المحرر موضوع: تأملات في امثال يسوع المسيح مثل حبة الخردل  (زيارة 90 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح ابراهيم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 70
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تأملات في امثال يسوع المسيح
مثل حبة الخردل
بقلم صباح يوسف قهرمان
شبه يسوع المسيح ملكوت السموات بحبة الخردل ، انجيل مرقس 4 :3
قال السيد المسيح : بماذا نشبه ملكوت الله ؟ فمثّلها بحبة خردل و هي اصغر بذور الارض ، ومتى نمت تكبر و تصبح اكبر جميع المزروعات و الاشجار، حتى ان طيور السماء تأوي اليها
يضرب بحبة الخردل المثل لصغرها .
يعتقد الانسان ان الاشياء الصغيرة لا قيمة لها ، ولا يحسب لها حساب ، وليس لها عظمة .
ملكوت الله يبدا صغيرا بقلوبنا ثم يصبح كبيرا حتى ان طيور السماء جميعا تأوي الى شجرته وتحتمي به .
بدا السيد المسيح رسالته مع تلاميذه مع بسطاء الناس - فقراء - أميين غير متعلمين ليس لهم مناصب عظيمة كانوا حبة الخردل الصغيرة التي نشرت المسيحية في الكرة الارضية كلها وبين الخليقة اجمع والى كافة ارجاء العالم فكانت تلك الحبة التي نمت، و اصبحت تلك المجموعة الصغيرة من التلاميذ كنيسة الرب، الشجرة العظيمة التي يحتمي بظلها جميع من آمن بالمسيح
بدأت حبة الخردل مع التلاميذ بتعاليم بسيطة ، معجزات متنوعة ، جذبت الناس اليها .
الله في محبته يبدا معنا بداية صغيرة ، معجزة صغيرة سرعان ما ينمو تاثيرها ليكون عظيما ثم اعظم .
هناك في حبة الخردل الصغيرة تكمن قوة عظيمة ، الله ينمي هذه الحبة بالقوة والحكمة الالهية حتى تصير شجرة عظيمة تتآوى الطيور الى اغصانها تطلب الحماية و الظل والامان والراحة .
الطفل يولد صغيرا ، ثم ينمو ويكبر بالقامة و الفكر والعقل ، منهم من يصبح عالما مفكرا او مخترعا كبيرا او رئيس دولة او قائدا للجيش . ولم يكن يحسب له شأن في طفولته .
الله يسلم بركات كبيرة الى الانسان وينميها حتى تصبح تلك البركات قوة كبيرة كشجرة الخردل العظيمة بالايمان .
حبة الخردل الصغيرة شهية الطعم تجذب الطيور ، والعالم يعطي ما لا يدوم وما لا يشبع .
لا يجب ان نستهين بكل ما هو صغير و نعتبره غير نافع وليس بذي باس و قوة ، داؤود النبي كان صبيا يافعا راعيا للغنم ، لم يكن يثير اهتمام اخوته او اهتمام الملك شاؤول عندما قال له دعني اقاتل العملاق جولياث لا يخر قلب انسان بداخله ، فذهب و ثقب رأس جولياث المحارب العملاق بضربة واحدة بحصى من مقلاعه ثم قطع راسه بسيفه ، بهذا العمل الجرئ تشجع جيش شاؤول وهجم على جيش العدو و هزمه بعد ان كان خائفا مترددا . داؤود هذا كان صبيا و راعي غنم و ليس محاربا ، فليس كل صغير عديم النفع .
نتعلم من مثل حبة الخردل الصغيرة  التي قاله لنا السيد المسيح ان ننجز عملا عظيما تكون بدايته صغيرة وننميه ونرعاه حتى يصبح عظيما و كبيرا ينتج ثمارا فيما بعد .
نريد ان نكون كحبة الخردل بين يدي الله ، ان سلمت نفسك الى الرب و رجعت اليه تائبا ، وطلبت منه ان تكون عظيما في حياتك بتقديم خدماتك للاخرين فسيجعلك الله كشجرة الخردل يستظل الاخرون بين اغصانك .
ان بدات بمشروع صغير ، سيباركه الله وينمو و يثمر وتكون له فائدة لك و للناس .
يسوع اشبع خمسة الاف نفس بخلاف النساء و الاطفال مبتدئا بخمسة ارغفة خبز وسمكتين ، فاضت منها اثنا عشر سلة بعد ان شبع الجميع . سلم للرب امرك اعطي ذاتك للرب ، وستكون كحبة الخردل الصغيرة النواة والبذرة التي ستنمو حتى تصبح شجرة عظيمة مباركة .
البداية دائما تكون صغيرة لكن النتيجة الاخيرة تكون بركة كبيرة ، بذرة صغيرة تنمو في تربة القلب حيث ينمو الملكوت بخطوة صغيرة ، بصلاة قصيرة ، ثم تتحول الى تأملات و صلاة طويلة ، وتنمو بالقداسة حياتك ويحرك المسيح قلبك .
اطلب من المسيح ان يسكن قلبك و يغير حياتك ، فتتأصل المحبة في قلوبنا لدرجة لا يمكن انتزاعها من القلب يحل المسيح بالايمان بقلوبنا  و تتأصل المحبة فينا .
ازرع بذرة الايمان في اعماق قلبك و اطلب من المسيح ان ينمي هذه البذرة داخلك ، وتأكد ان لك رجاء في المسيح و هو يستطيع ان يخلصك من خطاياك و يبارك حياتك و يجعلك عنصرا مثمرا كشجرة الخردل الكبيرة التي تأوي اليها طيور السماء .
كل من يدعو باسم الرب يخلص .