المحرر موضوع: الشبيبة المسيحيّة... رُسل رجاء في عالم يائس  (زيارة 690 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشبيبة المسيحيّة... رُسل رجاء في عالم يائس

بقلم: جورجينا بهنام حبابه
أربيل, الخميس 7 ديسمبر، 2023

يعيش عالمنا اليوم مرحلةً بالغة الصعوبة إزاء ما يشهده من نزاعات وحروب وأزمات اقتصادية ومظالم هي أشبه بالمأساة على أكثر من صعيد. والمؤسف أنها تُلقي بظلالها السلبيّة على البشر عمومًا، وعلى الشبيبة خصوصًا، بصورة تكاد تكون واحدة في مختلف البلدان.

إزاء هذه التحدّيات الجمّة، هناك من يستسلم وربما يفقد رجاءه. ولكنّ رجاءنا في المسيح الحيّ ينبغي أن يكون أقوى، كما أوضح الأب سان كاكا، كاهن في إيبارشية أربيل الكلدانيّة وحاصل على ماجستير في العلوم الإنسانية والاجتماعية مع تخصّص في اللاهوت الكاثوليكي من جامعة لورين الفرنسية، في حديث إلى «آسي مينا».

بيّن الأب كاكا أنّ هناك مَن يقرّر من الشبيبة التحدّي ومواجهة المصاعب محاولًا إيجاد الطريق الأنجع لعيش إيمانه برجاء. فيقتدي هؤلاء بيسوع المسيح «وهو الشابّ الأجمل في هذا العالم. وكلّ شيء يلمسه يصبح شابًّا»، كما يعلّمنا البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي «المسيح يحيا».

وأشار الكاهن الكلداني إلى دور كلّ شاب وشابّة في إنعاش الحياة الإيمانيّة في الكنيسة وبثّ روح الرجاء. فأكّد ضرورة الانطلاق من الشباب والشابات وتنشئتهم وتعريفهم بدورهم ورسالتهم في الكنيسة والمجتمع ليتمكّنوا من مساعدة أنفسهم والآخرين.

وشرح أنّه، وبحسب الإرشاد الرسولي،  تعلّمنا المعطيات الإنجيلية أنّ يسوع نفسه في مرحلة شبابه كان «في "تنشئة"، يستعدّ لتحقيق تدبير الآب، وقد وجّهته مراهقته وشبابه نحو تلك الرسالة العظمى». فتُشكّل هذه الجوانب من حياة يسوع «مصدر إلهام لكلّ شابّ ينمو ويستعدّ لإتمام رسالته في الحياة» مع مراعاة أنّه «لا يمكننا فصل التنشئة الروحية عن التنشئة الثقافية».

وليس ضروريًّا أن يكون الشاب مسيحيًّا كاملًا لينشر الإنجيل، بحسب الأب كاكا؛ فحماسته وحبّه ليسوع هما كلّ ما تحتاج إليه هذه الرسالة. وزاد الكاهن الكلداني: «إذا كان للشبيبة إيمان بيسوع، فستساهم في نشر الإنجيل والشهادة للكلمة، بمعونة الروح القدس، بأبسط الوسائل كالتحدّث إلى الناس عن إيمانهم المسيحي وخبرتهم مع المسيح، مُعطين مثالًا حيًّا عن العلاقة الشخصيّة معه».

فالأساس إذًا بناء علاقة شخصيّة قويّة مع المسيح، قوامها التعليم الصحيح الذي تلقّته الشبيبة عن المسيح وكنيسته. ويتمّ ذلك عبر استدامة قراءة الكتاب المقدس واقتباس التعليم الصحيح من مصادره الموثوقة. فيكون الشباب مرسَلين صالحين لنشر البشارة «كأدوات له كي تشعّوا بالنور والرجاء، لأنه يريد الاعتماد على شجاعتكم ونضوركم وحماسكم»، على حدّ قول الأب كاكا.

وخلص الكاهن الكلداني إلى القول: «عندما يعي كلّ شاب مسيحيّ مسؤوليته تجاه نشر الإنجيل، يركض أسرع من البطيئين والخائفين. فيدفعه الروح القدس إلى الأمام، مدركًا حاجة الكنيسة إلى اندفاعه وحدسه وإيمانه».
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية