المحرر موضوع: السوداني يفاوض والحشد يهدد في تصعيد عراقي ضد القوات الأميركية  (زيارة 155 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31575
    • مشاهدة الملف الشخصي
السوداني يفاوض والحشد يهدد في تصعيد عراقي ضد القوات الأميركية
الفصائل العراقية المدعومة من إيران ترفع من مستوى التهديد ملوحة بقصف أهداف أميركية واسرائيلية في الخليج وغرب آسيا.
MEO

المعركة مفتوحة على احتمالات كبيرة
 البنتاجون لا يخطط لسحب القوات الموجودة في العراق
 العراق منفتح على إقامة علاقات ثنائية والانخراط في تعاون أمني مع دول التحالف

بغداد – أعرب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن إصراره على إخراج القوات الأميركية من بلاده بأقرب وقت، بينما تصعد الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من إيران من مستوى التهديد ضد المصالح الأميركية ملوحة بقصف أهداف أميركية واسرائيلية في الخليج وغرب آسيا، وتوعدت بالردّ على أي "اعتداء" يطال اليمن ولبنان أو أي دولة من دول "محور المقاومة".

وقال السوداني إن العراق يريد خروجا سريعا ومنظما للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض لكنه لم يحدد موعدا نهائيا، ووصف وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.

واكتسبت الدعوات التي أطلقتها منذ فترة طويلة فصائل أغلبها شيعية والعديد منها قريب من إيران، لرحيل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، زخما بعد سلسلة من الضربات الأميركية على فصائل مرتبطة بطهران وتشكل أيضا جزءا من قوات الأمن العراقية الرسمية. وقال السوداني في مقابلة مع رويترز الثلاثاء إن هناك "ضرورة لإعادة ترتيب هذه العلاقة بالشكل الذي لا تكون هدفا وملفا ومبررا لأي جهة داخلية أو خارجية للعبث باستقرار العراق والمنطقة".

وبالتوازي مع تصريحات السوداني، قال جعفر الحسيني الناطق العسكري باسم كتائب حزب الله العراق، إحدى أبرز فصائل "المقاومة العراقية"، إن التواصل مع "المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى قد تعمّق وأصبح مباشراً ويومياً وأكثر تماسكاً على المستويات السياسية والعسكرية والشعبية". وأضاف في مقابلة مع قناة "الميادين"، أنّ إمكانات "المقاومة العراقية باتت أكثر عدّةً وعدداً بشكل لا يتصوره العدو وقد لا يعلم بها إلّا الأميركيون، باعتبار أنهم اختبروها في بعض المناطق والمنازلات".

السوداني يريد إعادة ترتيب العلاقة مع واشنطن بالشكل الذي لا تكون فيه هدفا وملفا ومبررا لأي جهة داخلية أو خارجية للعبث باستقرار العراق والمنطقة.

وتعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا، منذ بداية تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لهجمات بشكل شبه منتظم بصواريخ وطائرات بدون طيار، وأعلنت الفصائل الموالية لإيران أكثر من مرة مسؤوليتها عن هذه الهجمات.

وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن المنشآت الأميركية في العراق وسوريا تعرضت للهجوم 127 مرة منذ بدء تصعيد الوضع في المنطقة، على خلفية أحداث الحرب في غزة، موضحة أنه منذ 4 يناير وقعت تسع هجمات، وفي المجمل، تم تنفيذ 127 هجوما منها 52 في العراق و75 في سوريا".

وذكر الحسيني أنّ "المقاومة العراقية استخدمت القدرات والإمكانات المطوّرة خلال عملياتها ضد المواقع الأميركية والإسرائيلية رداً على العدوان على قطاع غزّة، إذ استعملت الطائرات المسيّرة، والصواريخ قصيرة المدى والذكيّة منها أيضاً، وكذلك الصواريخ والطائرات بعيدة المدى التي وصلت إلى الأراضي المحتلة ودكّت أهدافاً حيوية في إيلات والبحر الميّت والبحر المتوسط"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ "هناك أسلحة أخرى من غير الصحيح الكشف عنها الآن".

وأشار إلى أنّ المقاومة العراقية دكّت قواعد أميركية منها عين الأسد، بالصواريخ البالستية قصيرة المدى للمرة الأولى، كما استخدمت صواريخ بعيدة المدى مثل الكروز المطوَّر في استهداف هدف حيوي في حيفا، مؤكداً أنّ هذه العمليات تتصاعد، وأنّ المقاومة الإسلامية في العراق ماضية بتوسِعة جغرافيا هذه الأهداف ونوعيتها، ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمراً في عدوانه على غزّة.

ويقول معارضون إن الفصائل المسلحة لا سيما كتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء تستخدم مكانتها كمكونات في قوات الحشد الشعبي كغطاء. وتشكل الحشد الشعبي في عام 2014 كقوة أمنية حكومية.

وعندما تستهدف الفصائل القوات الأميركية، فإنها تعمل خارج التسلسل القيادي تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق، وعندما ترد الولايات المتحدة فإنها تندد بخسائرها بصفتها جزءا في قوات الحشد الشعبي وتستفيد من تصاعد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة.

وأفاد الحسيني أنّ "المعركة مفتوحة وفيها احتمالات كبيرة وكل الأهداف الأميركية والإسرائيلية وحتى الموجودة في غرب آسيا والخليج، هدف للمقاومة الإسلامية في العراق".

