الاستاذ حسام سامي المحترم
تحيه طيبه
لايختلف عاقلان حول تورع المرحوم البطريرك شيخولدرجة الزهدالذي ميّزه عن غيره في ايمانه وتعبدّه,صفه لازمته طيلة حياته لا يمكن إنكارها.
من ناحيتي,الذي عرفته عن مسيرته أعطاني الانطباع بأن تقوته الطافحه اخذت منه الكثير ولم تعطه سوى القليل الذي يمكنّه على اهتماماته الواجبه تجاه متطلبات الرعيه,ربما غيري يرى في رؤيتي إجحافا بحق المرحوم شيخو,يبقى البطريرك شيخو في نظري رمزا وعلَماً دينيا ورعاً,لكن امانة قول الرأي واجبه وهي بلاشك تستدعي تقديم ما يسندها,رأيي هذا بنيته من تفاصيل مناسبات وقنوات مقربه اليه لايتسع المجال للخوض فيها وفي تفاصيلها ,حاليا سأكتفي بسرد واحده منها لتقديم جزء من حجتي .
بتاريخ17 اذار 1985,إستشهدإبن عمي كريم توسا في معركة هور الحويز وهو في العشرين من عمره,فحضرت التعزيه في بيت اهله المنكوبين في حي الغدير ببغداد.
زارنا طيب الذكرالبطريرك شيخو رحمه الله,فصلّى والحضورعلى روح الشهيد,ثم جلس ليتناول قهوته المُرّه بيننا وهو يتحسس الحزن يعصر قلوبنا ويمزق مصاريننا قهراًعلى فقداننا شاب في مقتبل عمره وحيفاًعلى أرتال شهداء مسيحيين سبقته وأخرى في الطريق في حرب ارادها حاكمان دمويان هلهلت لهما ماكنةالغرب.
بينما كان البطريرك شيخو رحمه الله وبصوته الخافت يواسي المفجوعين بإبنهم ويحثهم على الصبر والتحمل, كانت تصدر من هنا وهناك تمتمات فيهاهمس تحامل على النظام الحاكم والبطريرك رحمه الله يحاول تهدئة الجو,لن اطيل في سرد ما جرى, فقدتسنّى لي ان أساله سؤالا كان معتمرا في ذهني طيلة سنوات الحرب :
سيدنا,الى متى ودماء شبابنا المسيحيين تسفك هدرا في حرب طويله,الأكراد تم إستثناءهم رسميامن المشاركه في الحرب لاسباب ربمالدينااقوى منها,لماذالاتطالب الكنيسه بمعاونة الفاتيكان بإستثناء المسيحيين ايضا,خاصة وقد تعالت اصوات تحريم قتل المسلم على يد المسيحي بدليل ان هناك حالات لشهداء مسيحيين كانوا يقاتلوا العدو ببساله لكنهم تلقوا الرصاص غدرا في ظهورهم من بنادق زملائهم.
اجابني البطريرك: يا بني صللوا لمريم العذراء!!فتمتمت انا ايضا وقلت مع نفسي علام نصللي يا سيدنا إن كان غيرنا قد صلى لاشعال الحرب ولبت العذراء طلبه !!.
جواب المرحوم البطريرك شيخو ذكرّني بواحده من حكايات مذبحة سميل 1933 المعروفه,فعندماتمكنت عوائل اشوريه ان تنفذ بجلدهاوتلجأ الى القوش,شاط غضب الحاكم فتم تطويق البلده بالعساكر والتهديد بقصفها وتدميرها ما لم يتم تسليم اللاجئين للحكومه,كان موقف اهالي القوش هو رفض تسليمهم مهما كلف الامر,مع ذلك فكرالعقلاء بضرورة ايصال الخبر للمرحوم البطريرك يوسف عمانوئيل توما في الموصل عساه يجد حلاً للازمه حقنا ً للدماء,بطريقةمعينه إجتازالرسول المتطوع المرحوم إيسف صارو طوق العساكر ووصل الموصل,فابلغ البطريرك عمانوئيل بخطورةوضع البلده القوش ,تفاجأالرسول حين قال له البطريرك:صللوا لإمنا العذراء,فاجابه الرسول بفكاهته المعروفه:سيدنا وانا أغادرالقوش قادما اليكم شاهدتها بإزارها هاربه باتجاه الشرق,إنزعج البطريرك من كلامه,لكن ايسف الح عليه كي يفعل شيئا قبل ان تباد البلده بمن فيها.الحكايه تقول عندما ادرك البطريرك عمانوئيل جسامة الخطرأجرى إتصالاته وتم معالجة الأزمه بسلام دون سفك دماء مسجلا لنفسه انجازا تاريخيا .
رابي حسام,حين أقارن بين موقفـَي البطريركين,لاامتلك سوى قولها كما يستوجب ,طالما المسأله تتعلق بسفك دماء ابرياء,لن تشفعنا تبريرات تسليم اقدارالالاف المحسومه مسبقا لحين إستجابة السماء لصلواتنا او تبريرات قساوة الظرف,على المسؤول أن يتصرف بما يمليه عليه واجبه من اجل حقن دماء رعيته البريئه, ثم ليطلب شفاعة العذراء والسماء والقديسين في مسعاه اثناء تادية واجبه وما أتقاه وانجبه حين يستشهد من اجل رعيته...
شكرا لكم اخي حسام, وارجو المعذره عن الاطاله .
تقبل تحياتي