المحرر موضوع: مقتدى الصدر اليائس من الوصول إلى السلطة يخوض معركة تعطيل الانتخابات المحلية  (زيارة 191 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31620
    • مشاهدة الملف الشخصي
مقتدى الصدر اليائس من الوصول إلى السلطة يخوض معركة تعطيل الانتخابات المحلية
إجراءات أمنية استثنائية لمواجهة احتقان متصاعد في الشارع العراقي على هامش التحضير للانتخابات.
العرب

أتباع عقائديون مستعدون لتنفيذ الأوامر
التناقض الحادّ بين زعيم التيار الصدري وخصومه السياسيين في الموقف من انتخابات مجالس المحافظات في العراق يجعل من تحوّل الصراع الدائر حولها إلى موجة عنف إمكانية واردة في ظل ما حدث من احتكاكات في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الطرفين، وهو ما تحمله حكومة محمد شياع السوداني على محمل الجد وتتحسب له بإجراءات استثنائية.

بغداد- استدعت حالة الاحتقان المتصاعدة في الشارع العراقي مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية عقدَ رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلّحة محمّد شياع السوداني اجتماعا أمنيا استثنائيا مع كبار القادة الأمنيين بهدف التصدّي لموجة عنف محتملة لاحت بوادرها مع تصاعد التراشق بين التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وعدد من الأحزاب والفصائل الشيعية المسلّحة، وقيام أنصار التيار في العاصمة بغداد وعدد من مدن جنوب البلاد بالهجوم على مقرات حزبية وتخريب الدعايات الانتخابية لعدد من مرشحي الأحزاب للانتخابات.

وتمثّل انتخابات مجالس المحافظات المقررة للثامن عشر من شهر ديسمبر الجاري نقطة افتراق جديدة بين الصدر وخصومه من داخل العائلة السياسية الشيعية بعد أن كانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة قد عمقت حالة الشقاق القائمة بينهما بسبب صراع قديم متجدّد على السلطة بين كبار رموز تلك العائلة وزعيم التيار الصدري الذي تعاظمت خلال السنوات الأخيرة طموحاته في حكم العراق على أرضية فشل خصومه في قيادة الدولة على مدى قرابة العقدين من الزمن، لكن تكتّل هؤلاء الخصوم ضمن ما يعرف بالإطار التنسيقي أحبط طموحاته ودفعه إلى حافة اليأس السياسي.

وعلى خلفية حالة اليأس تلك سعى الصدر لعرقلة إجراء الانتخابات المحلّية بدعوته أنصاره إلى مقاطعتها، قبل أن يلجأ عدد من هؤلاء الأنصار إلى العنف الذي شهدت مدن بغداد والنجف والبصرة بعض مظاهره خلال الأيام الماضية الأمر الذي استدعى تحركا عاجلا من رئيس الوزراء بهدف “المحافظة على العملية الانتخابية وتطبيق القانون وفقا للسياقات الدستورية ومحاسبة كلّ من يعرقل إجراءها”، بحسب ما جاء على لسانه خلال الاجتماع الأمني المذكور.

بليغ أبوكلل: الصدريون يختلقون أسباب الفوضى لتعطيل الانتخابات
وضمّ الاجتماع كبار القادة من التشكيلات الأمنية المختلفة واطّلع السوداني خلاله على مجريات الخطة الأمنية التي سيتم تطبيقها خلال الانتخابات حيث أمر بتحديث الخطة باستمرار “حتى تتمكن من استيعاب أي تطور أو حدث أمني مفاجئ”.

وجاء الاجتماع غداة ليلة مضطربة شهدتها العاصمة بغداد بسبب إقدام أنصار التيار الصدري على اقتحام مقر تيار الحكمة بقيادة السياسي الشيعي عمّار الحكيم وتخريب لافتات انتخابية لمرشحي حزب الحكيم.

ولا يعكس موقف رئيس الوزراء، فقط حزم الدولة في حماية المناسبة الانتخابية، بل يعكس أيضا موقف الأحزاب والفصائل المشكّلة للإطار التنسيقي الذي أوصل السوداني إلى المنصب الأهم في الدولة، نظرا لما تنطوي عليه انتخابات مجالس المحافظات من أهمية قصوى لتلك الأحزاب والفصائل في توطيد حكمها وتوسيع نفوذها ليشمل الحكومات المحلية التي تتمتّع بصلاحيات قانونية واسعة وتتصرّف في موازنات كبيرة مغرية للقوى السياسية التي اعتادت على نهب المال العام وسرقته بطرق متعدّدة.

