المحرر موضوع: إسرائيل تستعد لمواجهة اتهامات ارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية  (زيارة 178 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
إسرائيل تستعد لمواجهة اتهامات ارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية
نتنياهو يدافع عن نفسه عشية جلسات المحاكمة بتأكيده أنه يحارب حماس وليس الشعب الفلسطيني.
العرب

جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين
غزة/لاهاي - أعدت إسرائيل العدة للدفاع عن نفسها اليوم الخميس أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة ضد اتهامات بارتكاب إبادة جماعية في غزة، فيما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا وللمرة الأولى رفضا لدعوات بعض الوزراء المنتمين لليمين لاحتلال القطاع بصورة دائمة.

ووسط استمرار احتدام الحرب الإسرائيلية في غزة، من المقرر أن تعقد محكمة العدل الدولية، والمعروفة أيضا بالمحكمة الدولية، في لاهاي جلسات استماع يومي الخميس والجمعة في دعوى رفعتها جنوب أفريقيا في ديسمبر وتقول فيها إن الحرب الإسرائيلية ضد مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.

وقال إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الأربعاء "الخميس، ستمثل دولة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لدحض فرية (سفك) الدماء العبثية التي أطلقتها جنوب أفريقيا، إذ تمنح بريتوريا غطاء سياسيا وقانونيا لنظام حماس المغتصب".

وستتناول جلسات الاستماع بشكل حصري طلب جنوب أفريقيا باتخاذ إجراءات عاجلة تأمر إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في غزة بينما تستمع المحكمة إلى حيثيات القضية في عملية قد تستمر لسنوات. وعبرت كولومبيا والبرازيل والمجلس الرئاسي الليبي عن دعمهم لجنوب أفريقيا في وقت متأخر من الأربعاء.

وأطلقت إسرائيل هجومها بعد أن نفذ مقاتلون من حماس هجوما عبر الحدود في السابع من أكتوبر وقالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين.

ومنذ ذلك الحين، دمرت القوات الإسرائيلية مناطق شاسعة من قطاع غزة واضطر جميع سكان القطاع تقريبا والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة للنزوح مرة واحدة على الأقل مما تسبب في كارثة إنسانية. كما قُتل أكثر من 23 ألف فلسطيني.

وعشية الجلسات، عبر نتنياهو للمرة الأولى علنا عن معارضته لدعوات وزراء ينتمون لتيار اليمين في حكومته ومن بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير للفلسطينيين لمغادرة غزة طوعا بما يفسح المجال للإسرائيليين لتوسع استيطاني في القطاع.

ورغم أن هذا الموقف هو السياسة الرسمية لإسرائيل، فإن تصريحات سابقة لنتنياهو حول الاحتلال الدائم لغزة كانت غير متسقة وغامضة في بعض الأحيان.

وقال نتنياهو عبر منصة إكس "أريد أن أوضح بعض النقاط بصورة قاطعة: إسرائيل ليس لديها أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين".

وأضاف، في التعليق الذي ربما تعمد أن يأتي قبل جلسات استماع محكمة العدل أن "إسرائيل تقاتل إرهابيي حماس، وليس السكان الفلسطينيين، ونقوم بهذا مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي".

وحذر الأردن ومصر الأربعاء من أي إعادة احتلال إسرائيلي لقطاع غزة ودعا البلدان خلال لقاء بين العاهل الأردني الملك عبدالله والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى السماح للسكان المهجرين بالعودة إلى ديارهم.

ويقول خبراء إن الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا تستند إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار، بينهم وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، الذي دعا في نوفمبر الماضي لقصف قطاع غزة بقنبلة نووية.

وقال الخبير في القانون الدولي مجيد بودن إن جنوب أفريقيا صاحبة الدعوى تقف موقفا قويا بما تملكه من أدلة على ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.

وأضاف بودن لوكالة "أنباء العالم العربي"، متحدثا من باريس: "محكمة العدل هي صاحبة السلطة القضائية الأعلى في العالم وهي مخولة بإصدار أوامر وليس طلبات إلى إسرائيل بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووقف كل الانتهاكات".

وأشار الخبير القانوني إلى أن الشعب الفلسطيني يمكنه أن يحظى بحماية دولية في الوقت القريب إذا ما حكمت المحكمة لصالح جنوب أفريقيا.

