المحرر موضوع: اغتيال وسام الطويل يظهر انكشاف حزب الله أمام إسرائيل  (زيارة 174 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31500
    • مشاهدة الملف الشخصي
اغتيال وسام الطويل يظهر انكشاف حزب الله أمام إسرائيل
اختراق إسرائيلي يسقط رواية حزب الله عن تحقيق توازن الرعب.
العرب

رسالة إسرائيلية تشبه الرسالة الأميركية
تكبد حزب الله خسارة قاسية باغتيال أحد أبرز قياداته الميدانية، في عملية أظهرت عمق انكشاف الحزب أمام الاستخبارات الإسرائيلية، وهو الذي لطالما تباهى بنجاحه في تحقيق توازن الرعب.

بيروت- كشفت عملية اغتيال القيادي البارز في حزب الله وسام حسن الطويل أن القيادات الميدانية للحزب اللبناني الموالي لإيران مكشوفة أمام الاستخبارات الإسرائيلية، وهو ما لا يمكن أن يتحقق دون اختراق لصفوف الحزب ومن مستويات مهمة.

وقتل القيادي في قوة الرضوان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم الواقعة على بعد حوالي 11 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل.

ووصف مصدر أمني عملية اغتيال الطويل بكونها “ضربة مؤلمة للغاية”، فيما تحدث مصدر آخر على أن المسؤول المستهدف “كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات حزب الله في الجنوب”.

ويرى متابعون أن اغتيال الطويل الملقب بالحاج جواد أعقد من مجرد رصد لمكالمات وتتبعات لاسلكية، أو من خلال طائرات مسيّرة مراقبة.

بنيامين نتنياهو: حزب الله أخطأ التقدير في 2006 وها هو يخطئ مجددا
ويقول المتابعون من الواضح أن المعلومات الاستخبارية تتسرب إلى اسرائيل ما يمكّنها من توجيه ضربات لشخصيات قيادية من حزب الله وحركة حماس، كما حصل مع اغتيال نائب رئيس مكتب حماس صالح العاروري الثلاثاء الماضي في ضربة إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية (معقل حزب الله).

ويشير هؤلاء إلى أن الحزب أمام تحد صعب في كشف الثغرات التي تتسلل منها المعلومات لإسرائيل، والتي لا يعرف مداها.

وفي وقت لاحق، نعى حزب الله في بيان “الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل” وقال إنه “ارتقى شهيداً على طريق القدس”، وهي التسمية التي يستخدمها حزب الله لنعي مقاتليه الذين يقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة.

وهذه أول مرة يستخدم فيها حزب الله صفة “قائد” عند نعي أحد عناصره.

ونشر الإعلام الحربي لحزب الله مجموعة صور للطويل، يظهر في إحداها وهو يجلس قرب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من يناير 2020.

وظهر في صور أخرى مع عدد من قيادات الحزب، بينهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله، والقيادي السابق عماد مغنية الذي قتل بتفجير سيارة مفخخة في دمشق عام 2008، إضافة إلى مصطفى بدرالدين القيادي العسكري الذي قتل في سوريا عام 2016.

ويعد الطويل القيادي العسكري الأعلى رتبة في حزب الله الذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عند الحدود مع إسرائيل، قبل نحو ثلاثة أشهر.

ووفق المعلومات فقد ولد الطويل في مدينة صور اللبنانية عام 1970، والتحق بصفوف حزب الله في سن مبكرة، وسرعان ما تدرج في صفوفه حتى أصبح أحد أبرز قياداته.

وتولى الطويل مناصب قيادية عدة في حزب الله، منها مسؤوليته عن ملف التصنيع العسكري، ومسؤوليته عن ملف العمليات الخارجية. كما كان عضوا في مجلس الشورى المركزي للحزب.

وعرف عن القيادي نشاطه العسكري والعملياتي، حيث كان مسؤولًا عن العديد من العمليات التي نفذها حزب الله ضد إسرائيل.

وكان من أبرز القيادات التي شاركت في حرب تموز عام 2006، حيث قاد مجموعة من مقاتلي حزب الله في القتال ضد الجيش الإسرائيلي.