وعلى طرف نقيض من ذلك ستشكل الانتخابات المحلية خطوة جديدة باتجاه مزيد تهميش مقتدى الصدر وتياره خصوصا وقد اختار أسلوب المقاطعة أملا في عرقلة المناسبة، أو على الأقل نزع الشرعية عن نتائجها ومخرجاتها.

وكان الصدر قد طالب أتباعه بمقاطعة الانتخابات المحلية عبر منشور على منصة إكس قال فيه “مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيرا ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا ويقلل من شرعية الانتخابات دوليا وداخليا، ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب”.

ويقول متابعون للشأن العراقي إنّ الصدر بلغ حالة من اليأس من الوصول إلى السلطة، وإنه قد يكون بصدد خوض معركته الأخيرة ضد خصومه السياسيين بمحاولته تفخيخ الانتخابات المحلّية.

ويرى هؤلاء أن بوادر العنف التي لاحت مؤخّرا مع اقتراب موعد الانتخابات قد تكون مؤشّرا جديا على أن زعيم التيار الصدري مستعد لاستخدام كل الخيارات لعرقلة مساعي خصومه السياسيين لاستكمال سيطرتهم على مقاليد الدولة العراقية.

ويشيرون إلى أن خيار الشارع هو الأقوى بيد الصدر في ظل القاعدة الجماهيرية التي ما يزال يحتفظ بها بين الفئات الشيعية الناقمة على من تصدّروا واجهة السلطة طيلة العقدين الماضيين وفشلوا في قيادة البلد نحو الاستقرار والازدهار رغم ما يتوفّر عليه من ثروات ومقدّرات ضخمة.

وخلال الأيام الماضية هاجم عدد من أنصار الصدر مقرات تابعة لحزب الدعوة وائتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي في محافظتي النجف والبصرة وأحرقوا لافتات انتخابية لمرشحين عن الائتلاف.

◙ انتخابات مجالس المحافظات تمثّل نقطة افتراق جديدة بين الصدر وخصومه من داخل العائلة السياسية الشيعية بعد أن كانت الانتخابات البرلمانية الأخيرة قد عمقت حالة الشقاق

وانطلقت المواجهات من سجالات على مواقع التواصل الاجتماعي أشعلتها تعليقات ساخرة من الصدر وأسرته أطلقها محسوبون على حزبي المالكي والحكيم عبر منصة إكس.

لكنّ الحزبين تبرّآ منها متهمين الصدريين أنفسهم بإطلاقها من خلال حسابات مزيفة على المنصّة المذكورة بهدف إشعال موجة عنف يتمّ عن طريقها تعطيل الانتخابات المحلية.

وكتب بليغ أبوكلل عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة وهو أحد المتهمين بالاستهزاء من زعيم الصدريين على منصة إكس قائلا “القضية كالتالي: يزوّرون تغريدة ثم يسبّون ويشتمون ثم يهجمون ليحرقوا أو يثيروا الفوضى”، مضيفا “هم لا يستطيعون العيش دون فوضى لذلك يختلقون أسبابها. يكتبون ضد أنفسهم ويهجمون على مقرات غيرهم حتى يعطّلوا الانتخابات”.

وأصدر حزب الدعوة بيانا هدّد فيه بتوليه الدفاع عن مقارّه مطالبا القوات الأمنية بملاحقة مهاجمي المقرّات ومخرّبي الدعايات الانتخابية. كما أصدر تيار الحكمة بيانا أدان
فيه “الاعتداءات المشينة التي طالت مكاتبه ومقاره وما صاحبها من اعتداءات على الأجهزة الأمنية.. في سلوك مرفرض ومستنكر”، معتبرا أنّ تلك “الممارسات المرفوضة تأتي ردا على دعوة التيار إلى تكثيف المشاركة الجماهيرية في الانتخابات”، وأنّها تعد “ترويعا للمواطنين وتهديدا لأمنهم المجتمعي سعيا لتقليل مشاركتهم في الانتخابات المحلية”