وعن التهديدات الأميركية بالرد والضغوط الخارجية والداخلية لوقف العمليات، أكّد الحسيني أنّ "المقاومة لا تعير اهتماماً لها، بل هناك أمر واحد تضعه نصب عينيها، هو وقف العدوان والحصار وعدم تهجير الفلسطينيين، وإلا لن تتوقف عن دك معاقل العدو وقواعده ومصالحه في كل المنطقة".

وتطرق إلى احتمال اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل قائلا إنّ "المقاومة العراقية ستكون حاضرة في الميدان اللبناني كتفاً الى كتف مع الشعب اللبناني حتى آخر رمق، ولن نسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بأنّ تمسّ بلدان المحور أو البلدان الإسلامية". وتابع أنّ "أيّ اعتداء عليه سيضع كل الحسابات والاعتبارات جانباً، وستكون جميع الخيارات مفتوحة أمامنا، وستكون هناك ردود من المقاومة الإسلامية في العراق".

وشدد على أنّ "المقاومة العراقية ماضية في عملياتها حتى إخراج كامل القوات الأميركية من العراق وبعض بلدان المنطقة بشكل كامل"، مشيراً إلى أنّ "الوجود الأميركي في أي من هذه البلدان هو شرّ مطلَق ويمتد إلى الدول المجاورة".

وصعد العراق من مواقفه الرسمية والسياسية ضد التحالف الدولي والقوات الأميركية في البلاد، بعد الهجوم الذي استهدف مؤخرا مقرا لـ"حركة النجباء" في بغداد، وأسفر عن مقتل قائد العمليات الخاصة التابع للفصيل، الذي تتهمه واشنطن بتنفيذ هجمات ضد قواعد عسكرية في العراق وسوريا.

وبعد افصاحه عن التفاصيل الأولى لأفكاره بشأن مستقبل التحالف منذ إعلانه في الخامس من يناير/ كانون الثاني أن العراق سيبدأ عملية إنهاء مهامه، قال السوداني إن الخروج يجب أن يتم التفاوض عليه في إطار "عملية تفاهم وحوار". مشيرا إلى أن الحل الوحيد لعدم اتساع الصراع في المنطقة حاليا هو وقف الحرب في غزة مع تكثيف جهود إدخال المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن.

وأضاف "هذا هو الحل الوحيد، وإلا سوف نشهد المزيد من اتساع ساحة الصراع في منطقة حساسة للعالم تمثل ثقلا لإمدادات الطاقة، وأيضا هذا الموضوع برمته هو يؤدي إلى زيادة التطرف والعنف، ليس في هذه المنطقة، في كل دول العالم".

ومن المرجح أن يؤدي الانسحاب الأميركي إلى زيادة القلق في واشنطن بشأن نفوذ العدو اللدود إيران على النخبة الحاكمة في العراق. واكتسبت الجماعات الشيعية المتحالفة مع إيران قوة في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وقال "البنتاجون" الاثنين إنه لا يخطط لسحب القوات الموجودة في العراق بناء على دعوة من حكومته. وغزت القوات التي تقودها الولايات المتحدة العراق وأطاحت بصدام حسين في عام 2003 ثم انسحبت في عام 2011 لكنها عادت بعد ذلك في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في إطار تحالف دولي. وللولايات المتحدة حاليا نحو 2500 جندي في العراق.

ومع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017 وتراجعه منذ ذلك الحين، قال السوداني إن سبب وجود التحالف قد انتهى منذ فترة طويلة.

وكانت الدعوات لانسحاب التحالف موجودة منذ سنوات وحتى الآن لم يتغير الكثير. وصوت البرلمان العراقي في عام 2020 لصالح رحيله بعد أيام من اغتيال الولايات المتحدة للقائد الإيراني البارز قاسم سليماني وقيادي كبير في أحد الفصائل العراقية في غارة خارج مطار بغداد.

وفي العام التالي، أعلنت الولايات المتحدة نهاية مهمتها القتالية في العراق والتحول إلى تقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن، وهي خطوة لم تغير سوى القليل على أرض الواقع.

وأعادت حرب غزة القضية إلى الواجهة من جديد، إذ دعت العديد من الجماعات العراقية التي أوصلت حكومة السوداني إلى السلطة والمقربة من طهران إلى الخروج النهائي لجميع القوات الأجنبية، وهي خطوة سعت إليها إيران وحلفاؤها الإقليميون منذ فترة طويلة.

وصرح السوداني إنه يسعى لخروج التحالف لأن العراق يستطيع الآن الدفاع عن نفسه في مواجهة الإرهاب وينبغي أن يمارس سيادته الكاملة على أراضيه، وبالتالي يتجنب إعطاء أي طرف ذريعة لجر العراق إلى صراع إقليمي. وتابع إن “إنهاء وجودها سيمنع المزيد من التوترات وتشابك الملفات الأمنية الداخلية والإقليمية”.

وأضاف أن العراق منفتح على إقامة علاقات ثنائية والانخراط في تعاون أمني مع دول التحالف لا سيما الولايات المتحدة، وقد يشمل ذلك التدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية وكذلك شراء الأسلحة.

وتابع "لا نريد أن يكون إنهاء التحالف وكأنه عملية طرد لهذه القوات وإنما العملية هي عملية تفاهم وحوار تؤدي إلى الانسحاب بشكل طبيعي". وأردف "مستعدون للتعاون الأمني الثنائي مع كل الدول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي هي ليست عدوا لنا ولسنا في حرب معها، لكن استمرار هذه التوترات بالتأكيد سوف يؤثر ويخلق فجوة في هذه العلاقة".