المحرر موضوع: مسؤولية حزب الله في اغتيال صالح العاروري  (زيارة 190 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
مسؤولية حزب الله في اغتيال صالح العاروري
نائب رئيس حماس ترك صيدا للموساد في مبنى أكثر من مكشوف.
MEO

أمام أعين كل مخبر وجاسوس
عاش صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في لبنان قياديا فلسطينيا منسقا بين حركة حماس وإيران عبر حزب الله فيما يعرف بمحور المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي دون أدنى ضمان أمني يؤمن حياته من تهديدات إسرائيلية معلنة. وضع حزب الله إقامته في أحد طوابق مبنى سكني غير مؤمن يسمى عمارة "حلويات الشرق" بين العوائل وفوق محلات تجارية في منطقة المشرفية بشارع معوض المفتوح على كل الاتجاهات!

غاب الحس الأمني لدى حزب الله المضيف لقيادي فلسطيني ينتظر نحبه، وتجاهل ضرورة إحاطته بضمانات أمنية لازمة لأي شخص مستهدف من قبل قوى معادية لا تغمض لها عين في اقتناص أعدائها في مكان لا أحد فيه آمنا إلا من تحصن في مخبأ سري بعيدا عن أنظار مخبر أو جاسوس.

من شقة فوق محلات "حلويات الشرق" التي يرتادها العشرات أو المئات من عشاق الكنافة والقطايف اللبنانية، كان صالح العاروري يمارس ورفاقه دورهم السياسي والعسكري في أخطر مراحل المواجهة مع إسرائيل دون الاكتراث بالمخاطر الأمنية.

خطأ متعمد ارتكبه حزب الله أو تجاهل غير مقصود في وضع صالح العاروري ورفاقه في مبنى سكني وسط شارع تجاري بالضاحية الجنوبية من بيروت، وهو المدرج في قائمة المستهدف اغتيالهم من قبل الموساد الإسرائيلي لما له من دور تنسيقي قيادي توجيهي في ظل الحرب العدوانية على غزة.

صدمة لمن يكشف مكان إقامة القيادي الفاعل في حركة حماس: حي سكني تجاري بلا شرط أمني، حاله حال أي شخص عادي لا ثقل له ولا وزن في السياسة والأمن.

لكن كيف يغيب الحس الأمني لدى أجهزة أمن حزب الله المالكة لخبرة التحصن وهي في حالة حرب دائمة مع عدو يجاورها وتحتضن عناصر قيادية مستهدفة تتحمل المسؤولية الأخلاقية في حمايتها؟

أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية أعلنت رسميا، وعلى لسان رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية شين بيت، عن وضع خططها لاغتيال قادة حماس، وإعلان تداولته وسائل الإعلام العالمية، بعدما أصدر بنيامين نتنياهو تعليماته بـ "العمل ضد قادة حماس أينما كانوا" في 22 نوفمبر 2023 كجزء من حربه على غزة. مهمة شين بيت هي ربط الخيوط الاستخبارية من الضفة وغزة وتسليمها للموساد، الجهاز المكلف بالاستخبارات في الخارج.

لبنان بلد مكشوف أمنيا، سهل اختراقه عبر بوابات متعددة، ساحة مفتوحة بلا رقيب لأنشطة المخابرات المتنوعة عبر وكلائها ومجنديها، يجعل ضمان الحصانة الأمنية لأي شخصية أمر بالغ التعقيد، واقع فتح الباب أمام الموساد في اصطياد أهدافه بضربة لا تقبل الخطأ.

إشارات تحذيرية أطلقتها إسرائيل لم يتخذ إزاءها حزب الله إجراءات احترازية لحماية قيادات حماس التي تركها تحرق بنيران مسيرة إسرائيلية في مبنى "حلويات الشرق"، كما الإجراءات التي يتخذها لحماية قياداته من الصف الأول في مخابئ لا يصلها أحد.