المحرر موضوع: الحوثيون يصعّدون بهدف استدراج واشنطن إلى الصراع  (زيارة 177 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحوثيون يصعّدون بهدف استدراج واشنطن إلى الصراع
بريطانيا تلمّح إلى عمل عسكري وشيك ضد الحوثيين.
العرب

هل يتحرك الغرب للرد
صنعاء – عكس هجوم شنه الحوثيون الأربعاء على سفينة أميركية واستهدافها بثلاثة أنواع من الأسلحة، مسيّرات وصواريخ مجنحة وأخرى بالستية، سعيا واضحا إلى استفزاز الولايات المتحدة واستدراجها إلى التدخل بشكل مباشر في الصراع وتوسيع نطاقه، وهو المسار الذي بذلت إدارة جو بايدن كل ما في وسعها لتجنّبه.

وكسر الهجوم الحوثي قواعد الاشتباك القائمة منذ أسابيع في البحر الأحمر، ما قد يجر واشنطن وحلفاءها إلى رد وشيك مثلما ألمح إلى ذلك وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في تصريحات بعد الهجوم.

وأعلن الحوثيون الأربعاء استهداف سفينة أميركية بالصواريخ والمسيّرات معتبرين أنها كانت “تقدّم الدعم” لإسرائيل، وذلك غداة إعلان واشنطن ولندن إسقاط أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخًا فوق البحر الأحمر.

ويهدف الهجوم باعتماد أسلحة متعددة إلى تصعيب مهمة الاعتراض التي تضطلع بها القطعات البحرية الغربية، وتحقيق إصابات تحدث صدى إعلاميا وسياسيا قد يحرج الإدارة الأميركية  لتقطع مع أسلوبها الحالي الذي يقوم على مسايرة الوضع والاكتفاء باعتراض الصواريخ والمسيرات الحوثية دون القيام برد قوي.

الهجوم بثلاثة أنواع من الأسلحة، مسيّرات وصواريخ مجنحة وأخرى بالستية، يهدف إلى تصعيب مهمة الاعتراض الغربية

ويعرف الحوثيون أن واشنطن ستعمل على رد محدود ومحسوب بدقة طالما أن خسائرها ليست كبيرة، وهو ما دأبت على اعتماده في الرد على الهجمات في العراق، لذلك رتبوا لهجوم نوعي من أجل دفع إدارة الرئيس جو بايدن إلى الخروج من حالة الانكماش.

ويُعزى تجرؤ الحوثيين على استهداف السفينة الأميركية إلى امتلاكهم قدرة كبيرة على تحمل ضربات جوية أميركية، وفي الوقت نفسه هم مقتنعون بأن الولايات المتحدة لن تستطيع ضرب أهداف مدنية أو بنية تحتية في اليمن.

ويتنزل الحرص على جر الولايات المتحدة إلى المواجهة ضمن إستراتيجية إيران التي تحرك أذرعها بشكل متزامن وفي مختلف المناطق من أجل أن تبقى الأوضاع مشتعلة في المنطقة، وهو ما يصب في مصلحتها.

واتّهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إيران بـ”مساعدة وحضّ” المتمردين اليمنيين على استهداف سفن في البحر الأحمر يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، دعمًا لقطاع غزة.

وقال بلينكن قُبيْل مغادرته المنامة “لقد ساعدت إيران وحضّت على القيام بهذه الهجمات (بتوفير) التكنولوجيا والمعدات والاستخبارات والمعلومات، وبات لذلك تأثير حقيقي”.

ويقول مراقبون إن إيران لا تريد أن  يدخل حزب الله في مواجهة واسعة مع إسرائيل في حين أنه لدى الحوثي قدرة كبيرة على تحمل ضربات جوية أميركية.

وألمح وزير الدفاع البريطاني إلى أن الانتقام العسكري ضد الحوثيين قد يكون وشيكًا؛ حيث اتهم إيران بمساعدة حركة “أنصارالله” (الحوثيين) على استهداف السفن في البحر الأحمر.
وقال غرانت شابس الأربعاء إنه على تواصل منتظم مع السعودية وشركاء بلاده الإقليميين الآخرين و”نحن جميعا متفقون” على أن هجمات الحوثيين “لا يمكن أن تستمر، ولن نسمح باستمرار ذلك”.

ولم يحدد شابس الشكل الذي يمكن أن يتخذه الانتقام، لكنه قال إن “ما حدث الليلة قبل الماضية”، عندما شن الحوثيون أكبر هجوم بطائرات مسيرة وصاروخية على السفن في البحر الأحمر الثلاثاء، غيّر الوضع”.

وأسقطت القوات الأميركية والبريطانية أكثر من 20 طائرة مسيرة وصاروخًا فوق البحر الأحمر أطلقها الحوثيون في اليمن، في ما وصفته لندن الأربعاء بأنه “أكبر هجوم” ينفّذه المتمردون المدعومون من إيران منذ بدء حرب غزة.

وقال الجيش الأميركي إن السفن الحربية والطائرات التابعة للحلفاء الغربيين أسقطت مساء الثلاثاء 18 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ في أحدث تدخل عسكري لها في البحر الأحمر.

يأتي ذلك بعد مرور أسبوع على تحذير 12 دولة، بقيادة الولايات المتحدة، الحوثيينَ من أنهم سيواجهون عواقب إذا لم يوقفوا استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية للتجارة العالمية.

وخلال الأسابيع الماضية شنّ الحوثيون أكثر من 25 عملية استهداف لسفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الإستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبعد مرور ساعات على صدور بيان الأميركيين جاء في بيان للحوثيين تلاه المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع “نفذتِ القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكرية مشتركة بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ البالستيةِ والبحريةِ والطائراتِ المسيرةِ استهدفتْ سفينة أمريكية كانت تقدمُ الدعمَ للكِيانِ الصهيوني”.

وأكد توفيق الحميري، مستشار وزارة الإعلام في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، أن “هذا الهجوم يُعتبر الأكبر الذي نُفّذ من قبل القوات المسلحة اليمنية منذ اتخاذ قرار منع سفن” -يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل- من عبور البحر الأحمر.

وأكد الحوثيون أن الهجوم الأخير يأتي “كردٍ أوليٍّ على الاعتداءِ الغادرِ الذي تعرضتْ لهُ قواتُنا البحريةُ من قِبلِ قواتِ العدوِّ الأميركيِّ” في 31 ديسمبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل عشرة عناصر كانوا على متن زوارق هاجمت سفينة تجارية.

والسبت الماضي توعّد رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، أبرز مسؤول سياسي لدى حركة “أنصارالله”، واشنطن بالردّ على مقتل عناصر من قوات البحرية. ونقلت وكالة أنباء “سبأ نت” اليمنية التابعة للحوثيين عنه قوله أمام قيادات عسكرية وأمنية إن “دماء شهداء القوات البحرية دشنت معركة جديدة مع العدو الأميركي والرد عليه آن لا محالة”.