والمختطفين ما زال مصيرهم مجهولا، وحتى الناجين منهم فان حقوقهم غير مضمونة. انخفض عدد المسيحيين فقط خلال العشرين الاخيرة (2003 - 2023) الى 10 % بينما 90 % اصبحوا خارج خارج البلاد، نفس المصير وأسوأ يواجه اقلية الصابئة المندائيين. أما فيما يتعلق بالاقليات التي لا يعترف بها الدستور أساسا، فهي تواجه تحديات قانونية كثيرة، وحتى قانون الاقليم رقم (5) للعام 2015 الذي يقر بوجودها وحقوقها، فهو لا يضمن لها شيئا لان الكثير من الفقرات تبقى دون تنفيذ لطالما تتعارض مع قوانين اتحادية وخصوصا ما يتعلق بالمحاكم واصدار الوثائق الرسمية والحقوق الشخصية والمدنية.
كما وأشار السيد رئيس مجلس الادارة (ميخائيل بنيامين) الى مسألة معاناة الاقليات في مناطق النزاع سواء كانت الداخلية الاقليمية، وكذلك الى التغييرات الديموغرافية الكبيرة التي تحصل في أراضي الاقليات التاريخية والتقليدية، واشار أيضا الى أهمية ان تتبنى الدولة العراقية مشروعا شاملا لاجراء تعديلات في المناهج التعليمية بما يعكس حضور الاقليات وضمان حقوقها واشاعة روح التعايش وتقبل الاخر.
وعرج أيضا الى مسألة مشاركة الاقليات وتمثيلها في مختلف السلطات والهيئات، وقال بكل وضوح ان هذا التمثيل: ما زال ابعد ما يكون عن كونه: تمثيلا حقيقيا وفعالا وذات معنى، وانما هو تمثيل شكلي وغير حقيقي، ودعا فخامة رئيس الجمهورية ان يساهم بدعم المجموعات الاقلية العراقية لاجل تشريع القانون الخاص ب (حماية حقوق الاقليات) على أساس المادة 125 الدستورية الذي تأخر كثيرا، عساه يساهم بمعالجة الكثير من القضايا التي تم الاشارة اليها، وأكد السيد (ميخائيل) استعاد التحالف لتقديم نسخة معدلة ومنقحة من القانون، كي تكون المسودة المقترح تقديمها الى البرلمان لاقرارها.
واختتم حديثه بتأكيد ملاحظة حول مصطلح الاقليات والمكونات، قائلا: اننا كأقليات ليس لنا أي تحسس من استخدام هذا المصطلح، ولا ننظر اليه باعتبار فيه اي انتقاص او تقليل شأن، لطالما نفهم ان المصطلح قانونيا وعلى صعيد مختلف الصكوك الدولية واليات حقوق الانسان والاقليات والشعوب الاصلية، يضمن للمجموعات الاقلية حقوق معينة على الدول ان تعترف بها وتضمنها، ونحن نفهم ونلتزم بما استخدمه الدستور لمصطلح (المكونات)، لكن ذلك حالة فريدة في العراق ولا يجب ان يكون الشكل على حساب المضمون.
جدير ذكره، ان شبكة تحالف الاقليات العراقية، تأسست في العام 2010 ، مع عدد محدد من المنظمات وممثلين عن 4 اقليات فقط، اليوم ينضوي فيها 24 منظمة من اغلب محافظات العراق، وممثلين عن 14 أقلية اثنية دينينة ولغوية مختلفة، مع عدد يزيد عن 70 عضوا في هيئتها الاستشارية من الكفاءات وذوي الخبرة والاختصاص. وقد شارك في هذا اللقاء 25 عضوا من أعضاء الهيئة العامة والاستشارية للتحالف، ممثلين عن مختلف الاقليات، ومن مختلف المحافظات العراقية من أقسى الشمال في دهوك الى اقصى الجنوب من بصرة الفيحاء.
