المحرر موضوع: الانتخابات العراقية بين الديناميكيات الانتخابية والتداعيات السياسية  (زيارة 135 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31599
    • مشاهدة الملف الشخصي
الانتخابات العراقية بين الديناميكيات الانتخابية والتداعيات السياسية
غياب بعض القوى السياسية عن الانتخابات لا يعني أن عنصر المنافسة قد غاب كليّا عن المشهد، بل إن المشهد تعزز بوجود قوى مدنية تسعى لإيجاد موطئ قدم لها.
محمد حسن الساعدي

المشهد الانتخابي تعزز بوجود قوى مدنية
تشكّل الانتخابات المحلية في العراق خطوة مهمة نحو الاستعداد لانتخابات مجلس النواب القادم، لذلك فإن القوى السياسية تسعى جاهدة بكل إمكانياتها إلى إيجاد البنى الأساسية في هذه الانتخابات لأنها ستكون مقدمة للانتخابات البرلمانية القادمة، وستعتمد هذه القوى على جودة أدائها ومدى صدق نواياها في تقديم الخدمة لناخبيها، حيث تلجأ القوى السياسية المشاركة والمرشحون فيما بينهم إلى تشكيل حكومة محلية، فيما سيكون تنافس القوى السياسية الكبرى داخلياً، لذلك سيتركز التنافس بين القوى داخل القوى السياسية ذات اللون الواحد والمكون الواحد، فيما سيكون التنافس في المحافظات المختلطة على قوة الكتل السياسية وقدرتها على تشكيل الكتلة الأكبر في المحافظة.

غياب بعض القوى السياسية عن الانتخابات، تحديدا التيار الصدري، لا يعني غياب عنصر المنافسة كليا عن المشهد، بل إن المشهد تعزز بوجود القوى المدنية (التشارنة) التي تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في الانتخابات البرلمانية القادمة وتشكيل قوى معارضة داخل البرلمان. في المقابل قد يُقرأ غياب التيار الصدري عن المشهد الانتخابي غيابا لقدرة الإطار التنسيقي على تنظيم أوضاعه الداخلية في الانتخابات البرلمانية، وهو ما سيشكل عائقاً واضحاً ويكشف مدى عدم قدرة الإطار التنسيقي على وضع الإستراتيجيات والتعاون داخليا من أجل خوض هذه الانتخابات، ما يشجع الصدريين على العودة إلى الحياة السياسية وهو عامل بالغ الأهمية.

◙ في حال اكتملت الانتخابات بنجاح وبدأت الحكومات المحلية في انتخاب المحافظين وتقديم الخدمات، سيشكل ذلك خطوة أولى نحو استعادة بعض الثقة

بالتأكيد وجود القوى السياسية الحالية سيكون حافزا لتسخير نفوذها في التأثير على الناخبين، وهذا الأمر بات واضحا في قدرة جمهور السلطة على تغيير وجهة الانتخابات، لذلك لجأت حكومة محمد شياع السوداني إلى إجراءات من شأنها أن تقلل نسب التزوير والتلاعب بالنتائج، والتي من أهمها العد والفرز اليدوي ونصب الكاميرات في قاعة التصويت وغيرها من إجراءات المراقبة الشديدة يوم الاقتراع، وسيكون رئيس الوزراء حاضرا بشخصه من أجل مراقبة الانتخابات المحلية، وهو الذي راهن بحياته السياسية من أجل تحقيق الاستقرار في العراق بعد الأحداث المريرة التي مرت بالبلاد ما بين 2019 و2022؛ لأن إجراء انتخابات مجالس المحافظات بنجاح، مع تقليل نسب التجاوزات الانتخابية، يمثل أولوية للسوداني الذي يسعى للوصول إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة مع تعزيز دوره التنفيذي للمرحلة القادمة.

وسيكون تأثير انتخابات مجالس المحافظات مهما في تحديد النظام السياسي في كل محافظة، وهذه مسألة مهمة لبناء التحالفات قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما أنها حاسمة للسماح بتطبيق المحاصصة، وستكون المنافسة شرسة في المحافظات الغنية بالموارد مثل البصرة وكركوك، لذلك إذا أجريت انتخابات مجالس المحافظات بنجاح فمن شأنها أن تقوي فترة الاستقرار النسبي في العراق وتمنح حكومة السوداني الثقة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة أو إتمام ولايته بالكامل.

وفي حال اكتملت الانتخابات بنجاح وبدأت الحكومات المحلية في انتخاب المحافظين وتقديم الخدمات، سيشكل ذلك خطوة أولى نحو استعادة بعض الثقة، وسينظر إلى مجالس المحافظات على أنها ناجحة. وخلاف ذلك سيتم اعتبار الانتخابات المحلية غير ضرورية وأداة لتمكين الفساد ستؤثر مستقبلا على شرعية الدولة العراقية ككل وتهدد النظام السياسي.