ولفت بودن إلى أن إسرائيل من الدول الموقعة على الاتفاقية الخاصة بمحكمة العدل الدولية، ومن ثم عليها التزام أمامها، معتبرا أن إسرائيل قبلت بالتقاضي "لأنها تخشى بأن لا تدافع عن نفسها ويصدر قرار ضدها، إذا لم تكن حاضرة أمام المحكمة".

وأضاف "الوقائع التي شاهدها العالم والموجودة في ملف جنوب أفريقيا تثبت وجود قرار إبادة جماعية".

وأوضح بودن أن العالم ينتظر من محكمة العدل الدولية قرارين: الأول يلزم إسرائيل بحماية الشعب الفلسطيني والأراضي الفلسطينية وإعادة الأمور إلى الوضع ما قبل السابع من أكتوبر، والثاني هو وقف الحرب والحصار وتجويع الشعب الفلسطيني وقتل المدنيين الأبرياء، وهذا ينطبق على غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

ويعتقد الخبير القانوني أن النظر في القضية سيكون في وقت قصير ويمتد من أيام إلى أسابيع لأن المحكمة تبحث في قضية ظرفية مستعجلة وواجب المحكمة أن تقلل من الأضرار.

تضم المحكمة 15 قاضيا من دول مختلفة بينها أربع من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين.

ويأتي باقي القضاة من سلوفاكيا والمغرب والصومال وأوغندا والهند وجاميكا ولبنان واليابان وألمانيا وأستراليا والبرازيل.

وبحسب الخبير القانوني في هيئة البث الإسرائيلية رافد آرال فإن للمحكمة حق تعيين قاض خاص نيابة عنها بالنظر لأن جنوب أفريقيا لا تملك قاضيا دائما في المحكمة. وعينت كل من إسرائيل وجنوب أفريقيا قضاة نيابة عنهما.

وأضاف "وجود قاض نيابة عن إسرائيل أمر مهم للغاية، وبعيدا عن الرأي الذي يتبناه، فهو أكثر دراية بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وجوانبه القانونية، ويمكنه التأثير على القضاة الآخرين".

وعلى الأرض في غزة، لم تكن هناك مؤشرات على تراجع حدة القتال. وزادت كثافة الضربات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة ووسطه الأربعاء على الرغم من تعهد إسرائيل بسحب بعض قواتها والتحول إلى عملية أكثر دقة.

وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون في وقت متأخر من الأربعاء إن الجيش يركز عملياته على خان يونس ومخيمات اللاجئين في وسط القطاع.

وفي أحدث مؤشر على اتساع نطاق الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر، تصدت سفن حربية أميركية وبريطانية في البحر الأحمر لأكبر هجوم تشنه جماعة الحوثي باليمن حتى الآن دعما لغزة. وقالت واشنطن ولندن إنهما أسقطتا 21 صاروخا وطائرة مسيرة استهدفت خطوط الملاحة، دون أن يسفر هذا عن تسجيل إصابات.

ووافق مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر الأربعاء على قرار يطالب الحوثيين بالوقف الفوري لهجماتهم على السفن.

وقالت إسرائيل هذا الأسبوع إنها تخطط لبدء سحب قواتها، على الأقل من الجزء الشمالي من غزة، بعد أسابيع من الضغوط الأمريكية لتقليص عملياتها والتحول إلى ما تقول واشنطن إنه يجب أن تكون حملة أكثر دقة.

وألغت منظمة الصحة العالمية مهمة مساعدات طبية كانت مقررة إلى غزة بسبب مخاوف أمنية، وهو الإلغاء السادس من نوعه خلال أسبوعين.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن أربعة من أفراد أطقمه قتلوا عندما استهدفت ضربة إسرائيلية سيارة الإسعاف التي كانوا يستقلونها على الطريق الرئيسي بالقرب من دير البلح وسط قطاع غزة. وأصيب راكبان في سيارة الإسعاف ولقيا حتفهما لاحقا.

وقال مسؤولون في مستشفى أبويوسف النجار في رفح إن أربعة أطفال فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية على منزل برفح.

وتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في إطار جولته الرابعة بالمنطقة منذ انطلاق الحرب، إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة الأربعاء والتقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقالت وزارة الخارجية إن بلينكن عبر عن دعمه لقيام دولة فلسطينية وناقش الجهود المبذولة لحماية ومساعدة المدنيين في غزة. وقالت السلطة الفلسطينية إن عباس شدد لبلينكن على عدم السماح بتهجير أي فلسطيني من غزة أو الضفة الغربية.