ويقول مراقبون إن إسرائيل أرادت باغتيال الطويل إيصال رسالة إلى حزب الله بأنها على دراية بكل تحركات قياداته وأنها بإمكانها الوصول إليهم، على خلاف ما كان يتوهم الحزب الذي اعتقد أنه يمتلك اليد الطولى في قواعد الاشتباك الحالية.

ويشير المراقبون إلى أن عملية اغتيال الطويل بالتأكيد تشكل ضربة قاسية لحزب الله ليس فقط لجهة خسارة قيادي ميداني بهذا الحجم، بل وأيضا لما أظهرته إسرائيل من قدرات استخبارية تمكنها من استهداف رؤوس كبيرة في الحزب.

وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاثنين، على عملية الاغتيال قائلا إن “حزب الله أخطأ التقدير في 2006 وها هو يخطئ التقدير مجددا”.

وأضاف نتنياهو، أثناء تفقده قوات بلده في كريات شمونة على الحدود مع لبنان، “نحن سنقوم بكل ما يلزم من أجل إعادة الأمن للحدود الشمالية وتمكين السكان من العودة، نحن طبعا نفضل أن يحصل هذا بالطرق الدبلوماسية ودون حرب واسعة، لكن لا شيء سيمنعنا من إعادة الأمن”.

وتأتي عملية اغتيال الطويل في ظل تحركات يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي زار لبنان، في سياق مساع لتجنب اتساع نطاق الحرب في غزة.

ومنذ هجوم حركة حماس على المستوطنات الجنوبية في السابع من أكتوبر وما استتبعه من رد إسرائيلي دموي على القطاع الفلسطيني المحاصر، تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل مواجهات يومية تصاعدت وتيرتها في الأيام الأخيرة بعد اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق حزب الله من مغبة الإصرار على عدم سحب قواته من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية في إطار اتفاق دبلوماسي، مؤكدا أن ذلك سيعني حربا بالنسبة إلى إسرائيل.

وأشار غالانت إلى أنه سيتّم نشر أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين في حال نشوب صراع مع الحزب اللبناني، موضحاً أن “الأولوية ليست الدخول في حرب مع حزب الله، ويجب أن يتمكن 80 ألف شخص من العودة إلى منازلهم بأمان”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه “إذا لم يتم التفاوض على اتفاق لجعل ذلك ممكنا من خلال انسحاب قوات الحزب، فإن إسرائيل لن تتراجع عن العمل العسكري”. وأضاف “نحن على استعداد للتضحية. إنهم يرون ما يحدث في غزة. إنهم يعرفون أنه يمكننا إحداث ذلك في بيروت”.

ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 182 شخصا في لبنان، بينهم 136 عنصرا من الحزب، فيما أحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.

الطويل يعد القيادي العسكري الأعلى رتبة في حزب الله الذي يقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عند الحدود مع إسرائيل، قبل نحو ثلاثة أشهر

وبعد اغتيال العاروري، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء إسرائيل من مغبّة شنّ حرب على لبنان. وقال “حتى الآن، نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة ولذلك ندفع ثمنا من أرواح شبابنا”.

ونبّه من أنه “إذا فكر العدو أن يشن حربا على لبنان فسيكون قتالنا بلا سقوف وبلا قواعد وبلا حدود وبلا ضوابط”، مضيفاً “لسنا خائفين من الحرب ولا نخشاها”.

ويقول متابعون إنه ليس واضحا بعد ما إذا كان حزب الله سيلتزم بنفس الحسابات التي تحدث عنها نصرالله بعد اغتيال الطويل، وأن إسرائيل وضعته بهذه العملية بين خيارين أحلاهما مرّ فإما رد قوي قد تنفجر عنه حرب موسعة أو صمت سيكون محرجا بالنسبة إليه.

ونبّه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خلال زيارته السبت إلى بيروت، حيث التقى ممثلين عن حزب الله، إلى ضرورة تجنّب “جر لبنان إلى نزاع إقليمي” مخاطباً الطرفين بالقول “لن يخرج أحد منتصراً من نزاع إقليمي”.