المحرر موضوع: هل توسع بريطانيا قرار حظر حزب التحرير ليشمل جماعة الإخوان  (زيارة 166 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31502
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل توسع بريطانيا قرار حظر حزب التحرير ليشمل جماعة الإخوان
الموقف من الحزب دليل على تغير المزاج البريطاني تجاه الجماعات الإسلامية.
العرب

أوروبا على خطى بريطانيا لحظر الحزب
لندن – أعلنت بريطانيا الاثنين أن حزب التحرير صار منظمة إرهابية محظورة في البلاد بسبب موقفه المناهض لإسرائيل والداعم لحماس، في خطوة قد تتسع لتشمل جماعات إسلامية أخرى داعمة لما قامت به حركة حماس، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر الجماعة الأم التي تفرعت عنها حماس.

وقال وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي الاثنين في بيان إن “حزب التحرير منظمة معادية للسامية تروّج الإرهاب وتشجّع عليه، بما في ذلك الإشادة والاحتفال بهجمات السابع من أكتوبر المروعة”، في إشارة إلى هجمات حماس على إسرائيل. وأضاف كليفرلي أن إشادة الحزب بالهجمات ووصْفه مقاتلي حماس بالأبطال على موقعه في الإنترنت يشكلان تشجيعا على الإرهاب.

وأرجع الباحث في شؤون الحركات المتطرفة هشام النجار السبب الرئيسي لإقدام بريطانيا على حظر حزب التحرير إلى النشاط الكبير الذي قام به زعيم الحزب الملقب بعبدالواحد في سياق التحريض ضد إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة.

توسيع بريطانيا دائرة الحظر من حزب التحرير إلى الإخوان، إن حصل، سيشجع دولا أخرى على اتخاذ الخطوة نفسها

وقد صدرت أولى التوصيات الرسمية بحظره بعد خطاب شهير ألقاه عبدالواحد أمام السفارة المصرية في لندن خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل نُظمت في أكتوبر الماضي، داعيًا إلى الجهاد ضدها.

ونقلت وسائل إعلام عن عبدالواحد مناشدته الجيوش المسلمة التوجه إلى غزة ومهاجمة إسرائيل لتحرير غزة وفلسطين.

ويمثل حظر حزب التحرير إشارة واضحة إلى حدوث تغير في المزاج البريطاني تجاه الجماعات الإسلامية الناشطة في البلاد، والتي دأبت على استثمار مناخ الحرية لإطلاق مواقف متناقضة مع قيم بريطانيا.

ويعتقد مراقبون أن تشدد بريطانيا تجاه الجماعات الإسلامية ومرورها إلى توسيع دائرة الحظر من حزب التحرير إلى الإخوان، إن حصل، سيشجعان دولا أخرى في أوروبا والشرق الأوسط على اتخاذ الخطوة نفسها.

ويُتوقع على نطاق واسع أن تتجه أوروبا والولايات المتحدة إلى اتخاذ مواقف حاسمة حيال أنشطة الجماعات الإسلامية والمنظمات والجمعيات التي تتبعها أو التي تتخفى وراءها، وذلك بسبب ما بدا في أنشطتها وتظاهراتها من دعم واسع لحماس ومعاداة لإسرائيل.

وتتهم دول عربية وإسلامية لندن بالتساهل مع الإسلاميين والتغاضي عن الأنشطة التي تسيء إلى بلدانهم الأصلية، لكن معاداة إسرائيل والتحريض ضدها دفعا البريطانيين إلى التحرك السريع ضد حزب التحرير، وهو ما قد يمثل مقدمة لمراجعة موقف لندن من الجماعات الإسلامية، وخاصة التي ترتبط بحماس بشكل مباشر أو ترتبط بها ارتباطا أيديولوجيّا مثل جماعة الإخوان.

واستبعد النجار في تصريح لـ”العرب” أن يكون حظر الحزب مقدمة لاتخاذ إجراء مشابه ضد منظمات إسلامية أخرى، وفي مقدمتها جماعة الإخوان ذات الحضور والنشاط الأكبر في بريطانيا، بالنظر إلى التزام قادتها وناشطيها البارزين بالمحددات البريطانية ذات الصلة بالتعاطي مع الحرب في غزة إعلاميّا وشعبيّا.

وفي نوفمبر 2021 أدرجت لندن بشكل رسمي حركة حماس في قائمة الإرهاب، بعدما كانت تقتصر في ذلك على جناحها العسكري.

وآنذاك عزت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل القرار إلى توفر الحركة على “قدرات إرهابية واضحة تشمل امتلاك أسلحة كثيرة ومتطورة، فضلا عن منشآت لتدريب إرهابيين”، إضافة إلى كونها حركة تعادي السامية.

وأشارت إلى أن بلادها صارت مقتنعة بأنه “لم يعد بإمكانها الفصل بين جناحَيْ حماس، العسكري والسياسي، وأن القرار يستند إلى معلومات استخبارية تؤكد ارتباطها بالإرهاب”.

وخرجت حماس من تحت عباءة جماعة الإخوان المسلمين، وتأسست عام 1987، وهي تعارض وجود إسرائيل وإجراء محادثات سلام وتنتهج سياسة “المقاومة المسلحة” للاحتلال الإسرائيلي لأراض فلسطينية. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون أمر سنة 2014 بإجراء تحقيق بشأن أنشطة الإخوان المسلمين في بريطانيا.

حزب التحرير، الذي تأسس في عام 1953 ويقع مقره الرئيسي في لبنان، يعمل في 32 دولة بما في ذلك بريطانيا

وخلص التحقيق الذي قام به السير جون جينكينز سفير بريطانيا السابق في الرياض، بعد حوالي عشرين شهرا من البحث والمتابعة ومراجعة حسابات الجمعيات الخيرية في بريطانيا، إلى أن “الانتماء إلى الإخوان المسلمين بداية الطريق نحو التطرف” وأن “الجمعيات الخيرية والمراكز التعليمية من أبرز المؤسسات التي يستفيد منها الإخوان في تمويل أجنداتهم ونشر أفكارهم”.

وفي تفسيره لقرار تصنيف حزب التحرير منظمة إرهابية، قال وزير الداخلية البريطاني “إن الحزب لديه تاريخ في الإشادة بالهجمات ضد الشعب اليهودي والاحتفال بها”.

وكانت الجماعة وصفت الشهر الماضي الدعوة إلى الحظر بأنها علامة يأس، وذلك على موقعها في الإنترنت.

ويعني الحظر أن الانتماء إلى المجموعة أو الترويج لها وترتيب اجتماعاتها وحمل شعارها في الأماكن العامة سيكون بمثابة جريمة جنائية في بريطانيا. ويمكن أن يواجه أولئك الذين ينتهكون القواعد عقوبة السجن لمدة تصل إلى 14 عاما.

ووفقا لموقع الحكومة على الإنترنت، يتمتع كليفرلي بسلطة حظر منظمة بموجب القانون البريطاني إذا كان يعتقد أن المجموعة “لها اهتمامات تتعلق بالإرهاب، وإذا كان من المناسب فعل ذلك”.

وقالت وزارة الداخلية إن حزب التحرير، الذي تأسس في عام 1953 ويقع مقره الرئيسي في لبنان، يعمل في 32 دولة بما في ذلك بريطانيا. وقد تم حظر الحزب من قبل في ألمانيا ومصر وبنغلاديش وباكستان وعدة دول في آسيا الوسطى والعالم العربي.