المحرر موضوع: في الاتحاد سنخسر أقل  (زيارة 608 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فيفيان صليوا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 58
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في الاتحاد سنخسر أقل
« في: 15:18 23/12/2023 »

في الاتحاد سنخسر أقل

عندما تنتفض الطبيعة تصبح البقعة كلها حفرة. يقلب الأصل على السطح المزيف ليكشف عن الأرض الحقيقية. لن تتفاهم، لن تدرك ولن ترحم الذين نسبوا اليهم أرضاً ليست بالأصل أرضهم. لا يمكن للطبيعة أن تكون طبيعية في بلد تغيرت جذوره بالقوة. لماذا تتعمق جذور الأشجار دائماً تحت الأرض، ولا تتعمق في أعماق السماء لتكشف اللص الذي نسب إليه الأرض؟
لقد تم انتزاع الشرق الأوسط بأكمله من شعبه الحقيقي اليهودي المسيحي، ولذلك، ستستمر تلك البقعة في الانتقال من حرب إلى أخرى، ومن كارثة إلى أخرى. إن الأرض التي شربت دماء أبنائها الأصليين على أيدي الغزاة لن تجد راحة ولا سلاماً. من يسرق وطناً يسرق ديناً. من يسرق ديناً يسرق وطناً. انشغالهم بدين جديد ونومهم في أرض ليست لهم، يتمسكون بكل الخيوط كالعناكب. شعار الشعوب الشرق الأوسط : ليس من الضروري أن تكون عبقرياً عندما تتاح لك عبقرية الآخرين. شعوب كالغرف لا تستطيع أن تؤثث نفسها بنفسها. لم يظهروا براعتهم إلا بسرقة كل شيء من السكان الأصليين ونسب انتمائهم إلى ما هو ليس لهم.

لقد طردوا آشور من خريطة الشرق الأوسط، ويريدون طرد إسرائيل من نفس الخريطة. الآشوريون واليهود مرتبطون تاريخياً، ولم يدير اليهود ظهورهم لأرضهم إسرائيل كما فعل الآشوريون رغماً عنهم. هل تبدو لنا عودة آشور بعيدة مثل عودة الرب يسوع المسيح؟ لقد خلقوا اليهود لاستعادة أرضهم ودولتهم إسرائيل، أم نحن قطعنا كل صلة بأمل أن نأخذ جزءاً من أرض آشور المسيحية والتي أصبحت بالقوة غير آشورية وغير مسيحية. لم يسحب شعبي نفسه إلا من أولئك الذي جعلوا من غبارهم نوعاً ما وطن. ما كان لنا، أصبح لغيرنا. طردت الذات من الجسد، أين الذات وأين الجسد؟ لقد اعتاد طريقنا أن يكون عن فقاعات للسقوط. بداخلنا نصل دائماً إلى كل الغبار. هذا الغبار الذي في داخلنا، إنه هناك وطن، وطننا الذي اخذ منا. نحن الشعب الذي بلا وطن. طالما نحمل جلدنا فنحن نحمل وطن أجدادنا المسروق. جلدنا ضحية عظام تنمو بعيداً عن جذورها. كم مرة تخدعنا الدائرة التي يحملها الجسد وتخلق اللاوعي بأطراف متلاعبة؟ العقل الباطن يشبه غرفة بها أثاث قديمة مكتظة بالغبار الشديد الذي لا يسمح بإزالته. كم امقت الدائرة الفارغة التي تعيش وكأنها عبقرية ومفرطة الشعور وهي بالأصل مغلقة لخوفها من كسر ولو مساحة صغيرة من خطها الدائري. دائرتها المغلقة ليست أرضاً صلبة، هناك أيادي كثيرة خارجها تجعلها تتدحرج ضد إرادتها. أرض باتت فوقها أرض أخرى لا تشبه بأي شيء الأرض التي تحتها. أصبحت أرض آشور تحت الأسم الجديد أرض العراق. قسموا شعبنا الآشوري المضطهد تحت مسميات مختلفة حتى أصبح جسد بذراع واحدة وقدم واحدة. الفخ الذي وقع فيه الشعب الآشوري ولن أقول الشعب الكلداني والسرياني لأننا جميعاً آشوريون، هذا ما يقوله التاريخ والألواح الطينية الآشورية. في الاتحاد سنخسر أقل.

فيفيان صليوا
Email: vivianne.slioa@hotmail.com