أخي نبيل
سالفة غزه وما ادراني بغزه وما سبقها.
ارجو ان تتحملني قليلا لطول تعليقي.
في فترة الدراسه الجامعيه, كنت قد تعرّفت على عدد من الطلبه الفلسطينيين ,حصل ذلك من خلال مصاحبة اصدقائي العراقيين في زياراتهم لمقر اتحاد طلبة فلسطين الكائن في شارع السرجخانه محلة عمو البقال بالقرب من بيت صديقي نبيه الشاكر الذي شجعني على ان اتبرع لمنظمة التحريرالفلسطينيه مبلغا شهريا قدره درهم.
في نفس الوقت كان لي زميل فلسطيني معي في نفس الصف اسمه زكريا,شاب في منتهى الأدب ومثقف سياسي ينتمي للجبهه الشعبيه لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش,سألته في احد الايام عن سبب عدم تواجده في مقر اتحادهم الطلابي,فردعليّ بابتسامه وديعه قائلا: انت لست فتحاوي , لكنك تتبرع لهم بدرهم شهريا,وظني انك تدفع ايضا درهم او درهمين كاشتراك لاتحاد الطلبه التابع للحزب الشيوعي العراقي, ما الذي يمنعك من ان تعطي الدرهم للجبهه الشعبيه بدلا من أن تعطيه لمنظمة ياسرعرفات؟ كان سؤاله هذا بداية لمعرفتي بوجود صراعات بين الفلسطينيين أنفسهم وتطورت لاحقا وإلاما إستطاعت اسرائيل وبهذه السهوله ان تسحب البساط من تحت منظمات التحرير العلمانيه الحامله للفكر التحرري الحقيقي وإناطة مهمة تحرير فلسطين الى منظمات دينيه اسلاميه, كحماس, وحزب الله , والجهاد الاسلامي, المعروفه بتطرفها, ليس مهم ان نشير الى الذي كان وراء تاسيس هذه التنظيمات الاسلاميه, لكن المهم الذي يجب قوله , بان هذه التنظيمات الاسلاميه قدمت للصهاينه الكثير مما كان مخطط له .
اخي نبيل, أنا وأنت نشجب ونستنكر ونطالب بوقف المحرقه الدائره في غزه كما يفعل الراهب حين يدعو من صومعته وما من مجيب له,ظاهر المحرقه يتراءى لأعين البعض بانها حلقه من حلقات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, وهو صحيح الى حد ما,لكن باطنها شأن ٌ مغوش ومضبب,انظرالى ما يجري في بحار المنطقه ,هل جيئ بكل هذه القطع والاساطيل البحريه القتاليه من اجل نصرة اسرائيل على غزه ام لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزه؟ أم أ ن غزه ستكون مدخل لمشروع اكبر,اكثر الظن ان القادم سيكون كما جاء على لسان مسؤول امريكي هو ان الوقت قد حان لانجازمرحلة فرض سيطرة الغرب الفعليه على دول عربيه محدده وأرضاخها بشكل تام. وكتحصيل حاصل سيكون للقضيه الفلسطينيه حلاً تفرضه حالة الرضوخ والخنوع العربي التام... نظام ملالي ايران يتزامط على العرب والمسلمين بعدائه لاسرائيل والشيطان الاكبر, وهي كذبه هناك من الدلائل الكثير مما يكشف اكاذيبهم .نعم ايران كانت المُشجع الأول لحماس في إشعال فتيل حرب معروفة نتائجها مسبقا. لكنها وبعد كل هذه المحرقه لم تتدخل سوى بتحريك أذرعها في البلدان الاخرى ,ولو استرسلنا في نبش حقائق هذه المعادله المتحركه دائما, سوف لن نعثر في ثناياها على اي جهة صادقه تريد الخير للشعب الفلسطيني ولا حتى لليهود,,,, دوليا ً الكل يستغل القضيه من اجل تمرير منافعه , ونظام صدام كان احدهم عندما امر بتشكيل منظمة التحرير العربيه, خذ على سبيل المثال تنظيم داعش, الذي صنعه هو طرف واحد لتحقيق هدف يخصه , الكثير من الانظمه والدول المحيطه بنا والدوليه الاخرى استفادت من داعش ما عدا العراقييين الذين ذاقوا الويل والخراب من وراء جرائم هذا التنظيم.
نار غزه ستنطفئ ولكن بنيران اخرى ستشتعل في المنطقه وهكذا دواليك,,, شعوبنا الشرق اوسطيه مازالت منشغله بالدعاءات والصلوات وبتكفير هذا وتقديس ذاك فلا غرابة حين يصل الحال بنا الى ما هو عليه....
ايامكم سعيده
تحياتي