المحرر موضوع: الأحزاب الكوردية بين العداوة والصداقة.  (زيارة 134 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح پلندر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 126
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأحزاب الكوردية بين العداوة والصداقة.
‎نحن أطفالٌ صغار وفي بداية أيام شابنا الجميلة كنا نسمع  بان للكورد حقوق منزوعة من قبل حكام العراق من العهد الملكي وإلى عام 1991 ، كما كنا نسمع أوائل الستينات بأنه هناك ثورة كوردية فتية مؤمنة بالتحرر ونيل حقوقها تقاتل صنوف من قوات الجيش العراقي في الجبال من أجل العيش الكريم والحقوق المشروعة للشعب المغلوب على أمره علماً بأن هذه الثوره كان يعمل فيها حزب واحد ومن ثم شاركت فيها أحزاب مختلفة من أبناء الشعب العراقي والكوردستاني بمختلف تسمياتها ومن مختلف الأديان والقوميات ومن بين من شاركوا فيها كانوا من أبناء الأمة من الكلدان والسريان والأشوريين وأبلوا البلاء الحسن فيها واستشهد عدد كبير منهم ... وقتها وعينا على اتفاق بين قادة الثورة الكوردية وحكومة بغداد ولكن لم يستمر هذا الاتفاق طويلاً وسرعان ما بدأت العمليات الحربية من جديد وفقد من أبناء الطبقة الكادحة والفقيرة من الطرفين أعدادٌ كبيرة استشهدوا دون أن يفقد للقادة أحداً من الأبناء ... وفي تالي من الأعوام وعينا على الوضع القائم في كوردستاننا الحبيبة حيث انشق الحزب الكوردي الوحيد في الساحة وقتها إلى حزبين وبدء الصراع بينهما ودام لفترة زمنيه ليست بالقصيرة وفيه فُقِدَ من الاحزاب المتناحرة اكثر مما استشهد بنيران العدو (الجيش المدعوم بالفرسان) ورغم كل المصائب استمر القتال بين الحزبين الكبيرين على الموارد المالية وذهب ضحيته الوطنيون الغيارى المؤمنين بقضية شعبهم وأمتهم من الطرفين ولا يزال القسم الأكبر منهم مفقوداً وإلى اليوم هناك من يبحث عمن فقد عزيزاً... وبعد ان تم على يد الأمريكان الصلح والاتفاق بين الاخوة المتحاربين إلاَّ أنه لم يدم طويلاً وسرعان ما بدء صراع من نوع جديد ألا وهو الصراع الفكرى والحرب الباردة بينهم وللأسف لازالت مستمرة إلى يومنا هذا ونتيجة لذلك تم تقسيم الشعب الكوردستاني بين العدو والصديق عملاً بالمثل القائل من ليس معي فهو ضدي ،ولم يكتفي الحزبان بما دار بينهما في الماضي من الزمان فتم تقسيم الأرض بين الأخضر والأصفر وبدء معه صراع جديد متمثلاً  بالألوان وإن كان الرب قد خلق الألوان للجمال ولكنها أصبحت رمزاً للعداوةِ و استغلوها أمثل استغلال وكنتيجة طبيعية لهذا الصراع نرى بأن كل منهما يلقي اللوم على الآخر والخاسر الوحيد هم أبناء هذا الشعب المسكين الذي عانى ولا يزال من قلة الخدمات وزيادة الضرائب وبدون ضمان صحي أو ضمان اجتماعي الذي هو حق أساسي من حقوق الإنسان وكلاهما الصحي والاجتماعي سيظلان يشكلان تحديات رئيسية بجانب الأمن والاستقرار لكلا الحزبين المتنفذين  ، أما القادة والحاشية المحيطة بهم فيعيشون عيشة الملوك والأمراء ...يا لسخرية القدر فقد نجد اليوم بأن صراعاً جديداً من نوع آخر قد بدء بينهما من أجل هل يحق لمكون بسيط أن يدخل الإنتخابات المقبلة في شباط 2025 بدائرة واحدة أم عدة دوائر وكل منهما متمسك برأيه لأنه يرى بأن المكون الفلاني هو من حصته دون غيره لأنهم يرون فيه صوتٌ داعم لأصواتهم ولم يعوا بأن الخاسر الوحيد هم أبناء هذا المكون ... فاليوم على ابناء المكوّن المتمثل بـ الكوتا ان يكونوا بعيدين عن هذا الصراع  أما الذي لا يرى سوى خدمة أسياده فمن المؤكد والحتمي سوف لن يكون لأبناء هذاالمكوّن أو ذاك سوى الخذلان والحرمان من العيش بكرامة ورفعة رأس ، تحية لشهداء الامة من جميع الأحزاب الذين ناضلوا في سبيل رفع راية الحق بوجه الظلم والطغيان ونعلة الله على الخونه الذين يرتزقون من فتات موائد أسيادهم .
‎بقلم صباح بلندر