المحرر موضوع: سر تجسد وميلاد الإله عمانوئيل  (زيارة 660 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

سر تجسد وميلاد الإله عمانوئيل
بقلم / وردا إسحاق قلّو

تقول الآية عن كوكبٍ ، ( أراه وليس في الحاضر . أبصرهُ ولكن وليس من قريب . يخرج كوكب من يعقوب ، ويقوم صولجان من إسرائيل ، فيحطم صدغي موآب وجمجمة جميع بني شيت) " عدد 17:24 " .

   كتب البشيران متى ولوقا عن نسب المسيح الإنسان ، وقد نسِّبَ إلى سلالة داود الملك . وكأنه كباقي البشر له نسل آدمي . كما يظهر لنا متى في الفصل الأول من إنجيله بأنه يوصف يسوع بمظهر إنسان وإله . فإنه نسّب المسيح إلى داود وإلى إبراهيم ( طالع مت 1:1-17 ) وكأن المسيح المتجسد من الروح القدس في أحشاء مريم هو من نسلنا نحن البشر ، لكن متى يستمر في الحديث ليقربنا إلى النسل اللاهوتي ليسوع الإله المتجسد ، فيقول ( لأنه حبل به في الروح القدس ) " 1: 18-25 " ، أي أنه ليس من نسل إنسان . إذاً صار دور يوسف النجارمعروفاً أختاره الله لخدمة المولود الإلهي ، ويطلق أسمه عليه كأب بالتبني ، وأوكله الملاك أيضاً بأن يطلق هو عليه إسم ( يسوع ) والذي يعني ( يهوة يخلص ) . ولينَسَب إلى سلالة يوسف البار البشرية .
   ولد الطفل من العذراء مريم في بيت لحم اليهودية . بلدة داود النبي ، في عهد الطاغية هيرودس الذي رفضه وحاول قتله ، وبسببه سال دم غزير في إسرائيل ، فرسمت في الأفق تلك المآسات لمذبحة أطفال بيت لحم الأبرياء . سال دمائهم التي كانت رمزاً مسبقاً للصليب ، وإستمرت المآسات فعلاً إلى يوم الصلب الذي كان يبحث عنه هيرودس . نجا يسوع الطفل من سيف الغدر وكما نجا موسى الطفل من القتل في عهد فرعون .
   بعض المجوس جاءوا وسجدوا للطفل المولود وقدموا له الهدايا التي ترمز إلى آلوهية وملوكية الطفل إيماناً به . بينما أهله اليهود رفضوه منذ طفولته لتتم النبؤة ، ورؤية إشعياء النبي الذي لمح جمهور الوثنيين يدخلون أورشليم المستنيرة بمجد الله ( أش 60 و 62 ).
    ولد يسوع من العذراء لتتم النبؤة ( ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمانوئل " الله معنا " ) لم يكن بمقدور المخلص أن يكون معنا على وجه حقيقي ونهائي إلا بعد مروره بالموت وقيامته ( مت 20:28 ) .
  قام البار يوسف بإتمام الدور الموكَل له من السماء بكل أمانة والذي أوحى له مرات عديدة في الحلم . وهذا الروح القدوس هو الذي أشرق على خلق العالم ، وهو الذي أيّدَ إيمان يوسف وعمل في مريم البتول على وجه كامل وبكل دقة . أمر الملاك يوسف لكي ينطلق بالطفل ومريم إلى مصر . وبهذه الرحلة جدد موضوع الخروج . والدلالة عليه كيسوع المخلص الفادي . الشعب اليهودي عندما كان في البرية فشل في دخوله إلى أرض الميعاد ، في ( ملكوت الله ) التي وعد بها الله موسى . أما يسوع الذي إندمج في هذا الشعب منذ ميلاده فأنه حمل في نفسه تاريخ ذلك الشعب وبلغ بذلك التاريخ إمتحانه في البرية إلى الكمال الحقيقي . وفي نهاية مسيرته على الأرض قال ( لقد إقترب ملكوت الله ! ) فصار شعب إسرائيل مستعداً للدخول مع يسوع في الملكوت . لكن ذلك الشعب رفض . فأخذ النور من تلك الأمة ليشرق على الوثنيين إبتداءً بالمجوس . أخيراً إنتهى تاريخ إسرائيل بميلاد المسيح الذي أتجه نحو الوثنيين ، أي إلى ( الشعب الجالس في ظلمة أبصر نوراً عظيماً ، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور ) " مت 16:4 " .
 وبعد زيارة قام بها يسوع إلى الناصرة بعد عماذه ، أقام في كفرناحوم ، أي في جليل الأمم . ومن هناك بدأ نور رسالته يشع إلى العالم كله . لأنه لم يأتي فقط لخراف بني إسرائيل الضالة بل لخلاص كل الشعوب . وله المجد التسبيح والسجود .
      التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 "




غير متصل نافــع البرواري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 386
    • مشاهدة الملف الشخصي
  "الشعب السالك في الظلام رأى نورا ساطعا والجالسون  في أرض الموت وظلاله  اشرق عليهم النور(9:1  اشعيا) . في زمن الظلمة  الحالكة ، وعد الله بأرسال نور  يشرق على كل انسان جالس في ظل الموت وهو"عجيب مشير اله قدير" لقد تحققت نبوءة اشعيا هذه في مولد المسيح واقامة ملكوته الأبدي ، حيث يقول الرسول بولس:" لأنّ الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة ,هوالذي أشرق في قلوبنا ، لأنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع.
شكرا اخي وردا على هذا الموضوع عن تجسد المسيح وميلاده من العذراء مريم والذي بتجسده صار الله قريب منا بل اصبح واحد منا يعاني ما نعانيه ويتالم معنا ويفرح معنا ونحن بدورنا نشركه في ملكوته الأبدي لكونه صالحنا مع ابيه السماوي
 ونحن اذ نحتفل بذكرى ميلاده فهو في الحقيقة اصبح ميلاده في قلوبنا فهو فينا ونحن فيه الى الأبد امين

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ نافع البرواري المحترم

الشعب اليهودي المختار لم يعرف زمن مجىء المسيح الذي لامهم على عدم معرفة زمن تجسده . هؤلاء اليهود الذين رؤا ان كل العلامات التي ينتظروا تحقيقها في المسيا من المعجزات والقوات والعلامات وأيضا التوقيت حسب أسابيع دانيال تتحقق في يسوع الناصري انه المسيح المنتظر بطريقة مستحيلة أن تكون بالصدفة فلو جدلا كان فقط موضوع ميلاده من عذراء هو العائق لهم لكان من السهل جدا ان يتأكدوا من هذا لوجود شهود كثيرين على هذا الامر. أيات كثيرة من النبؤات تشير إلى هذا الزمن ، والمثير للعجب هو بعد زيارة المجوس لهيرودس ، طلب هيرودس علماء اليهود وكهنتهم ليتحقق منهم في هذا الأمر فبحثوا في الكتب ولم يصلوا إلى الهدف ليعترفوا ويؤمنوا . فبقوا في ظلمة الإنتظار وما يزالوا ، فأخذ منهم الكرمة ليسلمه إلى الأممين الساكنين في الظلمة الذين أشرق عليهم نوره السماوي ليصبحوا هم شعبه .
 علينا أن نهيىء قلوبنا قبل عيد مولده ليولد فينا وينورنا بنوره الإلهي ، وكما تفضلت يشاركنا بملكوته السماوي من هنا إلى أن نلتقي به في السماء . وكل عام وأنت بألف بخير وصحة وفرح المسيح