المحرر موضوع: قائد متهم بالإرهاب يترأس أهم فصيل في الجيش السوري المعارض  (زيارة 166 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
قائد متهم بالإرهاب يترأس أهم فصيل في الجيش السوري المعارض
تكليف أبو حاتم شقرا بقيادة "حركة التحرير والبناء" له تداعيات خطيرة عليها إذ يمكن أن يمتد التصنيف على قوائم العقوبات الأميركية إلى كل الفصائل العاملة فيها.
MEO

زعيم "أحرار الشرقية" متهم بالعديد من انتهاكات حقوق الإنسان
إدلب (سوريا) - أعلنت "حركة التحرير والبناء" في الجيش الوطني السوري المعارض عن تكليف أحمد إحسان فياض الهايس المعروف بـ"أبو حاتم شقرا"، رغم أنه مصنّف على قوائم العقوبات الأميركية على خلفية انتهاكاته لحقوق الإنسان وعلاقته بتنظيم "داعش".

و"حركة التحرير والبناء"، هي اندماج لأربعة فصائل في الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، معظمها من المنطقة الشرقية في سوريا (دير الزور - الرقة - الحسكة)، وتم الإعلان عن تشكيلها في شهر فبراير/شباط 2022، وتضم وفق البيان التأسيسي فصائل "أحرار الشرقية" و"جيش الشرقية" و"الفرقة 20" و"صقور الشام (قطاع الشمال)".
وأعلنت الحركة في بيان لها الإثنين، عن تكليف أبو حاتم شقرا بقيادة الحركة، فيما تقول المصادر أن القرار له تداعيات خطيرة عليها إذ يمكن أن يمتد التصنيف على قوائم العقوبات الأميركية في وقت لاحق إلى كل الفصائل العاملة فيها. كما أن شقرا غير متمرس على العمل الإداري، وهذا ما سيُدخل الحركة في إرباك وتخوّفات من فشلها أو تفككها مستقبلاً، إذ أن عقليته عشائرية تميل إلى الانحياز ولذلك هناك تخوف من تراجع أداء الفصيل بوجود شخصية غير إدارية في القيادة.

 وتعرضت فيالق وفصائل الجيش الوطني السوري خلال العام الماضي 2023 لهزّات قوية أنتجت اضطرابات وخلافات بين الفصائل ضمن الفيلق الواحد، ما انعكس سلباً على الواقع العسكري والأمني بشكل عام، وفتح المجال أمام "هيئة تحرير الشام" للسيطرة على مساحات كبيرة من مناطق شمال شرقي حلب، سواء كان ذلك بالسرّ أو العلن، وهو ما شكّل تهديداً لوجود الفصائل المحسوبة على الجيش الوطني مستقبلاً، ووضع وزارة الدفاع أمام استحقاق لا مفر منه، وهذا ما دفع الجانب التركي للعمل على إجراء تغييرات جديدة تشمل قادة بعض الفيالق، وإعادة هيكليتها لخلق حالة من التوازن فيما بينها، بسبب الانشقاقات التي عصفت بها.
وبالنسبة لحركة التحرير والبناء كان هناك ضابط وحيد بين قادة فصائلها وهو العقيد حسين الحمادي الذي يعتبر الأقدر على القيادة، لكنه كرر أكثر من مرة طلب إعفائه من المنصب، وهذا ما أوقع الحركة بحرج وآلت القيادة في آخر المطاف إلى شقرا.

اضطرابات وخلافات بين الفصائل المعارضة ضمن الفيلق الواحد، ما انعكس سلباً على الواقع العسكري والأمني وفتح المجال أمام "هيئة تحرير الشام" للسيطرة على مساحات كبيرة من مناطق شمال شرقي حلب.

