المحرر موضوع: المحبة هي هدف كل الوصايا ... وغاية المحبة هي الوصايا  (زيارة 382 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

المحبة هي هدف كل الوصايا ... وغاية المحبة هي الوصايا
بقلم / وردا إسحاق قلّو
( وما غاية هذه الوصية إلا المحبة الناجمة من قلب طاهر ) " 1 طي 5:1"
   كمال المحبة يكتمل بتطبيق وصايا الشريعة كلها ، والتي اختصرها الرب يسوع بقوله ( تحب الرب إلهك من كل قلبك ...) هذه هي الوصية الأولى . والثانية مثلها ( تحب قربك كنفسك ) " مت 22: 36-40 " . إذاً المحبة هي هدف كل الوصايا ، ( وأما غاية الوصية فهي المحبة ) " 1 طي 5:1 " .
  الكمال لا يتم بالإيمان مهما بلغ ما لم يرتبط بالمحبة ( طالع أنشودة المحبة 1قور 13: 1-3 ) . المحبة أفضل من الإيمان والرجاء التي يجب أن تنصهرا ببوتقة المحبة لكي يتأنى المؤمن في حياته فيتحمل الإثارة والإستفزار والإضطهاد ( غل 5 ) ومحبة الإنسان تشفق على المخطئين إليه أو إلى غيرهِ كما ترفق يسوع على المراة الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل ، هكذا نحن أيضاً يجب أن نعامل الخطاة ، لهذا قال الرسول ( إذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم ، والمذلين كأنكم أنتم أيضاً في الجسد ) " عب 3:13 " والي يعيش في المحبة لا يحسد أحداً ، بل يتمنى له المزيد . وأفضل مثال في الإنجيل عن المحبة التي لا تحسد ، موقف يوحنا المعمدان من المسيح الذي بدأ يبرز أكثر منه ، فقال ( لا بد له من أن يكبر ، ولا بد لي من أن أصغر ) " يو 30:3 " كما أن الذي يعيش في المحبة لا ينتفخ متكبراً على الآخرين ، بل يتعامل معهم بمودّة عندما نقرأ سيرة القديسين البالغين في علو المحبة فنجدهم يقولون عن أنفسهم بأنهم خطاة ، والرسول بولس العظيم الذي أختطفه الروح إلى السماء الثالثة . خير مثال على هذا ، قال ( والخطاة الذين أولهم أنا ) " 1 تي 15:1 " .
  على المؤمن أن ينبذ الكبرياء والتفاخر وحب الذات ، لهذا قال ( لا أفتخر إلا بضعفاتي ) " 1 قور 5:12 ". وهكذا المحبة لا تقبح أو تجرح أحداً أو تظهر مساوءه للآخرين ، بل ( المحبة تستر كثرة من الخطايا ) " يع 20:5 " والمحبة لا تطلب ما لنفسها ، بل تهتم بالاخرين ( فل 4:2 ) فالذي لا يطلب لنفسهِ ، بل يقدم غيره في الكرامة فهو ذلك الإنسان الذي يتكأ في نهاية المجلس . والمحبة لا تحتد لأنها مستعدة لإحتمال الإزدراء والمهانة بكل حب ( أف 31:4 ) وأبرز مثال على هذا محبة داود الملك عندما أساء إليه إبنه وخانه لكي يستولي على عرشه ، لم يحتد عليه بل أوصى قادة جيشه قائلاً لهم ( ترفقوا بالفتى إبشالوم ) " 2 صم 5:18 " هذه هي المحبة الحقيقية التي تتانى وترفق والتي لا تظن السوء لأحد مهما بلغت أخطائه . كما أن المحبة لا تفرح بالأثم ، لهذا يقول الكتاب ( لا تفرح بسقوط عدوك ولا يبتهج قلبك إذا عثر ) " أم 17:24 " فداود لم يسر بموت شاول ، بل رثاهُ وبكى عليه ( طالع 2 صم 1 ) . أما فرح المحبة فهو بالحق الذي يوافق إرادة الله . فالإنسان المحب يقف مع المظلومين ولو كانوا أعداءه .
   هكذا المحبة تتحمل كل شىء كإحتمال الرسل والشهداء والأنبياء جميع أنواع العذابات حتى آخر قطرة من دمائهم ( 2 قور 6 ) والذي يعيش في المحبة يصدق كل شىء ، لكن أولاً وصايا الله أكثر من أقوال الناس ، فكل ما يعارض كلام الله يجب أن لا نصدقه . كما أن المحبة ترجو كل شىء ، فالرجاء هو أولاً بالله أكثر من الرجاء بأي إنسان مهما بلغت منزلته . لهذا تقول الآية ( الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء ) " مز 118 " . والمحبة يجب أن تصبر على كل شىء كإحتمال الآلام من أجل المسيح الذي تحمل من أجلنا .
   أخيراً نقول : أن المحبة لا تسقط أبداً لأنها قوية كالموت كما يقول سفر نشيد الأناشيد . فمياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء المحبة والسيول لا تغمرها ( نش 8: 6-7 ) وذلك لأن المحبة متقدة كالنار ، وقوية وثابتة كالبيت المبني على الصخر . لا يمكن أن تزعزعها الرياح . وهكذا يجب أن نكون كاملين في المحبة لأن ( الله محبة ) والله أظهر محبته على الصليب عندما غفر لصالبيه ، قال:
 ( يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون ! )   
  التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 "


غير متصل نافــع البرواري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 386
    • مشاهدة الملف الشخصي
سلام المسيح اخي وردا مقال رائع عن المحبة في الكتاب المقدس
المسيحية قائمة على ثلاثة أركان هي: ألأيمان ، الرجاء، المحبة. وأعظم هذه الثلاثة هي المحبّة.
نعم المحبة هي محور الكتاب المقدس وجاء المسيح ليختصر كل الكتاب المقدس بوصية الله «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ»." (لو 10: 27).
 ويعبّر الله عن محبّته لشعبه على لسان النبي هوشع بأروع تعبير فيقول:
"وأنا الذي علّمهم المشي وحمَلَهم على ذراعه...جذبتهم اليَّ بحبال الرحمة وروابط المحبة، وكنتُ لهم كأب يرفعُ طفلا على ذراعهِ ويحنو عليهم ويطعمهم".
"يقول الرسول يوحنا تلميذ يسوع المسيح:"هكذا أحبّ الله العالم حتّى وهب أبنه الأوحد, فلا يهلك كُلِّ من يؤمن به , بل تكون له الحياة ألأبدية"يوحنا 3 :16".
محبتي

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
سلام المسيح أخ نافع
أجل المحبة هي قمة الفضائل ، والله محبة فمن فيه المحبة فيه الملكوت الذي يبدأ من هذا العالم ، يبدأ من داخل الإنسان ، والرب يسوع أوصانا لكي نثبت في المحبة ، فقال ( وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم ، ليس لأحد حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه ) " يو 15: 12-13 " .
 وكما تفضلت في تعليقك الذي ختمته ، بالقول
(هكذا أحبّ الله العالم حتّى جاد بأبنه الوحيد ، لكي للا يهلك كُلِّ من يؤمن به , بل تكون له الحياة ألأبدية ) "يوحنا 3 :16".
شكراً لمرورك . محبتي وتقديري