المحرر موضوع: متى يشعر الإنسان بالسعادة ؟  (زيارة 118 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح ابراهيم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 71
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
متى يشعر الإنسان بالسعادة ؟

السعادة هي شعور روحي ومعنوي وليس مادي، أنها شعور واحساس تشعر صاحبها أنه خفيف الوزن روحيا، تخلق بالجسد إحساس بالفرح الغامر والراحة المستمرة، تجعلك تشعر انك تطير فوق السحاب و لاترتبط بجاذبية الأرض ، لا تحس بهموم الحياة ومشاكلها .
يشعر المرء بالسعادة عندما يكون راضيا عن نفسه وسلوكه وأعماله وطريقة حياته ومعيشته وأعماله وتصرفاته تجاه عائلته وأهله و الآخرين في مجتمعه .
تشعر بالسعادة عندما تكون مقتدرا على مساعدة من يحتاج اليك وعندما تمد يد العون لمن يطلب منك بأن تتدخل أن تنقذه من محنة أو ضيقة أنت قادر على تخليصها منه ، وتشعره بعدها أنه تخلص من هم ثقيل كان يقض مضجعه و يدمر حياته أو مستقبله ويخنق أنفاسه .
تشعر بالسعادة عندما تكون بين أفراد عائلتك وهم فرحين غير محتاجين لشئ ، ولا متضايقين من هموم الحياة لأنك وفرت لهم كل ما يسعدهم ليعيشوا بكرامة مكتفين من كل احتياج . تشعر بالسعادة عندما أن عائلتك تحتضنك وتوفر لك الدفء المعنوي. أما إن كنت تعيش وحيدا في الغربة بلا أهل ولا عائلة ولا إخوان أو أصدقاء، حينها ستشعر بالبرد و الارتعاش لأنك بلا غطاء يحميك و يدفيك معنويا . وستعرف طعم السعادة المفقودة .
السعادة ليست بالغنى المادي وجمع الأموال والثروات. ما قيمة الثروة الهائلة التي تملكها و مدخراتك في البنوك والخزائن ، وأنت مصاب بمرض لا شفاء منه ولا علاج له وقد عجز الأطباء عن مساعدتك للتخلص منه . تعاني من الآلام المبرحة كل يوم ، ويحرمك من النوم الهني و الإحساس بعدم الراحة والأمان والهناء .
سنضرب مثلا عن امتلاك السعادة و الحرمان منها .
فلاح بسيط يعمل في مزرعة صغيرة يملكها تدر عليه ربحا لا بأس به يكفيه سد احتياجات عائلته و مصاريفها ، يزرع حقله بعرق جبينه يساعده أولاده الشباب . يحيط به أولاده و زوجته مكتفين ببيت صغير داخل المزرعة الصغيرة . هو وعائلته اصحاء الجسد ، مكتفين بما تدر عليهم مزرعتهم من طعام وما يربحه مما يبيعه من فائض الإنتاج . هذا الرجل يشعر بالسعادة ويعيش مطمئن البال مرتاح الضمير . لا يتابع أخبار الحروب و لا النزاعات الدولية في برامج واخبار التلفزيونات العالمية . ولا يشغل فكره بالكوارث والفيضانات والبراكين أو ارتياد الفضاء .
هذا الرجل  البسيط هو أسعد بكثير جدا من أحد رجال الأعمال أو رئيس دولة يكتنز الملايين في البنوك ، يسكن قصرا فاخرا يطل على بحيرة زرقاء رائعة الجمال، يمتلك السيارات الفارهة ، يحيط به الحرس والخدم والمستشارين ، لكن فكره مشغول ليل نهار، يوقظه سكرتيره الخاص من نومه في منتصف الليل ومن عز النوم ليعلمه بوقوع انقلاب عليه من قبل جنرالات جيشه ، وهم يحيطون بالقصر مدججين بالسلاح يطلبون أن يسلم نفسه لهم .
أو رجل أعمال غني لديه ارصدة كبيرة في البنوك ، يقوم بعقد صفقات تجارية كبيرة و تنفيذ عقود مقاولات بالملايين وعليه مواعيد محددة لتنفيذ التزاماته المالية والتنفيذية . فكره مشغول بحساب أرباحه وخسائره وتنفيذ المقاولات ، وإن تأخر تسليم ما التزم به لا ينام الليل ولا يهدأ له بال ولا يغمض له جفن . زوجته تنكد عليه حياته بشراستها . ابنته هربت مع عشيقها إلى دولة أخرى دون موافقته .  ابنه مصاب بالسرطان بدرجة متقدمة . فهل سيشعر هذا الغني بالسعادة ، أو سيعيش رئيس الدولة الذي يحيط به اعدائه بالسعادة ويعرف طعمها ولذتها . أم الرجل الفقير المزارع الذي يأكل من عرق جبينه وعائلته السعيدة تحيط به هو من يعرف طعم ومعنى السعادة ؟
السعادة شئ يعيش في عقولنا ، لا يشعر بها إلا من فقدها .

صباح ابراهيم
       30 / 7 / 2023