وأبو حاتم شقرا هو زعيم "أحرار الشرقية" ومتهم بالعديد من انتهاكات حقوق الإنسان، وتقول المصادر أنه ذو سوابق وله سجل حافل، حيث يتهم نشطاء إيزيديون الرجل بالتورط في جرائم ضد الإنسانية بحق أهالي عفرين وأعزاز خاصة من الأقلية الإيزيدية، وقد عمل في تجارة العوائل والمختطفين واحتجازهم، بعد سيطرة الفصائل الموالية لتركيا على مناطقهم، بحسب شهادات وردت في تقرير موقع "Ezidi24".

ويتمتع أبو شقرا بعلاقات قوية مع جهات تركية رسمية، ففي أبريل 2018، حضر أبو شقرا اجتماعا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب قيادات الجيش السوري الحر. و"أحرار الشرقية" أحد أهم مكونات الفصائل السورية المدعومة تركيا، وقد عرف عناصرها بتطرفهم خلال السنوات الماضية.

وكانت "أحرار الشرقية" تتبع جبهة النصرة التي تعد ذراعا لتنظيم القاعدة في سوريا، ومؤسسها هو أبو ماريا القحطاني، الذي كان سابقا قائد مجلس الشورى في تنظيم جبهة النصرة.

وفي شهر يوليو/ تموز من عام 2021، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الفصيل واتهمت الوزارة "أحرار الشرقية" بالقتل غير القانوني لهفرين خلف السياسية الكردية والأمين العام للحزب السياسي "سوريا المستقبل" بالإضافة إلى حراسها الشخصيين شمال شرقي سوريا، خلال أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019.

وتتهم أحرار الشرقية أيضاً بقتل عدة مدنيين في شمال شرقي سوريا، بينهم عاملون صحيون وأشارت الخارجية الأميركية إلى أنّ الفصيل المذكور انخرط كذلك في عمليات اختطاف وتعذيب ومصادرة ممتلكات خاصة من المدنيين، ومنع النازحين السوريين من العودة إلى ديارهم.

وقالت الوزارة في بيان إن أحرار الشرقية شيدت وتسيطر على مجمع سجون كبير خارج حلب حيث تم إعدام المئات منذ عام 2018. كما استخدم الفصيل هذا السجن في عملية خطف واسعة النطاق مقابل فدية استهدفت شخصيات بارزة من رجال الأعمال والمعارضة من محافظتي إدلب وحلب، كما قامت أحرار الشرقية بدمج أعضاء سابقين في تنظيم الدولة في صفوفها، وفق وصفها.

وحينذاك اعتبر قياديون في الجيش الوطني السوري، أنه من "الظلم تصنيف فصيل شُكل للدفاع عن المدنيين السوريين في مواجهة قوى الإرهاب والاستبداد، دون الاستناد إلى تقارير لجان حقوقية وقانونية مستقلة".

ورفضت "حركة التحرير والبناء" الاتهامات الأميركية الموجهة لـ"تجمع أحرار الشرقية" التابع لها، حول ارتكاب انتهاكات في سوريا، وقال عضو المكتب السياسي في الحركة زياد الخلف، أن "الاتهامات الأميركية الموجهة إلى تجمع أحرار الشرقية بارتكاب انتهاكات وجرائم قتل، هي اتهامات كيدية ولا حقيقة لها، وليس لها أي مستند قانوني، إنما هي ترديد لما تقوله الأحزاب الانفصالية في سوريا، مثل حزب العمال الكردستاني".

وأشار الخلف في بيان إلى أن قادة الحركة اختاروا بالتوافق أبو حاتم شقرا لقيادة الفصيل، مضيفاً أن "تجمع أحرار الشرقية وبقيادة أبي حاتم شقرا، يُعتبر الفصيل الأقوى ضمن فصائل المنطقة الشرقية في الفيلق الأول بالجيش الوطني".

ولفت إلى أن اختيار "أبي حاتم" للقيادة، جاء وفق النظام الداخلي لحركة التحرير والبناء، لمدة عام واحد، حيث سيكون هناك تداول للقيادة بين قادة الفصائل الأربعة المُشكّلة للحركة.